رسالة لن أطيل بها أوجهها كمواطن عراقي لإدارة قناتي البغدادية والسومرية الفضائيتين، أوجهها من ضمير الشعب العراقي أبدأها بسؤال: أين أنتم مما يحدث في العراق؟؟
لذا أدعوكم للاصطفاف الى جانب الشعب المظلوم، فالدم النقي والعقل السليم لا بد ان يكون وفيا مخلصا فليس من شيم العراقيين الانتهازية فقد ولى وقتها وحانت لحظة الحقيقة، لقد سكتما طويلا وما زلتم عن عكس آلام ومعاناة الشعب بينما الاعلام له دور فاعل في الحسم فيما إذا تم توظيفه التوظيف الأمثل، أدعوكم للتعقل والعودة عن الطريق الخطأ والتحرر من الانقياد الأعمى للحكومة الطائفية العميلة، وكفى أيها الأخوة تنكرا للحق فعليكم التمييز بين الصح والخطأ وبين الصدق والكذب وبين الموقف الوطني وغير الوطني، فلو كنتما على الحياد لربما التمسنا لكما العذر.
كنا ننتظر منكم أن تغتنموا الفرصة وتفهموا النداء وتلتحقوا مع الرأي العام، بينما ما زلنا نرى قيادتكم حملة الخداع والكذب والتضليل وتغذية العقول بالصورة الخطأ في دعاية رخيصة للحكومة الطائفية العميلة، فمتى يكون قراركم الصائب إلا ترون كيف كسر رجال المقاومة ما كان يسمى هيبة الجيش الامريكي وكيف مرغت سمعته في وحل الهزيمة، فمن هؤلاء الرعاع العملاء ومازلتما تخشوهم وتجاملوهم وتبررون اخطائهم على حساب اهات شعبكم فكفاكم تدليسا وتزويرا.
الواقع اليوم قد أختلف والتغطية الوطنية توثق مثلما توثق التغطية التي تصب في أطار التآمر والتعاون مع المحتل وأذنابه، فلا تكونوا قنوات صفوية الهوى والهوية، فمازالت الفرصة أمامكم سانحة للعودة الى الطريق الصحيح من خلال نقل الحدث وتغطيته كما هو لو صدقت النوايا، بتغطيتكم الحيادية سيلمس الثائر ويطمئن ان صوته يسمع ورأيه يصل، كما وان توثيق الحدث ونقله بحقيقته سيغل يد أي حاكم مستبد، وهذا الموقف بكل تأكيد سيقود الى تعاطف شعبي مع القناة التي تضامنت معه في محنته وناصرته ونقلت معاناته وعبرت عن أفكاره.
ان متطلبات التكفير عن الخطأ والدخول للصف الوطني ليست سهلة، كما وان نيل شرف المساهمة بالتحرير هو تنوير ألهي لا يستحقه الجميع، ومحظوظ من تتاح له الفرصة ويستثمرها سواء كان فردا أو مؤسسة، وحيث ان الشعب العراقي قد حسم أمره وبدأ معركة الحسم بمشيئة الله، فهذا يتطلب النصرة ومن بين من نعنيهم بذلك الاعلام، فأما يكون اعلاما مساندا لثورة الشعب وأما يكون اعلاما مساندا لحكومة العملاء، ولكلا الموقفين استحقاقاته التي ستكون حين تقييم المواقف قريبا بإذن الله ..
