دان حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي اغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد جاء ذلك في بيان للحزب هذا نصه :

ان اغتيال الامين العام للجبهة الشعبية التونسية ، القائد الوطني شكري بلعيد، تشكل تطوراً خطيراً في الحياة السياسية التونسية بعد سنتين على الانتفاضة الشعبية التي اطاحت حكم بن علي وفتحت الافاق على اعادة هيكلة للحياة السياسية على قاعدتي الديمقراطية والتعددية .
 

ان خطورة هذا العمل الاجرامي ، لا تكمن فقط في كونه استهدف رمزاً وطنياً ، بل اكثر من ذلك خطورة، هو تأثيره على ادخال تونس في دوامة العنف السياسي الدموي من موقع الفعل ورد الفعل . ولهذا فإن هذا الاغتيال،السياسي بإمتياز والذي حصل في الوقت الذي يشتد فيه الصراع حول هوية الدولة، فإنما للضغط على الاتجاه السياسي الذي يمثله الشهيد في مسار التحول الديمقراطي .

من هنا، فإن على القوى الوطنية والديمقراطية التونسية ان تضع هذه الجريمة في سياق الاستهداف الوطني العام وهو ما ادركته الجماهير الشعبية التي نزلت الى الشارع ، لتكون مشاركتها في وداع بلعيد ، رداً شعبياً من ناحية، واستفتاء على النهج السياسي الذي جسده الامين الجبهة الشعبية لتثبيت ركائز الدولة المدنية من ناحية اخرى.

ولهذا فإن الرسالة الشعبية التي وجهتها جماهير تونس في تشييع المناضل الوطني شكري بلعيد ، هي رسالة الى اكثر من طرف . انها الى الذين يريدون الاستئثار بالسلطة على قاعدة الالغاء للاخر من ناحية ، وعلى قاعدة التكفير السياسي من ناحية اخرى .

ان حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، الذي يشاطر الجبهة الشعبية التونسية المها العميق على استشهاد امينها العام كما جماهير تونس التي عبرت عن وفائها واحتضانها للاهداف الوطنية التي ناضل لاجل الشهيد الكبير يدين بشدة هذه الجريمة ، ويهيب بكافة القوى الوطنية والديمقراطية التونسية المؤتلفة في اطار الجبهة الشعبية او تلك التي خارج هذا الائتلاف، ان يكون ردها على هذه الجريمة بحجم الخطورة على الامن الوطني التونسي وعبر التشديد على العمل السياسي في اطار التعبيرات الديمقراطية لتفويت الفرصة على من يريد ان يدخل الانتفاضة الثورية التونسية دوامة العنف السياسي الدموي ، بغية حرفها عن اهدافها ، وادخال تونس نطاق عسكرة للحركة الشعبية ستدفع البلاد الى الانزلاق في اتون حرب اهلية يعرف الجميع كيف يدخلون فيها لكن لا يعرفون كيف ومتى يخرجون منها .

ان الثقة كبيرة، بالوعي الوطني المتجذر في نفوس الجماهير التونسية ، ولنا ملء الثقة بأن الحركة الوطنية التونسية ، ستفوت الفرصة على كل من يريد العبث بالامن المجتمعي . واذا كانت الخسارة كبيرة بإستشهاد المناضل الوطني بلعيد، فقدر المناضلين ان يرتقوا بتضحياتهم الى مستوى الشهادة .

تحية الىجماهير تونس وقواها الوطنية وشهداء انتفاضتها من بو عزيزي الى بلعيد

وتحية الى شهداء الامة العربية .