شبكة ذي قار
عـاجـل










تحياتنا لك :

أود إن أوضح لشخصك المعروف كممثل لهيئة الأمم المتحدة في العراق بعض الأمور التي تتجاهلها وهيئتك التي كلفتك بهذا الواجب سواء كان تجاهلكما بقصد أم بغير قصد .. لتكون وصيا أمينا لأهدافها ومبادئها وميثاقها في العراق المحتل صفويا .

 

من خلال تجربة العراقيين معك أو مع من سبقك في التمثيل لهذه المهمة الدولية اتضح للجميع وبما لا يقبل الشك أن نواياكم هي نوايا غير إنسانية بسبب مواقفكم المناهضة لحقوق الإنسان في هذا البلد المعروف تاريخه لكَ ولمنظمتك وأعضائها من الدول الكبرى الذين يحكمون شعوب الأرض  بأنه صاحب حضارات وله الفضل الكبير لكَ وللعالم بأنه البلد الذي علم البشرية  وعلم شعبك والعالم الكتابة والقراءة والفنون والإبداع والثقافة والعلوم ..  و .. و ...  الخ ..

 

 ليكن في علمك أيها الوصي الاممي المناهض لحقوق الإنسان في العراق أن العراقيين يعرفون جيدا وبصورة مفصلة عن واجبات ودور وهدف ومبادئ وميثاق هيئتك الأممية قبل أن تعرفها أنت .. يعرفونها جيداً منذ أن تأسست سنة 1945 في مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.ويعرفون جيدا بان السبب الرئيسي في تأسيس هيئة الأمم المتحدة هو الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم ،ويعرفون جيدا أن الإطار القانوني الذي تعمل عليه منظمتك أو هيئتك ينحصر ب (انتهاكات ) حقوق الإنسان.. ويعرفون جيدا أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تتابع قضايا حقوق الإنسان عن طريق لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة (UNHRC) .

 

فإن كنت تدري يا سيد (مارتن كوبلر) فهذه مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اكبر ... ولكن الواجب الوطني والقومي والإنساني يحتم على كل من يهتم بقضايا حقوق الإنسان أن يذكرك عسى أن تنفعك الذكرى ، وأنت تشغل وظيفة ممثل هيئة الأمم المتحدة في العراق  لأقول :

 

إن هيئة الأمم المتحدة المعروفة بهيبتها وضخامة عنوانها السياسي لتحكمها بدول كبرى لا تتبنى القوانين التي تأسست من اجلها ، وإنما العكس هو الصحيح .. والسبب في ذلك هو مصالحها  أولا ، ثم أمريكا والصهيونية العالمية اللتان  يحكمان ويتحكمان بمبادئها وميثاقها ثانيا  .

 

ولهذا السبب جعلت أمريكا من هيئة الأمم المتحدة أداة مطيعة لها لخدمة مصالحها في العالم بصورة عامة والدول العربية بصورة خاصة ، والدليل على ذلك هو الموقف السياسي الذي سأذكرك به يا سيد مارتن كوبلر عندما طالبت دول الأعضاء الأربعة بنقل مقر هيئة الأمم المتحدة من نيويورك لتضايقها من سياسة الولايات المتحدة الأمريكية جراء ما تقوم به من ضغوط مصحوبة بتلاعب وتزوير وتظليل للكثير من قرارات هيئة الأمم المتحدة .. فما الذي قامت به أمريكا آنذاك  ؟ لقد هددت الولايات المتحدة الأمريكية دول الأعضاء الأربعة في حالة تكرار مطالبتهم بنقل هيئة الأمم المتحدة من نيويورك إلى مكان آخر .. أتدري يا سيد مارتن كوبلر .. ما هو التهديد الذي هددت به الولايات المتحدة الأمريكية  للدول الأربعة ؟ لقد هددت بأنها ستنتقم من هيئة الأمم المتحدة بايقاف الدعم المالي لميزانيتها والذي يؤدي الى انهيارها  واغراقها في المحيط ..

 

هذان السببان الرئيسيان يا سيد مارتن كوبلر جعلا من الولايات المتحدة الأمريكية أن تفرض سيطرتها وهيمنتها على هيئتكم وحولتها أي حولتكم إلى أدوات طيعة لتنفيذ وإصدار أي قرار يتلاءم مع مصالحها  فقط  ضاربة عرض الحائط الأهداف والمبادئ والميثاق الذي تنادي به هيئة الأمم المتحدة ...ولهذا عليك أن تدرك وبالرغم من إدراكك وإدراك من يعمل اليوم كممثل لهيئة الأمم المتحدة في الكثير من دول العالم بان هيئة الأمم المتحدة  أصبحت اليوم إحدى الدوائر المهمة لتنفيذ القرارات الأمريكية تجاه الشعوب المغلوبة على أمرها سواء كان ذلك من قبل محكوميها أو بما يلاءم مصالحها .

 

من الواجب على كل إنسان يعيش في هذا العالم بصورة عامة والعراق بصورة خاصة أن يوجه للسيد ممثل الأمم المتحدة في العراق هذان السؤالين  :

هل قرأت المعنى الكامل لتعريف كلمة (التعذيب) المذكورة في هامش حقوق الإنسان لميثاق هيئة الأمم المتحدة والذي فسر على انه ( كل فعل مقصود يسبب ألماً ، أو معاناة ، سواء كانت جسدية أو نفسية لشخص ما بغرض الحصول على معلومات أو اعتراف منه أو معلومات عن شخص آخر ، أو لفعل قام به أو مشتبه في أنه قام به هو أو شخص آخر ، أو بغرض تخوضه ، أو إجباره هو أو شخص آخر ، أو لأي سبب آخر قائم على التميز، عندما يكون مثل هذا الألم ) ؟ .وهل عمل به حرفيا  كمبدأ رئيسي لميثاق هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية مع الحكومات التي تمارسه وتمتهنه كمهنة رئيسية ضد  شعوبها ؟ .

 

فان كان جوابك  بنعم ..

إذن يا سيد مارتن كوبلر أو من سبقك في التمثيل في العراق لماذا  لم تقوموا بواجبكم الإنساني الذي وظفتم من اجله في العراق تجاه  كل انتهاك وتدمير البنى التحتية للصحة والزراعة والجامعات والطرق والمستشفيات  و.. و  .. الخ التي خدمت وتخدم شعبا وصل تعداده إلى أكثر من ( 30،000،000 ) ثلاثين مليون نسمة ؟ ولماذا لم تقوموا بواجباتكم الإنسانية تجاه جميع الانتهاكات طالت شرف المعتقلين والمعتقلات في اقفاص الأسرى الأمريكية ، والسجون الخاصة والسرية لحكومات  الاحتلال منذ تشكيل أول حكومة احتلال ولغاية اليوم وهيئة الأمم المتحدة تسمع استغاثة ومناشدة حرائر العراق والعراقيين وهم يستغيثون بهيئتكم  والجامعة العربية والمنظمات الإنسانية  ومنظمة المؤتمر الإسلامي بما يقوم به جلاوزة حزب الدعوة والائتلاف ألصفوي الحاضن لحكومة المالكي ألصفوي من تعذيب واغتصاب النساء والرجال والشيوخ المعتقلين والمعتقلات في تلك السجون ؟.

 

هل تعلم أيها الممثل الغائب عن حقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة بأن كلامك الموجه للمرجع الديني العراقي الكبير سماحة الشيخ  العلامة الدكتور عبد الملك السعدي عافاه الله وأدام ظله عندما قلت لسماحته ( بالنسبة لي من المهم أن أستمع إلى رأيكم في الأوضاع، وبخاصة أنَّ الكثير من الناس يستمعون إليكم من جميع الأطراف، وأريد أن أستمع إلى نصيحتكم للأمم المتحدة ماذا يمكن أن تفعل لأنَّنا بصراحة قلقون؟) قد أوحى للعالم بصورة عامة والأمتين العربية والإسلامية بشكل خاص بان هيئة الأمم المتحدة في واد والشعوب في واد آخر، والذي اثبت تقصيرك وتقصير من سبقك  في الواجب الذي أنيط بكم كرعاة  لحقوق الإنسان في العراق من خلال الصفة التي كلفت بها  أو غيرك من الذي سبقك من قبل الشرعية الدولية .. والدليل على ذلك تبريركم غير المقنع لسماحة الشيخ العلامة الجليل عندما قلت لسماحته .. (أريد أن استمع إلى نصيحتكم للأمم المتحدة ... الخ ) ..

 

إذن أين كانت هيئة الأمم المتحدة طيلة العشر سنوات التي مرت على الشعب العراقي ؟ ولماذا ظهر نشاطها الان وبعد أن ثار الشعب  بثورته الكبرى منتفضاً على الذل والهوان الذي يعاني منه لغاية يومنا هذا من قتل وتهجير وظلم وانتهاكات واغتصاب بشرف العراقيين والعراقيات  وتهميش وإقصاء وقتل على الهوية ؟ .أليس الأفضل بك  وبمن سبقك في هذا الواجب الاممي أن تزودون هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية  بالمواقف الحقيقية  لما حل بالعراق جراء ما قامت به قوات الغزو الأمريكية من فضائح في أبي غريب وغيرها في  أقفاص الأسرى  إثناء احتلالها للعراق ، وما قامت به من قتل عشوائي وضرب المدن العراقية بالقنابل الفسفورية وقذائف اليورانيوم ، وقتل متعمد للشعب العراقي  ، وما قامت به حكومات الاحتلال الطائفية الصفوية من تفجير البراكين الطائفية التي أنهكت ودمرت الشعب بجميع قومياته وطوائفه وأقلياته وأديانه وهم يعانون الانتهاكات تلو الانتهاكات التي حرمها القانون الدولي والشرائع السماوية منذ  تشكيل أول حكومة من  حكومات الاحتلال الطائفية ولغاية حكومة المالكي الصفوية  الحالية وفي عهودها انتهكت جميع حقوق الانسان في العراق ؟ وأين كنت ومن سبقك أبان الحرب الطائفية في عام 2006 ؟ وان لم تكن آنذاك في العراق ...  لماذا لم تراجع ملفات حقوق الإنسان آنذاك ؟.

 

وأخيرا .. لماذا تجاهلتم وهيئتكم الدولية طيلة العشر سنوات مراجعنا الدينية المعروفة بنسبها العراقي العربي وما لها من مواقف تاريخية عراقيا وعربيا وإسلاميا ودوليا ، وتمسكتم بمراجع ليس لهم علاقة بالشعب العراقي لكونهم  يحملون جنسيات إيرانية  وأسيوية الذي لم يسمع بها او يشاهدها إلا عن طريق وسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية والصفوية وخدامها المعروفين بوسائل الأعلام الطائفية الصفوية ؟

 

أيها الممثل الغائب عن  حقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة لدى العراق .. إن كان هدف مجيئك إلى العراق لأجل مصلحة تبغيها  لقبض ما تريده من مليارات كرشاوى أو مقايضة  مقابل السكوت عن ظلم وجراحات والآلام وماسي العراقيين ، فتذكر حكم الرب الذي يمهل ولا يهمل .. وتذكر بان التاريخ لايرحم وسيلعنك إلى الأبد ..

 

 أما اذا كانت زيارتك  لسماحة الشيخ العلامة الدكتور عبد الملك السعدي عافاه الله وأدام ظله هي صحوة  متأخرة من الأمم المتحدة  تبغي بها  الحق الإنساني لشعوب العالم بصورة عامة والعراقيين بصورة خاصة  .. فاستمع لسماحته وبكل ما  قاله ويقوله مستقبلا  لان الشعب العراقي الثائر لبى نداءاته التي أردا بها  سماحته أن تكون تظاهرات واعتصامات سلمية حضارية بعيدة عن المظاهر والشعارات الطائفية .. مظاهرات واعتصامات لأجل إعادة كرامة وعزة  العراق والعراقيين المنتهكة من الصفويين الفارسيين الذين جاءوا لهدف واحد ألا هو تدمير وتقسيم  العراق أولا وتصدير ما يسمى بالثورة الخمينية إلى  خارج ابران ...

 

 وللعلم  إن ما قاله  سماحة الشيخ  العلامة الدكتور عبد الملك السعدي عافاه الله وأدام ظله ،  إنما هو مطالب الثوار الثائرين المعتصمين في جميع  ميادين العز والكرامة في جميع محافظات العراق الثائرة على الذل والهوان والطغيان ولا مجال للتراجع عنه مهما كلف الثمن ..

 

 أمنياتي لشخصكم إن كنت صادقا في واجبك  الاممي إن تنقل  ما قاله  لكم سماحة ا الشيخ  العلامة الدكتور عبد الملك السعدي عافاه الله وأدام ظله إلى هيئة الأمم المتحدة بكل أمانة وشرف الواجب الذي أنيط بك إن كنت تؤمن بشرف الواجب ،وكما هو  :

 

(( أنَّه لم يبق شيء خافٍ فيما يجري في العراق من أوضاع، وأصبح الواقع هو الذي يُعبِّر عن حالة العراق فلم يبق شيء مكتوم. فالحكومة العراقية الحالية حكومة موجَّهة من قبل إيران، وتعمل على أساس تنفيذ رغبة إيران ومخطَّطاتها في العراق، والشعب العراقي شعب متوحِّد متعايش بعربه وأكراده وتركمانه، وبسنته وشيعته ومسيحييه، ثم جاء الاحتلال البغيض  ليُفرِّق هذه الوحدة ويشعل الفتنة بين الشعب العراقي بزرع ثقافة التقسيم إلى أكراد وعرب سنة وعرب شيعة بغية إضعافه، وسلَّمَ المحتلُ العراقَ بعد ذلك على طبق من ذهب إلى إيران التي تُعزِّز هذه التفرقة بالحكم الطائفي من قبل أتباعها في العراق، وهم لا يُمثِّلون الشيعة في العراق إطلاقا. وتحقيقا لهذه التفرقة والفتنة بين أفراد الشعب الواحد من قبل الحكومة العراقية، نهجت منهج الضغط والاضطهاد على طائفة مُعيَّنة؛ وذلك بالتهميش والاعتقالات بقوانين جائرة وأساليب ظالمة متنوعة من أخذ النساء بدلا من الرجال واحتجاز الأبرياء بعد ثبوت براءتهم مما يتنافى وحقوق الإنسان ومن عدم التوازن في المؤسَّسات المدنية والعسكرية، وغير ذلك؛ سعيا لإلغاء هذه الطائفة ونشر طائفة أخرى على حسابها. فإنَّ المرأة تودع في السجون دون متابعة ولا رعاية بل إنما تُهان أو تُضرب أو تُغتصب؛ وهذا ما دفعني للانضمام إلى المتظاهرين وإلقاء الخطاب بهم تأييدا لإزالة هذا الظلم...  ونحن لدينا عتاب على الأمم المتحدة على سكوتهم على هذا كله وعلى ما يجري من ظلم على الشعب العراقي، ونُحمِّلهم المسؤولية، فنطلب منكم أن تنقلوا هذه الصورة للمجتمع الدولي، والصورة واضحة على القاصي والداني والصغير والكبير بدون أن أتكلم، والمفروض على الأمم المتحدة أن تتدخل لأجل إنقاذ أبناء الشعب العراقي من سطوة هؤلاء وسطوة إيران التي أصبحت هي المحتلة وليس أمريكا، وعلى الأمم المتحدة أن تضغط على الحكومة العراقية لتحقيق وتنفيذ مطاليب العراقيين المتظاهرين..

 

اختم رسالتي هذه  بان ما  قاله  سماحته ... لكم هو مطلب عام لجميع الثوار في ميادين العز والكرامة في العراق عندما قال  :

(( أنَّ الإسلام والديانات السماوية السابقة لم تؤمن بالقول فقط، بل تؤمن بالعمل على أرض الواقع، والواقع هو الذي يُعبِّر، نحن لم نجد مصداقية من هؤلاء ولم نجد على أرض الواقع ما تقولونه من إمكانياتكم في التدخل وكذا ما يقولونه، فنحن نريد العمل، نريد كل ما يجري تحت إشراف الأمم المتحدة مع المصداقية والتركيز عليها، مع التأكيد أيضا على ترك الكلمات والعبارات الجارحة الاستفزازية من قبل الحكومة، وأنا أعلم أن المراجع الشيعية والدينية والقبائل في الجنوب لا ترضى بهذا. فنريد بيانا قويا حاسما باسم المجتمع الدولي يوقف هذا الاعتداء على هذا الجانب العراقي )) ..

 

 تقبل مني  وافر الاحترام والتقدير لهيئة الأمم المتحدة التي لم يسمع منها الشعب العراقي أي شجب أو استنكار أو إدانة  والسبب هو حجب ومنع إيصال الانتهاكات الحاصلة والخاصة بحقوق الإنسان من قبل ممثلها في العراق !!! .

 

 

نسخة منه إلى  :

هيئة الأمم المتحدة .. لنفس الغرض أعلاه .. مع التقدير .

 

 





الاربعاء ١١ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة