شبكة ذي قار
عـاجـل










قدم المدعو عبد الحميد السائح نفسه، من خلال برنامج حديث الناس ليلة 14-1- 2013، من على قناة البغدادية على انه رجل معتدل, توفيقي, يحمل رسالة إعلامية من طراز خاص يمسك فيها العصا ليس من المنتصف تماما، بل من منطقة يحافظ فيها على أكبر قدر ممكن من التوازن قبل السقوط. الرجل معروف لنا جميعا بتطرفه في العداء لحزب البعث العربي الاشتراكي وللنظام الوطني، وقد قدم لنا وللمشاهد العراقي عشرات الساعات من إعلام الشيطنة والتبشيع المتوافقة تماما مع أهداف غزو العراق واحتلاله من اميركا وإيران والصهيونية وتبنى تبنيا مطلقا دستور الاحتلال وقوانين حل الجيش ومؤسسات الدولة الاخرى وقانون اجتثاث البعث والمساءلة والعدالة الذي يسميه عنصرا اساسيا من عناصر ( العدالة الانتقالية ) !!!. في هذا البرنامج قدم السائح نفسه كوسيط بين المعتصمين وبين الحكومة وأعطى لنفسه حق اصدار الاحكام على مطالب المتظاهرين مَن منها حق ومَن منها باطل في هدف مفضوح ومكشوف حاول ان يتذاكى في اخفاءه ألا وهو: شق صفوف المتظاهرين والمعتصمين من خلال تسفيه بعض مطالبهم واعتبارها انقلابا عسكريا.

 

رغم اني متابع لكل اهداف الثورة العراقية وانتفاضة شعبنا العظيم المعلنة غير اني لم اسمع إلا في برنامج السائح هذا عن مطلب تغيير الآذان..، وبافتراض ان احدهم في حشود المتظاهرين قد رفع كارتونة كتب عليها هذا المطلب فما هو سر تحويله الى حدث اعلامي يتناوله السائح من على شاشة فضائية البغدادية؟؟؟ الجواب الذي اراه هو تسفيه وازدراء ومحاولة اثارة شرخ طائفي بادعاء رخيص حتى لو كان قد وجد بضعة اشخاص من أصل ملايين المعتصمين يتداولونه. ولنفترض جدلا ان هذا المطلب قد كان من بين اولويات المعتصمين فان رفع الاشارة الى الامام علي عليه السلام في الاذان أمر يقره معظم مراجع الحوزه، بل وثبتوه في كتب فتاويهم على انه أمر مستحب وليس واجبا.

 

اذن لماذا يتطوع السائح ليضع قضية الاذان في واجهة المطالب المرفوضة؟ ومَن كلفه بأن يكون وسيطا وهو الذي يدّعي حين يحتدم الجدل انه يقف في منتصف المسافة من مطالب الأطراف المتصارعة كونه اعلامي محايد؟ ألا يستحي هذا الرجل ان يظل صوتا نشازا مصرا على الحفاظ على ذات مريضة حاقدة منغمسة في اوحال الاحتلال ومنتجاته القذرة؟

 

اما الدستور فان تغييره ( مسسسستحيل ) طبقا لنبرة صوت متهدج، بل مرتعش من ما آلت اليه التجربة الاحتلالية وعمليتها التي تورط حتى نخاعه في الانغماس في الترويج لها وفي التورط في دعم خيانة الوطن ونظامه الوطني القائم قبل ان يظهر للسائح صوت اجش. الدستور هو رأس البلاء وهذه حقيقة يقرها كل الشركاء والفرقاء والأعداء في العملية الاحتلالية البغيضة. وكلهم بلا استثناء يقرّون ان هناك مواد وفقرات في الدستور أُعدت على عجالة!! وان بعضها قنابل موقوتة!! وبعضها غريب عن منطق وثوابت الوطن والوطنية وابن بار للتفرقة العنصرية والشوفينية. وهذا الاقرار يبرز بين آونة وأخرى ويصير عجلة صدئة يركبها المالكي وأعوانه مرة وعلاوي الخائب وجماعته مرة والإخوان المفلسون مرة حتى يصمت طنين البعوض حين يعلو عليه صوت السيد الامريكي والصهيوني. فتغيير الدستور ليس مطلب شعب العراق لوحده، بل هو مطلب العراق يا ابن السائح هذا إن كنت تدرك ان الشعب يمضي بإرادة الله ويتبدل جيلا بعد جيل لكن العراق باق رغم انفك وانف كل مرتزقة الاعلام الرخيص.

 

وفي حديثه الببغاوي المليء بالنفاق والمراءاة، وطفح الموقف المنحاز للعملية السياسية المحلى بقدر من الموضوعية يطلق السائح بالونات بألوان وأحجام فاقعة مقرفة، ينفس فيها عن نفس مطعونة, أي مصابه بالطاعون ان صح الاستخدام, فيقول بدون أي سند ان هناك اجتثاثا قائما في بعض الدول منذ عشرات السنين ولا ضير في ذلك! نحن هنا لسنا ازاء اعلامي يخاطب ملايين الناس، بل ازاء المجرم واثق البطاط مسئول حزب الشيطان الذي صرح بصفاقة نادرة ان ميليشياته القذرة ستقطع رؤوس البعثيين وعوائلهم اذا الغي قانون المساءلة والعدالة!! توافق لم يأت بالصدفة، بل هو توافق المجرمون لو يعلم ( الدكتور عبد الحميد ). ويضيف السائح موضحا تصريحه الطاعوني: ان الحجر على بعض النازيين مازال قائما: ونحن نقول ان المعلومة قد يكون فيها نوع من الصحة فنحن لم نطلع على حال المانيا بعد سقوط جدار برلين وتوحيدها الذي لا يمثل نموذجا للسائح وأمثاله حين يدافعون عن الدستور الفيدرالي الممزق لبلدنا.. غير اننا نقول ببساطة للسائح... ان ثلاثة أرباع شعب العراق الواعي المدرك المثقف يرى ان البعث حزب وطني وقومي ومبادئه شريفة وتخدم الوطن والأمة وعقيدته يتعاطاها ويتعامل بها ملايين من العرب. حزب البعث العربي الاشتراكي حزب رسالة مشتقة من واقع الأمة ويثور عليه ومشتقة من كل صفحات تاريخ العرب المشرقة وتحمل مضامينها وأنوار حضارتها وثقافتها المتراكمة من آلاف السنين وليس ثمة مقارنة بينه وبين النازية ايها الاخرق.

 

ان الحديث ( المتعقل والمتوازن ) عن المساءلة والعدالة من زاوية ضرورة ان يمنح ( بعض البعثيين من المدرسين والمعلمين مثلا ) رواتب تقاعدية هو منطق حق يراد به باطل، بل هو جريمة مغلفة بالزيف والرياء. فالاجتثاث قانون نازي طبق على ملايين من ابناء العراق دون وجه حق، بل تعبيرا عن عداء سياسي وعقائدي من الدول الغازية ومن قبل ان يكون حمارا تركبه ارادة الاحتلال ومناهجه المدنية المخابراتية. الاجتثاث قانون خال من الانسانية والشرف وحرب كهنوتية فارسية وصهيونية شعواء على عقيدة العرب ومنهجهم الوطني والقومي الوحدوي التحرري الاشتراكي. الاجتثاث حقد اعمى ورؤى عوراء قصيرة وضبابية لقتل حرية الانسان وذبح العقائد المجاهدة من اجل الحرية. ومهما طرح الاحتلاليون وعبيدهم من قناعات ووقائع فأنها لن تملأ ملعقة صغيرة في تبرير الاجتثاث لأن اجتثاث العقائد هو النازية بعينها وهو العنصرية والعرقية والشعوبية والشوفينية بعينها.

 

ان الغاء الاجتثاث مطلب عراقي يرفعه كل شعب العراق لأنه طريق معوج مجرم وغير اخلاقي لا يتوافق مع حضارة العراق وأصالة شعبه فالعراق وشعبه فارس والفارس لا يتبنى الرذيلة والاجتثاث رذيلة. العراقيون لا يطالبون برفع الاجتثاث لمنح حقوق مكفولة قانونا لملاين منهم فقط، بل لأنه قانون لا يليق بعراقي ولا بعربي ولا بمسلم لأنه قانون مجرم ... شاء عبد الحميد الخائف المرتعب ام ابى.

 

اما حديثه عن قوانين الارهاب فقد جاء بنفس السوء ان لم يكن اسوأ.... فالبغدادية على لسان هذا الاخرق ترى ان قانون الارهاب أمر بديهي ولا بد منه. بمعنى انه يرى ان المداهمات والاعتقالات التي طالت ملايين العراقيين منذ يوم الاحتلال الأسود الى الآن مبررة وضرورية... طبعا.. لكي يوفر نوعا من الأمان لنفسه المرتعبة والمفجوعة بفشل أسياده عبيد الاحتلال وسواد وجوههم في تمشية العملية السياسية الاحتلالية. ويرى عبد الحميد ان اطلاق سراح المعتقلين مطلب فيه غلوووووووووو وغير قابل للتطبيق. ألا تبت يدا ابي لهب وتب .. شعبنا يا ابن السائح يجاهد ويقاتل الاحتلال وأنت و اسيادك تسمون الجهاد الوطني ارهابا... شعبنا يرفض طائفية احزاب ايران وشخصياتها التي تقود احتلال بلدنا وأنت وهم يسمون هذا طائفية وإرهاب. ... ألا تبت يداك وتب... فأنت و امثالك تكرار لأبي لهب .. وتيقن ان صوتك سيختفي ولن يسمع به حر شريف بعد زمن قصير، بل وقصير جدا بإذن الله.

 

لعل الصوت يصل الى بغدادية الأمركة والسائح فيها عبد الحميد: البعث موجود وبوسعه ان يفعل الكثير سيد عبد الحميد لكنه الآن يقاتل بقايا اميركا ويلتقط مجاهدوه بعض وجوه الخيانة إن صحت الفرصة لأنه يحب شعبه ولا يريد غير تحرير العراق وعودته سيدا بيد ابناءه ولعلك تنأى بنفسك عن أن تظل صوتا نشازا عفا عليه زمن الاحتلال البغيض .. فأنت فعلا الآن كذلك وعليك ان تتدارك موقفك لأنك واحد من أنذال الزمن الردئ.

 

 

 

 





الثلاثاء ٣ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة