شبكة ذي قار
عـاجـل










في الحديث عماهو متوقع لما تكون عليها السياسة الإيرانية بعد أن تولى الرئاسة حسن روحاني في طهران ، لابد أن نعرف بعض الحقائق التي تتميز بها إيران عن باقي دول المنطقة في ثوابتها ومتغيراتها ، رغم معرفتنا إن المتغيرات تكون دائماً ، ولكل دول العالم ، خادمة لثوابت هذه الدول . ولايختلف كل من خبر الأحلام الفارسية بأن الثابت الأساسي لدولة ولاية الفقيه في إيران هو في تحقيق الحلم الفارسي القديم المتمثل بعودة إمبراطوريتهم التي دمرها العراقيون في صدر الإسلام بمساعدة الجيش الأسلامي الذي كان يقوده الصحابي سعد بن أبي وقاص في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) . فإحتلال العراق وحماية نظام بشار الأسد في سوريا هو الثابت الأساسي الذي يعتبره نظام ولاية الفقيه الخطوة الأولى للوصول إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط ومن ثم التوسع على حساب باقي الأراضي العربية وإنشاء الدولة الفارسية العظمى .... والوصول لتحقيق هذا الحلم الذي وجد ضالته في التحالف مع أعداء الأمة العربية وإحتلال القطر العراقي الذي ضرب نظامه الوطني السابق كل مصالح الإحتكارات الامريكية واليهودية النفطية وحرمها من أي إستثمار إحتكاري لأي ثروة من ثروات الشعب ، وقفز بثورته الصناعية أشواطاً بعيدة قاربته من مستوى الدول المتقدمة صناعياً بوقت قصير ومثالي . وكان من أهم الدوافع المشتركة ما بين أعداء الأمة العربية الثلاثة ، فرس إيران والكيان الصهيوني وأمريكيا التي يقود سياستها بشكل  عام اللوبي الصهيوني ، هو دعوة النظام الوطني السابق لوحدة الأمة مبتدأً بوحدة أقطاره الثلاث ( العراق وسوريا ومصر ) . ولذلك فإن عملاء الإحتلال ممن حكموا العراق بعد إحتلاله ، قد رفعوا النجمات الثلاث من العلم العراقي التي كانت ترمز لوحد الأقطار العربية التي ذكرناها .

 

نعود الآن لموضوعنا الرئيسي لنقول إن مجيء [ المعتدل ] حسن روحاني لرئاسة إيران كان بإرادة الولي الفقيه المتوافقة مع إرادة أمريكا والكيان الصهيوني بعد أن ثار الرأي العام العالمي على ما وصل إليه الوضع من سوء وإرتباك وظلم وإضطهاد للقوميات غير الفارسية داخل إيران وإثارة النعرات الطائفية فيها بالإضافة لما وصل إليه الإقتصاد الإيراني من تدهور إنعكس على الوضع المعاشي للفرد الإيراني ، بالإضافة إلى تحرك حكومات الدول الأوربية والصناعية في  العالم ( عدى روسيا ) بسبب تأثر إقتصادياتها بما يثيره النظام الإيراني من مشاكل في المنطقة . لهذا ولغيره من الأسباب في مقدمتها إصرار إيران على الإستمرار بتجاربها النووية الذي تعتبره ولاية الفقيه الأساس الذي يجعل من إيران ضمن الدول العظمى ....!!! .

 

إن نظام ولاية الفقيه وجد في المذبذب حسن روحاني خير من ينفعها في تنفيذ مناوراتها السياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي ، ولعل خير من يؤكد ذلك عائلة حسن روحاني ذاته وكما يلي ....

 

1 ) إبنه حسين روحاني ... كان سبب إنتحار إبن حسن روحاني المدعو حسين روحاني في عام 1992 ، حيث كان في حينها طالباً وعمره 23 عاماً ، قد أورده في رسالته التي كتبها قبل إنتحاره بإطلاقة من مسدس أبيه والتي جاء فيها ( إنه يخجل من إنتماء أبيه إلى نظام الملالي ) ... وحسب مدونة علي نوري زادة مدير مركز الدراسات العربية – الإيرانية ؛ ( إن حسين روحاني وكان لايزال طالباً في 1992 وكان عمره 23 سنة شعر قد شعر بذنب كبير لكون والده من نظامٍ قام بحملة إعدامات بالجملة لجماهير الشعب الإيراني بعد إنتهاء الحرب الإيرانية– العراقية ، فعلق نظام الملالي على حبال الموت الكثيرين من المعارضين ومن بينهم بعض من أصدقاءه وزملاءه . وكان هو من النوع الحساس على ما يبدو ، فإنتابه خجل من كون أبيه مسؤولاً في ذلك العام عن إدارة شؤون الحرب في زمن رئاسة هاشمي رفسنجاني . ولم يجد حلاً إلا بالإنتحار ) .... كما جاء في رسالة حسين روحاني عن سبب إقباله على الإنتحار (كلي أسف لأني أعيش في بيئة أنا مضطر فيها إلى الكذب على زملائي كل يوم ، بتكراري القول ؛ إن والدي ليس جزءً من النظام ) .....  

 

2 ) كريمان زوجة حسن روحاني ... أعلنت زوجة حسن روحاني للجمهور الإيراني إنها تعارض ترشيح زوجها حسن روحاني للقب الرئاسة ، الإيرانية ، وإن صدمتها كانت قوية لفوزه بهذا اللقب . كما أكدت بإنها تقصد بأن ما فاز به زوجها هو اللقب وليس المنصب ، لأن منصب الرئاسة الحقيقي هو بيد الولي الفقيه . وإنها قالت له بأنه سيخسر كل من أيده وإنتخبه ، لأنه سوف لن يفعل أي شيء للجماهير التي إنتخبته ، لأنه لا يمكن أن يعمل أي شيء للشعب لأن الأمر كله بيد الولي الفقيه ، ثم قالت ( إنها مناورة من مناورات الولي الفقيه لكسب الشارع الإيراني. وما طرح من مشاريع إقتصادية ما هي إلا مجرد أكاذيب ستغضب الشعب . وإنها وأبناءها لا يتدخلون في هذه الإنتخابات لمعرفتهم بأنها مبنية على أكاذيب وتضليل للشعب ) .......

 

دلائل أخرى ......   

ومن الدلائل الأخرى على زيف ما يدعيه نظام ولاية الفقيه أن علي خامنئي كان قد إستبعد كل من يشكل تهديداً له ممن ينافسه الولاية ممن يسمونهم بالمعتدلين وعلى رأسهم هاشمي رفسنجاني وإنتقى الذين يوالونه ويحققون إراداته من هؤلاء الذين وصفوا بأنهم معتدلين .. وكانت إنتخابات الزور التي يتمتع بها نظام الولي الفقيه قد إختارت الأكثر ولاءً للولي الفقيه متمثلاً بحسن روحاني .......

 

وفي مؤتمره الصحفي ذكر حسن روحاني العديد من النقاط التي توضح إنتهاج نفس الطريق الذي ينتهجه نظام ولاية الفقيه فيما يتعلق بسياسته مع الدول الإقليمية فقد أكد على ضرور أن يبقى نظام بشار الأسد لغاية الإنتخابات السورية القادمة في 2014 ويترك عندها للشعب السوري تقريرمصيره بنفسه ....!!! ، ووصف مايدور من ثورة مسلحة ضد نظام بشار الأسد بالإرهاب ووصف الجيش الحر وبشكلٍ غير مباشر بالإرهابيين ( ومن المؤكد أن إنتخابات عام 2014  في سوريا ستكون على طريقة  التزوير الديمقراطي ...!!! ) .... وتجاهل روحاني عما سيكون الدور الذي ستلعبه إيران لتطوير سيطرتها من خلال عملاءها وميليشياتها في العراق , بعد أن سلطت ميليشياتها لتقتل الآلاف من أبناءه  ... وأكد في أنه يسعى لتعميق أواصر العلاقة بين إيران والسعودية ( ولابد أن نذكر هنا بأن هذا السعي لايمكن أن يكون حباً بالسعودية أو حباً لبيت الله الحرام كما أشارإلى ذلك السيد روحاني ، بل لهدف آخر يكمل فيه الخطة الخاصة في ضمان إستخدام الساحل الشرقي للبحر الأحمر بعد أن ضمن المرور عبر قناة السويس عندما أوثقت إيران علاقاتها مع نظام الإخوان المسلمين بعد تولى أحمد مرسي رئاسة مصر ... ولتضمن بعد ذلك الطريق الآمن للوصول للساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط حيث السواحل السورية واللبنانية ... ويتضمن سعي روحاني أيظاً في تحسين العلاقات الإيرانية مع السعودية إلى تضعيف العلاقات أو كسرها ما بينها وبين دول الخليج العربي الأخرى كلما إستدعت الضروف إلى ذلك ، ناهيكم عن إثارة الفتنة الطائفية في الجزيرة العربية كما هو حال العراق الآن ، والسيطرة على الساحل الغربي للخليج العربي ووفق المدى الزمني الذي تستطيعه مؤامرة نظام ولاية الفقيه على الأمة العربية ) ........  

 

إما فيما يتعلق الأمر بما تقوم به إيران من تجارب نووية فعلق روحاني أمر إستمرارها بالمصطلح الفضفاض الذي بدأنا نسمع به بعد الإحتلال للعراق والمسمى ( بالشفافية ....!!! )

 

وأخيراً ........

فإن حيازة حسن روحاني لقب رئاسة إيران هو مجرد مناورة قام بها الولي الفقيه لتطوير خطته التئامرية على الوطن العربي وتحقيق حلمه القديم الجديد في إعادة دولة كسرى المجوسية على حساب الأمة العربية مبتدئة بالعراق وسوريا ، وبعيداً عن النقد العالمي لما تقوم به من ممارسات إرهابية وإجرامية بحق جيرانها العرب وعلى رأس القائمة العراق الذي يمثل البوابة الشرقية للوطن العربي ..........

 

 





الجمعة ١٩ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة