شبكة ذي قار
عـاجـل










عند العودة إلى تأريخنا الإسلامي يمر علينا إسم الصحابي الجليل [ سارية بن زنيم الكناني ] الذي كان له دور كبير في معركة تدمير قوات الفرس في نهاوند وتفتيت آمالهم في عودة إمبراطوريتهم المجوسية مرة ثانية ... وفي ذكر معركة نهاوند ؛ يستدرجنا الحديث إلى توارد خواطر هذا القائد الجليل مع حديث الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) حينما قطع خطابه في صلاة الجمعة في المدينة المنورة في ذات الوقت الذي كان فيه جيش المسلمين بقيادة سارية رضي الله عنه  محاصراً في نهاوند ليقول ؛ ( يا سارية الجبل الجبل ، فمن إسترعى الذئب فقد ظلم ) ... ويبدو أن سارية قد سمع هذا النداء في عقله الباطن ،فتوجه صوب الجبل وإتخذ منه دريئة تحمي جيشه وتقدم نحو جيش الفرس ومزقه شر ممزق ، وقد كان توارد الخواطر بين الخليفة عمر والقائد سارية من المعجزات التي شهد لها الكثير ممن كان حاضراً تلك الصلاة ومنهم الإمام علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ...... وقد جرت هذه الأحداث في عام 645 م 23 هجري .... وحينما نربط أحداث هذه المعركة بعد 1368 عام بمجزرة مسجد سارية نجد البصمة الفارسية ( بل المجوسية ) على هذه المجزرة ....

 

إن حديثنا عن الدافع المجوسي لجريمة مجزرة مسجد سارية في بعقوبة ، لا يعني أن جرائم نظام ولاية الفقيه بريئة من التفجيرات التي تشهدها المساجد والحسينيات في العراق ، بل أن هذا النظام برمج لمليشياته التي يقودها نوري المالكي صيغ التفجيرات وتوقيتاتها ، التي تثير بها النعرة الطائفية التي تنفُذ من خلالها للسيطرة على العراق وتقاسمه مع شريكيها التقليديين الكيان الصهيوني وأمريكيا ، بعد تنفيذ مخطط هذه الدول الرامي لتقسيم العراق إلى ثلاث أقاليم أو أكثر . ولايهم نظام ولاية الفقيه من تكون هوية الشهداء الذين يسقطون بنيران مليشياته سواء كانوا سنة أو شيعة أو أكراد أو تركمان أومن أي من المكونات الأخرى . فالمهم عندهم هو أن يعيدوا أمجاد دولتهم الفارسية التي يكون إمتدادها بإتجاه العراق والأراضي العربية الأخرى ..... والحديث عن ثارات المجوس وتنفيذها بمراقد ومقامات ومساجد الصحابة الكرام ( رضي الله عنهم ) من الذين ساهموا وقاتلوا في قادسية سعد بن أبي وقاص ( رضي الله عنه ) في تدمير وإنهاء دولة المجوس وطردوهم من العراق يؤكد لنا أسباب الإنفجارات التي قتلت المصلين في جمعة جامع خالد بن الوليد في مدينة الدورة في جنوب بغداد ، وقصف مرقده بصواريخ طائرات بشار الأسد في القطر السوري . ونبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الذي يقع في مرج عذرا في منطقة الغوطة من قبل شبيحة نظام بشار الأسد بمساندة عصابات حسن نصرالله ، وقد جاء ذلك في تقرير لشبكة سوريا العز ، في حين إستغل الإعلام العراقي والسوري الرسميين هذا الحدث بالكذب وإلقاء تبعات هذا احدث على ثوار سوريا والجيش الحر، للتعمية والتغطية على جرائمهم ومجازرهم التي يرتكبونها بحق الشعب العربي والمسلم في القطرين العراق وسوريا .... وحتى نفهم عداء الفرس لهذين الصحابيين الجليلين وأسباب الثأر من ذكراهما  نذكر ما يلي ..... 

 

1 ) القائد الجليل خالد بن الوليد الذي منحه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لقبه الذي إشتهر به ( سيف الله المسلول ) .... وكان خالد بن الوليد من القادة البارزين الذي أوكل له الخليفة الأول حَمل الراية للقضاء على عناصر الردة بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) والتي قادها المرتد عن الإسلام مسيلمة الكذاب ، تلك الردة التي كان وراءها يهود اليمن المتحالفين مع الفرس الذين كانوا يسيطرون على العراق ، وكان لخالد بن الوليد الدور الأساسي في تدمير قوات المرتدين الذين كانت الدولة المجوسية التي تحتل العراق آنذاك تعول على نجاحهم لتستفيد من زوال الإسلام لتخفف عنها مساعدة المسلمين لثوار العراق بقيادة المثنى بن حارثة الشيباني الذين كانوا يقاتلون الفرس في جنوب العراق من أجل تحرير العراق من إحتلاله من قبل الفرس .....وكان لخالد بن الوليد دور كبير في دعم جيش المسلمين في قادسية سعد وإمدادهم بالقوات العسكرية الإسلامية رغم أنه كان في حالة قتال مع الجيش الروماني في الشام ، خصوصاً عندما كثرت الإمدادات الفارسية ضد جيش سعد ، وقد أدت تلك الإمادات إلى قلب موازين القوى في المعركة لصالح المسلمين وإنهزم الفرس بإتجاه المدائن تلاحقهم قوات المسلمين بقيادة الصحابي حجر بن عدي ، في الوقت الذي هرب فيه قائد الفرس (رستم ) من المثنى بإتجاه الشمال وعلى الجانب الغربي من نهر الفرات ثم قتل في منطقة كربلاء وهو يحاول العبور إلى الجانب الشرقي من الفرات .... كما قاتل خالد بن الوليد الفرس في الأنبار في معركة ( ذات العيون ) التي هزم جيش الدولة المجوسية التي كانت في منطقة الأنبار ‘ وكانت هذه المعركة على هامش معركة خالد الأساسية في الشام . وقد سميت هذه المعرك بذات العيون ؛ لأن خالد أمر بتوجيه رماة السهام بتصويب سهامهم إلى عيون جيش الفرس فأصابوا عيون ألف مقاتل من الفرس . وكانت معارك خالد بن الوليد وإنتصاراته على مجوس الفرس  كثيرة لايسعنا الحديث عنها في هذا الموضوع لأن ذلك يستغرق منا الوقت الكثير ...  

 

2 ) القائد حجر بن عدي .. وقد شارك هذا الصحابي في القادسية الأولى وقد كلفه سعد بن أبي وقاص بمتابعة جيش كسرى المنهزم بإتجاه المدائن ولحق بها . وأحتل المدائن بعد هروب كسرى منها . وصلى مع سعد صلاة الشكر داخل المدائن ... 

 

وبعد كل هذا .......

هل ينكر نظام ولاية الفقيه في طهران وعميليهما في كل من العراق وسوريا نوري المالكي وبشار الأسد إن قصف مرقد الصحابي خالد بن الوليد في سوريا والتفجير الذي قتل المصلين في جمعة مسجد خالد بن الوليد في الدورة في بغداد ، ونبش قبر الصحابي حجر بن عدي في سوريا.

 

وقتل المصلين في جمعة مسجد سارية بن زنيم الكناني في بعقوبة ؛ كان بعيداً عن حقد وثارات  الفرس من هؤلاء الصحابة الأجلاء ، بعد أن ضمنوا هذا الحقد في خطتهم الخاصة بإثارة الحرب الطائفية قي كل من العراق وسوريا .....

وأخيراً فقد قال الله تعالى ......

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها أسمه وسعى في خرابها .

أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزيٌ ولهم في الآخرة عذاب عظيم

 

 

ورحم الله شهدائنا في العراق وسوريا وأمتنا العربية الذين سقطوا شهداءً بنيران الحقد الفارسي وعملاءه الجرمين

 

 





الاربعاء ١٢ رجــب ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أيــار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة