شبكة ذي قار
عـاجـل










كنت اظن ان بعضاً ممن يدافع عن سوريا بالمفهوم القومي ان لاتعميهم الدولارات التي يغدقها النظام ، حد وضع النظام اولاً والشعب والدولة والمجتمع آخراً ، حتى لو تطلب ذلك التدمير الكامل للوطن ، وبنفس لغة النظام عندما تم احتلال الجولان كان الاحتلال لايهمه كثيراً ، بالقدر الذي كان يفكر في البقاء في السلطة على حساب الارض والشعب ، ولاكثر من اربعين عاماً والنظام الحريص على بقائه ، حتى لوضاع الوطن كله لم يطلق طلقة واحدة باتجاه الارض المحتلة ، بل كانت مواقفه خيانية مخزية في حق الجنود العرب الذي حموا دمشق من السقوط في حرب التحريك الرمضانية ، رغم جعجعة الممانعة والمقاومة وشعاراتها الكاذبة التي تجلت باحتلال لبنان بموافقة امريكية ، وتدمير الحركة الوطنية اللبنانية لصالح القوى الانعزالية ، ورغم الانحراف الوطني والقومي في التخندق في خندق ملالي الفرس في حرب الثماني سنوات ، والتخندق في خندق حفر الباطن جنباً الى جنب مع الجندي الامريكي والصهيوني ، واتفاق الستة زائد اثنين بينه وبين نظام مبارك من جهة ودول الخليج العربي من جهة اخرى ، ثم القيام باحتواء عملاء العراق وخونته ، ومن بينهم هذا المالكي القادم على دبابة امريكية ، والذي تدافع عنه الاقلام التي اشبعها النظام السوري من دولاراته، وهدايا حزب اللات لرفاقه الذين يصلون معه في كعبته في الضاحية الجنوبية من بيروت .


لن ينسى احد ان النظام القومجي نظام الممانعة والمتابعة يسقط في كل مواجهة مع العدو الصهيوني الا في خياناته القومية ، والتي ادى فيها الفصل الاخير في تسليم قادة وابناء العراق للامريكان بعد ان لجأوا اليه بعد الغزو والاحتلال ، وانه قد نفذ كل شروط الامريكان في منع تسلل المقاتلين العرب للعراق ، ومع ذلك لم يعيره الامريكان بالاً عندما رفضوا مجرد زيارة اسلاكه وسواتره الترابية وحراسه التي اقامها على الحدود مع العراق .


صاحبنا والعياذ بالله ينعت الحراك الشعبي في العراق بانه لا يطرح برنامجاً وطنياً ، وهو فيما يبدو انه يدافع عن نظام خدم امريكا وعبيدها فمن افرز الحكم الطائفي المرتبط بملالي الفرس المجوس ، فهل نظام المالكي نظاماً وطنياً ، وان الحراك اياً كانت شعاراته للتخلص من العملية السياسية التي افرزها الاحتلال ليست وطنية ، ثم من ادراك ان المطالب التي يتم رفع شعاراتها ليست وطنية ، وهي التي تنادي برفض كل العملية السياسية التي افرزها الاحتلال وبوحدة العراق ، ام ان تحالف المالكي مع بشار قد نقل المالكي من طائفي عميل الى بطل ممانعة ومقاومة ، وماهي الشعارات الوطنية والقومية التي ناضلت من اجلها انظمة الردة العربية ، كما نظام الردة والتصحيح في دمشق .


المظاهرات الجماهيرية الشعبية في العراق انطلقت من انتماء وطني وقومي ، وتقودها حركة مقاومة يديرها حزب البعث وفصائل المقاومة الوطنية على امتداد العراق ، تشمل كل القوى الوطنية والقومية والاسلامية ، ولا يقودها نظام ردة وطنية وقومية ، ولا شبهة طائفية كما على مستوى النظام السياسي في نظام دمشق او حزب اللات في لبنان او طائفية ملالي الفرس المجوس ,


يقود الحركة الجماهيرية الشعبية في العراق تيار وطني قومي اسلامي ، فمن يقاوم نظام الردة في دمشق الذي اشبعنا وطنية وقومية ؟ ، وهو من مثًل ردة وطنية على امتداد اكثر من خمسين عاماُ ، باع الارض والعرض وتاجر بكل الشعارات في الوقت الذي ضحًى آلاف البعثيين بدمائهم وابنائهم وعائلاتهم وارواحهم وحرياتهم دفاعاً عن مبادئهم التي تآمر عليها نظام دمشق مع نظام ملالي الفرس المجوس ، وهل ارتباطات حركة المقاومة العراقية والنظام الوطني في العراق الذي تم استهدافه من الامريكان والصهاينة في اطار اجندة قوى الهيمنة الخارجية الاقليمية والدولية ؟ , وكيف يتسنى ذلك وهو الذي يرفع شعار وحدة الاراضي العراقية مع كنس الاحتلال وعملائه ، ام ان العيون قد اصحابها حول فباتت تسوًل لنفسها ان تقلب الامور فتسم الوطني بالعميل والعميل بالوطني .


لقد وقفنا مع سوريا الدولة والمجتمع والشعب ولكننا لسنا مع العمالة الرخيصة للنظام ، والتي بات عملاؤها يطعنون بالثوابت القومية ، لانهم فقدوا صوابهم ، فمن يجند قلمه لشتم الانتفاضة الجماهيرية الشعبية ، وقادة المقاومة العراقية الباسلة بقيادة المناضل عزة الدوري ، فقد سقط في خندق نظام المالكي العميل وربط نفسه في نظام رده قومي مشهود له بطعن العراق في جميع مواجهاته ، وطعن المقاومة بكل فصائلها ، ودمر الحركة الوطنية اللبنانية ، وشوه سمعة الجيش العربي السوري في حفر الباطن .


انظروا لهذا العهر السياسي في وصف الانتفاضة الشعبية الجماهيرية العراقية

" ان الحراك الشعبي في العراق لا يطرح برنامجا وطنياً ولا ينطلق من انتماء عروبي ، ولا تقوده شخصيات وطنية وقومية ولا يمكن تنزيهه عن اجندة قوى الهيمنة الخارجية الاقليمية والدولية بل هو حراك يرفع المحاصصة الطائفية عنواناً ، وتسيره قوى وشخصيات طائفية ويصب مباشرة في طاحونة قوى الهيمنة الخارجية "


نسأل صاحب هذا العهر كم قبضت ثمناً لهذه السقطة الاخلاقية من نظام الردة القومية وحزب اللات وملالي المجوس ؟ ، وهل هذه السقطة ستليق بالقومي الذي جاء بك لهذه الدنيا ؟ ، اظن ان دولارات النظام قد افقدتك البصر والبصيرة ، فحرام عليك ان تلقي بنفسك بوحل الردة لاطماع مادية ، وحرام عليك هذه الهلوسات اللااخلاقية ، فالمقاومة العراقية لها برنامجها الوطني المشهود ، وهي عروبية تناضل من اجل عروبة العراق ووحدته ، وقادتها هم من اكثر القوميين انتماء لامتهم ، ولم يسجل لهم ان باعوا المبادئ التي ناضلوا من اجلها ، فقبلوا ان يخسروا الحكم على ان يخسروا المبادئ ، فكان شعار الشهيد المنية ولا الدنية على عكس اسيادك في دمشق الذين يؤمنون بالدنية اشد ايمان فباعوا الارض والعرض ، ثم هي من حمى النظام الذي تدافع عنه رغم عدائه الجذري لكل ما هو قومي ، واين هي المحاصصة الطائفية في شعارات الانتفاضة التي تؤيدها المقاومة الباسلة ؟ ، فهل المطالبة في انهاء العملية السياسية التي افرزها الغزو والاحتلال ورفع شعار وحدة العراق شعارات طائفية ؟ .


هي دولارات حزب اللات التي فتلت هذا العقل المأفون لانها مازالت طرية في يديك بعد زيارتك الاخيرة ، وبعد ان وجه هذا الحزب الطائفي صواريخه الى صدور العراقيين المنتفضين على حكم المالكي العميل .


dr_fraijat@yahoo.com

 

 





الاحد ٦ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة