شبكة ذي قار
عـاجـل










وإن ضميري وعقلي يقولان لي إن شعب العراق المؤمن الأمين بريء منها ابتداءً بتفجير مبنى ضريحي الإمام علي الهادي والإمام العسكري، رضي الله عنهما وأرضاهما، الذي نسب إلى مذاهب بعينها من الشعب، وما نسب إلى أن إحراق الجوامع في بغداد، وهي بيوت الله وإحراق جوامع أخرى في مدن أخرى من مدن العراق العصماء بأهله، إلى مذهب آخر باتهام جاهز وخطة مسبقة تستهدف أن تفتن الشعب بالشر على مهابط الشيطان بدلا من الجهاد في سبيل الله واسترجاع حقٍ مغتصب وتمزيق ستار الظلم الذي وقع على الشعب.

 

أيها الأخوة الغيارى: نشامى وماجدات من المسلّمات البديهية في الحياة وهي دروس من نضح التجارب الإنسانية، إن أي غزو إذا واجهته مقاومة تتصاعد ولا تتضاءل بعد خط البداية فهو فاشل لا محالة, وإن أي حكم جديد إذا تعثر بأذياله، وازدادت عثراته كلما مضى عليه زمنا إضافيا يعد فاشلا في بدئه ونهايته حتى لو وقف بإسناده من يقف، فكيف وقد اندلق كرش الاحتلال وأمعاءه ومثله اندلق كرش وأمعاء من أسماهم الغزو والاحتلال بالحكومة، بعد أن شق الشعب بقدرته العظيمة كرشيهما فبانت نتانة ما يبطنون ومزق عنهما أرديتهما فبانت عوراتهم مرئية بكل قبحها ولا شرفها....!؟  وهكذا أدرك المحتلون الغزاة وأعوانهم في الجريمة النكراء داخل العراق وخارجه إنهم في طريقهم ليُكنسوا فيصبحوا قمامة، حيث يكون مكان فعلهم في التأريخ والواقع، بعد أن سُجلوا أمام الجليل بأنهم في فعلهم وإجرامهم إنما هم على هذا الوصف، وعلى أساس التحسب لتكون هذه النتيجة هي ما تنبئ الدلائل بأنها واقعة حيث ينطبق النصفان من الشعب استعجلوا يسندهم أهل الحيالة والشر من الدولة التي تقع شرقا من حدودنا، ولم يأتينا من مسؤوليها وأجهزتها شروق وإنما شر مستطير ألهب القلوب وأدماها ويتوخى أن يدمي ويلوث ضمائر وعقول في الشعب، بعد أن لوث ضمائر من تلوث بها فجنب الله وأغضبه، ليتلهى الشعب بنفسه ويُستنزف لإضعافه اعتباريا وعمليا بعد أن ثبت لهم أن نزيف الدماء التي سببوها للشعب لم تزيده إلا تصميما ونضالا وجهادا لطرد الأجنبي من بلادنا بكل مسجياته وألوانه وادعاءاته ليقرّ بلدهم ويحضون بالسلام الذي يحب الله ويحبه الله، وهكذا بدئوا بجرائم الإحراق والتفجير والنهب، والقتل ابتداء بتفجير ضريح الإمامين المجيدين علي الهادي والعسكري وانتهاء إلى ما نبتهل إلى الله العظيم أن يكون خاتمتها فورا بعد يومنا هذا ليتوجه الشعب إلى نفسه فيقاوم الغزو وأعوانه وتابعيه بدلا من أن يقتل نفسه، وعلى هذا ولهذه الأسباب وكل الأسباب المبدئية الأخرى أدعوكم أيها العراقيون نساءً ورجالاً أن تقلعوا عن قتل وتجريح أنفسكم، لكي لا تتداخل الألوان فيضيع الشعب ويضيع الدرب الذي يهديه إلى حيث ينقذ شرفه وأمنه ومصالحه من القتلة السُراق أجانب ومحليون.

 

وأقول إن الذي فجر ضريحا الإمامين مجرم وعار، مهما كان دينه ومذهبه، بل لا أكون متطرفا إذا قلت إن ذاك لا دين له أنَا يكون، ومثله وعلى نفس الوصف من قتل من غير أن يتبين، وأحرق بيوت الله من غير أن يرعوي، فانتبهوا أيها العراقيون..نشامى وماجدات في الفرات الأوسط وفي جنوب العراق ووسطه وشماله...أيها الأهل والأحبة في كل ريف ومدن العراق وقصباته وقراه، وفي بغداد الحبيبة عاصمة الإيمان والحضارة والمجد، كنتم كبارا على مدى التاريخ، وكنتم كبارا في مسيرتكم الظافرة صاحبة الإنجازات الكبرى، وفي كل ثوراتكم وانتفاضاتكم ضد الأجنبي الطامع والغزاة بعدوا أو قربوا وكنتم في مقاومتكم الغزو الأمريكي الصهيوني وحلفاءه وأتباعه وذيوله كبارا، وكنتم في عيني كبارا وسوف تبقون ما حييت، وعلى هذا لم يداخل نفسي شك يوما بأنكم اكبر من الكبار والصغار في العالم بمواقفكم وإيمانكم وصبركم ولا يساوى معكم إلا المؤمنون والخيرون، فلا يُصّغِر إبليس وأعوانه شأنكم فيخيب بكم ظن محبوبكم في أمتكم والعالم..

 

وابقوا على صفاتكم الحميدة، حتى تُذهبوا الغمة بإيمانكم وصبركم وفعلكم بعد أن تتكلون، وما هو إلا زمن وتبزغ الشمس في نهارٍ لا يقدر على اختبائه ليل، ويزغ القمر يحيي جهادكم ويبدد دكنة الليل، وعندها فإن إرادتكم قادرة بالله أن تعيدون ما دُمر وما حُرق إلى سابق عهده وعلى أحسن حال ...إن كل شيء أيها الأحبة قابل للإصلاح بما في ذلك بعض النفوس التي أصابها مرض، رغم أن ما حصل في الأيام الأخيرة، إساءة بالغة إلى المبادئ والتراث والدين، ولكن لو احترقت الضمائر ودمّر الوازع فيكم لا سمح الله فإنكم ستعيشون في ظلام مطبق وتنزفون أنهارا من الدم الزكي بلا طائل..فهل هنالك من يفعل الصحيح في ظل الغزو والاحتلال..؟؟ لا أظن هنالك من يفعل ذاك غير الشعب وسلطاته الوطنية عندما تمثل نفسها، الله أكبر...الله أكبر...الله أكبر ولن ينخدع شعب العراق البطل بالوجوه الكالحة المجرمة، ولن تصطاده جباله وأفخاخ  الجناة.

 

أيها الشعب العظيم: "لا تضيق صدوركم بما قدّره الله لكم واذكروا ولا تنسوا" إن النصر يطرد شياطين الأنس والجن مثلما يطرد القنديل الظلام، وإن النصر يأتي بقدرات إضافية لمن يتكل على الله وبه يستعين وقدموا أيها العراقيون فرصة العفو والتسامح إزاء أي خطأ لمن يتراجع عنه، على الحقد والانتقام والثأر، ولا أظنكم نسيتم كيف دمر الأشرار الغزاة ورد فاءهم الذين تسللوا عبر حدودنا الشرقية عام 1991، من المجرمين والنهابين، بتدبير مسبق، كيف هم دمروا أو أحرقوا أو نهبوا كل شيء حي في العراق عدا النفوس التي منّ الله عليها بالصمود ؟ ، وكيف قادكم المخلصون إلى إعادة الحياة لكل ما دُمِر وبناء شوامخ وإنجازات جديدة تحت شعار: أيها المجاهدون أعيدوا كل شيء إلى ما كان عليه قبل الحرب أو أحسن مما كان وكيف التأمت نفوس قد تجّرحت ؟ ...

 

وقد كنا محاصرين حتى في حبَة الدواء ولقمة العيش، وكيف بدء في السنتين أو الثلاث الأخيرة قبل آذار عام 2003 وبعد مذكرة ما سمي بتوفير الغذاء والدواء التي وافق عليها مجلس الأمن، يتحسن الوضع الاقتصادي، ولعلكم لم تنسوا إن في ظل ذاك الحصار البغيض، جاهد المخلصون لتبقى البطاقة التموينية سائرة بالاتجاه الصحيح الذي رسم لها وكيف تحقق في السنتين الأخيرتين سيطرة مناسبة لظرفها على تقلبات العملة، وكان آنذاك غير مسموح إلا لتصدير كمية بعينها من النفط تحت إشراف الأمم المتحدة في وقت كان سعر برميل النفط لا يزيد على ثمانية عشر دولارا ؟ ، وكيف تحمل الشعب العظيم ثقل الحياة يعينه في ذاك التفاؤل الذي حققه البناء والتشغيل، وثقته بأن حكومته مخلصة، ووطنية وأمينة ونزيهة ؟ .

 

 أما الآن فإن المجرمون الذين جاؤوا تحت ذريعة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل ووسخ دبابتهم الذين جاءوا بهم ليحكموا شعب العراق تحت شعار الديمقراطية بدل الدكتاتورية ؟ ..كيف يسرقون ثروات الشعب بنهب معلن لا يستخدم لتغطية جريمة سرقة الشعب وتجويعه وإذلاله حتى لو غلالة مهلهلة، في الوقت الذي رُفع الحصار، وصار سعر برميل النفط بستين دولارا ؟ ، وكيف نهب كل ثمين غير مدمر في العراق بما في ذلك مصانع ومعامل وصُدّرت خارج العراق، وكانت حصة مخابئ الشر في الدولة الشرقية منها حصة ضبع جائع ؟ ..وهكذا تعرفون مرة أخرى كيف إن لم ترافق المسؤولية مثابرة مخلصة، ويرافق الصلة بالمال العام نزاهة وردع للسّراق والنهابين، وأن يبقى الأجنبي المغرض خارج الحدود لا يمكن أن يبنى العراق ويعادله الأمن والاستقرار ويزدهر كما ازدهر من قبل...فلا تبتئسوا أيها العراقيون..ذلك لأن قدرة العراق تستوعب بزمن قد يعتبر خيالي في عرف أصحاب الهمة الرديئة لتجعل العراق جنة الله على أرضه ويجعل شعبه آمنا محبا سعيدا مستقلا..

 

 

يتبــــــــع رجـــــــــــاءا

 

 





الخميس ١٨ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة