شبكة ذي قار
عـاجـل










هوغو تشافيز عملاق من عمالقة النضال من اجل الحرية في امريكا اللاتينية، بوحي من افكار سيمون بوليفار أراد أن يحرر امريكا اللاتينية ، وان يحقق التكامل السياسي والاقتصادي والعسكري لجمهوريات الموز ، التي تعتبرها الولايات المتحدة الحديقة الخلفية لها ، والتي دأبت على التلاعب بمسيرتها المتطلعة للتقدم والحرية ، ضاربة بعرض الحائط كل معاني القيم الانسانية ، ومحاولات الشعوب للانعتاق من الاستعمار ومخلفاته على صدور الشعوب .


تشافيز بطل قومي لا بل علم من اعلام الحرية والتقدم على الصعيد الانساني ، كان عروبياً اكثر من الكثير من الزعامات العربية ، انتصر لقضايا الامة ، في العراق وقد كسر حاجز الحصار المضروب عليه ، وكان في ضيافة المناضل الشهيد صدام حسين في العام 2000، رفض هجوم النيتو على ليبيا ، وادان هذا العدوان الهمجي البربري الذي قاده حلف الاطلسي تحت يافطة تحرير ليبيا .


كانت له مواقفه المشهودة مع نضال الشعب العربي في فلسطين ، وقد قطع علاقاته مع الكيان الصهيوني اثر العدوان "الاسرائيلي " ، فسحب السفير الفنزويلي من فلسطين المحتلة ، وطرد السفير الصهيوني من كراكاس .


في مؤتمر الدول العربية ودول امريكا اللاتينية عندما صعد جلال طالباني الذي جاء الى المؤتمر كرئيس لجمهورية العراق تحت الاحتلال ، واجهه تشافيز بقوة أنت رئيس العراق ، فاجابه جلال نعم ، قال تشافيز لا ، واجبره على النزول عن المنصة ، في الوقت الذي يشهد عملاء الاحتلال وافرازات الغزو الامبريالي الصهيوني من حثالات العراق من اشباه المالكي الاستقبال في بعض العواصم العربية ، لا بل باتوا في خندق الممانعة والمقاومة .


تشافيز كان شوكة في حلق الامبريالية الامريكية ، اذ حشد حلف من مناضلي امريكا اللاتينية لمواجهة الامبريالية الامريكية ، وكان نصيراً قوياً للفقراء من شعبه وللطبقات المحرومة ، فحارب الفقر والجوع والبطالة ، واستثمر موارد فنزويللا النفطية لخدمة التنمية في بلده ، ولصالح ابناء وطنه وليس كالذين يتلاعبون بثروات الشعوب ، ويحرمونها من ابسط مقومات الحياة ، ويسخرون ثروة الاوطان في خدمة مشاريع اسيادهم في واشنطن لقهر تطلعات الشعوب المناضلة والتواقة الى الحرية .


المناضلون والاحرار لا يموتون فهم احياء بما صنعت اياديهم ، وما قدموه لشعوبهم وللانسانية ، وتشافيز واحد من هؤلاء المناضلين الذين حفروا اسماءهم في سجل الخالدين ، في قارة تئن من الفقر والجوع والبطالة والفساد ومؤامرات المخابرات المركزية الامريكية ، التي حاولت في العديد من المرات التخلص منه لصالح عملائها ، ولكن هذا المناضل البطل كان يرد عليهم وباستمرار في العودة الى شعبه في انتخابات حرة نزيهة ، يشهد عليها كل دول ومنظمات العالم ، حتى ان اعداءه في يوم وفاته قالوا عنه لم يكن تشافيز عدواً بل كان خصماً ، فهيهات هيهات للذين يركبون السياسة في وطننا العربي من هذه الثقافة بين المتنافسين .


تشافيز انتصر لكوبا كبقعة مضيئة على ضفاف وحوافي الولايات المتحدة الامريكية ، في وقت كانت تعاني من الحصار الامريكي ، فكانت رفقته مع المناضل كاسترو كشوكة في عيون ساسة الادارة الامريكية ، التي لا تنام الا على آهات الشعوب ، وويلات اناسها المعذبين والمقهورين بسب عنجهية الغزو والاحتلال والقتل والتدمير لما صنعته ايادي هذه الشعوب ومسلسلات التآمر الدموية .


تشافيز نموذج قومي من الضروري ان نعلي من قدره وشأنه ، يفتقده كل المناضلين القوميين الذين يطمحون لغد مشرق لامتهم ، وفي المقدمة من هؤلاء ابناء امتنا ، نحن الذين ابتلينا بالتجزأة والتخلف والتبعية ، وهاهي الامبريالية والصهيونية والطائفية تنهش في جسدنا ، ونحن لاهون باكل لحوم بعضنا البعض،وثالوث العدوان وعملائه يحققون ما خططوا ورسموا له ، لاننا دسنا على ثوابتنا القومية ، فنسينا احتلال فلسطين وغزو العراق واحتلاله ، بعد ان طمست من ذاكرتنا الاهواز والاسكندرونه وسبته ومليلة والجزر العربية ، ومؤامرت الاعداء علينا في كل زاوية من زوايا الوطن .


تشافيز حي بما حقق لشعبه وبافكاره الثورية ومناهضته للامبريالية والصهيونية، والثورة مستمرة لانها طريق الشعوب للانعتاق من التبعية والتخلف وفي حالتنا من التجزأة ايضاً .


تشافيز في يوم رحيلك نستذكر كل المناضلين والشهداء الذين سبقوك على طريق النضال من ابناء امتنا ، وفي مقدمتهم شهيد هذا العصر المناضل صدام حسين، وشهداء المقاومة على الارض العربية في كل مكان من مساحة هذا الوطن .


dr_fraijat@yahoo.com

 

 





الخميس ٢٤ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة