شبكة ذي قار
عـاجـل










إذا جاز لنا أن نلخص بكلمة قيمة كتاب : "صدام حسين أمة في رجل " الذي صدر عن الأهلية للطباعة والنشر في الأردن : فإننا لن نملك أن نقول عنه إلا إنه يوثق بدقة لسيرة انسان "من الزعماء والعظماء في تاريخ البشرية، ومنارة هادية لكل القادة السياسيين والزعماء الكاريزميين الذين يطمحون لتحقيق مكانتهم وسط الشعوب فهو كما وصفة مؤلف هذا الكتاب عصام عبد اللطيف الراوي "صدام حسين علامة بارزة في سفر التأريخ" . يعتبر هذا الكتاب، من أهم الكتب التي صدرت في عام (2013)، لأنه محكوم بسياق تأريخي محكم ، لقصة زعيم عربي استطاع بفكره القومي وتوجهاته الوطنية أن يحقق إنجازات عظيمة لشعبه وأمته ، وحيث أنه من العسير أن يستطيع شاب نشأ في بيئة بسيطة أن يخترق المجال الخاص لسدنة النظام الجمهوري في العراق مهد الحضارات ومرتع صباها المستهدف من كل القوى الأمبريالية العالمية وعملائها بالمنطقة .


في هذا الكتاب القيم من الدروس والعبر الشيء الكثير ، فهي تقربنا من شخصية جريئة ومقدامة تدرجت في العمل السياسي والنضال الوطني في وقت مبكر من حياتها، ولهذا فهي تبرز لنا قصة مسار سياسي حافل لشخصية فذة مثل صدام حسين أستطاع أن يجعل من بلده نموذجا فريدا لبلد أمتلك ناصية العلوم والتكنلوجيا برغم كل الحصار والدمار والحروب العبثية التي قادتها أعتى دول الشر في العالم وأقزامها في المنطقة .


لكن أهم ما تضمنته هذه السيرة غير الذاتية انها شاملة بل كانت في كثير من فصولها موسوعة تأريخية لبلاد الرافدين العتيقة ، من خلال تقديم نموذج يحتذى به من طرف كل النخب الشابة ، حيث يبرز مدى صموده على مبادئه والتي كلفته ذلك السجن ، وأثبات قدرته على ابتكار الحلول والاستراتيجيات الذكية للتواصل الخلاق مع جماهير شعبه التي ألتفت حوله بكل صدق .


تبين هذه القصة سيرة شخص استطاع تحقيق نجاح باهر في العمل السياسي وتطوير العمل الحزبي إلى فضاء حكم الدولة المدنية الحديثة ، إذ تدرج من مسؤول على العمل الشبابي/ الطلابي في صفوف حزب البعث العربي الأشتراكي إلى رئيس جمهورية في أعرق دولة تجمع بين سحر الماضي وجمالية الحاضر.


يهدف هذا الكتاب إلى تقديم سيرة عن زعيم سياسي تدرج في العمل النضالي مذ كان صبياً ، لكن الأهم من ذلك، هو أن الكتاب يقدم رسالة قوية ذات دلالات عميقة، مفادها: كيف يمكن للنموذج القومي المنفتح والمرن أن يضمن تأييد الجماهير وأن يتسلل لقلوب الناس قبل أصواتهم ، وأن يقدم الدليل على مدى قدرة الفكر الحضاري على الإبداع والتطوير والتجديد، وبشكل خاص على إمكانية إرجاع الثقة والأمل في نفوس الشعب


إن هذا الكتاب يعد في نظرنا، وثيقة علمية وسياسية هامة نقرأ فيها، ليس سيرة زعيم ، بل حقبة تاريخية للدولة العراق الحديث ، ومخاضه الطويل في سبيل إقرار أعراف ديمقراطية ناضجة تضمن العيش الكريم لشعب عاش طويلاً في كنف التحديات الخارجية والأزمات الداخلية المرتبطه بها


ربما لا تخفى أهمية الكتاب في سياقنا السيوسو- تاريخي الذي تجتازه البلدان العربية ، في مرحلة بناء الدولة وتأسيس النظام السياسي والقوانين الناظمة ، مع كل ما تتطلبه المرحلة من يقظة والتقاط ذكي لمختلف التجارب والأحداث والمواقف، قصد الاستفادة منها، وتوجيهيها في خدمة مشروع الدولة المعاصرة القوية


من الناحية المنهجية، لا يتضمن الكتاب فصولا أو أقسام للدراسة، فهو بعيد عن هذا التقليد الأكاديمي الصارم ، بل إن مؤلف الكتاب، انتهج السرد القصصي المعزز بالشواهد التوثيقية ، مع تطعيم ذلك بتحاليل سياسية، متضمنا ملاحقا للصور التوثيقة لحياة الزعيم الشهيد ( رحمه الله ) ..


ولهذا فالكتاب يصعب تلخيصه أو تقديمه للقارئ لغزارة ما جاء فيه من معلومات وتسلسل تأريخي لحزب البعث العربي الأشتراكي ولأنجازاته قبل وبعد أستلام مقاليد الحكم في العراق وما أنجزه من تحولات كبرى كانت محط أعجاب وأحترام كل الشعوب التحررية في العالم ، والحروب والتحديات التي خاضها دفاعاً عن الأمة ومقدراتها وأمنها القومي وخاصة قضية فلسطين التي أعتبرها قضيته المصيرية وصولاً إلى حرب الثمان سنوات مع جار السوء إيران و حرب الخليج الثانية وأخيراً غزو وأحتلال العراق عام 2003 والتي أحتلت فيها بغداد صدام حسين من المغول الجدد وكيف كانت المقاومة العراقية الأمتداد الطبيعي للدولة العراقية التي أعز بنيانها هذا القائد الرمز الذي سيبقى شامه على جبين التأريخ صدام حسين المجيد رئيس جمهورية العراق ورئيس مجلس قيادة الثورة لاأريد أن أتكلم أكثر حتى أبقي للقارئ متعة القراءة لسيرة أمة أجتمعت في رجل وأي رجل .

 

 





السبت ٢٠ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب تقديم محي القيسي – صحفي من العراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة