شبكة ذي قار
عـاجـل










نعلم ان البعض ممن تجندوا في الجيش الوتدي في ظل العملية السياسية التي افرزها الغزو والاحتلال كان بدافع الوضع الاقتصادي ، وانهم على يقين ان لقمة العيش هذه مغموسة بالذل والعار ، ولكنها تصبح ضرورية عندما تشتد الحاجة ، وخاصة امام ضرورة توفير احتياجات اطفال لابد من توفير مطالبهم الحياتية اليومية ، فهذه العناصر التي اضطرتها الظروف يجب ان يمارسوا دورهم الوطني في التعامل مع المواطنين ، وفي عدم ان يكونوا اداة قمع وارهاب في حق الجماهير الثائرة ، التي ترفع صوتها عالياً في وجه العملية السياسية وازلامها ، لخلاص العراق من هؤلاء الخونة والعملاء ، الذين دمروا الحياة على ارض الرافدين ، ورهنوا الوطن والدولة والمجتمع لهيمنة ملالي الفرس المجوس .


وليعلم هؤلاء المنخرطين في الجيش الوتدي انهم لا يمثلون جيش العراق الوطني الذي اقدم بريمر على حله للخلاص منه ، وابتدع ما اسماه اجتثاث البعث ، متوهماً انه بذلك يستطيع ان يملك زمام امور البلاد ويتحكم في العباد ، فما كان له الا وان واجه انطلاقة البعث بكوادره وعناصره وقياداته ، وعناصر جيش العراق الوطني بكل مرتباته ، في اسرع مقاومة عرفها التاريخ ، فهؤلاء هم كوادر المقاومة وعناصرها وقادتها ، الذين مرغوا كرامة امريكا في الوحل ، واجبروها على ان يحمل جنودها امتعتهم ، والهروب من نار جهنم التي اصطلتهم على ارض الرافدين ، وباءوا بالفشل الذريع لانهم قد خاب املهم في ان لا يجدوا العراق كما اوهمهم عملاؤهم ، الذين رسموا لهم صورة العراقيين التواقين لقدومهم .


فلتعلم عناصر الجيش الوتدي ان انحيازهم لثورة الشعب وانتفاضته هي طوق النجاة لهم ، وان اي محاولة من اي منهم في الوقوف في وجه مسيرة الشعب ستكون مرصودة من الجماهير الشعبية ، وان ساعة الحساب آتية لا ريب فيها لان ايام حكومة العملاء والعملية السياسية برمتها في طريقها الى الانهيار، وان الجيش الوطني العراقي بكافة عناصره وكوادره وقياداته متأهبة للعودة لصفوف الجيش ، لتأخذ دورها في الدفاع عن النظام الوطني الذي سيقوم بعد كنس الاحتلال وعملائه ، وخاصة كل ما يمت بصلة لملالي الفرس المجوس .


جيش العراق الوطني قادم لا محالة ليأخذ دوره وليمارس فعالياته الوطنية ، وكل عنصر من عناصر الجيش الوتدي لم تتلطخ يداه بدماء الشعب ، بكل تأكيد لن يتعرض للمساءلة ، ولن ينفع اي مجرم يقدم على ممارسة اجرامه تنفيذاً لتعليمات حكومة العملاء اي تبرير لافعاله الاجرامية، وبكل تأكيد سينال جزاءه الذي يستحقه كل مجرم وخائن للوطن والشعب .


انها ساعة ان يطهر الانسان نفسه مما علق بها من درن الاساءة للوطن والشعب ، فالانحياز لصفوف الانتفاضة ورفض اطاعة اوامر حكومة العملاء في قمع الانتفاضة ومواجهة الجماهير ، ستكون علامة مضيئة في سجل حياته ، وذكرى له يتباهى بها ابناءه واحفاده فيما بعد .


يا عراق المجد والبطولة هذا يومك الذي تظهر فيه كل مكنونات ما في صدرك من معايير الوطنية ، وهاهم ابناؤك الذين لا يتخلفون عن نجدة الحق اياً كانت مواقعهم ، حتى وان اضطرتهم ظروف الحياة ان يمارسوا ما لا يرغبون ، فانهم في ساعة الحسم ينحازون الى شعبهم ، ويتخندقون في خنادق الانتفاضة والمقاومة ، وقد قالها الشهيد ان باب التوبة مفتوح حتى ربع الساعة الاخير من ساعة الحسم ، واما من فاته ذالك فلابد ان يواجه محكمة الشعب وقضاءه ، وهل هناك محكمة اكثر عدلاً من محكمة الشعب التي بكل وضوح تميز الحق عن الباطل ، فمن ارتضى لنفسه ان لا يكون مع شعبه ، فهو في عيشة خاسرة ، وامه هاوية .


انها ساعة الوقوف مع الذات ، فالتقفوا مع شعبكم ولتنصروا انتفاضته وتجهزوا على عدوكم وعدو وطنكم ، الذين جاء بهم الاحتلال الامبريالي الامريكي الصهيوني الصفوي ، ليدمروا العراق وينهبوا ثرواته ويمزقوا نسيجه الاجتماعي ويسقطوا دولته الوطنية ، وليجعلوا منه جثة هامدة لاحياة فيها ، ليدوس عليه كل الطامعين والعملاء والخونة وليبيعوه في سوق النخاسة .


dr_fraijat@yahoo.com

 

 

 





الجمعة ٤ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة