شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

 

بيان رقم ( ١٦ ) صادر من مكتب سماحة الشيخ أ.د عبد الملك عبد الرحمن السعدي

محاولات حكومة العراق لإضعاف ساحات الاعتصام


قامت المظاهرات في محافظات العراق في شهر كانون الأول عام 2012م، واستمر العراقيون المتظاهرون يطالبون الحكومة بحقوقهم المشروعة إلى يومنا هذا مُتجمِّلين بكامل الخُلُق الحضاري العربي والإسلامي، فجعلوها مظاهرات سلمية وطنية لكل العراقيين رافضين الطائفية والعنف، وقد اجتمع المتظاهرون متوحِّدين حول علمائهم وشيوخ عشائرهم ووجهائهم ومثقفيهم.


وكان المؤمَّل من الحكومة العراقية أن تقابل هذا الحِراك المبارك بترحاب واعتراف بالتقصير وتمنح المعتصمين حقوقهم التي يطالبون بها، وهذا هو شأن الحكومات الوطنية الصادقة مع شعبها المُخلصة لوطنها.


لكن –ومع كل الأسف– لم يحصل شيء من ذلك، بل قامت الحكومة العراقية بتقديم أنواع الأذى والاستخفاف بالعراقيين المتظاهرين وعدم المبالاة بهم، فاعتقلت وداهمت وهجّرت كل من وصلت يدها إليه.


فقد هاجمت الحكومة المتظاهرين بالتهديد والوعيد، ووصفتهم بألفاظ نابية لا تليق بأبسط إنسان، وماطلت الحكومة العراقية بتشكيل لجنة لتخدير حيوية المتظاهرين من دون أن تحقق هذه اللجنة شيئا، ثم وجَّهت الحكومة رصاصها الحي إلى صدور المتظاهرين فسقط منهم الشهداء، وقامت بمضايقة ساحات الاعتصام بالجيش والسلاح، وأغلقت المساجد، ومنعت المصلين من أداء العبادة فيها، وفي الوقت الذي نُبارك فيه لجمهور المسلمين صلاتهم الموحَّدة في جامع أبي حنيفة النعمان -رحمه الله تعالى- نُدين المضايقات الحكومية المُوجَّهة إلى المصلين الذين توافدوا إلى مدينة الأعظمية.


ولم تكتفِ الحكومة العراقية بذلك بل انتهجت نهجا ملتويا، وكانت تظن أنها بذلك ستُحبط عزيمة المتظاهرين، فسخَّرت بعض السياسيين المنتسبين إلى أحزابها ومكوِّناتها للالتقاء بالرموز العراقية المؤثِّرة في ساحات الاعتصام، ومن ثَم الكذب والافتراء عليهم بتصريحات غير صادقة وغير مسؤولة.


ثم سلكت الحكومة العراقية مسلك الإغراء لعدد من المعتصمين وشيوخ العشائر والوجهاء، فمرَّة تشكِّل لجنة أسمتها لجنة حكماء من أُناس نكرات في المجتمع العراقي ولا يُمثِّلون المعتصمين.


ومرة ترسل إلى أشخاص مُعيَّنين من شيوخ العشائر أو المُعمَّمين وتلتقي بهم وتنشر ذلك عبر وسائل الإعلام؛ لتُسقط هؤلاء الأشخاص من أعين أفراد قبائلهم.


ومرة ترسل الحكومة من رجالها وسرَّا وبأسماء وصفات مستعارة ترسلهم إلى الرموز الدينية والوطنية ويفترون عليهم حتى يُشوِّهوا سمعتهم أمام شعوبهم وأمام المتظاهرين.


ومرة تُخرج بعض المأجورين بمظاهرات تؤيد الحكومة.


إنَّنا نُقدِّم نصيحتنا للحكومة العراقية بأن تعود إلى رشدها وتتصالح مع شعبها، وأن تترك هذه الوسائل الوضيعة التي تريد بها إضعاف المظاهرات والإيقاع بين مكوِّنات الشعب العراقي ورموزهم.


ونقول للحكومة : إنَّ المتظاهرين باقون وثابتون على الحق ولن تنطلي عليهم تصرفاتكم التي أصبحت مكشوفة لكل ذي عينين.


وسلوككم هذا يزيد المتظاهرين قوة وصلابة وتأييدا وتكاثرا وثباتا وتمسُّكا برموزهم.


وندعو علماء الدين وشيوخ العشائر أن لا يُهرولوا وراء سراب الحكومة التي تضحك عليهم في واقع الأمر؛ إذ لم تنفِّذ لهم شيئا ملموسا، وتستخدمهم آلة إعلامية طَيِّعَة حتى توقع بينهم وبين شعبهم المجاهد، ندعو شيوخ العشائر الكرام أن لا يُضيِّعوا تاريخهم وقبائلهم بهذه اللقاءات المشبوهة.


كما أتوجَّه إلى الإخوة المعتصمين بالاستمرار على سلمية اعتصامهم وأن لا يسمحوا لأحد أن يتصدَّى للشرطة المحلية بأي أذى بالكلام الذي لا يليق بالمتظاهرين ماداموا في حمايتكم ولم يُنفِّذوا أوامر الساسة بالاعتداء عليكم، فإن حصل منهم أو من القوَّات الأمنية أي إساءة بتوجيه فوهات بنادقهم لقتالكم فعند ذلك يصبح الدفاع عن النفس من الواجبات الشرعية.


والله ولي التوفيق



٣ / جمادى الأولى / ١٤٣٤هــ
 ١٥ / أذار / ٢٠١٣  م

http://alomah-alwasat.com/newsMore.php?id=109

 

 





السبت ٤ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب سماحة الشيخ أ.د عبد الملك عبد الرحمن السعدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة