شبكة ذي قار
عـاجـل










الانتفاضة الوطنية تمتد بمظاهر عدة رغم التعتيم والقمع المسلط عليها صور من التحركات الشعبية يجري التعتيم عليها بكل الوسائل



منذ انتهاء مهزلة السيرك الانتخابي وظهور بوادر هزيمة قوائم المالكي وما سمي بكيان "دولة القانون" وتفكك ما يسمى بـ "التحالف الوطني" يحاول اعلام المالكي وحلفاؤه إخفاء الصورة الحقيقية عما يجري في العراق شعبيا بتحرك ساحات الوطن الأخرى ووقوفها بوجه الزيف والتسويف والتزوير ومماطلات السلطة الحاكمة التي حاولت تأجيل الاستجابة للمطالب في كل مرة ورفضت الانصياع للمطالب الشعبية وتتجاهل المطالب الشعبية والعمالية وتهمل تطلعات سائر القطاعات المهنية الاخرى، خاصة في محافظات الجنوب بممارسة القمع تارة و الابتزاز الوقح الذي يمارسه وكلائها في كل قطاع تارة اخرى. وفي كل مرة ربطت السلطة مواعيد دراسة تلك المطالب مع المواعيد الانتخابية ولم تخف اعترافها بالانتهازية السياسية من خلال الاعلان المتكرر من انها ستستجيب الى تلك المطالب الشعبية بشرط ضمان فوز أزلام قوائمها بانتخابات مجالس المحافظات أو بعد بتنصيب المحافظين الجدد أو تمسكها بابقاء القدامى منهم وهم من المحسوبين على قائمة" دولة القانون".


لكن المقاطعة الشعبية للعملية السياسية وهبوب الرياح الانتخابية التي سارت بما لا تشتهي به سفينة المالكي الغارقة، ولا الى قوارب نجاة حلفائه الطائفيين في قوائم " التحالف الوطني".


ولم يعد بالامكان بعد اليوم التحكم بسلطات المحافظات لصالح حزب الدعوة، ولا لشقاة دولة القانون التي بدأت تتآكل يوميا، ناهيكم عن انتهاء ما يسمى الكيان الطائفي المسمى بـ " التحالف الوطني" وتعرضه الى انشقاقات واضحة متصارعة، تتجسد بشكل واضح بين جماعة عمار الحكيم والصدريين وشراذم أخرى ركبت عناوين ومسميات عدة، وهي في انقساماتها باتت تعمل بصورة علنية وباتجاه عزل المالكي والعمل على اسقاطه نهائيا بعد الاستحواذ التدريجي على الحكومات المحلية ومجالسها الجديدة.


تشير الامور الى فقدان حزب المالكي وتحالفه معظم سلطاته المحلية في تسع محافظات في الجنوب والوسط، بما فيها العاصمة بغداد ومحافظة البصرة لما فيها من جوانب استراتيجية ومالية. حتى النجف وكربلاء والعمارة بدأت تنفرط عن عقد المالكي وسلطاته.


هذه الاجواء دفعت وساعدت على إقدام الجماهير العمالية والفئات الشعبية المحرومة والبطالين وموظفي ومستخدمي العديد من الوزارات الى النزول الى الشارع والساحات بصور من التحدي والمنازلة ضد سلطات القمع مبدية استعدادها للصدام والمنازلة والتغلب على عوامل الخوف التي حاصرتها في اغلب المحافظات منذ سنوات الاحتلال الاولى، وهو ما يرهب المالكي وزبانيته حتى بات الوضع يؤرق بقية التحالفات الطائفية التي سارت معه على أساس من الترضيات وتقاسم الرشى والامتيازات والمحاصصة المقيتة. هذه التحالفات والكيانات بدأت تتشرذم وتنقسم لتكون بدائلها مافيات جديدة تظهر في كل لحظة عبر تشكيلات يتم تجميعها بصفقات مدفوعة الثمن لتشكيل أغلبيات تعزل أزلام المالكي وقائمة "دولة القانون"، حيث تتشكل مجموعات طائفية أخرى وبعناوين جديدة تتصدرها مجموعات من السراق وآكلة السحت الحرام وجمهرة من المقاولين والموظفين الفاسدين وشيوخ العشائر ورجال دين وعصابات الجريمة المنظمة مدعمة بنفوذ المليشيات المسلحة، وهم جلهم من المستحوذين على ميزانيات المحافظات وسارقي الإعتمادات والميزانيات الحكومية الخاصة بالخدمات وقوت الشعب واموال علاجه وتعليمه واسكانه ، ومنهم من يسعون الى الوصول بعد مرحلة التزوير المفضوح التي سادت الانتخابات الى تشكيل ما يسمى اغلبيات تمكنهم من تنصيب عدد من المرتزقة كمحافظين ورؤساء مجالس. وموظفي الادارات المحلية.


وكما نشرنا قبل ذلك عددا من البيانات التي وصلت الى صفحتنا للتواصل الاجتماعي وعبرنا عن تضامننا ببيان لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية ووقوفنا مع العمال الذين تعرضوا للاعتقال والمهددين بالموت فاننا ننشر اليوم البيان التالي الذي وصلنا عن مجموعات من التنظيمات النقابية العاملة في بعض القطاعات وهي تتبنى الدفاع عن المطالب المشروعة لها.


لا بد أن يشير بوضوح الى ان هناك الكثير مما ينشر في العراق وقد لا يصلنا لظروف يطول شرحها وبسبب حجم التعتيم الاعلامي ونقص التواصل مع الخارج. ولكننا نسعى للتواصل مع جماهير الداخل بكل ساحات الوطن. البيان هذا يشير فقط الى واحدة من تلك التظاهرات والاضرابات في قطاع وزارة التجارة التي ذهبت ملياراتها واستيراداتها الكبيرة المخصصة لميزانيات البطاقة التموينية لتذهب الى جيوب عصابات المالكي وحلفائه في السلطة .


ننشر بيان عمال وزارة التجارة وموظفيها رغم انه مكرس لهذه الفئة فقط، ونحن على يقين ان هناك على شاكلته العشرات والمئات من التحركات التي باتت تغطي اغلب ساحات الوطن، ولا بد ان نشير هنا ايضا ونذكر بعديد التقارير الاعلامية المستقلة التي تنشر عبر وكالات الانباء المحلية والعالمية وفي مواقع التواصل الاجتماعي وهي تشير الى ارتفاع حالة الغليان الشعبي بكل ارجاء العراق، ومنها عديد التظاهرات في مدن الناصرية والسماوة والقادسية والكوت والبصرة والعمارة والحلة وكربلاء والنجف شملت عمال قطاعات الكهرباء والتعليم والبلديات والخدمات العامة وتبعتها اضرابات متواصلة مست قطاع البترول والموانئ ووزارات الزراعة والبيئة والصحة والتربية والتعليم العالي في محافظات عراقية عدة وتمت بشكل متزامن في أكثر من محافظة ، كما سجلت الاحداث عشرات الاضرابات والاعتصامات والتظاهرات السياسية الاخرى ضد محاولات السلطة تنصيب أزلام حزب المالكي كمحافظين ورؤساء مجالس بوسائل الترغيب والترهيب، وحتى شراء الذمم، والتهديد بالتصفيات الجسدية والاغتيال والتهجير واغتصاب العوائل، كما هو الحال اليوم بمحاولة "دولة القانون" تنصيب محافظ البصرة والنجف وبغداد وغيرهم بالرغم من توفر اغلبيات " منتخبة" من حلفائه تعارض دكتاتورية التسيير للمالكي وجهازه التنفيذي في تلك المحافظات.


كل المؤشرات تشير ايضا الى حالة تخمر الظرف الثوري المنتظر والذي سرعته ومدته مظاهر الصمود في ساحات العز والكرامة بالزخم والطاقة جرأة وقدمت له صورة من الصلابة والاستقامة وتصاعد قيم المثل الوطنية في الانتفاضة العراقية ومبادراتها ومطاولتها. هذا الحال يتقدم بشكل جلي ويتبلور يوميا من خلال التحركات العمالية والشعبية الكثيرة في المحافظات التي يرى البعض في تأخرها من الالتحاق بالحراك الشعبي الوطني حالة غير معهودة عند احرار العراق. لكن الواقع يشير الى حجم التسلط القمعي والتضليل الطائفي والضغط السلطوي في خنقها اعلاميا وعزلها جماهيريا بوسائل القمع المنظم يفوق التصور والتوقع .


كل المظاهر القائمة في العراق تشير الى بداية التحرك الجماهيري العارم وعلى مستوى القطر كله، ويتجلى في بشائره ببداية تعكسها حالات تنظيم العديد من التظاهرات والاضرابات بشكل متزامن وبتنسيق مدروس وملموس في ظهور قيادات محلية ووطنية بدأت تطرح نفسها وتعلن عن مبادراتها بشكل مركزي وفي اكثر من محافظة عراقية للحصول على جملة الحقوق والمطالب المشروعة التي ترفعها الجماهير الواسعة ولإجبار السطات الفاسدة والحكومة القمعية على تلبية كافة المطالب الجماهيرية من دون تسويف اومساومة، خصوصا ان تلك المطالب طرحت منذ سنوات ويستمر تجاهلها من قبل سلطة المالكي، وافتضح أمر تلك المماطلة منذ تلك المهلة التي حددها المالكي وحكومته بمدى مئة يوم بعد مظاهرات 25 شباط 2011 أين حاولت سلطات المالكي بدء حملة من القمع وحمامات الدم والى ترهيب نشطاء التظاهرات والاعتصامات واتهامهم بالارهاب والطائفية وشرعت بشكل ممنهج الى اعتقال الكثير من نشطائهم ووجهت لهم تهما زائفة واحالتهم الى المحاكم الصورية، ومنهم من تعرض للاغتيال والتصفية الجسدية بصمت.


ان هذه الموجة الجديدة من التظاهرات تحتاج الى الدعم و الامتداد والتنسيق والتضامن الشعبي على مستوى كافة المحافظات العراقية، وخاصة في العاصمة بغداد، وهي بحاجة الى التركيز الاعلامي عليها، والتعريف بمطالبها، والاتصال بقادتها، وربطها بحركة التضامن العربي والعالمي معها ، لئلا تصبح كسابقاتها هدفا سهلا للقمع والاحتواء والتفكيك والتصفية الجسدية او السياسية.


عمال العراق ومثقفوه وأحراره مطالبون بتصليب اللحمة مع جماهيرنا الشعبية في المدن والارياف وفي كل القطاعات المهنية والانتاجية، وهم مطالبون بالمبادرة بالتحرك و بتجذير طرح المطالب الشعبية وربطها بالحراك الشعبي والسياسي العام الذي بدأته محافظات الوسط والشمال والغرب والعمل بكل الوسائل المتاحة على حمايتها من تسلل الشعارات الطائفية والجهوية والمحلية ومنع اختراقها من قبل مرتزقة المالكي والمليشيات والتحالفات المشبوهة واجهزة الامن والمخابرات المحلية والاجنبية، وخاصة الايرانية منها.


ان صفحة وموقع هيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية ترحب بكل المبادرات والكتابات والأفكار التي تعمل على التعريف بنشاط وحراك جماهيرنا العمالية والشعبية بكل محافظات القطر، والصفحة وموقع الهيئة ووسائطها الاخرى مفتوحة ومستعدة لنشر كل ما يصل اليها من دون حسابات فئوية او انتقائية في المواقف او الاهمال لها.


من هنا ندعو نشطاء الانتفاضة الشعبية في كل ساحاتها الى ايلاء العناية الفائقة بحراك ابناء شعبنا في الجنوب خاصة، ونتوجه الى الاعلاميين والمثقفين والنخب الوطنية داخل الوطن وخارجه الى أخذ زمام المبادرة في التقرب والانشغال الجاد بهموم جماهيرنا المسحوقة وتبني مطاليبها، والتفهم الواعي من تطلعات طبقتنا العاملة ومطالب فئاتنا الشعبية المحرومة وربطها مع كل النشاط الوطني بجبهته العريضة.


سنعمل معا على مساعدة ونصرة اي نشاط وطني مهما كان حجمه وموقع تحركه وتوجهات قواه الفاعلة فيه وبكل توجهاتهم الفكرية. لاننا نرى أن كل تحرك شعبي في وطننا هو رافد يصب في المصب العام لانتفاضة شعبنا الوطنية ومقاومته الباسلة، ويعجل بانتصار قضية شعبنا في نيل الحرية والكرامة .

 


عبد الكاظم العبودي
الامين العام لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية

 

 





الاثنين ١ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة