شبكة ذي قار
عـاجـل










تتلاحق الصفعات على حكومة المالكي من كل حدب وصوب. ورغم ذلك فان الصفاقة التي يتحلى هذا الأحمق بها لازالت تتكرر في ممارساته الهستيرية، مُعبر عنها عبر مكابرة زائفة، وتهديدات وإنذارات ضد حلفائه وخصومه، ولم تبق على وجهه نقطة من حياء.


قبل البارحة جاء الرد سريعا وواضحا من بان كيمون، الامين العام للأمم المتحدة في رسالته الموجهة الى مجلس الامن والى الحكومة العراقية وهي تستعرض وتستنكر الممارسات الإجرامية لحكومة المالكي، المتمثلة في تضاعف أرقام جرائم الإعدام للمعتقلين، وانعدام مؤسسات العدالة في العراق، وتمادي الحكومة العراقية في استمرار القمع والاضطهاد، وانعدام الحريات، وتجاهل المطالب الشعبية في العراق، فكان رد حكومة المالكي المزيد من هستيريا الردود الإعلامية، مباشرة منه أو بالوكالة عبر عديد أبواقه، وانعكس ذلك في تصلب تصريحات حسن الشمري وزير العدل المالكي، مصرحا: بأنه مصر على تنفيذ المزيد من الإعدامات والتباهي بزيادتها الى الدرجة القصوى كل يوم، حتى باتت هذه الوزارة تتسابق مع عمليات الذبح اليومي في المجازر الجارية في العراق من تفجيرات دموية واغتيالات بالجملة.


في ذات الوقت طالبته الجامعة العربية اليوم الاستعداد للتخلي وبسرعة عن رئاسة القمة العربية وتسليمها إلى غريمته دولة قطر، وبذلك ستنتهي سنة الاستهتار بالتمثيل "العراقي" لما يسمى "القمة العربية" التي طبل لها المالكي عاما كاملا، وظل يمارس كل شئ معاد للعرب وطموحاتهم، وأكدت ممارسات حكومته انها ليست ذات صلة بالعرب، وليس لها من مصلحة في الاقتراب من العرب، دولا وحكومات وشعوب، إلا بما كانت تكلفه الإدارة الإيرانية لحكومته سواء في محاولة احتواء مصر اقتصاديا أو تقديم كل الدعم لنظام بشار الأسد.


لقد انعزلت حكومة المالكي ومجموعته الشعوبية تماما عن مؤسسات الجامعة العربية، إلا في الجوانب المالية، حيث غرف هو وعصاباته من بيت المال العراقي المليارات من الدولارات باسم الصرف والفواتي الباهضة لرئاسة القمة العربية ومؤتمراتها بعدة عناوين آخرها مؤتمر البرلمانيين العرب المنعقد ببغداد لتبييض صفحة حكومته المنهارة.


باستمرار الانتفاضة الوطنية في العراق وصمودها البطولي وتقديمها الشهداء في ساحات العز والكرامة تلاحقت الصفعات على الوجه البشع لحكومة المالكي بتراجع مشاركة حلفائه في ما يسمى في "التحالف الوطني" أو "العملية السياسية" البائدة حتميا وبتتابع الانسحابات من وزراء القائمة العراقية والتيار الصدري والتحالف الكردستاني .


وبتهور قراراته المتسرعة لحماية قوائم وكلائه في المحافظات المنتفضة وإصداره قرار تأجيل الانتخابات في محافظات الأنبار ونينوى مما أوصل سخط النقد لدكتاتورية المالكي إلى اقرب حلفائه من جماعة عمار الحكيم وغيرهم باستشعارهم ان لحظة الرحيل قد حانت للجميع ممن غالوا في عدائهم لطموحات شعبنا الصابر.


وأمام هذه الانهيارات المتلاحقة، وفشل المالكي في جر الانتفاضة الوطنية العراقية السلمية الى العنف أو الدفع بالأمور الى المواجهة بالسلاح والاستفزاز للجماهير المنتفضة، ظلت الإرادات الوطنية العراقية تحرز يوميا ثبات مواقفها وتصاعد سقف مطاليبها على ارض صلبة وتكتسب المزيد من الاحترام والتعاطف والتضامن من أطراف عراقية وعربية وعالمية، آخرها دعوة العديد من المثقفين العرب لحكومة المالكي إلى العدول في الشروع الاعلان باحتفالات بغداد عاصمة الثقافة العربية، وعزوف الأغلبية من مثقفي الوطن العربي عن التوجه الى بغداد للمشاركة بمثل تلك العروض باسم الثقافة العربية في سيرك لا قومي تلعب على ركحه دولة اللا قانون.


اليوم طالب الكاتب الجزائري، وزير الاتصال السابق ورئيس اتحاد الكتاب الجزائريين والامين العام السابق للكتاب العرب مدير المكتبة الوطنية الجزائرية عز الدين ميهوبي عبر تصريح تلفزي له الحكومة العراقية الى تأجيل الإعلان عن احتفالات بغداد عاصمة الثقافة العربية، نظرا لتدهور الأوضاع الأمنية في العراق من جهة، وعدم تحمل الوضع في العراق تنظيم احتفالا قوميا عربيا كهذا يليق ببغداد العروبة والثقافة والحضارة.


وأمام كل هذا يتسائل الجميع،هل بقي على وجه المالكي وشراذم بقية حكومته ذرة من حياء، وهل من مبرر بقي لهم للتشبث بالسلطة، والبقاء في الحكم، والتبجح باستمرار ما يسمى بالعملية السياسية...؟؟
حكومة المالكي مطالبة بالتخلي والرحيل فورا وبلا وداع من شؤون العراق، سترحل مجبرة وغير مأسوف عليها عراقيا وعربيا ودوليا، وستذهب لا محالة إلى مزبلة التاريخ، تلاحقها اللعنات التي تطاردها.


وما تبقى في الأفق القريب إلا ايام معدودة، فكلما حاصرتهم الظروف الداخلية والخارجية فان أمل المالكي يبقى في طموحه الأخير الساعي اليه منذ زمن بعيد، هو إشعال الحرب الأهلية بوجهها الطائفي البغيض؛ لكن شعبنا بفطرته وحكمته وغزارة تجاربه خلال العشرية الدموية السوداء وما قبلها، يقول للمالكي ورهطه : هيهات لك أن تشعلها، فسوف تشاغلك الآن "النيران الصديقة" تأتيك من أقرب حلفائك من الصدريين وآل الحكيم وغيرهم ممن يستشعرون بمرارة المصير المنتظر، وهم يحملونك مسؤولية انك وضعتهم في أُتون الجحيم القادم.


أما النيران الثائرة فسوف يكون لها شرف الإقدام على الانتصار في معركة الحسم بانتصار انتفاضة شعبنا الوطنية في كل جزء من أجزاء العراق لاستعادة العراق إلى شعبه وأمته.


وان غدا لناظره قريب

 

 





الاربعاء ٨ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة