شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة

في هذه الفترة التي تعيشها المنطقة العربية في العراق وسوريا وما يحيط منها بالكيان الصهيوني والخليح العربي تبرز لنا تحركات المثلث المشئوم الطامع في التوسع على الأرض العربية وثروات الأمة ومقدراتها ، وكل مايجري من تحركات متفق عليها مابين أمريكيا والكيان الصهيوني وإيران إنما يقع ضمن مشروع الفوضى الخلاقة التي حقق بها صعود الأحزاب والإتجاهات والعناصر التي تخدم مصالح هذه الدوال الثلاث ، ولايتوقع أي مواطن عربي أن ما تقوم به هذه الجهات من فعاليات عسكرية هي ضد بعضها البعض بل هي توحي بذلك ولكن الأمر علي العكس ، وكما سنرى ذلك في ما يلي .....

 

جرائم نظام ولاية الفقيه الإيراني وعملاءه في العراق وسوريا وخطتها في تفريس القطر العربي المصري   ...

 

منذ إحتلال العراق وجرائم نظام ولاية الفقيه تنمو وتتطور وإزدادت بعد أن شعرت بفشل مخططها الرامي لتكوين الدولة الفارسية على حساب الأرض العربية وخصوصاً منها أرض دولتي العراق وسوريا ، وزادت جرائمها هذه عندما شعرت بإقتراب نهاية حكم عميليها نوري المالكي وبشار الأسد وأتخذت عدة إجراءات كانت في مقدمتها ما يلي .... 

 

1 ) تدخّل قواتها بشكل مباشر في العراق لتقوم بقتل المنتفضين العراقيين جنباً إلى جنب مع جيش العصابات التي يقودها المالكي .. وقد إعترف النظام الإيراني بأن قواته كان لها دورها مع قوات المالكي في مجزرة الحويجة .... كما أنها إستغلت البطالة بين شباب العراق فكلفت أحزابها الطائفية بإستقطاب قسم منهم وتدريبهم عسكرياً في إيران وإرسالهم منها مباشرةً إلى سوريا لتقاتل على شكل مليشيات إلى جانب قوات بشار الأسد ضد الجيش الحر والمواطنين السوريين . وقسم من هؤلاء أعدهم لمساعدة ميليشيات المالكي وضمن ميليشيات البطاط وعصائب أهل (الباطل ...!! ) التي يقودها قيس الخزعلي وغيرهم من قيادات الميليشيات  .... وتمهد إيران وعميلها المالكي لأن يكون هؤلاء العراقيون الذين تدربهم إيران مشروعاً ميليشياوياً لإثارة نعرة طائفية من نوع خاص في قطرنا المصري ، خصوصاً بعد عقد الإتفاق مابين نظامي المالكي ومرسي الخاص برفع تأشيرات الفيزة مابين القطرين والإعتماد على البطاقة الشخصية فقط  .....

 

2 ) وحتى تزيد إيران من إوار نيران الفتنة الطائفية ذهبت في توجيه هذه المليشيات للإعتداء على المساجد والحسينيات والمراقد والمقامات الدينية في كلٍ من العراق وسوريا ومن المؤكد أنها تسعى لنقل نشاط هذه المليشيات إلى الشقيقة مصر العربية خصوصاً بعد إلغاء التأشيرات المرورية بين العراق ومصر ، فقد كان قرار الإتفاق بين المالكي ونظام الأخوان في مصر ليس قومياً بل فارسياً نفذه رئيس حزب فارسي أسس في طهران ومهمته نشر ( الدعوة الخاصة بنظرية ولاية الفقيه لتسيطر إيران من خلالها على العراق وبقية البلدان العربية  ....!!! )  ولا يمكن لهذه الدعوة أن تنتشر بوجهة نضره ونظر أسياده من سفهاء طهران إلا من خلال إثارة الفتن الطائفية والدينية والعنصرية ، وقد وجد نظام ولاية الفقيه في طهران أن مصر ، وفي ظل حكم الإخوان المسلمين ، هو البلد الذي يمكن أن تخترقه لإثارة الفتنة من خلال بعثها العناصر الإرهابية المسافرة عبر العراق محمية بإتفاق رفع تأشيرة السفر مابين مصر والعراق ... وسنجد الكثير من الإيرانيين واللبنانيين من قوات القدس وحزب الله سيدخلون مصر بشهادات جنسية عراقية ليباشروا تخريباتهم المؤدية للفتنة . وهنا لابد أن نشير بأن الدور الرئيسي لمهمات نظام ولاية الفقيه في الحلف الثلاثي ( الأمريكي الصهيوني الإيراني ) للسيطرة على المنطقة هو إثارة الفتنة بين أبناء الشعب العربي في الأقطار العربية ، إعتماداً على مبدأ بريطانيا في سيطرتها على شعوب العالم ( فرق تسد ) ......

 

أمريكيا وتحركاتها العسكرية العربي .....

وفي الوقت الذي تحركت به إيران بما أشرنا إليه في أعلاه قامت القوات الأمريكية بمناورات عسكرية في الخليج العربي ، مع قوات أكثر من 40 دولة مستوردة لنفط الخليج ، بحجة إزالة الألغام التي تهدد الملاحة لناقلات النفط . ولكن في مقابل ذلك قامت القوات الإيرانية بمناورات مقابلة على الجانب الشرقي من مضيق عمان وهي تهدد وتندد على طريقة ( البهي بهي ) في عرض العضلات الفارسية الفارغة ... ونتسائل عن ماهو الغرض من كل هذه الجعجعة العسكرية الأمريكية الإيرانية ، فهل هو ما عرض من أسباب في وسائل الإعلام ، أم أنها مجرد تمثيلية أمريكية إيرانية تقع ضمن خطة مسبقة لإثارة رعب وخوف دويلات الخليج العربي من إيران لكي تبقى القوات الأمريكية مسيطرة على مقدرات شعبنا العربي في هذه الدويلات ، وعلى مقتربات أرض الرافدين الذي طُرد منها من قبل مقاومتها البطلة ......!!!؟؟؟ ....  

 

التحرك الخاص بالكيان الصهيوني .....

إما بالنسبة لما قام به الكيان الصهيوني من قصف لبعض المواقع العسكرية في دمشق ، فإن  الكيان الصهيوني لم يكن يستهدف بشار الأسد ، بل كان يقصف مخازن الأسلحة التي يتوقع أن يسيطر عليها الجيش الحر في سوريا ... فقد نقلت وكالة NN C من دبي إن قائد الموساد السابق للكيان الصهيوني إفرايم هليفي كتب مقالاً تحت عنوان ( رجل إسرائيل في دمشق ) ؛ جاء فيه إن بلاده لاتبحث عن بديل عن بشار الأسد ، فإنه ووالده حافظ الأسد من قبله تمكنا من الحفاظ على الهدوء في الجولان طيلة 40 عام ومنذ أن وافق حافظ الأسد على إيقاف القتال مع بلاده عام 1974..... ثم إستطرد إفرام إن بلاده لاتتوقع بقاء حافظ الأسد كرئيس لسوريا وهي ستترك إختيار البديل عنه لجهات أخرى من أصدقاءها . وهذا يشير إلى أن ما يجري في سوريا والهدوء الذي تتعامل بها أمريكيا والبلدان الأوربية يدلل على أن هناك طبخة مماثلة لما جرى للأقطار العربية في الشمال الأفريقي فيما أسموه بالربيع العربي في كل من مصر وليبيا وتونس والتي سرقت فيه الصهيونية العالمية كافة تلك الثورات لصالحها  .......

 

الفوضى الخلاقة مرة أخرى ....... 

تحاول الصهيونية العالمية  أن تجر أحداث الثورة الشعبية في العراق ضد الإحتلال وحكومته العميلة التي يترأسها البلطحي نوري المالكي وما بناه الإحتلال من دستور وأسس وقواعد حكم بنيت بكاملها على أساس إثارة الفرقة بين أبناء الرافدين ، إلى ما أسموه بالفوضى الخلاقة وقد كلفت الصهيونية العالمية نظام ولاية السفيه في طهران أن تتولى هذه المهمة الكافرة التي لا يقوم بتنفيذها إلا كافرٍ أو يهودي .. وقد تجسدت هاتين الصفتين في كلٍ من نظام طهران وعميله نوري المالكي  .... وقد حاول المالكي وجيشه الميلشياوي وبدعم مما أرسله نظام ولاية السفيه من قوات قامت بإرهاب وقتل الكثير من المعتصمين الثوار في المحافظات العراقية الستة الثائرة ، وكان ما قاموا من جرائم تعد من أخسأ وأبشع الجرائم التي إقترفت بحق الثوار ، وكان في مقدمتها جريمة الحويجة  .... لقد كانت خطة المالكي واضحة لدى ثوار العراق .. وقد تلخصت هذه الخطة بزج العناصر المستفيدة من الوضع المتهريء في العراق من بعض شيوخ العشائر ورجال الدين ومن سار بركب المسيرة السياسية الشوهاء التي أنشئها الإحتلال ، طمعاً بالمنصب والجاه ، لكي يندسوا بين صفوف الثوار ليُحرفوا الثورة عن أهدافها الحقيقية التي تؤكد بإصرار على وحدة شعب العراق بكل طوائفه وقومياته وأديانه ، وإلغاء كل ما كرسه الإحتلال إبتداءً من دستور اليهودي بايدن وإنتهاءً بأسس العملية السياسية العرجاء . وقد إكتشف الثوار خطة المالكي هذه ، فطردوا كل من إكتشفوه يعمل بإتجاه تحويل ثورة الشعب الى فوضى خلاقة كما كان يريده المحتلين من تمزيق العراق إلى كيانات مجهرية عن طريق رفع شعارات الفدرالية والأقاليم والدعوة إلى الحرب الطائفية ... وهذا هو ما يريده الإحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي  للثورة السورية على نظام بشار الأسد ........  

 

الخاتمة 

في ختام حديثنا لابد أن يكون إنتباه جماهيرنا في المحافظات الثائرة في العراق كبيراً من الذين يحاولون إختراق ثورتهم ومن الذين يدعون بشكل مباشر أو غير مباشر إلى إنهاء إعتصاماتهم ويسعون للدعوة إلى الفدرالية وإنشاء الأقاليم ... وأن تأكيد هذه الجماهير على وحدتهم العربية والإسلامية من خلال عشائرهم على إمتداد وطننا العربية ... ولابد أن نعرف مسبقاً أن نجاح ثورة سورياً ضد بشار الأسد هي إمتداد لثورةالعراق ومفتاح أكيد لتحرير فلسطين من الإحتلال الصهيوني ....

 

وأخيراً ننبه شعبنا العربي في مصر مما تدبر له إيران وعن طريق عميلها نوري المالكي الذي سيسرب لها ميليشيات الموت عبر إتفاقية رفع تأشيرات السفر ما بين العراق ومصر ، وسيستخدم نظام ولاية الفقيه العتبات المقدسة منفذاً لمؤامرتها الإجرامية ، كما هو أمرها فيما تقوم به من جرائم ومن محاولات لجعل هذه المراقد في كل من العراق وسوريا منطلقاٌ للفتن الطائفية ......

 

الرحمة والغفران لشهدائنا في العراق كل شهداء الأمة الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن العراق وأمتهم .... وسننتصر بإذن الله .... وما النصر إلا من عند الله العزيز العظيم .....

 

 





الخميس ٦ رجــب ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أيــار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة