شبكة ذي قار
عـاجـل










لله درك يا عراق فانت خلقت للمهمات العظيمة ، فكم من غزوة استهدفتك ، وكم من عدو اراد ان يثلم ارادتك ، وكم من متغول اراد ان يستغل فيك الخير والحق والعدل ، وكم من جبان اراد ان يركب جوادك ، فكلهم كنت لهم بالمرصاد ، وكلهم ذهبوا ، وبقيت شامخاً كالطود الشامخ ، لا تهزك ريح ولا يثنيك اعصار .


في الغزو والاحتلال ظن عدوك وعدو الامة ان الامور قد دالت اليه ، وما عرف تاريخ بطولات ابنائك ، ولا خبر ايام امجادك ، ولا فهم ان فيك ابطال صناديد يذودون عن حياضك، فالبعث قد انجب رجال لا ككل الرجال ، وقادة لا مثيل لهم ، كل واحد في موقعه ومكان تواجده بطل ، وكل بطل يقدم الغالي والنفيس في سبيل عزتك ورفعة شأنك .


ظن الخائبون ان في مقدورهم ان يحرفوا مسارك ، رغم انهم ينتسبوا اليك زوراً وبهتاناً، فما عرفوا ان ثورة يقودها حزب وطليعة وقادة لن يتخلى عن تجربة نضاله ، فجروا الارض تحت اقدام الغزاة ، حتى شعروا بالويل والثبور وعظائم الامور، فولوا هاربين لانهم كانوا يخافون الخزي والعار ، خزي الشماتة فيهم من العالم الذي يركبون موجة السيطرة عليه، والذين دانت لهم قيادته في غفلة من الزمن ، فما احسنوا صنع ما وضع الله في ايديهم .


هرب الامريكان وحلفاءهم ، وبقي صهاينة العصر الجدد ، المجوس وملاليهم الا شاهت وجوه من ارتضوا لانفسهم ان يكونوا حلفاء الشيطان ، وهم الذين طبلوا وزمروا انهم اعداء الشيطان ، فكانوا الشيطان بعينه في ثوب مجوسي جديد يتلفع بالاسلام والاسلام منهم براء.


لم يستوعب ملالي الفرس المجوس التاريخ جيداً ، فبالامس القريب تجرعوا كأس سم الهزيمة على ايدي ابطال القادسية الثانية ، قادسية صدام المجيد ، وقبلها كانت للعراقيين صولاتهم عليهم ، فهزموهم خمس مرات على ارض العراق ما بين القادسيتين ، وهاهم اليوم يعيثون في ارض العراق فساداً ، وما تعلموا من صولات العراقيين الماضية .


انتفض العراقيون منذ اكثر من عشرين يوماً في معظم محافظاتهم ضد الحكم الطائفي المجوسي ، يرددون شعارت وطنية ومطالب مشروعة ، كلها تصب في كنس العملاء واسيادهم ، وفك رهان العراق بالفرس المجوس ، لان العراقيين ما ارتهنوا لارادة اجنبي ، ولا لحاكم معتوه ، فكيف اذا كان هذا الاجنبي فارسي مجوسي ؟ ، وكيف اذا كان هذا الحاكم خائن وعميل ؟ ، يسوسهم باوامر ونواهي بمن تلوثت يداه بدماء اطفالهم .


انتفاضة العراق رفعت مطالب المقاومة ، والمقاومة التحمت بالانتفاضة ، كلها بسبب من جدارة العراقيين في صراعهم مع عدوهم وعدو امتهم ، ولانهم يأبون الا ان يحكموا انفسهم بانفسهم ، وان يكونوا وحدهم من يصنع قراراهم ، فما قبلوا ان يصادر قرار العراق ، ولا ان يمتطي سيادته عملاء جاءوا مع الغزو والاحتلال ، ورهنوا انفسهم بمن لا ينظر للعراق والعراقيين الا اتباعاً لهم ، ومن اجل ان يبنوا مشروعهم القومي على حسابهم .


لله درك يا عراق فانت ابو الصولات ، وانت ابو البطولات الوطنية والقومية ، فقد ذت عن حياض العراق ، وساهمت في الدفاع عن الامة ، عندما حانت ساعة المواجهة مع الصهاينة اعداء الامة ، وهزمت مشروع المجوسي الاكبر في معارك البصرة والفاو ، وانزلت بالفرس المجوس هزيمة منكرة ، ادت الى اجبار كبيرهم تجرع سم الهزيمة ، وشوهت وجه الاحتلال الامريكي البشع واجبرته على الرحيل ، وسيأتي دور الفرس المجوس وعملاءه في المنطقة الخضراء في بغداد .


انتفاضة العراق والعراقيين ستنتصر على افرازات الاحتلال ، وتجتث العملية السياسية التي افرزها الاحتلال ، وكل ذيولها وتبعياتها وارتباطاتها ، وسيعرف العملاء ان ارض العراق لاتقبل ان يدنسها من لا ينتمي الى العراق ، ولا تلوك اكباد ابنائه اسنان الاشرار الصفراء، فالعراق عصي على ان يقوده الا الرجال الذين يوسمون بالشجاعة والارادة والانتماء ، والعراقيات الماجدات يأبين الا ان يحملن بمن يتنفس هواء العراق ويتنسم هواءه ، فهن اخوات الرجال اللواتي كان الشهيد البطل يعتز بهن ، ويذود عن شرفهن ، يوم اراد عبيد الخليج ان يتطاول على شرفهن ، فكانت له صولته عليهم ولوا فيها هاربين من وجه جنوده الابطال ، ومازال الزمن ينتظرهم حتى ينالوا جزاءهم على ممارساتهم الخيانية .


لله درك يا عراق فانتفاضتك كما هي مقاومتك ، تأبى الا ان تكون متفردة في انطلاقتها ، وفيما تؤول اليه من نتائج ، لولادة عراق عروبي اصيل كعادته .

 


dr_fraijat@yahoo.com

 

 





الاحد ٨ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة