شبكة ذي قار
عـاجـل










بطرد مارتن كوبلر من العراق مساء اليوم الاثنين في العاشر من حزيران / جوان 2013 بقرار من الامين العام للامم المتحدة وانهاء مهمته كممثل للأمين العام للامم المتحدة في العراق تكون هيئتنا وسائر القوى المناصرة للحق قد تكللت جهودها الحثيثة معا، من خلال التعاون مع الكثير من الشخصيات والمنظمات الدولية بايصال صوت شعبنا العراقي المظلوم الى العالم .


وهو جهد خلاق وصل الى نتيجة منصفة بادانة مارتن كوبلر بعد استجوابه امام لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الاوربي ومن ثم جاء قرار ابعاده من مهمته في العراق جراء تقصيره وتواطئه وسكوته عن جرائم فضيعة بحق ابناء العراق وضيوفه اللاجئين الايرانيين من قمع النظام الايراني، جرت فصولها المريعة على ارض العراق المحتل.


وبالفعل تكاملت جهود هيئتنا المركزية لدعم الانتفاضة العراقية مع جهود الأخيار في العالم عندما شن نواب البرلمان الأوروبي هجومًا لاذعا على الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر، ووصل الامر الى اتهامه بالكذب والخداع، ودعوا الأمين العام للأمم المتحدة إلى طرده فورًا من العراقر وانهاء مهمته كممثل للأمين العام للأمم المتحدة، لقد وصل الامر الى ان السيد استراون استيفنسون، رئيس هيئة العلاقات مع العراق، في البرلمان الاوربي قد اتهم مارتن كوبلر رسميا باخفاء معلومات عن حقيقة أوضاع الانسان السيئة في العراق.


لقد سبق ان علق رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي السيد استراون استيفنسون على مزاعم الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر القائل : بأن سكان مخيم ليبرتي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة قرب بغداد وقيادتهم لا يتعاونون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقال عنه : إن رئيس بعثة "يونامي" قدم معلومات مغلوطة، وتعمد تضليل البرلمانيين الأوربيين، ولم يرد بشكل مناسب على استفساراتهم فيما يخص الاعدامات وانتهاكات حقوق الانسان في العراق، وتقاعسه تجاه انتفاضة الشعب العراقي ومطالبها.


وأضاف رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان ألأوروبي في تصريح صحافي مكتوب من بروكسل، نقلته وكالات الانباء، ووصلت الى صفحة هيئتنا نسخة منه، ان مارتن كوبلر قد شارك في جلسة للشؤون الخارجية للبرلمان الأوروبي في بروكسل، عقدت الاربعاء الماضي: "ليدافع عن سوابق عمله، التي باتت مثيرة للجدل؛ غير أن عددا كبيرا من نواب البرلمان الأوروبي اعترضوا عليه، مؤكدين له: أنه حاول في وقت سابق مخادعة البرلمان؛ في حين أن الوضع الداخلي العراقي قد تقهقر في عهد مراقبته؛ وانه لم ينتقد أيا من سياسات الحكومة العراقية"..


وأضافوا أيضا: أنه وبسبب عدم أهليته وانحيازه لإيران، ولحكومة المالكي ببغداد، لم يحرز أي تقدم في مهمته. وكان في جل اهتماماته وتصريحاته يعمل على تدبيج التصريحات الاعلامية لمباركة أعمال حكومة المالكي؛ وبمحاولاته التردد على مدينة النجف يحرص على مقابلة " المرجعيات" الشيعية، مظهرا تقربه من التحالف الطائفي الحاكم في العراق ، حتى وصل الامر بتوصيف تلك الظاهرة ، ان وصل الأمر بالاخ جبار الياسري، عضو هيئتنا المركزية لدعم الانتفاضة العراقية قد طالب مؤتمر هيئتنا التأسيسي المنعقد في اواسط مارس الماضي2013 بتسمية مارتن كوبلر بـ " آية الله كوبلر"، من فرط تزلف كوبلر وتقربه من بعض المرجعيات المباركة للغزو والاحتلال وتكرار مقولاتها .


حسب التصريحات المنسوبة الى السيد استيفنسون: يكون مارتن كوبلر قد كذب حتى على الهيئة الدولية التي يمثلها ببغداد، وسعى لحماية سمعة حكومة المالكي، المتهمة بممارسة شتى أنواع الارهاب والإقدام على جرائم ابادة ضد الشعب العراقي عموما، وضد اللاجئين الايرانيين في العراق خصوصا، ولم يقدم شهادته الى العالم كما يتطلبه منصبه ومهمة تكليفه في الامم المتحدة كممثل للامين العام بان كيمون، حين دفع المالكي بقواته ووحداته الخاصة لإطلاق الرصاص الحي والصواريخ على تجمعات الضحايا الايرانيين الابرياء، وهم محاصرون في معسكرات اللجوء على الاراضي العراقية. وهو يتحمل كامل المسؤولية القانونية والسياسية عندما كان يغيب مراقبي الامم المتحدة ويمنعهم من تسجيل مشاهد القمع الدموي لقوات المالكي، سواء في حادثة مجزرة معسكر أشرف و ليبرتي، وكررها مرة اخرى، حين كانت الامور تنذر بحدوث مجزرة أخرى في الحويجة، خصوصا عندما تجمعت قوات القمع المالكية وبخبرات ايرانية معها لتتشارك في ذبح العراقيين المعتصمين سلميا في ساحة الحويجة وهي عزلاء تماما وواضحة للعيان لكل من نقل عن تلك المأساة شهادته المنصفة.


كان مارتن كوبلر يكرر في جلسة استجوابه الاخيرة أمام لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الأوربي نفس المعلومات المغلوطة التي ظلت تصرح بها حكومة المالكي في كل جرائمها، للتأثير على مستجوبيه؛ حيث أثار في الاربعاء الماضي نفس المغالطات من جديد بالقول: أن مراقبي الأمم المتحدة يواجهون مشاكل في الوصول إلى سكان مخيم ليبرتي، وأنه ليس هناك من تعاون بين ادارة المخيم وقيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في باريس، متجاهلا أكثر المسائل الحاحاً وعجالة، وهي سلامة وأمن السكان، الذين تم زجهم في معتقل صغير وتعرضوا الى القصف بالصواريخ والمطاردة بالآليات الحربية الثقيلة امام كامرات التلفزة الدولية، وتصوير الوكالات الاخبارية، التي نقلت الى العالم ابشع الصور اللا إنسانية في القمع الدموي .


كان ذلك في ما يخص معسكر اشرف و ليبرتي والضحايا الايرانيين، اما الحويجة التي شهدت أبشع مجزرة في تاريخ العراق المعاصر، فقد رآها العالم موثقة ومسجلة بالصور والشهادات الحية، فكانت وظلت منسية من يوميات السيد مارتن كوبلر، وكأنها حدثت في مجاهل كوكب آخر مثل المريخ أو في المجرات الكونية البعيدة، وليست على مرمى حجر من مكاتب الامم المتحدة ومقر إقامة ووظيفة مارتن كوبلر، في محافظة ديالى التي كان يعرفها كوبلر تماما بحكم زياراته لموقع معسكر أشرف .


عندما سقطت كل حججه في الدفاع عن تقصيره في حماية الضحايا، وكما يوضح ستيفنسون في تصريحاته: ان كوبلر قد واجه في جلسة الاستجواب تحديات ثلاث مرات من قبل نواب البرلمان الأوروبي: حيث انهم طلبوا منه أن يوضح لماذا لم يتم تقديم الخوذات والسترات الواقية الباقية في مخيم أشرف لسكان ليبرتي؛ لكي يتمتعوا بالحد الأدنى من مقومات الحماية؟. كان رده الضعيف: أن تنفيذ هذا الأمر هو على عاتق الحكومة العراقية؛ وهذا رد متناقض إلى حد ، دفع برئيس الجلسة المار بروك إلى القول مخاطبا كوبلر: : "ما قلته اليوم أراه يكاد يكون أمرا لا يمكن تصديقه.. المعلومات الدقيقة يجب أن تقدم لنا عبر قنوات محايدة"..


أشار استيفنسون أيضا: إلى أنّ كوبلر حاول في حديثه تعمد تضليل الآخرين وهم "رئيس الوزراء الألباني الذي وافق على قبول 105 أشخاص من سكان مخيم ليبرتي الا أنني زرت تيرانا (15 مارس/ آذار2013) وزدت العدد إلى 210 أشخاص» ، بينما كان السفير دن فيريد مستشار وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون قد كتب قبل هذه الزيارة بأربعة أشهر: «حكومة ألبانيا قد أيدت بشكل خاص أنها مستعدة لقبول 210 أشخاص من السكان الذين كانوا في أشرف سابقا»..


وفي تلك الجلسة التاريخية في البرلمان الاوربي، وخلال استجواب مارتن كوبلر، لم يتمكن كوبلر من تقديم الرد المناسب على قضايا عدة منها الاعدامات وانتهاكات حقوق الانسان في العراق، لذا تأكد مستجوبوه: انه كان متقاعسا تجاه انتفاضة أبناء الشعب العراقي ومطالبها.


وكما فعلها سابقا، بتجنب ايصال الحقائق الى الامم المتحدة، متغاضياً عن ممارسات النظام الايراني ودوره في عمليات تصفية خصومه بأيادي عراقية محسوبة ومكلفة بتنفيذ تلك العمليات القذرة من خلال وحدات عناصر فيلق القدس و قوات سوات التي كانت مدربة على تنفيذ مثل تلك المهمات القمعية الدموية، وكانت واثقة من ان مارتن كوبلر وأمثاله سيحجبون الحقائق والوثائق والأفلام التي سوف تدين مثل تلك الجرائم، وسيعمل على منع وصولها الى هيئات الامم المتحدة والعالم .


وحسب استيفنسون: إنّ مارتن كوبلر كان يقدم ضمانات عن سلامة المعسكرات للاجئين التي كانت تحت حماية الامم المتحدة من جهة؛ ولكنه كان يتواطأ عن نشر اخبار الجرائم التي مارستها قوات المالكي ضدهم؛ حتى وصل الامر الى إستقالة طاهر بومدرا، وهو مسؤول كبير في "يونامي" ، من منصبه إحتجاجا على تصرفات مارتن كوبلر، وقد سبق له ان أدلى بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي وهو تحت القسم مشيراً: بأن كوبلر كان قد تلاعب بالصورعن مخيم ليبرتي؛ بهدف تضليل نواب البرلمان الأوربي وآخرين من صانعي القرار.


واذا كانت تلك افعاله المشينة المثبتة ضده فلا بد من العمل على إعادة استجوابه مرة أخرى امام اللجان والهيئات الدولية المختصة في الامم المتحدة وغيرها، ولا بد من تحديد مسؤوليته عن تواطئه والسكوت عن احداث المجازر التي جرت خلال فترة وجوده واعتماده كممثل للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، مثل مجازر الحويجة والعامرية و سليمان بيك وعمليات التفجيرات الاجرامية التي طالت كل مدن العراق وغيرها من أفعال الجريمة المنظمة التي نفذتها قوات المالكي والمليشيات الطائفية، التي لازال الصمت عن منفذيها قائما، رغم إن اصدائها وتقاريرها اليومية كانت تصل الى مكتب السيد مارتن كوبلر على مدار الساعة والدقيقة .


عن محاباته لحكومة المالكي ولإيران واجهه السيد ويتاتاس لاندرز برغيس عضو البرلمان الاوربي بالقول والاتهام المباشر: " هناك العديد من السياسيين العراقيين يدينونكم على ما تفعلونه من إشراك ايران، وهي بلد خارجي في الملف العراقي؟... لماذا تطلعون النظام الإيراني على وضع سكان ليبرتي، هؤلاء اللاجئين الذين يعاديهم النظام الإيراني أيما معاداة؟. هناك 18 شخصية سياسية زارت معسكر أشرف في أوقات سابقة، وأصدرت بيانا طالبت فيه بالنظر في أداء عملكم في محكمة، وهم أعلنوا استعدادهم للإدلاء بشهاداتهم أمام المحكمة، مطالبين بإجراء تحقيق في أداء عملكم".


لقد وصل الامر عندما سأله السيد برغيس قائلا : يا سيد كوبلر "هل أنت موافق على اجراء تحقيق؟ أم تنتظر لكي ينتهي عهدك وتغادر بغداد دون أية مساءلة؟"..


أما النائب تونه ، فقد قال له مخاطبا بهذا الصدد : "إن كوبلر أصبح رجلا مثيرا في العراق، بحيث وصل الامر حتى أن أياد علاوي، زعيم القائمة العراقية المعارضة، طالب بإقالتك.. انهم يقولون انك قريب جدا من الحكومة العراقية، ولا تعطي أي جواب منطقي حول حماية سكان ليبرتي.؟ . إنك وقعت مذكرة التفاهم، ولكن لا ضمان لأمنهم..إنك تلقي وبنفاق وبطريقة مرفوضة 80 بالمئة من المشاكل على عاتق السكان"..


من جانبه أيد النائب إدوارد كوكان كلمة استيفنسون وخاطب كوبلر قائلا: أنت تتحمل مسؤولية حل مشاكلهم؛ بينما أنت تتحدث هنا كمراقب محايد، وهذا أمر مرفوض"..


اما النائب ريتشارد تشارنسكي فقال: " السيد كوبلر انك وعدت بأن العيش في ليبرتي سيكون مثلما كان في أشرف، وإن نقل ساكنيه سيتم بسرعة إلى بلد ثالث، وقدمت لنا صورا عن مخيم ليبرتي، كمكان رائع؛ بينما لم يكن أي من هذه الوعود واقعية.. و السكان لا يثقون بك.. إنك تشكل جزءا من المشكلة، وليس الحل..ألا تعتقد أنه حان الوقت لكي تستقيل وترحل؟".


من جهته كان مارتن كوبلر منفعلا للغاية، عندما تلقى كل تلك الانتقادات المتتالية عليه في جلسة الإستجواب، فوصل الامر به ان طلب من النواب أن ينظروا "من منظور مواطن أوروبي" إلى الهيكلية الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وقال: " عليكم أن لا تدافعوا عن تنظيم لا يسمح للحريات الفردية"، فكانت إجاباته وتصريحاته تلك تذكرنا بالحملات الاعلامية التي يشنها النظام الإيراني ضد خصومه وضد عناصر منظمة مجاهدي خلق، محاولا وسم مجاهدي خلق بتهمة "الارهاب" ، تماما كما تقول وتفعل حكومة ايران وجماعة المالكي ضد معارضيها في العراق .


عقب جلسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي هذه، وبعد نشر تصريحات وأجوبة مارتن كوبلر، أكد استراون استيفنسون في الختام: ان "هذا الأمر يؤيد مرة أخرى ضرورة اخراجه فورا من قبل الأمين العام للأمم المتحدة".


الجدير بالذكر أن مارتن كوبلر كان قد أطلع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي الاربعاء الماضي على جهود بعثة " يونامي" التي يترأسها والرامية إلى إعادة توطين سكان مخيم أشرف السابقين من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في العراق في بلدان أخرى، فكانت الحقائق والمسائلة التي تنتظره أكبر من توقعاته.


عبر بيان منسوب للبعثة الدولية في العراق ظل مارتن كوبلر يميل الى ادانة الضحية في العراق، وكان يتناسى أدوار الجلادين وسكاكين القتلة الايرانيين ووكلائهم من المجرمين في حكومة المالكي، وظل كوبلر، وبنفاق كبير، يغطي دوره حتى فضحته الحقائق التي قدمها البرلمانيون الاوربيون وغيرهم: : " فهو يعرب عن أسفه لعدم تعاون السكان وقيادتهم مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومراقبي الأمم المتحدة، وحثهم على قبول العروض الملموسة لإعادة توطينهم".، وبذلك يريد وضع المسؤولية على عاتق ومشجب الضحايا لتبرئة النظام الايراني ووكيلته حكومة المالكي من اية إدانة مرتقبة.


تبقى قضية ضحايا مجازر العراق اليومية، الذي كان مارتن كوبلر يمثل فيها دور " شاهد ماشافش حاجة"، فان الواجب يدعو جميع المعنيين بالأمر من اللجان القانونية الدولية، ولجان حقوق الانسان، والاخوة المكلفون في هيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية، التي سبق لها ان طرحت قضية انحياز وتقصير مارتن كوبلر في مهمته وتجاوزه لمسؤولياته كممثل للأمين العام للأمم المتحدة ، فعليها ان تقدم للامم المتحدة كل الوثائق والمستمسكات الثبوتية التي ستدينه مع المالكي، لانه تمادى في حماية الجزارين والقتلة والمجرمين في حكومة الاحتلال المالكية الخامسة، وخاصة مسؤوليته المباشرة في مجازر الحويجة والعامرية والفلوجة وسليمان بيك وغيرها من شواهد الجريمة المنظمة الجارية فصولها في العراق وكلها ستدين حكومة المالكي وبعثة مارتن كوبلر معه ايضا.

 

 





الاربعاء ٣ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة