شبكة ذي قار
عـاجـل










اعتدت بعد كل خطاب يوجهه القائد أو حديث يدلي به أو حوار يجريه أن أكتب عنه سلسلة تحليلية واستنتاجات، ولكنني هذه المرة عكفت لمتابعة ردود الأفعال ومدى أثره في المجتمع وتفاعل الرأي العام معه.
ان الخطاب كان التفاتة من لدن القائد العام للقوات المسلحة المهيب الركن عزة إبراهيم ووفق سياق ومنهج اعتاد عليه باعتباره حالة تقييم وعرفان لمواقف الجيش العراقي على مدى السنوات التي أعقبت التأسيس، فالقائد الذي يعيش معاناة شعبه لا بد أن يستذكرهم في مناسباتهم، وما تهنئته للجنود والضباط في عيدهم الأغر إلا مثالا حيا على عمق تفكير الرفيق القائد.


لا نبالغ إذ نقول ان الجيش يستحق التفاتة قائد الجهاد والمقاومة وتحيته وتهنئته، كما والواضح ان من دواعي الخطاب وضرورته في هذا الوقت بالذات تمثل ضرورة، فلو مرت المناسبة دون إطلالة القائد المجاهد عزة إبراهيم لا سامح الله لكان ذلك يمثل موقفا غير مسبوقا وغير مألوفا، هذا من جانب ومن جانب أخر الجندي والضابط والشعب العراقي برمته ينتظر مثل هكذا مناسبات ليطمئن على القائد الأمل وليستمع لرؤيته وتحليله وما ستؤول اليه الأمور، فكلامه بكل تأكيد لا يلقى جزافا وإنما وفق معطيات وحقائق لكونه يعتبر بوصلة لتصويب الاتجاهات، كما وأن الانسان بفطرته يكون ميالا لمن يشاركه مناسباته الخاصة أو العامة والوطنية منها تحديدا، فكيف إذا كانت هذه المشاركة من قائد المقاومة وقائده الفعلي والشرعي وما تحمله من معاني وقيم، مشاركة مفعمة بالثناء والتقدير والاعتزاز، هذا هو الخط الصحيح الذي لن يزايد عليه أحد، ومن بين حقائق الخطاب وردود الفعل :


الخطاب شكل صدمة غير مسبوقة وولد رعبا في قلوب الخونة والعملاء وكل من سار بالطريق الخطأ، حيث كانوا وطيلة عشرة سنوات يغمضون أعينهم كي لا يرون الحقائق على الأرض، وها هو قائد الجهاد والمقاومة يريها للجميع ويثبت بالدليل والحجة والمنطق قوة المقاومة والبعث وصلابة وثبات الموقف الاستراتيجي بالتحرير ولا شيء غيره وإصراره على عودة العراق كما كان سيدا معافى.


الخطاب لم ينتقده إلا نكرات المجتمع وبغض النظر عن انحدارهم البيئي والطائفي، فكلاهما يرى ان نهج البعث والمقاومة وخطه الجهادي يشكلان خطرا على مصالحهم الشخصية الضيقة ووجودهم، فهو الذي سيوقفهم عن الاستمرار بنهب ثروات البلاد والتحكم بمصير العباد، فعرف كل عميل وخائن حجمه الحقيقي، لذا لن يسرهم أن يكون الرفيق القائد بهذه الروحية المستمدة من روحية الشعب ككل.


الخطاب وأهميته قادت الى اتساع نشره بشكل غير مسبوق، وكل جهة ناشرة لها غاياتها، فالتعاطف المحلي والعربي كان نتيجة طبيعية لم آل اليه حال الأمة بغياب دور العراق الطليعي وما نتج عنه من مخاطر هي اليوم في عمق أقطار الأمة تنفيذا للمشروع الصفوي الذي لم يقف عند حدود العراق، لذا كانت جل التعليقات والمشاركات تعبر عن هذه الحقائق، وبالمقابل كانت المواقع الصفوية وصحفها الصفراء واقعة تحت تأثير الصدمة التي هزت كيانهم المسخ وكشفت براقع مشروعهم التآمري.


الخطاب كانت نتيجته ان الشعب العراقي والأمة العربية أقتنع أن لا حل إلا بعودة العراق الى أهله، والطريق أصبح ممهدا للتحرير والحسم، فالحل والاستقرار يكمن بالبعث وهذا له تأثير كبير في العقل الجمعي الذي سيكون مسايرا لقوة التحرير بعد ان تميزت الخنادق وانجلت غبرة الخداع والتضليل.


قائد مسيرة التحرير المجاهد عزة إبراهيم كرم الشجعان أصحاب الكلمة والموقف وخاطبهم، فكان معبرا عن نبض الشارع، نعم خاطب المجاهدون طليعة الأمّة الذين بذلوا النفس والمال والراحة والأمن في سبيل الوطن، كما وبين طريق الحق الذي يغبط الشرفاء وطريق الباطل الذي سلكه العملاء، فالحق قد يحبس ويؤسر فترة ولكن لابد ان يفك ويخرج بقوة لزهق الباطل، فلا يبغض الحق إلا ضعاف النفوس وخبثاء السريرة وما يشوه الحق إلا معسكر الشرك والنفاق الهمج الرعاع الذين تركوا عقولهم وأتبعوا شهواتهم وهم المراؤون الذين يعملون الأعمال لأجل ثناء الناس تضليلا وخداعا وليس لرضا الله وهؤلاء لا يشرف شعب العراق ان يكونوا بجنبه في طريق التحرير.


mmsskk_msk@yahoo.com

 

 





الاربعاء ٤ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة