شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال الله تعالى :

( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) آل عمران: 104-105.


تحية إلى العراقيين رجالا ونساءً، شبابا وأطفالا، من كل قوميَّات العراق ومذاهبه وأديانه وسائر طبقاته، في شماله وجنوبه وشرقه وغربه.


أيُّها العراقيون الأماجد: كلُّكم لآدم وآدم من تراب، ولا فضل لأحد على آخر في المواطنة إلاَّ بما يُقدِّم للعراق والعراقيين من خدمة وأمن وسعادة واطمئنان وموازنة، فكل العراقيين شركاء في الوطن وإخوة في المواطنة، ومتساوون في الحقوق والواجبات في هذا الوطن الذي تعايشت على أرضه الأُمم من قديم الزمان وشربوا من ماء دجلة والفرات ومن كلِّ الوديان.


وهذا يُحتِّم على العراقيين أن يكونوا يدا واحدة على من سواهم يتراحمون ويتواصلون ويتعاطفون بكل تفانٍ وإخلاص وحَذَرٍ ممن يتربص بهم؛ لتفريق جمعهم؛ وشقِّ صفِّهم؛ وتمزيق وحدتهم؛ وسلب حقوقهم؛ وتمزيق كلمتهم.


ونحن أعلنا في بياناتنا وخطاباتنا بكل صراحة ووضوح أنَّ مشكلة العراق ومأساة العراقيين تكمن في الاحتلال من القوى الدولية والإقليمية، وتكمن في من جاء بهم الاحتلال وسلَّطهم على رقاب العراقيين جميعا فأصبحوا حُكَّاما على العراق يُنَفِّذون مُخطَّطات المُحتلين في تأصيل الطائفية وقمع الشُرفاء من العراقيِّين بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ ودلالات.


وإنَّا في بياناتنا جميعها - والتي كانت مُوجَّهة إلى الحكومة فقط - لم نُصعِّد اللهجة تجاهها إلاَّ بعد أن صعَّدتْ هي وإلاَّ بعد أن واجهت خطابنا المُعتدل بخطاب سيئ وطائفي.


ونُعيد خطابنا اليوم بكل صراحة ووضوح ونقول : الحكومة العراقية الحالية بكل أجنحتها ووزاراتها تؤصِّل للطائفية وتُشجِّع عليها وتهدف إلى التثقيف بها ولا تُمثِّل في قناعتنا طائفة من طوائف الشعب لا سُنَّة ولا شيعة ولا غيرهما بل تُمثِّلُ أجندتها الخاصة. ونقول للعراقيِّين عربا وكردا وتركمانا، مسلمين وغير مسلمين، شيعة وسنة توحَّدوا كما كنتم وكان آباؤكم وأجدادكم، ولا تلتفتوا إلى ما يهدف إليه أعداؤكم من زرع الفتنة الطائفية، والتثقيف على تغلب مُكوِّن على مُكوِّن فأنتم أيُّها العراقيِّين باقون وأفراد الحكومات زائلون.


وإنِّي وكلُّ الخيِّرين معي يُنادون بالتوحُّد والتوازن في الحقوق بين أفراد الشعب العراقي من دون تفريق ولا تهميش ولا إقصاء.


وهذه مبادؤنا ونعلنها أمامكم مرَّاتٍ ومرَّاتٍ بأنَّنا لا نُفرِّق في الوطنية بين سُنِّي ولا شيعي ولا تُركماني ولا كردي ولا عربي ولا مسلم ولا غير مسلم، وتوحُّدكم وصبركم طريق النصر وتحقيق الأهداف المشروعة.


فحاجة البصري هي حاجة الأنباري، ومأساة النجفي هي مأساة الموصلي، وسعادة الكردي هي سعادة العربي والتركماني وسعادة المسلم وغير المسلم.

 


مكتب سماحة الشيخ أ.د. عبد الملك عبد الرحمن السعدي
الجمعة – ٢٤ / جمادى الأولى / ١٤٣٤هـ
 ٥ / ٤ / ٢٠١٣

 

 





السبت ٢٥ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة