شبكة ذي قار
عـاجـل










 


نائم ورجليه بالشمس


للذي لايعرف قصة هذا المثل الوارد في العنوان، نقول: إنه يُضرب لمن يكون في وادٍ بينما الآخرون في وادٍ آخر، مختلف تماماً ..
وقصتنا مع المعني بهذا الكلام، تشبه قصة عرب مع طنبورة، بالضبط ..


فبينما يتظاهر مئات ألوف العراقيين الشرفاء ضد الظلم والتمييز الطائفي والتسلط والعمالة للأجنبي، وبعد مناورات مفضوحة الأغراض ولاقيمة حقيقية لها، دعا مقتدى الصدر، صاحب المجازر الشهيرة برعاية المحتلين ومباركة وإسناد العملاء، أتباعه إلى الخروج بتظاهرات يوم الجمعة المقبل، لا نصرة للمظلومين من أبناء العراق، الذين تعجُّ بهم سجون نوري النتن ومعتقلاته الرهيبة، التي ساهم هو في جرائمها، ولا دفاعاً عن حرائر العراق اللواتي انتهكت أعراضهنَّ، وهُنَّ الشريفات العفيفات، ولادفاعاً عن شعب العراق الواحد الذي يتعرَّض لجريمة إبادة منظَّمة وممنهجة.


لم يدعُ مقتدى الصدر أتباعه للخروج دفاعاً عن أي من هؤلاء، وانما دفاعاً عن ضحايا مدينة كويتا الباكستانية، الذين سقطوا جراء تفجير مساء الخميس الفائت، 10 يناير / كانون ثاني 2013، ليفصح لنا عن مدى اهتمامه الكبير بالعراق شعباً وأرضاً ومقدسات ..!


لا اعتراض عندي على الدفاع عن المظلومين في كويتا أو موزمبيق أو نيكاراغوا، فالانسان يتألم لسقوط ضحايا أبرياء في أي مكان من العالم، ولكن أليس من الأجدر بمقتدى الصدر أن يلتفت إلى العراقيين الذين يعانون أشد المعاناة، ويقف مع محنتهم، لا لكونه عراقياً أو عربياً أو مسلماً، كما يزعم، ولكن تماشياً مع المثل القائل: من جاور القوم 40 يوماً صار منهم، أو المثل القائل: الأقربون أولى بالمعروف، أم ان مقتدى يصرّ على أن ينسجم مع المثل القائل : إن ذيل الكلب لن ينعدل ، حتى لو وضع في قصبة لمدة 40 عاماً !


لاغرابة في هذا أبداً، فنحن نعرف جيداً ان عرباً في واد وطنبورةً في وادٍ آخر، بعيد تماماً، لسبب بسيط ولكن جوهري، وهو أن الموقف الشريف لايليق بمجرم جزار، وبتيار حاقد على كل ماهو عربي ومسلم!


ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين ...

 

 

 





السبت ٣٠ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب موقع وجهات نظر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة