شبكة ذي قار
عـاجـل










هناك طريق واحد أمام أميركا وإيران وعملاءهم في محاولتهم البائسة لطمس معالم العراق الوطني قبل الاحتلال هي تبشيع وشيطنة كل ما كان متصلا ومنتجا وقائما في الدولة العراقية الوطنية لغرض فرش أرضيات سياسية واجتماعية وفكرية تتقاطع مع تلك الدولة وهو إجراء ضروري في طريق تحقيق أهداف الاحتلال التي تتراوح بين إنهاك الكيان العراقي عبر شرذمة وحدة الشعب و/ أو تقسيم العراق لإنهاء أعظم بؤرة خطر عربي تهدد الكيان الصهيوني والمصالح الامبريالية في المنطقة ألا وهي بؤرة العراق الوطني القومي الموحد وشعبه المتربي على عقيدة الأمة العربية الواحدة وثوابت الحرية والاستقلال والعدل. وإذا كان الحديث في إطار هذه المعطيات والمؤشرات قبل الغزو تطغى عليه هواجس وظنون وتوقعات وربما استجابة لمخاوف التآمر فانه صار الآن بعد الاحتلال حقائق شاخصة تراها كل العيون وتسمعها كل الآذان ولا ينكرها أحد غير من لازالت بعض أهدافهم الخسيسة قيد التحقق.

 

لست أعرف على عين اليقين أين كان كنعان مكية عام 1990-1991 غير إنني أعرف نفسي أين كنت. فانا أحد أعضاء هيئة التدريس في إحدى جامعات جنوب العراق وهيئة المعاهد الفنية وعايشت أحداث ما يسمى بالانتفاضة الشعبانية كشاهد عيان في ثلاث محافظات قبل أن انتقل إلى بغداد في نهايتها ناجيا من الموت على أيدي غوغاء ألشعبانية  بقدرة الله سبحانه.

 

يقدر كنعان مكية عدد المشاركين في صفحة الخيانة والغدر بملايين (الشيعة) وهذا العدد المويف ضروري لتكحيل العيون العمياء للثعبانية ولمنفذيها ونحن كشهود عيان نرد ونقول أن الأعداد لا تتجاوز بضعة عشرات في كل محافظة وهم ليسوا شيعة كما يسميهم مكية بل وليسوا مسلمين أصلا، بل من خلايا الطابور الخامس ألصفوي الإيراني التي زرعت في العراق منذ سنوات طويلة وقوامها عجم مجنسون بالجنسية العراقية, ويتبجح بكسرهم لقواعد اللعبة السياسية العربية لأنهم طلبوا العون والمساعدة من قبل أمريكا وغيرها من دول التحالف الذي قاتل العراق في الكويت , أي انه يتبجح بالعار والرذيلة والخيانة بل ويسوقها خاسئا. ويحسب لهم خاسئا أيضا (فضيلة )السبق في اللجوء إلى الأجنبي للمعاونة في إنجاح (الثورة أو الانتفاضة) متجاهلا حقيقة لا ينكرها إلا خائن أو عميل أخرق وهي إن اللجوء إلى الأجنبي يلغي تماما صفة الثورة لان التاريخ البشري كله لم يسجل لثورة تتوق للاستقلال والحرية أن اعتمدت على غير أبناء الأمة وقدراتهم الذاتية. ونحن نقول إن اللجوء للاستعانة بالأجنبي إن حصل مع مَن يسمون أنفسهم ثوار فأن أقل يقال عنه من وصف وتقرير موقف هو إن الثورة قد باعت نفسها للداعم الأجنبي و صار ثوارها بيادق شطرنج فوق لوحة تطفو على بركة آسنة ونظامها المنتج المتوقع سينحني تحت سلطة الحماية ويغوص إلى قعر لا يليق لا بالشعب ولا بالوطن ولا بمن ثار وباع قدسية الشهادة  واستبدلها مقابل عربون السلطة الغاشمة تحت سلطة مقدم العون الفاسد المدفوع بدوافع المصالح.

 

نستشهد بنص من مقال مكية:(وكان العراقيون والكويتيون تحت الاحتلال العراقي هم الاستثناء في 1990الذي أصبح القاعدة العربية باندلاع الربيع العربي في2011 فقد انتفض ملايين العراقيين جنوبا وشمالا ضد نظامهم في أعقاب حرب العراق في1991. وقاموا بما كان بالنسبة للسياسة العربية في ذلك الوقت مستبعدا, إن لم يكن مستحيلا .فقد دعوا قوات التحالف التي كانت تقصفهم لأسابيع في حملة جوية عنيفة تشبه الدمار الذي لحق بدريسدن في 1945 للمساعدة على تخليصهم من طاغيتهم. وبغض النظر عن مدى طغيان النظام, عادة ما تلتف الجماهير حول زعامته في أوقات التعرض لهجوم خارجي مثلما كان الحال عند تعرض الاتحاد السوفيتي للقصف على يد هتلر, ولكن الشعب العراقي حطم تلك القاعدة: ووضع معاناته في ظل حكم هذا الطاغية في صدارة ومركز الأحداث. فقد حصدت انتفاضة 1991 نحو 200 ألف شخص بنهاية عام 1991 , معظمهم شيعه من جنوب البلاد)

 

هنا لا بد أن نحاكم مكية على اعوجاجه منطقيا وسقوطه أخلاقيا من خلال:

1-  لم يذكر قط دور إيران في الأحداث وخاصة دور فيلق بدر الذي دخل من أراضيها وبتجهيزات عسكرية ثقيلة من جيشها بل هو كاد أن يلغي إيران من جغرافية وتاريخ أخطر ما أقدمت عليه من عدوان غاشم على العراق وأخس عمل غدر أنجزته بخسة مشهودة ضد بلد يقاتل أميركا دفاعا عن نفسه و مقدرات شعبه.

 

2-  لم يقدم دليلا واحدا على إن ال200 ألف قتيل عراقي قد قتلتهم الدولة العراقية كما يزعم ولم يموتوا بالقصف الوحشي لدول التحالف الذي أقر هو بحصوله وشبهه بدمار دريسدن.كيف عرف إن شهداء العراق لم يسقطوا بقنابل أمريكا وغدر إيران وفيلقها المجرم بدر؟

 

3-  لم يقدم دليلا واحدا على أن من طلبوا إسناد الأجنبي عراقيين ولا بكونهم يمثلون ألشيعه ولا شعب العراق بل هم فرس ممن أوكلت لهم مهمة إسقاط النظام في ظرف معروف الوصف للقاصي وللداني وهيأت لهم كل المستلزمات لكن الله أخزاهم وأحبط سعيهم.

 

4- لم يخبرنا مكية كيف إن كسر القاعدة ألمعروفه عند شعوب الأرض في طلب التدخل الأجنبي كما يدعي من قبل واحد أو اثنين من الخونة الذين خنقهم فشل صفحة غدرهم عند رؤيتهم للقوات المسلحة العراقية تطردهم من بابل بظرف ساعتين فقط ومن النجف والمثنى وكل مراكز المحافظات في فترات زمنية مشابه يمثل إرادة شعب.

 

5-  معلوماتي إن المروحيات العراقية لم تشترك في تطهير مدن العراق من الفرس الغزاة بل اقتصر دورها على توزيع منشورات تطالب المواطنين بالابتعاد عن نقاط الاشتباك مع العدو

 

6-  وهذه نقطة غاية في الأهمية...فكنعان يسمي في بعض سطوره صفحة الغدر والخيانة بوصف ( تظاهرات ) وهذه أعظم ما سطره من كذب فالصفحة كانت عملا مسلحا وعدوان عسكري .

 

وكنعان مكية لا يكتفي بكونه لص محترف سرق كنوزا خاصة جدا من العراق تحت حماية أسياده بل، يزور التاريخ لأن :

 

1-  القوة العسكرية التي أنتجت ألشعبانية قد جاءت من إيران والعالم كله يعرف هذه الحقيقة وهذا يعني أن الإسناد الخارجي لها قائم أصلا، بل إنها كلها أجنبية باستثناء بضعة العشرات الذين اشرنا إليهم .

 

2- إن الثعبانيين ما كان لهم أن يدخلوا أرض العراق لولا موافقة أميركا ودول الحلف المجرم وهي التي مهدت لهم السبل عن طريق تدمير العراق تدميرا شاملا ومن بين ذلك تدمير قواته المسلحة إثناء انسحابها بعد وقف إطلاق النار ولا يوجد أدنى شك من أن ألشعبانية هي صفحة معد لها إعداد مسبق عبر تنسيق الأدوار وتوزيعها بين أميركا وإيران. واليقين إن أميركا قد ظنت إن إيران وعملاءها سيتمكنون من انجاز المهمة التي أوكلتها لهم قوات التحالف ألا وهي احتلال العراق غير إن يقظة القيادة العراقية وحسن استثمارها لقوة عسكرية من احتياط الحرس الجمهوري لكان للعراق قصة أخرى هي تلك التي صاغتها أجندة حرب الخليج الثانية.

 

3-  إن عدد الذين شاركوا من أعضاء الخلايا النائمة للأحزاب الإيرانية الصفوية المجرمة في الداخل في كل محافظة إلى جانب فيلق بدر والقوات النظامية الإيرانية هو عدد تافه وليس ملايين كما يدعي مكية. وقد يسأل سائل: كيف تمكن هؤلاء الشلة المجرمة القليلة من إسقاط المحافظات, فان الجواب في غاية البساطة وهو إن المحافظات كانت بلا حماية فالجيش كله والحزب والجيش الشعبي وقوى الأمن والمخابرات كلها تقاتل في الكويت وتصد قطعات أميركا التي حاولت التقدم في المحافظات الجنوبية وكانت الدولة تحمل أمان الله للداخل العراقي.

 

حصاد الصفحة الإجرامية التي يبجلها كنعان المجرم :

كان الخراب ونوع التدمير والمواقع المستهدفة هو ميزة فريدة لصفحة الغدر والخيانة (الثعبانية) حيث تشابه تشابها يصل حد التطابق في كل المحافظات الأمر الذي يؤكد ما ذهبنا إليه من أن هناك تخطيط مسبق ومنه:

 

1-  تدمير وحرق دوائر الجنسية في كل المحافظات التي نالت منها الثعبانية. الهدف هو تسهيل منح الجنسية العراقية للفرس الداخلين عندما تستتب الأمور لصالح الغدر.

 

2-  تدمير وإحراق دوائر التسجيل العقاري وذلك لإتاحة الفرصة للغزاة العجم الاستيلاء على بيوت وأملاك العراقيين.

 

3-  حرق وتدمير بناية المحافظة ومراكز الشرطة لغرض بث الإرهاب وإطلاق سراح السجناء من عتاة الإجرام وإشراكهم فورا في عمليات القتل والاغتصاب والسلب والنهب في كل المحافظات.

 

4-  نهب كل محتويات الجامعات من أجهزة كومبيوتر ومكرسكوبات وأجهزة تحليل طبية ومعدات هندسية ومواد كيماوية وكتب وكراسي وتجهيزات القاعات الدراسية والسيارات وغيرها والمباشرة فورا بعرضها في الشوارع لبيعها.

 

5-   سلب ونهب مخازن المواد الغذائية والحبوب ومحلات المواطنين ومحلات الصياغة.

 

6-  نهب محتويات المدارس كلها ومحتويات دوائر الزراعة والبيطرة والصيدليات وعيادات الأطباء الخاصة.

 

7-  إقامة المشانق والمسالخ لتصفية الأسرى من المواطنين المتهمين بالانتماء إلى الحزب وأجهزة الأمن والشرطة في الجوامع والمساجد والحسينيات ومراقد الأئمة والأولياء و (السادة والعلويات ) ومنها مسالخ في ضريح الأمام علي والأمام الحسين وأخيه العباسية عليهم السلام في أول خرق لقدسية هذه الأماكن يعرفه تاريخ العراق الحديث.

 

8-  تدمير وإحراق المقرات الحزبية كلها وقتل القلة القليلة من حراسها من البعثيين والمواطنين والتمثيل بجثثهم بطرق يستعر منها حتى العار نفسه ومن بين ذلك قطع العضو الذكري ووضعه في فم الشهيد.

 

9-  تم اغتصاب العشرات من بنات أشرف عوائل العراق بعد اقتحام البيوت ونهب وسلب وقتل سكانها بطرق غدر لم يسجل لها تاريخ الوحشية مثيل.

 

10- قامت قوات فيلق بدر ومليشيات  حزب الدعوة وبمساندة قوات إيرانية نظامية ومجاميع من الحرس الثوري وفيلق القدس بتنفيذ أضخم عملية اغتيال جماعي بالإعدام المباشر ضد الضباط والجنود العراقيين العائدين من الكويت سيرا على الأقدام ممن نجا من قصف الطائرات الأمريكية الغادر بعد تطبيق قرار وقف إطلاق النار إضافة إلى المواطنين والبعثيين وأفراد الشرطة وتم دفن آلاف منهم في كل المحافظات التي تمت استباحتها وتم معظمها على يد أو تحت أشراف المقبورين محمد وعبد العزيز الحكيم الذين كانا يرتديان الملابس العسكرية الإيرانية ويحملان رتبا لضباط فرس. قام المواطنين بعد تحرير البلاد وطرد الغزاة الفرس بدفن الجثث كل في محافظته أو قريته في مقابر جماعية إكراما لها بعد أن تحلل معظمها وصارت طعما للجوارح في العراء. وهذه المقابر الجماعية هي نفسها التي يدعي كنعان مكية وأمثاله من العملاء والخونة بأنها أقيمت من قبل النظام الوطني زورا وبهتانا. 

 

لقد سميت الانتفاضة الثعبانية بالغوغاء من قبل عامة الناس قبل أن تسمى رسميا باسم صفحة الخيانة والغدر وللأسباب الآتية:

 

1-  إنها جاءت غدرا من إيران التي كان العراق يمد لها يد التسامح والصفح بعد حقبة حرب الثمان سنوات وبدأ يأتمنها طبقا لاتفاقات رسمية بين البلدين.

 

2-  هي عملية غدر وخيانة أيضا لأن الدولة كانت قد وجهت جهدها القتالي والدفاعي كله على خطوط التماس مع قوات التحالف ولم يبق في الداخل إلا بضعة حراس على مراكز المحافظات ومديريات الشرطة ولم يدر بخلد أحد في تقديري الشخصي أن تتحرك الخلايا الفارسية النائمة وتساند الفرس وفيالقهم القادمة من داخل الأراضي الإيرانية بحيث صارت عملية السيطرة على شوارع المحافظات ومراكزها لا تتجاوز عدة ساعات ولم تحصل إلا مقاومة محدودة من قبل بعض مقرات الحزب ومراكز المحافظات.

 

3-  هي عملية غدر وخيانة من قبل بعض من كانت الدولة تأتمنهم وتتعامل معهم على أنهم أبناء الوطن وبعضهم كان من موظفي الدولة في مواقع ودوائر مختلفة.

 

4-  وهي صفحة غوغاء كوصف استخدم للتعبير عن الفوضى والإجرام والإرهاب الذي عم مدن العراق ونهب وسلب ممتلكات المواطنين والدولة وعرض بعضها للبيع في الشوارع كما شاهدنا أجهزة الحاسبات والمكرسكوبات والمخطوطات والكتب الموسوعية ومعدات زراعية والمواد التموينية المنهوبة من مخازن الدولة وغيرها.

 

هذه الانتفاضة التي ينسبها كنعان مكية إلى (الشيعة) ويستخدمها في مؤشرات الفراق بين الدولة وبين المواطنين الشرفاء في الفرات الأوسط والجنوب الذين عاونتهم الدولة على النزوح بالملايين خارج المدن إلى القرى والأرياف، بل والى عراء الصحاري وامتلأت بهم ضفاف الأنهر والمبازل وبساتين النخيل تجنبا وهربا من أعمال الغدر والخيانة والإجرام للقتلة المجوس القادمين من إيران الحاقدة حقدا اسود بغيض يحمل بعض طعم السم الذي جرعه العراقيون لخميني ونظامه. ونحن كأبناء للعراق جنوبيين وننتمي إلى (الشيعة) نؤمن قطعا أمام الله ونعلنها على رؤوس الأشهاد إن صفحة الغوغاء هي صفحة غدر وخيانة لا ينفذها مسلم ضد وطن مسلم ولا يمارس إنسان طبيعي السلوك والطباع ضد شعب حتى لو كان يحمل لهذا الشعب عداءا من طراز خاص لأن قواعد اشتباك المتحاربين في كل زمان ومكان معروفة في ابسط أخلاقياتها وقد غيبت في وقائع الثعبانية تغييبا كاملا حيث طغت أخلاق الأفاعي والثعالب وبنات آوى ووحوش الغاب في ساحة فيها خصم وغريم واحد هو المواطن الأعزل والجندي العائد من الكويت في حال لا يحسد عليها والشرطي الذي اخذ على حين غرة. إن من العار لرجل أن يفتخر بالثعبانية أيا كان وصفه ونحن على يقين أن شعب العراق سيحاسب قانونيا مرة أخرى كل من تبجح بالانتماء إلى هذه الصفحة من الخونة الذين عادوا إلى العراق بعد الغزو والاحتلال.

 

 





الاثنين ٤ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة