شبكة ذي قار
عـاجـل










لم ينتفض العراقيون بعد عشر سنوات من الغزو والاحتلال لتغيير المالكي العميل ، ولا من اجل شعارات مطلبية آنية ، وليست من اجل استبدال وجه عميل بآخر ، فقد جاءت الانتفاضة الشعبية للعراق العظيم لانهاء العملية السياسية برمتها ، التي افرزها الغزو والاحتلال ، واعادة السلطة للشعب ، وبشكل خاص لابطال المقاومة العراقية الباسلة ، التي هشمت وجه الاحتلال واجبرته على الرحيل ، وهاهي في طريقها للخلاص من الاحتلال الفارسي الصهيوني ورموزه .


لابد من انتهاء زمرة العمالة والخيانة ونظامها الطائفي البغيض بكل مكوناتها السياسية والعرقية والطائفية ، فالعراقيون شعب واحد تجمعهم المواطنة والانتماء للعراق ، وليس لهذه الطائفة او تلك ولا لهذا العرق او ذاك ، فالانتماء للوطن ولا شيء اكبر من مصلحة الوطن ، ولا مكان لطائفة او عرق او حزب على حساب الشعب والوطن .


يتوهم البعض ان المشكلة تكمن في سلوك وممارسة المالكي ، ولذلك تراهم يتحدثون عنه وكأن العملية السياسية بغير المالكي يمكن ان تكون مقبولة لعموم ابناء الشعب ، فهؤلاء لا يفهمون ان المالكي ماهو الا واحد من منظومة نظام طائفي مشبوه ، ربط العراق بالتبعية لملالي الفرس المجوس الذين يريدون من العراق ان يكون تابعاً في شعبه وثروته وارادته وان يزيلوا الوجود الوطني والقومي لهذا القطر العربي العظيم .


لن يكون العراق الا في طليعة امته ، ولن يمارس هذا الدور الا اذا كان يملك صناعة قراره بنفسه ، وهذا لن يكون الا في ظل الحكم الوطني كما كان نظامه الوطني ، الذي تحت كل الظروف لم يتخلى عن ثوابته الوطنية والقومية ، وهو ما استعدى عليه كل القوى المعادية لتطلعات الامة واهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية ، المبادئ القومية التي باتت البلسم لعلاج كا ما يجري على ساحة الوطن العربي من تمزق وتخلف وتبعية .


انتفضة شعب العراق العظيم كما هي مقاومته الباسلة ، في انها ذات صبغة خاصة ، سواء في سرعة مواجهتها للمحتلين ، او في تصميمها على وحدة العراق ، او انها لم تسمح لاي كان خارج العراق ان يتدخل في شؤونها ، تحتمي بشعبها فهو الحضن الدافئ الذي تستظل به ، فالانتفاضة المجيدة اليوم شعاراتها وحدوية لجيع ابناء العراق ، وطنية لاشبهة فيها ، ذات سمات عادلة ، ولها مصداقية ووضوح في الوصول لتحقيق اهدافها، من صنع ابناء العراق بكل مكوناته .


لن تتوقف الانتفاضة الشعبية قبل ان تحقق اهداف الشعب في الخلاص من الاحتلال ورموزه، وكافة افرازاته في العملية السياسية ، فالعراقيون ليسوا اصحاب انصاف الحلول ، فهم ابناء الثورات العظيمة التي حفرت اسمها على ترابه بالنضال والتضحية ، وهم اصحاب الصولات القومية في كل معارك الامة ، فكيف ان يترجعوا في معركتهم الخاصة ، وقد واجهوا اسياد هذه الزمر الخيانية التي تقبع في المنطقة الخضراء سواء من كان منهم في واشنطن او طهران واذاقوهم مر الهزيمة .


وفي انتفاضة العراق العظيم فرز واضح في الخندقين المتقابلين ، الشعب وقواه الوطنية ومقاومته الباسلة وجميع فصائلها ، في مواجهة اعداء الشعب من العملاء والخونة واسيادهم من امريكان وصهاينة وفرس مجوس ، واذا كان الامريكان قد حملوا حقائبهم ورحلوا ، ولم يتركوا وراءهم الا القليل من قواعد لا يمكن لها الصمود طويلاً في مواجهة المقاومة ، فان الرحيل الحتمي الثاني لابد وان يكون للفرس المجوس ، وكل اتباعهم وعملائهم من زمرة الردة الوطنية ، والخيانة القومية في العملية السياسية برمتها .


سيسطر العراقيون في انتفاضتهم نموذجاً خاصاً يليق بتاريخهم وتضحياتهم ، نموذجاً فريداً له نكهة عراقية خاصة ، فالعراق له سماته الخاصة في التاريخ العربي قبل الفتح وبعده ، ولن يقبل الا ان يسطر نموذجاً خاصاً في انتفاضته ، لا يماثله اياً من الانتفاضات الشعبية التي مرت بها المنطقة ، او في غيرها من شعوب الارض .


حيّا الله العراق ، عراق المجد والعروبة ، عراق الصولات الوطنية والقومية ، عراق المقاومة الباسلة ، والانتفاضة الشعبية المجيدة ، ونحن واياه على موعد مع النصر والتحرير باذن الله .

 

 

 





الخميس ١٢ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة