شبكة ذي قار
عـاجـل










ألمتابع لما يحصل في العراق كنتيجة لعدوان الثالوث الأشر الامبريا صهيونية صفوية جديدة والجرائم المرتكبة بحق أبناء فلسطين المحتلة وإفرازات ما يسمى بالربيع العربي في تونس ومصرالعربية واليمن وليبيا وسـوريا التي يراد لها أن تدمر الحياة فيها وتصبح أرضا" جرداء من ما يمكنها من الدفاع عن هويتها وسيادتها واســتقلالها ، وصرخات وامحمداه ، وااسلاماه وامعتصماه ، من رجال ونساء ، شيب وشبان  في السجون والمعتقلات وخارجها ، ولا أحد رد على استغاثتهم ، لا من العرب ، ولا من المسلمين ، ولم يكن هناك موقفا" امميا" واضحا" يلزم المجرم الكف عن جريمته وإعطاء الحق لأهله كما تدعي مواثيقهم واتفاقياتهم وإعلامهم الديمقراطي الذي أشاع وشرعن للعدوان تحت يافطة تحرير الشعوب من النظم الشمولية والدكتاتوريات والحكام الفاسدين ، وبقي ألمتفرجين مترصدين تطورات المواقف عبر القنوات الفضائية العالمية والمحلية والإقليمية ، منتظرين ردا من دولنا العربية وزعمائنا ومنظمات المجتمع المدني النقية من الارتباط بالمخططات والأجندات الخارجية  ، ومراجع المسلمين ، ولم يكن هناك ضغط من مجتمعاتنا العربية والإســلامية عبر المســيرات الحاشدة والجمعيات الضاغطة ، إلا أن موقف الحكومات بقي حاله ساكنا متخاذلا متجردا من كل عاطفة تجاه المستغيثين الذين ذاقوا الأمرين على يد من أوصلهم الغزو والاحتلال والصهاينة أو الدوائر المخابراتية إلى المواقع التي هم فيها ، وبالرغم من حالات التضامن  الخجولة التي أبداها البعض والغرض منها إيجاد موطئ القدم الأكثر تأثيرا" لصالح مصالحهم المستقبلية إن كانت بزعامة الأتراك في حملة تضامنية لصالح أبناء غزة على أثر العدوان الصهيوني المتكرر عليها  أو الإشارة إلى المشهد العراقي وما يحصل به يوميا من قتل وتهجير واجتثاث وتهميش واستبداد واثارة طائفية برؤية أحادية الاتجاه ، وما لحقها من مواقف أخرى بزعامات متعددة منها فارسية بصفويتها الجديدة لتمهد لتدخلا سافرا" بالشأن العربي ، أو غربية وأمريكية لإشاعة الديمقراطية كما يدعون ويروجون في فترة الانفتاح والديمقراطية التي يحتاج تأصيلها وترسيخها وتوسيع آفاقها إلي إقامة جسور بين كل الأطراف المعنية  بما يسمى بالعملية الديمقراطية والمسئولة عن استمرارها وبقائها وتجذرها  في هذه الفترة تأخذ مفاهيم عديدة ومصطلحات كثيرة ومعانٍ أخرى مغايرة لمعانيها في فترة ما يمكن أن نسميه بالصدام والخصام وهي فترة اختناق وتخندق في المواقع المتباعدة والمتنافرة بين القوي والأطراف داخل الوطن الواحد وبالتالي لا يمكن سحب نفس المقاييس لفترة الاختناق على فترة الانفتاح وتعميم نفس المفاهيم بأسلوب يفرز الناس وانطلاقاً من تلك النظرة القديمة التي آن لنا أن نتجاوزها وصولاً لصياغة رؤى ومفاهيم جديدة تتناسب مع روح المرحلة الديمقراطية التي هم يريدونها ويرغبون إشاعتها في المجتمع العربي الإسلامي فلا يمكن مثلا أن نطبّق نفس المقاييس القديمة أو السابقة على فترة الانفتاح والديمقراطية على هذه الفترة المتميزة بالديمقراطية والســاعية إلي تجذ يرها  ،

 

وقد تناولنا ذلك فيما كتبناه عن الولاء الوطني ومفاهيم الانتماء الذي يكتسب معانيه ودلالاته من طبيعة المرحلة المعاشة ومن ظروفها ومعطياتها التي بلا شك تختلف تماماً عن طبيعة المرحلة السابقة وعن ظروفها ومعطياتها ودلالاتها التي فرضها واقع سياسي  الذي هو نتاج الغزو والاحتلال الذي نعمل بكل قدراتنا الوطنية والقومية  لتجاوزه والفكاك منه بصياغة مناخ ديمقراطي ينفتح على كل الأطراف ويلتقي معها في كثير من المشـاريع التي تعود على الوطن والمواطن بالنفع والخير ، أما الحكام العرب فهم بلا حراك  وقد بين ذلك القائد المؤسس للبعث الخالد المرحوم احمد ميشيل عفلق في كلمته بذكرى المولد النبوي الشريف لخير الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم عام 1943 حيث قال (( منذ قرن ونصف قرن عاد اتصال الغرب بالعرب بواسطة حملة بونابرت على مصر، وقد رمز هذا الداهية إلى ذلك الاتصال بأن علق لوحات كتبت فيها آيات القرآن الى جانب حقوق الإنسان ومنذ ذلك الحين ما برح العرب ( أو الرؤساء الدخلاء على العروبة ) يدفعون نهضتهم الحديثة في هذا الاتجاه لأشوه ، فهم يجهدون أنفسهم ويرهقون نصوص تاريخهم وقرآنهم ليظهروا إن مبادئ حضارتهم وعقيدتهم لا تختلف عن مبادئ الحضارة الغربية ، وإنهم كانوا اسبق من الغربيين الى إعلانها وتطبيقها وهذا لا يعني إلا شيئاً واحداً وهو * أنهم يقفون أمام الغرب وقفة المتهم مقرين له بصحة قيمه وأفضليتها * ، إن الواقع الذي لا محيد عن الاعتراف به هو أن غزو الحضارة الغربية للعقل العربي في وقت جف فيه هذا العقل حتى أمسى قوالب فارغة ، يسر لتلك الحضارة أن تملأ بمفاهيمها ومعانيها فراغ هذه القوالب ولم تمض فترة من الزمن حتى انتبه العرب الى أن ما يخاصمون الأوروبيين عليه هو نفس ما يقول به هؤلاء ، وإنهم لا يفرقون عن الأوروبيين إلا بالكم ، كما يفرق القليل عن الكثير ، والمقصر عن السابق ، ولن يتأخر الوقت الذي يعترفون فيه بالغاية المنطقية لهذا الاتجاه ، أي أن في الحضارة الأوروبية ما يغني عن حضارتهم فحيلة الاستعمار الأوروبي لم تكن في انه قاد العقلية العربية الى الاعتراف بالمبادئ والمفاهيم الخالدة ، إذ أن هذه العقلية معترفة بها وقائمة عليها منذ نشأتها ولكن هي في اغتنامه فرصة جمود العقلية العربية وعجزها عن الإبداع ليضطرها الى تبني المضمون الأوروبي الخاص لهذه المفاهيم فنحن لسنا نخالف الأوروبيين في مبدأ الحرية ، بل في أن الحرية تعني الذي يفهمونه منها  إن أوروبا اليوم ، كما كانت في الماضي ، تخاف على نفسها من الإسلام  ولكنها تعلم الآن إن قوة الإسلام (  التي كانت في الماضي معبرة عن قوة العرب ) قد بعثت وظهرت بمظهر جديد هو القومية العربيه  لذلك فهي توجه على هذه القوة الجديدة كل أسلحتها ، بينما نراها تصادق الشكل العتيق للإسلام وتعاضده ،  فالإسلام الاممي الذي يقتصر على العبادة السطحية والمعاني العامة الباهتة آخذ في التفرنج ، ولسوف يجيء يوم يجد فيه القوميون أنفسهم المدافعين الوحيدين عن الإسلام ويضطرون لأن يبعثوا فيه معنى خاصا إذا أرادوا أن يبقى للأمة العربيه سبب وجيه للبقاء  )) ، وهذا يؤكد كأن المبادرات لا وجود لها في قاموسهم التعاملي مع قضايانا المصيرية ، ما عدى الشحن الطائفي الذي مارسه البعض منهم  والمال الممول لآلة الحرب والدمار التي طالت  الحياة بكافة مناحيها في أقطار عربية ، لا لشيء سوى الانتقام والتعبير عن الحقد وعدم القبول باتجاهات هذا أو ذاك النظام السياسي المتناقض أســـاسا" مع  اتجاهاتهم

 

 

يتبع بالحلقة الثانية

 

 





الاحد ٢٠ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة