شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ اواخر الشهر الماضي اجتاحت العراق المحتل ثورة شعبية تتجاوز في آثارها ما اصاب دول الربيع العربي ، نظراً لظروف العراق الخاصة والتي تتمثل في الاحتلال المزدوج، الامريكي رغم ان الادارة الامريكية قد سحبت معظم قواتها الا ان هناك قواعد امريكية وسفارة تدير شؤون اهل الحكم ، الى جانب الاحتلال الفارسي المجوسي المباشر من خلال المخابرات الفارسية ، وغير المباشر من خلال طاقم الحكم العميل الذي يصلي باتجاه كعبته في طهران .


ان ظروف الشعب العراقي بعد الغزو والاحتلال قد ساءت بشكل غير معقول ، سواء في اغتصاب السلطة السياسية ، او بالحرمان من الحقوق المدنية والخدمات الضرورية للحياة، وهو ما وصف به انه اكثر دول العالم فساداً وفشلاً ، هذه كفيلة بظروف اي شعب ان يثور، فكيف بشعب وصف تاريخه بالتاريخ المقاوم لاي عملية قهر وذل وعبودية ، سواء اكانت اجنبية او محلية ، فكيف اذا اجتمعت الحالتين ، وانصبت على كاهل المواطنين ، تمثلتا باحتلال اجنبي وبسلطة سياسية هزيلة لا هم لها الا ارضاء اسيادها في كل من واشنطن وطهران .


الثورة الشعبية في العراق قد توفر لها العاملين الضرورين لانطلاقتها ، سواء اكانت الظروف الموضوعية او الظروف الذاتية ، مما يؤكد على نجاحها في الوصول الى تحقيق اهدافها ، وفي المقدمة كنس الاحتلال والمحتلين من امريكان وفرس ، وانهاء الدور الامريكي في المنطقة ، ومحاولات نظام ملالي الفرس في اقامة مشروعهم القومي الفارسي على حساب الوطن العربي الذي اخذ يترنح في العراق ، كما انه مهدد في سوريا وانهاء دور حزب اللات في لبنان بعد ان تكشفت اوراقه في الوقوف ضد كل اماني شعوب المنطقة الساعية للتحرر من العبودية السياسية لانظمة الحكم العميلة والديكتاتورية .


الثورة الجماهيرية التي عمت معظم محافظات العراق الى جانب مساندة فصائل المقاومة المسلحة ، تسعى جاهدة على عدم عسكرة الانتفاضة ، حتى لا تترك ذريعة لحكومة المالكي القابعة في المنطقة الخضراء من استخدام السلاح ضد الجماهير الشعبية ، الى جانب انها الدرع الحامي للانتفاضة في حالة حاول الحكم العميل في استخدام السلاح لوضع حد لاي تفكير في قمع الانتفاضة الجماهيرية السلمية .


الانتفاضة الجماهيرية في العراق لها مذاق خاص ، لانها تواجه اكثر من عدو على ارض العراق ، ولان نتائجها ستكون اكثر تأثيراً وانقى صفاء من كل ما سبقها من انتفاضات شعبية على امتداد الوطن العربي ، فالعراق سيكون القطر العربي الذي سيمثل قاعدة انطلاق للامة العربية ، للتخلص من كل ما افرزته انظمة الحكم العربي الرسمي ، وسيكون التوجه الوحيد في المنطقة باتجاه السعي لتحقيق اهداف الامة ، وخاصة فيما يتعلق بقضية العرب المركزية في فلسطين المحتلة ، ولانه تاريخياً له الدور المتميز في انهاء الاستهدافات العدوانية في التاريخ لارض فلسطين ، منذ نبوخذ نصر وحتى صدام حسين الذي انهى نظرية الامن القومي الصهيوني في العمل على نقل المعركة خارج حدود فلسطين .


نعم الثورة الشعبية الجارية على ارض العراق ستكون رائدة ، وستكون نتائجها مؤثرة وفاعلة على امتداد الوطن العربي ، لان ملامح اهدافها واضحة ، وادواتها محددة ، وليس هناك من تداخل في الخنادق كما ظهر في الانتفاضات الشعبية العربية ، وسيكون العراق ارضاً وشعباً في ظل النظام السياسي الذي ستفرزه الانتفاضة والمقاومة من اكثر النظم السياسية اشعاعاً وتنويراً في مسيرته ، لانه ينطلق من اهداف وطنية وقومية تعبر عن طموحات الجماهير الشعبية بمضامين سياسية واجتماعية وتحررية .


نعم لانتفاضة العراق الجماهيرية السلمية التي ستحقق المطالب المشروعة لشعب العراق العظيم ، ولمقاومته الباسلة التي ستحرر العراق الارض والانسان من دنس الاحتلال وعملائه عبيد اعداء الامة ، فحيا الله العراق وشعبه ، وحيا الله قيادة المقاومة الباسلة التي اكدت ان الاهداف العظيمة لا يتصدى لتحقيقها الا الرجال العظماء .


dr_fraijat@yahoo.com

 

 





الخميس ٣ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة