شبكة ذي قار
عـاجـل










من حق إيران، وأقصد النظام الرسمي بكل مؤسساته، أن تقيم مؤتمراً عن ضحايا الارهاب، فهذا النظام يعرف أكثر من غيره كل التفاصيل الخاصة بالعمليات الارهابية المتوزعة من مشرق الشمس الى مغربها.. وبالتالي فهو الأقدر على معرفة ضحاياها.

 

من حق ذلك النظام، بل من واجبه، أن يفعل ذلك. فلا أحد مثله متورط في الارهاب وغارق فيه حتى قمة الرأس، ولكن فقط عليه ان يغير الرقم قليلا، ليكون مليونياً وليس 17 ألفاً فقط!

 

تلقيت اليوم على بريدي الإلكتروني دعوة من منظمة هابيليان المخابراتية الايرانية للمشاركة في (مؤتمر 17000) الذي تنوي إقامته في أغسطس/ آب المقبل، والرقم، كما فهمت من الدعوة، يشير إلى عدد (الضحايا) الذين سقطوا على يد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

 

مجاهدي خلق، شريك أساسي في الثورة الشعبية الايرانية ضد نظام محمد رضا بهلوي، ولكن لأنها ليست من نظام ولاية الفقيه الدموي، فقد تم استبعادها أولا، ثم مطاردة أعضائها واعدامهم والزجِّ بهم في السجون.. وحين أجبرتهم ظروف الثمانينات على اللجوء إلى العراق، حاول النظام الخميني الدموي تعقَّبهم واغتال بعضاً منهم وقصفهم مرات ومرات بصواريخه التي قتلت عدداً منهم، وأخيرا ً تم تسليمهم، رسمياً، من المحتل الأميركي إلى عملاء المحتل الإيراني في العراق ليقوموا بالباقي تجاههم، وقد قام أولئك العملاء بالواجب على أكمل وجه، والشواهد كثيرة، قتلاً وسجناً وتدميراً وتعطيشاً!

 

كما تعقّب النظام الدموي الإيراني الكثير من كوادر المنظمة في الدول الأوروبية واغتالتهم أجهزته المخابراتية، في عمليات ارهابية بامتياز.

 

وباعتقادي، وانا أزعم أنني أتابع جيداً وأتذكر جيداً، لا توجد عملية واحدة موثَّقة من جهات محايدة، قامت بها منظمة مجاهدي خلق وسقط فيها أبرياء، لتكون عملية ارهابية، بحسب التوصيف المقبول لهذه الكلمة، فكل عملياتها الموثَّقة تستهدف النظام الحاكم في إيران ومؤسساته ورجالاته، وهي ضمن إطار الحرب المفتوحة بين النظام والحركة.

 

لن أدافع عن مجاهدي خلق، فللمنظمة وسائلها الاعلامية الممتازة، ولكنني سأدافع عن الضحايا الذين ضربهم إعصار إرهاب نظام ولاية الفقيه في وطني، فزاد عددهم على مئات الالاف..

 

نعم سيعقد هذا المؤتمر، ولو كان وضعي الشخصي يسمح لذهبت إلى إيران ولحضرت المؤتمر وتحدثت عن أولئك الضحايا الذين تأكد انهم سقطوا برعاية ولاية الفقيه الرسمية، بالمال الذي دفعته، وبالعصابات التي أنشأتها، وبالسلاح الذي زوَّدت أفرادها به، وبالاعلام الذي غطّى على تلك الجرائم البشعة..

 

نحن العراقيون خير من يعرف إرهاب ولاية الفقيه، فلقد خبرناه فور وصوله إلى الحكم في إيران، خبرناه في الجامعة المستنصرية وفي الوزيرية والكاظمية وفي وكالة الانباء العراقية وفي مبنى الاذاعة والتلفزيون، وخبرناه في وزارة التخطيط وفي مجمع الكليات في الباب المعظم، وخبرناه في أماكن أخرى، وخبرناه في مدرسة بلاط الشهداء.. وخبرناه جيداً في بيروت حيث السفارة العراقية التي باتت ركاماً بفضله، وكانت خبرتنا به في حرب الثماني سنوات تفصيلية وشاملة، ولاتُضاهى.. وكانت البسيتين واحدة من أبرز معالم إرهابه التي لا تعج ولا تُحصى، أما إرهابه في انتفاضة العملاء الشيطانية الشعبانية، في مارس/ آذار 1991، فحدِّث عنه ولا حرج، والقائمة تطول.


وللعراقيين خبرة مُضافة بإرهاب نظام الولي الفقيه، عبر دعمه لكل العصابات والميليشيات والجزارين القتلة الطائفيين منذ الاحتلال الأميركي عام 2003 وحتى الآن، وإلى ماشاء الله، إذ أكاذ أجزم أنه لا توجد عملية إرهابية واحدة في العراق المحتل دون أن يكون للنظام الإيراني ضلع فيها، أو انه الضالع الوحيد فيها.


والكل يعرف دور هذا النظام في العراق، على نحو يبدو إيراد الأمثلة عنه، ضرباً من الكلام المكرور.
تعالوا لنستمع إلى اعترافات الطائفي القذر ياسر الحبيب، وهو يكشف عن سر خطيرٍ عن تورط نظام ولاية الفقيه الإيراني في العمليات الإرهابية في العراق المحتل.

 

أما العرب فقد تلمَّسوا هذا الارهاب في لبنان وفي الكويت وفي الجزائر وفي البحرين وفي اليمن وفي غيرها، واطلع المسلمون على ملامح من الارهاب الايراني الرسمي في الباكستان والهند وأفغانستان، وسواها.

ولا ننس ارهاب هذا النظام في مكة المكرمة، حيث جرائمه الشهيرة التي سفكت فيها الدماء الحرام في الشهر الحرام في البلد الحرام خلال مواسم حج الأعوام 1986 و 1987 و 1989.

وللانسانية نصيبها من هذا الارهاب باغتيال رئيس وزراء السويد أولف بالمة، وبأعمال ارهابية أخرى في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من دول العالم، وأوروبا تحديداً..

 

واليوم، يطِّلع العالم كله على ارهاب هذا النظام في سوريا، كما في لبنان، عبر خادميه الأمينين، النظام الأسدي بمرحلتيه، وحزب الله.

 

أما الشعب الإيراني فله النصيب الأوفر من الخبرة، فذكرى مئات الالاف الذين قتلهم هذا النظام الارهابي منذ وصوله إلى الحكم لم تزل حية في أذهان أهليهم ومحبيهم، ولا يزال الإيرانيون، كما غيرهم، يتذكرون الارهابي صادق خلخالي الذي كان أول مدعي عام في إيران مابعد الثورة، وما يزال اسمه يثير الاشمئزاز لدمويته وإجرامه.

 

لو أراد أي باحث علمي أن يحصي العمليات الإرهابية التي تورَّط بها نظام ولاية الفقيه حول العالم، لما تمكن من ذلك، وأتحدى أي باحث أو مؤسسة علمية من الإحاطة بالكم الهائل لعمليات ذلك النظام المجرم.

ليُقِم النظام مايشاء من مؤتمرات وليصرخ ماشاء له أن يصرخ، وليزعق صباح مساء، لكن أحداً لم يعد بمقدوره أن يتعامى عن جرائم هذا النظام وارهابه الذي طال الجميع.. إلا أولئك المشمولون بقول الله تعالى ( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ).

 

نسيت أن أقول لكم:

هابيليان منظمة مخابراتية أنشأتها الأجهزة الاستخبارية الإيرانية، وهي متخصصة بالتصدي لمنظمة مجاهدي خلق. ولديها علاقات مخابراتية عميقة مع كل النواب والوزراء والصحفيين والوجهاء العشائريين الطائفيين في العراق، وتقف وراء كل الأنشطة (المدنية) المناهضة لمنظمة مجاهدي خلق في العراق.

 

هذا المؤتمر يعقد برعاية كل من ( رئاسة الجمهورية، مجلس الشورى، الجامعة الاسلامية الحرة، منظمة الاذاعة والتلفزيون، بلدية طهران، بلدية مشهد، وزارة العلوم والبحوث والتقنيت، وزارة الخارجية، منظمة الطاقة الذرية، وزارة العمل والتعاون، وزارة التربية، السلطة القضائية، وزارة جهاد الزراعة، مركز شؤون النساء والعائلة في رئاسة الجمهورية، مؤسسة الشهداء والمضحين، منظمة التعبئة) لكن لا تنسوا انه مؤتمر لمنظمة مجتمع مدني ولا علاقة للحكومة الإيرانية به، إطلاقاً، فلا تظلموهم رجاءً!

 

 





الاربعاء ١٩ رجــب ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أيــار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مصطفى كامل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة