شبكة ذي قار
عـاجـل










ذكرنا في الحلقة الرابعة أن الحكام في أوروبا كانوا يزعمون إن الحاكم هو وكيل الله في الأرض  فهو يحكم البشر بسلطان الله وهذه الرؤية  نجدها عند التيارات والأحزاب الدينية الإسلامية التي تتخذ من الإسلام وسيله للوصول إلى أهدافها وغاياتها  ، وهنا لا أريد ألان أن أبين مناقضة الديمقراطية مفهوما" وسلوك للإسلام وحكم الشرع في أخذها بل أود أن أبين إن الديمقراطية التي تناولتها في الحلقات الأربعة لم تطبق في أعرق الدول الديمقراطية ، وإنها كلها مبنية على الكذب والتضليل ، وأبين فسادها ونتانتها ، وما جرت على العالم من مصائب وويلات ، ومدى فساد المجتمعات التي طبقت فيها ، فالديمقراطية بمعناها الحقيقي هي فكرة خيالية غير قابلة للتطبيق ، فلم توجد أبدا ، ولن توجد ، فان اجتماع الشعب كله في مكان واحد وعلى الدوام ، للنظر في الشؤون العامة مستحيل ، وان يتولى الشعب كله الحكم والإدارة مســتحيل أيضا لذلك احتالوا على الديمقراطية وأولوها ، وأوجدوا لها ما يســـمى برئيس الدولة ، وبالحكومة ، وبالمجلس النيابي  ، هذا في البلاد الديمقراطية العريقة ، أما البرلمانات في العالم الإسلامي فهي اقل شأناً وهي اسم على غير مسمى ، إذ لا يجرؤ أي برلمان في العالم الإسلامي أن يتعرض لشخص الحاكم ، أو أن يتحداه  أو أن يتحدى نظام حكمه ،  فلنأخذ مثلا مجلس النواب العراقي  منذ نشوئه بفعل الاحتلال ولحد ألان  لم نجد منه الموقف المتعارض مع إرادة حكومة الاحتلال أو القدرة على إيقاف الانتهاكات التي تحصل  بحق المواطنين  وتردي الخدمات بكافة أوجهها  واستشراء الفساد والإفساد وأصبح العراق في  صدارة القوائم الأممية التي تعنى  بالتردي الحكومي والخدمي هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن القوانين التي تم تشريعها لم ترى ألنور أو التقيد بها من قبل الحكومة  بل اتجهت الحكومة ومن خلال المحكمة الاتحادية  إلى تقييد مجلـــــس النواب  برئاســــــته وأعضائه في موضوع تقديم مشاريع قوانين ، حيث أعطت هذا الحق إلى الحكومة ثم ترسلها إلى البرلمان فتدرسها اللجان المختصة وتعطي رأيها فيها ثم يصادق عليها أعضاء البرلمان ،

 

وكثير منهم لا يعرفون من واقع هذه القوانين شيئاً، لأنها ليست من اختصاصهم لذلك فإن القول إن التشريعات التي تصدر تعبر عن الإرادة العامة للشعب خاط ألانها جاءت تعبيرا" عن إرادة الحكومة وتطلعاتها الاستبدادية ، وإنها تمثل سيادة الشعب هو قول يخالف الحقيقة والواقع ، ومن المساوئ البارزة في النظام الديمقراطي فيما يتعلق بالحكم  والحكومات انه إذا لم يكن في البلد الديمقراطي أحزاب كبيرة يمكنها أن تحصل على الأغلبية المطلقة في البرلمان  وبالتالي يمكنها أن تشكل حكومة الأغلبية فإن الحكم في مثل هذا البلد يبقى غير مستقر، وتبقى الحكومات فيه واقعة تحت وطأة أزمات سياسية متلاحقة بشكل مستمر ، وكما هو الحال العراقي لان حكومات الاحتلال المتعاقبة بنية على أســــاس المحاصصة والتوافق  وليس على أســــــاس المواطنة والكفاءة والحرفية  ، وعدم تشريع قانون للأحزاب يحدد شرعية التكوين والحركة ومنفذ التمويل والاهم روح المواطنة فيه ، لان الأحزاب الحالية والتيارات والحركات التي يتكون منها مجلس النواب  وحكومات الاحتلال هي نتاج الخارج وارتباطاتها المشبوهة  بالقوى العالمية والإقليمية أو فقدانها شرعية المواطنة من حيث الأهداف والغايات  ، مما سيبقي الحكم في البلد مشلولاً وشبه معطل ، وإن من أشد ما بليت به  الإنسانية ما جاء به النظام الديمقراطي من فكرة الحريات العامة ، التي ترتب عليها ما ترتب من ويلات للبشرية وانحدار المجتمعات  انحدارا" لا أخلاقيا" نتاجه  التفكك المجتمعي في البلدان الديمقراطية إلى مستوى ذلك ، إن فكرة حرية التملك وكون النفعية هي مقياس الأعمال ترتب عليهما وجود الرأسمالية الضخمة ، التي أصبحت في حاجة إلى المواد الخام لتشغيل مصانعها ، وإلى أسواق استهلاكية لتسويق منتجاتها ، مما دفع هذه الدول الرأسمالية إلى التنافس على استعمار العالم الثالث كونه سوقا" تصريفيا" وتوفر الأيادي العاملة الرخيصة وامتلاكه الثروات  والاستئثار بخيراته ، وامتصاص دماء شعوبه ، بشكل يتناقض تناقضاً كلياً مع كل القيم الروحية والخلقية و الإنسانية  ، ومن هنا يكون التناقض مع المبادئ السامية التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف ووجوب احترام الإنسان كقيمه من القيم العليا التي لها الدور الفاعل في البناء والتحول المجتمعي الإنساني وكم هو مثير للسخرية ، والاشمئزاز تبجح دول الديمقراطية الاستعمارية بشــكل وقح ، كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وتشـــدقها بالقيم الديمقراطية ، وبحقوق  الإنسان في الوقت الذي تدوس فيه هذه الدول كل القيم  الإنسانية والخلقية ، وتهدر فيه جميع حقوق  الإنسان ،

 

بل ودماء  الإنسان بمساندها  الصهاينة الغزاة المحتلين في فلسطين ، وتدخلاتها السافرة في الشأن الداخلي لبلدان أسيا وأفريقيا ، وأمريكا اللاتينية ، ويبرز مدى كذبهم ودجلهم ومدى وقاحتهم وصفاقة وجوههم عندما تلتقي إرادتهم لتدمير بلد ذا سيادة ومن مؤسسي عصبت الأمم المتحدة  العراق كونه رفع هدف الاستقلال السياسي والاقتصادي والسيادة وتبنى المشروع القومي النهضوي كي تتمكن الأمة العربية من الوقوف أمام التحديات  بكل القدرات والإمكانات المتاحة لها   ، أما فكرة الحرية الشخصية فقد أوصلت المجتمعات في البلاد الديمقراطية إلى مسـتوى من الإباحية القذرة ، وصدق الله العزيز العظيم حيث قـال * أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً *(43)، * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً * (44) الفرقان  ، وبالرغم من وضوح ما وصلت إليه  المجتمعات الديمقراطية الغربية من الانحدار، وبالرغم من الكذب والتضليل في قول الديمقراطيين إن البرلمانات هي التي تمثل الإرادة العامة ، وإنها التجسيد السياسي للإرادة العامة لجماهير الشعب ، وإنها تمثل رأي الأكثرية ، وان التشريعات التي تشرعها بأكثرية أصوات النواب تعبر عن إرادة أكثرية الشعب ، وفي قولهم إن الحكام يختارون من أكثرية الشعب ، وإنهم يستمدون سلطتهم من الشعب ، وبالرغم من المساوئ البارزة في النظام الديمقراطي فيما يتعلق بالحكم والحكام عندما لا توجد في البلد أحزاب كبيرة تستطيع أن تكون أغلبية في مجلس النواب وبالرغم من كل ذلك وأكثر منه فإن الغرب الكافر قد استطاع أن يوجد لأفكار الديمقراطية الفاسدة سوقاً في بلاد المسلمين ، أما كيف استطاع هذا الغرب الكافر أن يوجد لأفكار الديمقراطية الكافرة والتي لا علاقة لها بأحكام الإسلام سوقاً ، في بلاد المسلمين ، فذلك أن الدول الأوربية الكافرة ، التي تحمل العداء الشديد للإسلام والمسلمين والتي أكل الحقد اللئيم على الإسلام والمسلمين كبدها والدالة على ذلك قول المجرم بوش الابن عندما بدأ بعدوانه  قائلا  إنها الحرب الصليبية  ، وصدق الله العظيم حيث يقول في محكم كتابه الكريم  * قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ * الآية 118 آل عمران  ، وبعد أن أدركت إن السر في قوة المسلمين إنما هو الإسلام المحمدي الحنيف ، لان عقيدته هي منشأ هذه القوة العظيمة عند المسلمين ، وضعت خطة جهنمية لغزو العالم الإسلامي غزواً تبشيرياً ثقافياً حملت فيه ثقافتها وأفكارها والديمقراطية التي تدعيها وحضارتها  الزائفة التي مرجعها العولمة التي يراد منها الانتماء إلى العالم الجديد بلا هوية ، ووجهة نظرها في الحياة هي الاحتواء الكامل لبلدان العالم الإسلامي  وإسقاط كل مواقع لتحصن عندهم من خلال التيارات والحركات والأحزاب  التي زرعتها  وحلفائها من المتلبســين بلباس الإسلام والإسلام المحمدي منهم براء  ، وأخذت تدعو المسلمين إليها ، بغية أن يتخذوها أســـاسا لتفكيرهم ووجهة نظرهم في الحياة ، لتحرفهم بذلك عن الإسلام وتبعدهم عن التقيد به ، 

 

وقد أفرزت السنوات العشر العجاف التي مر بها العراق منذ الغزو والاحتلال ردود الفعل  التي طالت شخوص لرجال الدين كونهم ساروا في ركب نصارى يهود  وصولا لأهوائهم وغاياتهم الدنيوية وعدم الالتزام بتطبيق أحكامه الدين الذي يدعون ، ليسهل لها القضاء على قوة المسلمين وبالتالي القضاء على تطبيق الإسلام وأحكامه في الحياة والدولة والمجتمع ليأخذ المسلمون أفكارها وأنظمتها وقوانينها الكافرة ، ليضعوها موضع التطبيق والتنفيذ مكان الإسلام ، حتى يبعدوا عن الإسلام ، وتمكن السيطرة عليهم ، وصدق الله حيث يقول * وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ  *  (120) البقرة ، وهنا ياهالكي جد موقعك ضمن هذا المخطط الامبريا صهيوني صفوي  وما هو الدور النتن الذي تقوم به من خلال زرع الفتنة والفرقة بين أبناء الإسلام واستهدافك مكون بعينه  ، واعتمادك على من هم قاتلي أبناء العراق كعصائب الحق وفرسان الدعوة  و في يوم 4 شباط 2013 يطل علينا واثق البطاط بتشكيل مليشيا جيش المختار كي يزيد إراقة الدماء التي سالت بفعل مليشياته تحت مسمى حزب الله تنظيم العراق وهنا السؤال المهم الذي لابد لأبناء العراق يثيرونه في تظاهراتهم واعتصاما تهم  هل الديمقراطية التي يدعيها ألهالكي وحزبه العميل بامتياز أن يكون هو مختار العصر من خلال البوسترات التي وزعت في ساحات وتقاطعات الطرق في محافظات الفرات الأوسط  ، والوسط ، والجنوب  وما اتخذت من مسميات كي تخفي الوجه الكالح والقبيح للمليشيات التي ارتكزت عليها  بتوجيه من أسيادك وحاخامهم في موطن الشر والرذيلة إيران وما انكشف ونشر على المواقع الالكترونية  من مخاطبات بينك والسفير الإيراني من حيث اكتمال الملفات  والعناوين الكاملة لمن يراد ملاحقتهم وتصفيتهم لخير دليل على ديمقراطيتك وإسلامك ، وهل تصرف واثق البطاط هو صدفه أم ضمن البرنامج المعد لإثارة الأزمة الأكبر ألا وهي الفتنة التي ستحرق نارها العراق كله كي  يتحقق ما تريده إيران الشر وان واثق البطاط قالها بوضوح وبدون أي تردد حول الدور الذي يقوم به والدفع الذي يدفعه الحاخام  علي خامنئي  ، ولكن أبناء العراق  انتبهوا لهذه الدسائس ويوم الحساب آتي  بانبلاج الفجر الذي بان ضياءه الأول  

 

 

ألله أكبر     ألله أكبر    ألله أكبر

ألا لعنة الله على الظالمين

وليخسأ الخاسئون

 

 





الخميس ٢٦ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة