شبكة ذي قار
عـاجـل










يا جماهير امتنا المكافحه في كافة اقطارها ...
يا ابناء شعبنا العربي الفلسطيني المجاهد على ارض فلسطين وفي مختلف مواقع التشريد والشتات ...

ان يوم ذكرى النكبه الفلسطينيه الاولى التي تحل في الخامس عشر من أيار من كل عام والذي كانت فيه الحكومات الاعضاء في جامعة الدول العربيه عام 1948 قد زجت ببعض من قواتها العسكرية ووسط تعبئة وتهليل واحتفالات جماهير واسعه في حرب شكليه متفق مسبقاً على الخطوط التي ستقف عندها الجيوش وعلى حجم ونوعية سلاح القوات المشاركه والغايات والاهداف المحدده والمتفق عليها لتلك الحرب برعاية دول الاستعمار والهيمنه الدوليه آنذاك بما لا يتعارض مع قرار تقسيم فلسطين الصادر من قبل الهيئه الدوليه وجرى توزيع الادوار ووسائل التغطيه لتمرير المؤامره التي باتت اليوم في معظم جوانبها واشخاصها وترتيباتها مكشوفه للكافه.


وفي ذكرى تلك النكبه وما صاحبها من تفاصيل ونتائج توضح ما هو الدور العربي وكم كانت الحكومات العربيه المشاركه ضالعه في تلك المؤامره القذره التي استهدفت مصير جزء عزيز ومقدس ليس اسلامياً فقط وانما من جميع ارباب الديانات السماويه وكم غررت تلك الحكومات بشعوبها على ما يوضحه حجم التضليل الذي جرى اطلاقه وعملت تحت عناونيه قياداتها مما لم يعد اليوم مثيراً للدهشه والاستغراب حيث ان واقع تلك الحكومات الرسمي كان دائما يستهدف سلب الجماهير العربيه الثائره دورها في معركة التحرير والدفع الشكلي بالجيوش الى فلسطين من ناحيه..... دون ان تملك تلك الحكومات القدره على اطلاق يد هذه الجيوش في القتال وتوفير الذخيره والعتاد الصالح والكافي للسلاح الذي كان متاحاً بيد الجندي العربي او توفير الحريه القتاليه له في تلك المعركه بعيداً عن ادوار القيادات الميدانيه والرئيسيه او الاجنبيه المرتبطه بالمخططات الاستعماريه المعده مسبقاً ما افرز تلك النتائج الكارثيه على الوطن وابنائه مما كان ولا يزال الى يومنا هذا اساس مسلسل معاناة الشعب العربي الفلسطيني ومن ورائه الامة العربية بأسرها؛ وهو ما كان من جملة اسباب ومسببات الانقلابات والثورات الجماهيريه والعسكريه المتلاحقه حتى يومنا هذا رغم كل محاولات الاحتواء التي لم تلامس الا البعض القليل منها جوهر قضية التحرير وفي مواضع محدده؛ بل ان كافة جوانب الصراع مع الكيان الصهيوني منذ قيامه بدعم علني من قوى الاستعمار والاستكبار الدوليه كان ولا يزال يشتد ضراوة حتى قبل وبعد نكسة حزيران عام 1967 وسيبقى كذلك واحداً من ابرز مصادر الظلم عدم الاستقرار في المنطقه والعالم بأسره.


ايها المناضلون الشرفاء من امتنا الماجده ...

ان بقاء قضية فلسطين مطروحه بكل ثوريتها وكامل حق شعبها وحق امته في ازالة العدوان والاغتصاب واسترجاع الارض انما هو تعبير عن ارادة الثورة في الامة العربية واجيالها الصاعده وجماهيرها المحرومه المناضله، كما هو سبب ثابت من اسباب انبعاث التفاعلات المستمره على مستوى المنطقه والعالم وتأجيج الثوره في كل ارض عربيه وجواب على جميع المتقاعسين عن معركة تحرير فلسطين.... ذلك ان كل انسان عربي واعٍ يدرك ويؤمن بأن استرداد حريته وكرامته ذو صله وثيقة بقضية فلسطين وبمعركة تحريرها... ان قضية فلسطين كما عرفها البعث العربي الاشتراكي هي خلاصة للقضية العربيه وهي روح الثورة العربية والقضية المركزية لنضال الامة.


وتحل ذكرى النكبه هذا العام وتتزامن مع اتساع المؤامرات ضد الامة وقضاياها وتتداخل عناصرها واطرافها وابعادها لتشمل مختلف اقطار الوطن العربي حيث بات اعداء الامه يعملون بشكل محموم ومكشوف ضد مصالحنا القوميه والسعي بكل الوسائل لتنفيذ مخططات جديده لتقسيم الاقطار العربيه وتمويل وتشجيع الحروب فيما بينها ضد شعوبها وتجزئة المجزأمن عهد (سايكس بيكو) بتحريض واستغلال البعض على الآخر والاستعانه بالاجنبي ضد الاشقاء تحت مختلف الدعوات الطائفيه والمذهبيه وزرع القتل والهدم والتخريب في كل مكان تأسيساً على الاشتقاقات والهويات الفرعيه، ما ادخل كافة اقطار الوطن العربي الكبير في دوامة العنف والعنف المضاد واتاحة المجال للعبث الدولي والاقليمي والمحلي بأسس القضيه القوميه المتعلقه بمركزية القضيه الفلسطينيه اذ باتت تأخذ محاولات التفريط والمقايضه والتواطؤ مساحات واسعه بما في ذلك تزايد الاعتداء على المقدسات ومسجدنا الاقصى لا يمكن لاحد قبولها؛ واذا كانت هزيمة الخامس من حزيران قد هزت الوجدان العربي وفجرت طاقات كبيره من الكفاح الشعبي المسلح الذي شمل مختلف شرائح الشعب العربي فإن انتكاسات ما بعد عام 1970 وما ترتب بعد ذلك من الانهيارات والتفريط واللهاث وراء سراب الحلول الوهميه وعقد الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني وحلفائه بعد عام 1973 بدءاً من كامب ديفيد واوسلو ووادي عربه وصولاً الى افرازات ما يسمى بالفوضى الخلاقه ومحصلات مشاريع الربيع الامريكي (.... العربي) بعد الغزو البربري للعراق ستكون المحرك الاكبر لانفجار زلزالي ثوري شامل يأخذ في طريقه كل الانظمه والادوات والعناصر الضالعه في مخططات اعداء الامه.


ايها الشرفاء ... ايها الاحرار ...

لقد كانت انطلاقة البعث العربي الاشتراكي منذ البدايه مستخلصه من واقع الامة وتاريخها الحضاري ومتزامنه مع نكبة عام 1948 مؤكده على ان القوميه العربيه هي المناخ الوحدوي والمنطق الوحدوي وانها القوه في مواجهة الاعداء وان السلم العربي يمكن ان يحمل السلم ايضاً الى دول الجوار الذين غرهم تشرذم العرب فاطلقوا العنان لاطماعهم التوسعيه فاساءوا الى انفسهم بقدر اساءتهم الى العرب... ومن هنا كان تحليل الحزب منذ نشأته للصعوبات التي تعترض تحقيق الوحده العربيه من الداخل والخارج تحليلاً علمياً وان النضال القومي الوحدوي هو اكثر الاعمال ثوريه الى جانب انه مغالبة للتيار لان فيه الانقاذ من اخطار التقسيم والاباده والاستعباد والالحاق، فالوحده العربية تعني الاقتراب من الواقع العربي الحي اقتراباً صادقاً ومنفتحاً.


وهكذا فإن بقاء قضية فلسطين مطروحه بكل ثوريتها وكامل حق شعبها وامته في ازالة الاغتصاب واسترجاع الارض انما هو تعبير عن ارادة الثوره في الامه العربيه وجماهيرها المحرومه المناضله، ولتبقى ذكرى نكبة الخامس عشر من أيار عام 1948 وما بعدها هزيمة الخامس من حزيران عام 1967 وما ترتب عليهما من احداث وتفاعلات محركاً ومفجراً لطاقات القوى المناضله الشريفه حتى تحقيق طموحات واهداف الامه في تحرير فلسطين من الماء الى الماء على طريق الوحده الشامله والتحرير والتقدم الشامل.


- عاش نضال شعبنا لاسترداد حقوقه واسترداد ارض وطنه فلسطين من البحر الى النهر.
- وعاش كفاح امتنا العربيه للوحده والحريه والاشتراكيه.
- والمجد في عليين لشهداء الامه على طريق النصر.
والله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر وليخسأ الخاسئون.



القياده العليا
 ١٥ / أيــار / ٢٠١٣

 

 





الثلاثاء ٤ رجــب ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيــار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حزب البعث العربي الاشتراكي الاردني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة