شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :   " من كان بيته من زجاج ، فلا يرمِ الآخرين بحجر" .

 

بين فترة وأخرى، وعلى مدى سنوات الاحتلال الأمريكي الإيراني البغيض، تظهر على سطح الصحافة العميلة، وعلى ألسنة الذين فقدوا شرف الوطن وشرف الانتماء الوطني حين رضخت رقابهم لبساطيل المحتلين الغزاة، وسُخِرَتْ عقولهم لمناهج الدجل والدجالين على حساب الوطن .. تظهر أقاويل وتفوهات وتصريحات فاضحة تستغل الأوضاع فتمرر الأكاذيب، التي ما أنزل الله بها من سلطان .. فمرة يستغلون فيها الحديث العام عن تعديل أو إلغاء ( قانون المسائلة والعدالة ) سيء الصيت، الذي شرد مئات الآلاف من أبناء العراق وحرمهم وعوائلهم من أرزاقهم بسبب إيمانهم بالفكر الوطني والقومي العربي، وهو فكر الأمة، فيدسون سمومهم ورواياتهم البائسة الفاضحة والمكشوفة من أن رموز البعث وقادته قد خاطبوا الحاكم الصفوي العميل بقبول ( مكرمة ) العودة إلى الوطن وقبول أي منصب وظيفي .. ومرة أخرى يتخرصون بطريقة خلط الأوراق، من أن البعثيين بمستوى قيادة فرقة سيعودون إلى وظائفهم استجابة لمطالب المتظاهرين في ساحة العزة والكرامة، ثم ينفي أحد أزلام الأحزاب الإيرانية ذلك ويشير إلى إحالتهم إلى التقاعد ، فيما يؤكد موتور آخر دمويته واستعداده لعمل مجزرة لو أقدم الحاكم الصفوي على عودة قيادات الفرق من المواطنين العراقيين إلى وظائفهم بعد عشر سنوات من عذابات التشريد والحرمان والإذلال .

 

طبعاً .. إن كل هذه التصريحات ، هي مجرد كلام لا أساس له من الصحة .. فلا أحد عاد إلى وظيفته التي حرم منها وعائلته طيلة عشر سنوات عجاف .. ولا أحد استلم راتباً تقاعدياً هو من حقه الطبيعي .. وكل ذلك يجري على هامش الحملات الانتخابية، فيما ينصب الاهتمام الأكبر على تشويه حقيقة البعث والبعثيين وتصويرهم بأنهم مدانين، لا لشيء اقترفوه سوى رفضهم ومناهضتهم للاحتلال الأمريكي الغاشم، وتصويرهم بأنهم متهمين ويطاردونهم كإرهابيين، في الوقت الذي يتحمل فيه البعثي فكراً وسلوكاً مسؤولية متقدمة في الوطنية أسفرت عن طرد المحتل الأمريكي الغازي من أرض العراق .. فمن يطرد المحتل لماذا يطارد ويتهم ويلقى به في السجون ويحرم من أبسط الحقوق الإنسانية ؟! ، فيما يقبع اللصوص في المنطقة الخضراء وكلاء أمريكا وإيران، يديرون ما يسمى بالعملية السياسية، التي تهتكت بسبب افتقارها كلياً للأساس الوطني والقيمي ، وهذا هو رأي شعبنا في العراق ورأي الشعب العربي ورأي العالم كله، وما الفضائح التي تتكشف يوماً بعد يوم من سرقات بالمليارات ورشا صفقات شراء السلاح وروائحها النتنة، وجرائم القتل والاعتقال والاغتصاب بالجملة في السجون، إلا أدلة دامغة لهؤلاء الأقزام الذين يتفوهون على الوطنيين بما تسيل ألسنتهم القذرة، وبما تنضح عقولهم المتقيحة من محاولات للنيل من المكانة الوطنية للبعث والبعثيين وعموم الوطنيين العراقيين المناضلين.

 

إن محاولات هؤلاء البؤساء شيطنة البعث على مدى سنوات الاحتلال هي امتداد لتلك المحاولات التي سبقت الاحتلال، عكفت الصهيونية والصفوية ودوائر الغرب الإستخبارية على ترديدها .. وهي حملة إعلامية تصدر بتنسيق فاضح من مثلث الإجرام في تل أبيب وواشنطن وطهران .. هذه الحملة لا تغير حقيقة البعث والبعثيين وتاريخهم الوطني القومي ودورهم البارز المقاوم لواقع الاحتلال الغاشم والمناهض لكل القوانين والإجراءات، التي تحمي الفساد والفاسدين والقتلة الذين جاءوا خلف دبابات المحتل الغازي وباتوا ينفذون منهجه الإجرامي نيابة عنه وعن أسيادهم في طهران .

 

الذين يسيئون للبعث والبعثيين هم الذين لا يملكون القيم الرجولية والوطنية .. وهم الذين سقطت عنهم الغيرة على عِرضهم وعِرض حرائر العراق .. وهم الذين لا يعيرون أهمية للعراق وشعبه ومصالحه ومستقبل أجياله .. وهم الذين لا مانع لديهم من تدمير العراق وتقسيمه وتقسيم شعبه .

 

فمن لا قيمة له ولا قيم .. يستطيع أن يفعل أي شيء .. ولكن لحين .!!

 

 





الاثنين ٤ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة