شبكة ذي قار
عـاجـل










تحية طيبة .. وبعد

ابدأ رسالتي بالسؤال الذي يجب أن يسأله النظام الرسمي الدولي بصورة عامة والنظام الرسمي العربي بصورة خاصة وهيئتهما الدولية المتمثلة  ب(هيئة الأمم المتحدة) بعد عشر سنوات على غزو واحتلال العراق .. سؤال  لكل من يؤمن بميثاق الأمم المتحدة ومعاهداتها واتفاقياتها التي تؤمن بحقوق الإنسان وحريته  أينما وجد على الكرة الأرضية .. وسؤال موجه  إلى الدول التي يدعي  نظامها السياسي  وبدساتيرها الاحترام الكامل  لحقوق الإنسان وحرية الشعوب في اختيار أنظمتها  وبمختلف ألوانها ولغاتها وأديانها  في  بقاع العالم ..

 

إن أي إنسان واعي ومطلع ومتابع للأحداث يدرك  تماما ، وبما لا يقبل الشك وبعد ما جرى  في العراق  بان النظامين  الرسميين  الدولي والعربي وبهيئتهما الدولية ( هيئة الأمم المتحدة ) هم أنظمة وهيئة مسيرة من قبل أصحاب القرار الأمريكي  الصهيوني   ، والدليل على ذلك  هو  صمتهم  المريب في الماضي والحاضر تجاه كذب وتظليل وخداع  الإدارات الأمريكية المتمثلة بإدارات  ( بوش الأب والابن  وإدارة اوباما )  لهم  وللعالم  في شن الحرب وغزو واحتلال العراق ، وصمتهم المريب تجاه ما حدث ويحدث للعراق وشعبه بعد احتلاله من قبل الحكومات الطائفية التي صنعها الاحتلالين الأمريكي  والصفوي الفارسي  رغم انف الشرعية الدولية وهيئتها المتمثلة بهيئة الأمم المتحدة من انتهاكات لحقوق الإنسان وسرقة وتبديد ثرواته وقتل شعبه على الهوية الطائفية الذي خلف ملايين الشهداء وملايين  الأيتام والأرامل وملايين العاطلين الذي خلف ما خلف من  تهجير شامل  بأهله الحقيقيين.

 

أين الشرعية الدولية أيتها الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ؟ ولماذا هذه الازدواجية في المعايير ؟  ولماذا الكيل بمكيالين ناهيكم عن المكيال الخفي الذي تتوسم به رضا وقناعة الصهيونية العالمية ؟ ما هو رد الفعل بعد أن اتضح  كذب الساسة الأمريكان ما ادعوه من ذرائع لغزو واحتلال العراق ؟.  أين دعاة حفظ السلام والأمن الدولي  بعد أن اتضح  كذب ونفاق وتظليل السياسة الأمريكية التي سببت الإساءة الكاملة بدولتهم العظمى وبحضارة الشعب الأمريكي   ..

 

وما هو رد فعل الدول الكبرى التي تدعي الحرص على الشرعية الدولية المتمثلة بهيئة الأمم المتحدة والمعروفين لدى شعوب العالم بأعضاء مجلس الأمن الدولي ، والنظام الرسمي الدولي يطلع على ما  نشر في صحيفة ( الغار ديان ) البريطانية للإحصائيات التي نشرتها هذه الصحيفة عن الكذب الذي كذب به السياسيين الأمريكان حول  النظام الوطني العراقي قبل الحرب التي شنتها الولايات المتحدة مع حلفائها على العراق عام 2003 ، وبه أي بكذبها على شعبها والرأي العام الدولي استطاعت آنذاك أن تقنع الأنظمة والذي تسبب  إلى احتلال العراق وشعبه ؟  .وما هو رد فعل  دول العالم  في ما نقلته صحيفة ( الغار ديان ) في عددها الذي نشر للرأي العام الدولي بصورة عامة والرأي العام البريطاني بصورة خاصة والذي نشرته شبكتي ( البصرة وذي قار ) والشبكات الإخبارية الوطنية والقومية والإسلامية والدولية عن الدراسة  التي أعدّها مركز المسؤولية المدنية الأمريكية بالتعاون مع صندوق استقلال الصحافة لتلك إلاحصائيات  الدقيقة لكذب رئيس الإدارة الأمريكية  آنذاك ( بوش الابن ) والذي جاء في المركز الأول من حيث الإدلاء بتصريحات كاذبة ؟ وما هو رد فعل  الدول وخصوصا الكبرى  وهي تكتشف اليوم ما نشر في  الدراسة الصادرة عن المركز أعلاه وبالإحصائيات الدقيقة  حول ( بوش الابن ) وهو يكذب أمام العالم بصورة عامة والشعب الأمريكي بصورة خاصة ب (260) تصريحًا كاذبًا، منها (232) تصريح كاذب يتعلق بوجود أسلحة دمار شامل في العراق، و(28) تصريحًا عن وجود صلات بين العراق والقاعدة  ؟ . وما هو موقف هذه الدول حول ما نشرته صحيفة ( الغر ديان ) لوزير الخارجية الأمريكية السابق (كولن باول) الذي جاء وحسب إحصائية المركز أعلاه بالمركز الثاني  في الكذب بما صرح به من أكاذيب  بلغ تعدادها (254) كذبة لتبرير شن الحرب على العراق؟  وما هو موقف إدارة (اوباما ) والشعب الأمريكي  لما أكّدته الصحيفة البريطانية حول كذب إدارة (بوش الابن) الخاصة  بنفقات الحرب والتي كذب بها على الشعب الأمريكي عندما  قال بان نفقات الحرب على العراق  ستكون ما بين (50) و(60) مليار دولار، بينما الصحيح هو  (823) مليار دولار في الفترة بين عامي 2003 و2011 ؟ .

 

وما هو رد فعل الشعب الأمريكي وبسلطته الرابعة تجاه ما قاله الكاتب ( جون أف بيرنس )  في مقاله الذي  نشرته صحيفة ( نيويورك تايمز ) والذي يشير فيه إلى أن مهندسي الحرب في ( واشنطن ولندن ) كانوا يعتقدون أن نصرا عسكريا سريعا سينهي النظام العراقي آنذاك  ويمهد الأرض لنشوء مجتمع مدني هو الأول من نوعه في العالم العربي الحديث، ونموذجا لما تتمتع به الديمقراطية حكم القانون والحفاظ على حقوق الإنسان من ميزات ، ولكن بعد عشر سنوات من الغزو خاب الظن  في تلك الآمال لأنها لم تتحقق فحسب، بل تم استئصالها من الأذهان تماما ، إضافة إلى ما  سجله ويسجله الجميع من خسائر فادحة في الأرواح والأموال لجميع الأطراف والتي  خلفت عراقا أقل استقرارا وأمنا وتنمية، وأبعد ما يكون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وأصبح  العراق عام 2013 وفي أفضل الحالات صورة معكوسة للعراق الذي بشر به ( جورج دبليو بوش وتوني بلير لتبرير غزوهما ، لتحويله إلى  مأوى لعصابات من السفاحين وقطاع الطرق الذين  انتشروا في العراق وبالتحديد في عهد رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) ، وأصبحت الانتهاكات و الخطف والاغتيالات والاعتقالات العشوائية والاتهامات الجزافية التي تصدر من عداءات شخصية والسجون السرية والتعذيب والاختفاءات وعشرات الإعدامات دون دفاع أمام المحاكم صورة سائدة في العراق ناهيكم عن الكثير من سوء  الأحوال في العراق بدليل   أصبحت أحياء كاملة  في بغداد غارقة  بمياه الصرف الصحي رغم المليارات التي رصدت لإعادة بناء نظام الصرف الصحي إضافة إلى معاناة  سكان العاصمة العراقية من عدم  إيصال  التيار الكهربائي إلا حوالي 12 ساعة في اليوم وأحيانا أقل من ذلك  بكثير رغم المليارات التي أُنفقت على الخطوط الجديدة لنقل التيار ومحطات التوليد مما جعل بالعراقيين أن يصرخوا  ويصرحوا  للمراسلين الغربيين وهم يتمنون عودة العراق تحت إدارة صدام حسين ؟ .

 

ما هو رد فعل الشعب الأمريكي وبسلطته الرابعة تجاه ساسته  في الإدارات الثلاثة ( بوش الأب والابن واوباما ) التي أساءت  بسمعة أمريكا  وحضارتها وشعبها   تجاه ما ذكر أعلاه  وبما ذكرته  الدراسة التي أعدها معهد (واطسون) للدراسات الدولية في ( جامعة براو الأميركية )  بأن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية عام 2003 وانتهت  باحتلال العراق خرجت بحصيلة صفر من الإنجازات وخسائر لا تحصى ؟ .

 

واختم رسالتي هذه بالسؤال الأخير .. ما هذا السكوت وما هذا الخنوع أيتها الدول وأيتها الشعوب والتي تنادي دائما بحقوق الإنسان والحرية ؟  ومع هذا .. أقول .. أن الشعب العراقي هو ابن هذه الأمة التي  أكرمها الله عزوجل بالحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، وانه  يعلم جيدا ومنذ تسابقكم  الملعون على استعمار العراق وأمته لأجل أن تهيمنوا على ثرواته وموقعه الجغرافي  ، ومنذ تسابقكم على  كعكة المحاصصات الخاصة  بتقسيم ألأمة  عام 1916  والتي سميت  بمعاهدة (سايكس بيكو ) وأن الشعب العربي بصورة عامة والشعب العراقي بصورة خاصة أدركا  جيدا   أن مؤامراتكم على الأمة والعراق ستفشل ، وكما فشلت المؤامرة الكبرى للإستراتيجية الأمريكية الصهيونية الصفوية على العراق الواحد بشعبه وأرضه وجباله ووديانه ومياهه وبدليل أن شعوبكم بصورة عامة والعراق وأمته بصورة خاصة اكتشفا حقيقة  الشرعية الدولية التي أصبحت في نظر الرأي العام الدولي شرعية (الغاب) ، وقبل أن تذكرها التقارير والدراسات التي أعدت من قبل مراكز البحوث والدراسات إلاستراتيجية السياسية وتقارير ومقالات الخبراء السياسيين عبر صحفكم السياسية ، والتي تؤكد على فشل مشاريع الهيمنة التي جئتم بها إلى الأمة والعراق وبحجج  تطبيق تجارب الديمقراطية الأمريكية .. ثم أقول ..  أن امة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم هي أم الديمقراطية الحقيقية لكونها مستمدة من كتابها الكريم ، وبه علمت أممكم  العدل والمساواة والية الحكم ، والذي جاء بمحكم كتابه الكريم :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( وأمرهم شـــــــورى بينهـــــــــم )








الاحد ١٢ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة