تتوالى هذه الايام التفجيرات الاجرامية التي تعم محافظات العراق كافة , والتي تصاعدت حدتها وتزامنت مع الاعتصامات والتظاهرات لابناء شعبنا ,وهو يطالب بحقوقه المشروعة , ومع بدء الحملات الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات , ورافق ذلك ايضا اعتقلات واغتيالات طالت الكثير ممن شاركوا في هذه الفعاليات , ويبدو للمراقب السياسي والعقلاء والمثقفين من القوم وكذلك البسطاء من ابناء شعبنا , ان الهدف من هذه التفجيرات هو التاثير على ثورة الشعب العراقي ومحاولة اخفاء مشهدها القوي والواضح , وجعله لا يحتل الموقع الاول في اهتمامات الراي العام الوطني والقومي والدولي , وبالرغم من اهمية تسليط الضوء على التفجيرات التي تقوم بها جهات حكومية واخرى اجنبية معروفة , في حقدها وعدائها لشعبنا وفضحها وادانتها , لكن المهم ان تبقى الثورة العراقية وفعالياتها تحتل مركز الصدارة في جميع وسائل الاعلام والمؤسسات الانسانية العربية والدولية التي تعني بشؤون حقوق الانسان وحقه في خياراته ونوع النظام الذي يختاره , لفضح ما يجري في العراق من انتهاكات لحقوق الناس وتغييب مطالبهم الوطنية الحقة وحقهم في الحياة بكرامة بعيدا عن الهيمنة والتسلط الاجنبي , وان نجاح الثورة المؤكد سينهي والى الابد الحالة المأساوية التي اصابت ابناء الشعب من تهميش واقصاء وتهجير واستبداد وتعذيب وموت وحرمان من الحقوق الوظيفية والتقاعدية لالاف من العوائل على يد الحكومة وقوانينها واجهزتها القمعية , وان هذا الاسلوب يؤكد للمرة السبعين ان حكام العراق الجدد لن يبالوا بدماء وارواح العراقيين , وان ما يهمهم هو البقاء على كراسيهم التي تدر لهم الكثير من اموال السحت الحرام , وان هذه الاجراءات لن تزيد المشهد السياسي الا تدهورا وانحدارا للهاوية ,

ان المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية , في الوقت الذي يدين فيه ويستنكر هذه الاعمال الجبانة والدنيئة التي تمارس بحق ابناء شعبنا , فانه يؤكد ان هذه التفجريات التي اصابت العراق من شماله الى الجنوب هي نتاج العملية السياسية للاحتلال واطرافها المرتبطين به , وان السنوات العشر المنصرمة اثبتت وبشكل قاطع ان لا جدوى من استمرارها , وعجزها وفشلها في اعادة الامن والاستقرار , وتاجيجها للطائفية وشيوع ظواهر الفساد المالي والاداري والروحي والقيمي , ومحاولة تقسيم العراق والتفريط بمستقبله وامنه ووحدته الوطنية , كما يدعو المركز كافة القوى الوطنية العراقية وابناء شعبنا اصحاب المصلحة الحقيقة , ان لا يتهاونوا مع القتلة والمجرمين وسارقي ثرواتهم والمصرين على عدم تحقيق مطالبهم العادلة , ومع كل من يريد استمرار العنف في العراق من اجل اضعافة والغاء دوره الوطني والقومي والدولي .

الرحمة والخلود لشهداء العراق الابرار , والشفاء لجرحاه , والموت واللعنة لقتلة الشعب