شبكة ذي قار
عـاجـل










بدءا", لسنا بصدد البحث عن خصوصيات وخصائص تضعنا في وضع متميز على اخوتنا العرب الذين ثاروا في أقطارهم بهدف تغيير انظمتها او لإجبار الانظمة على اجراء اصلاحات سياسية او اقتصادية، بل ان الهدف هو البحث في ركائز ومقومات ديمومة الثورة العراقية وتحقيقها لأهدافها المختلفة تماما عن كل اهداف ثورات العرب الاخرى، ومن ذلك ان ثورتنا تهدف الى انجاز هدف تحرير العراق من بقايا وآثار الاحتلال الامريكي، وتحريره من الاحتلال الايراني وما يلحق هذا الهدف الاساسي المحوري من اهداف اخرى تضمنتها مطالب شعبنا، وترتبط كلها بوشائج عضوية لا تنفصم حتى لو بدى للبعض او حاول البعض وضعها في زوايا فهم غير كامل الابعاد، أو جزئيات غير مترابطة.

 

هدف تحرير العراق يتفرع منه هدف اسقاط العملية السياسية ومنها يتفرع الغاء دستور الاحتلال الامريكي الايراني وإلغاء قوانين الاجتثاث والإرهاب وإطلاق سراح مئات الآلاف من المعتقلين وغيرها من مطالب الشعب المشروعة و الموضوعية. ان النصر الذي يريد الثوار تحقيقه، هو الذي ينجز كل هذه الاهداف، وإلا فان ثورتنا ستستمر وستجد لنفسها صيغ تعبير مختلفة تتراوح بين التظاهر والاعتصام والعصيان المدني واستخدام السلاح. هذه حقيقة نهائية تعج بها صدور الثوار. وعلى خونة وعملاء الاحتلال ان يدركوها جيدا ويتصرفوا على اساسها.

 

ان ثورة العراق قد انطلقت من رحم مقاومتنا الوطنية والقومية والإسلامية وكامتداد وتصعيد طبيعي لها ولانجازاتها العظيمة التي تكللت بطرد جيوش قرابة اربعين دولة ممن دخلوا عام 2003 تحت زعامة قطب العدوان المجرمة اميركا. وعليه فان الاحتمالات التي تواجهها ثورتنا هي اما النصر او النصر: اما ان تنتصر في صيغتها الراهنة وما يمكن ان ترتقي اليه من صيغ سلمية او أخرى او .. ان تتحول الى مدد هائل للمقاومة المسلحة الذي يحتضنه كل الشعب الثائر الآن لتقوم باجتثاث الاحتلالَين بقوة السلاح.

 

ان خاصية الثورة بكونها ثورة تحرير تجعل منها ارادة وطن وشعب وليس ارادة شعب فقط . ارادة الوطن المتوحدة مع ارادة الشعب تمتلك قدسية ربانية وتفرق كثيرا عن ارادة شعب لتغيير النظام على اهمية التغيير كقيمة جوهرية في حياة العرب. وخاصية أن تكون الثورة وليدة ورديف مقاومة مسلحة ابتدأت قبل اكمال الغزاة اهدافهم الشريرة باحتلال بغداد بسنوات طويلة لأدراك العراقيين بأن المواجهة غير المتكافئة عسكريا وماديا ستفضي الى احتلال العراق لأنه الهدف الاساسي من اهداف الصراع العقائدي بين الصهيونية والقومية العربية وعقيدتها الثورية، تعني ان استراتيجية التحرير والاستقلال تأخذ اعمق معانيها بهذا الربط الجدلي والعضوي في تكتيكات تبادل الادوار بين البندقية الباسلة التي أحيت الاموات بإذن الله وغيرت او كادت ان تغيّر معظم خارطة المنطقة السياسية وربما الجغرافية ضمنا وعلى مدى زمني منظور بعون الله وبين التتويج الشعبي الهائل الرافض للاحتلال ومنتجاته.

 

العالم كله الآن يدرك معنى عبارتنا التي اطلقناها قبل سنوات بتعديل مقصود على ما ردده الثائر الخالد عمر المختار : نحن لا نستسلم, ننتصر او نموت ... وعبارتنا هي : نحن لا نستسلم .. ننتصر او ننتصر.

 

 





الاربعاء ١١ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة