شبكة ذي قار
عـاجـل










عودة الى بروتوكولات حكماء صهيون نجد ان ما يجري في البلدان العربية والاسلامية هو تطبيق لما ورد فيها .ومن اجل شحن ذاكرة القراء نعيد موجزا لاهم واخطر تلك الروتوكولات :

 

1.    اشعال الثورات والحروب والفوضى في البلدان وهي أفضل وسائل للهيمنة على العالم تأتى بأتباع أساليب العنف والأرهاب.لان الاخلاق والسياسة لا يجتمعان ,  ولهذا السبب يجب الألتجاء إلى الدهاء والمكر. فالأضطرابات الداخلية والفوضى وانتشار الجرائم والجهل والفقر والحروب الداخلية والأهلية، كلها وسائل تساعد على إنهاك الدولة وتُسَهِل عملية السيطرة عليها. واثارة  الشغب السياسي والأعلان عن الجرائم السياسية

 

2 . نشر الافكار التحرُّريّة لتخريب القواعد والنُظم, والقوانين الداخلية للدولة.

 

3 . الهيمنة على التعليم والصحافة والرأى .  الصحافة هي أعظم سلاح يعتمد عليه اليهود في التوجيه والسيطرة على أفكار الأمّييّن والطبقات المتعلمة على حد سواء ,  وذلك بطرق غير مباشرة .  فمن خلال الصحافة والاعلام يحقق اليهود نفوذاً يبقيهم وراء الستار , بحيث  لا يصل خبر إلي أي مجتمع دون أن يمر على  اليهود اولاً .  فالأخبار تبثها وكالات إخباريه قليله في أنحاء العالم وتنشرها  داخل المجتمع بعد تصريح من اليهود حيث يرى الشعب أمور العالم من خلال الأقنعه والمناظير التي وضعها اليهود علي أعينهم. ومن يرغب في أن يصير ناشراً أو طابعاً لا يأخذ رخصته إلا بشهاده من اليهود ,  وتسحب منه أذا وقع منه أية مخالفات. الضرائب التي تفرض على نشر الكتب الطويله سوف تحد من تدولها بين العامه لطولها ورتفاع ثمنها .  بينما ستنشر الكتب رخيصه الثمن كي نقود العامه للطريق الذي وضعه اليهود.

 

4 . إسقاط الحكم وإبادة الارستوقراطية بتقسيم الدولة إلى احزاب ,  ووضع كل حزب وكل قوة سياسية ضد الأخرى، وتشجيعها على الميل نحو الاستقلال   ثم تسليحهم  . وبذلك تصبح السلطة مطمعا وهدفا لكل حزب ,  وينتج عن ذلك اشتعال الحروب الحزبية و تتفتت اركان الدولة وسقوط هيبتها. أن كلمة الحرية تؤدى إلى نزاع بين القوى السياسية وبذلك يعمل اليهود على امحاء تلك الكلمة من معجم الأنسانية ,  وذلك بخلط مفهوم الحرية في اذهان الشعب وتعريفها بأنها رمز الوحشية والتخريب والفوضى. للحريه معاني واوجه مختلفه فهي سلاح ذو وجهين ولكن يختلف استخدامها فيمكن ان تسعد الناس وتكون أساس تقدمهم إذا كانت قائمه علي خشيه الله وعلي التسامح والإنسانيه .

 

 5 . ابعاد السياسة عن مضمونها .  فحين تنتشر الرشوه ويعم الفساد في كل أنحاء المجتمع ,  حيث يصبح الغني مرتشي وتصبح الخلافات هي الأساس وتحتاج الأخلاق والقيم إلي قوانين تحكمها وتعيد بنائها وتصبح المبادئ في تدهور وغير مطاعه وحين تمحي المشاعر الوطنيه والدينية من القلوب يأتي دورنا وعصرنا في إنشاء حكومه بل دوله قويه تحكم الاميين وتعطي لنا الحق في كبت الحريات بقوانين جديده وبذلك تقوي حكومتنا بحيث تمحي كل من هو غير يهودي متمرد. كان الناس في الماضي ينظرون الي الملوك وكأنهم ألهه ,  أحكامهم مطاعه دون تفكير, ولكن منذ أن تسللنا إلي عقول العامه ووضعنا فكره الحقوق الذاتيه في عقولهم , أصبحوا ينظرون إلى الملوك وكأنهم أشخاص عاديين , فسقطت هيبتهم وعزتهم  في نظر الرعاع .  ومن هنا انتقلت القوه من الملوك الى الشارع . وبالتالي إختطفنا القوه منهم . ومن أجل السيطرة  يزرع اليهود بين كل فرد وأخر التعصبات الدينية والقبيلية .  وبذلك لم تستطيع أي حكومة منفردة ايجاد عوناً لها من الدول والحكومات الأخرى لتساعدها على المقاومة ضد اليهود.

 

6 . التحريض على الحروب العالمية  من خلال تقويه الجيش وإعداد القوة البوليسية المخلصة لإتمام الخطط السابقه وضرورة وجود طبقة تسمى بالصعاليك بجانب الجيش والبوليس لإتمام أغراضهم.

 

7 . بذر العملاء وتدمير الأخلاق بتغيير أخلاق الشعب الخاصة بكل أمة مهما كان تماسكه بها، حتى وأن استغرق ذلك العشرات من السنين، حتى تصبح حينها هذه الأمه خاضعه لليهود. وتسخير إناس في خدمة اليهود من جميع الأحزاب والطوائف الذين يريدون ملكيات وسلطه ويحاول كل واحد منهم أن يأخد بقدر ما يستطيع ما تبقي من السلطه دون الإلتفات للقوانين القائمه وبهذا تنهار الحكومات وتقدم أي تضحيه من أجل السلام ولكن لم يمنحهم اليهود السلام إلا بعد إيمانهم بالحكومة اليهودية.

 

8 . تغييب الوعى لدى الشعوب بالهائهم  بالرياضات والألعاب والملاهى والأفلام والاغاني والرقص والمسابقات وأمور الدنياء التافه. وإفساد التعليم وانتشار الجهل والأمّية

 

9 . ابادة المجتمعات السابقة واعادة بناءها فى شكل جديد  .

 

المتمعن بما ورد في خطط اليهود الصهاينة بعد أكثر من مئة عام , وما حدث في البلدان العربية والاسلامية , نجد أن غالبية هذه الخطط قد نفذت . واذا هذه الخطط من الاسفل اي من النقطة التاسعة , فان اليهود الصهاينة قد دمروا عشرات القرى الفلسطينية وقتلةا الالوف من الفلسطينين , وشردوا الملايين خارج ديارهم . اي انهم كرروا مأساة ابادة ما سمي بالهنود الحمر في الولايات المتحدة قبل مئتي عام ونيف . وما زال المخطط الصهيوني جاري على قدم وساق , من خلال بناء المستوطنات في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية حصرا .تمهيدا لتهويدها .

 

والفقرة الثامنة تفصح عنها مناهج التربية والتعليم في البلدان العربية , حيث غيبت مناهج التربية الوطنية والاسلامية واللغة العربية , وصار الطالب المتخرج من الثانوية العامة لا يعرف عن التاريخ العربي والتربية الاسلامية كما يعرف عن المواد العلمية . وهذا لا يعني اني ضد العلوم الصرفة , ولكن انشد التوازن في توزيع المناهج ليتخرج الطالب وهو ملم بالعلوم وبالتربية الوطنية والقومية . اي تعزيز الانتماء الوطني والقومي .

 

اما البرامج الاعلامية وخاصة التلفازية فقد اشغلت الاجيال الشابة بالمسلسلات التي تثير العواطف والاحاسيس الجنسية , والاعتناء بالمظاهر الخارجية متاثرين بالدعاية للمنتجات الكمالية مثل الالبسة والمساحيق التجميلية , وقد فتحت عشرات الفضائيات لهذا الغرض . كما انشغل الشباب ببرامج المسابقات الغنائية ومسابقات ملكات الجمال وبرامج الجوائز وغيرها الكثير .

 

اما الفقرة السابعة فلا تخلو شبكة تجسس يتم اكتشافها في البلدان العربية الا وفيها عنصر يهودي او يعمل لصالحهم . ولا تنشب فتنة الا لليهود الصهاينة ضلع فيها . وعلى سبيل المثال فقد كان لليهود دور في الحرب الاهلية في لبنان عام 1975 , ودور في زرع شبكة تجسس في العراق تم اكتشافها   1968 . ودور في الحرب بين الحكومة المركزية في بغداد وأكراد العراق في الشمال 1974 , ودور في التجسس في سوريه ( كوهين ) 1965, ودور في التجسس على المنشأت العسكرية في مصر زمن حكم عبد الناصر . ودور في تصفية القيادات الفلسطينية من خلال العملاء كما حصل في حادثة اغتيال خالد مشعل في عمان . ودور  في اسقاط نظام معمر القذافي ( ديفد ليفي ) . والامثلة اكثر من أن تحصى .

 

الاخطر من كل هذا هو ظاهرة الفساد التي انتشرت في انظمة الحكم العربية . مثل الرشوة والاختلاس والواسطة والمحسوبية والتعصب الفئوي والقومي والديني والمذهبي . هذه الامراض الخطيرة هي التي فسخت البناء المجتمعي , وخاصة الاسرة . ونتيجة لذلك فقد ظهرت الطبقة الفقيرة واختفت الطبقة الوسطي , اي انشرخ المجتمع بين فئتين , غنية متخمة وفقيرة حد العدم . الاولى اتخمت لانها سرقت ثرة العامة من المواطنين , والثانية باتت حاقدة على المجتمع وعلى الدولة , وعلى اعلى سدة الجكم سواء كان اميرا ام رئيسا ام ملكا . وقد بتنا نشهد تطاولا هلى هذه الرموز , والمطالبة بسقوطهم .

 

ساد مثل هذا الجو من الجرأة على قمة هرم الدول , وتحت سقف الحرية انطلقت الانتفاضات العربية تعبيرا عن سخط الجماهير على سلوك انظمة الحكم التي مارست الفساد والظلم والتمييز بين المواطنين . وقد استغلت القوى الصهيونية والمؤيدة لها من دول الغرب الاستعمارية هذه الانتفاضات , بخلق تنظيمات سياسية تحت واجهات عدة , كما اقتنصت بعض القوى السياسية الموجودة في الساحة مثل الاحزاب السياسية المغطاة بغطاء الدين , وصعدت فوق المنبر وقادت تلك الانتفاضات , وحققت حضورا ملموسا من خلال صناديق الاقتراع . ومارست الحكم بعقلية انفرادية اقصائية انانية , رافقها قصور في الخبرة العملية في الحكم , الامر الذي قاد الى الاحتراب والفوضى كما حصل في مصر وليبيا وتونس واليمن .

 

ان الهدف الاول للمخطط الصهيوني الاستعماري الغربي هو انهاك البلدان العربية اقتصاديا بحيث تنتشر المجاعة , وبث الفرقة بين ابناء الامة العربية على اسس دينية ومذهبية وقومية , اي نشر الفوضى التي وصفتها رايس وزيرة خارجية الولايات المتحة السابقة " بالفوضى الخلاقه " , وهوالمخطط الذي بشر به برنارد لويس اليهودي الصهيوني , الامريكي الجنسية مستشار بوش الابن وعراب تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة قبل عزو العراق عام 2003 , وهذا المقطع من مقابلة معه تؤشر خطورة المخطط المعادي فيقول  في مقابلة أجرتها وكالة الإعلام مع "لويس" في 20/5/2005م بالنص: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها".

 

وحتى لا نظلم الانتفاضات العربية ونضعها في خانة المؤامرة , فلابد من تقرير حقيقة جلية هي أن الانتفاضات العربية ليست منقطعة عن السجل النضالي للامة العربية . فما جرى , هو امتداد للثورة العربية في فلسطين التي ابقت قضية فلسطين حية في العقول والضمائر , وكذلك  المقاومة الباسلة  في العراق التي انهكت القوات الامريكية وكبدتها الوف القتلى والجرحى والمعوقين ومليارات الدولارات  , فقد دفع الشعب العربي في هذين القطرين ألوف الضحايا من خيرة شباب الامة , أثناء مقارعة الاحتلالين الصهيوني والامريكي .

 

المرحلة التي تمر بها البلدان العربية والامة العربية , مرحلة محملة بأسئلة عديدة , والامر المهم هو كيف نواجه هذا الخلط في الاوراق , وبالذات في فهم الانتفاضات العربية , وما هو الدور المطلوب من المثقفين العرب لينهضوا به لتقديم قراءة عربية , أكثر حرصا على الموضوعية والحقائق التاريخية , وعلى الدفاع عن القيم والمبادئ , وعن الحق والخير , وعن القيم الحضارية والانسانية . فهذه ألقراءة للانتفاضات العربية , أصبحت واجبا وطنيا وقوميا , لان هناك اتجاها خطيرا , يجري على الصعيد العالمي , وبعض الاوساط العربية , للانقضاض على جهد الجماهير العربية , أو التسلل من أجل اختراقها , واجهاض تحركها , لبث اليأس في داخلها , وابقائها مستكينة خاضعة لانظمة الحكم الديكتاتوريه . أو قبول انظمة ديكتاتورية جديدة باغطية دينية براقه .

 

ان ما حصل هو حالة جهادية بكل المقاييس , فقد قدمت الجماهير ألوف الضحايا بين قتيل وجريح ومعوق ومشرد , فهذا جهاد ضد الظلم , وضد الفساد المستشري في أنظمة الحكم المستبدة . وفي منطق الحالة الجهادية , القائم على التوازن والتكامل بين الموازين المادية والمعنوية , وبين الموازين العقلانية والروحانية , يظهر أن المعايير النظرية الخالصة , عاجزة عن استيعاب الحالة الجهادية المعاصرة لدى الجماهير العربية . فالمعقول في الحالة العربية , هو منطق الجهاد الذي يحسب الامة بموازين تاريخية , ويحسم الموقف لصالح المستقبل , لانه دفاع عن الحق والعدل والحرية والكرامة .

 

جاءت انتفاضات العرب لتؤكد حقيقة من حقائق هذا العصر , وهي أن الجهاد مشروع مستقبلي بالنسبة للعرب ,ولكن الغرب الذي يدرك هذه الحقيقة , عمل منذ  القرن الماضي , بخطوات متسارعة لقطع الطريق على أبناء الامة العربية , حتى لا تصل الى مثل هذه الحالة الجهادية , وتهز ركائز المشروع الصهيوني الاستعماري  .

 

لقد عبرت الجماهير في انتفاضاتها الجهادية عن طاقة روحية , وموقف مبدئي قائم على اختيار اضطراري , يجمع بين ارادة البقاء وبين ارادة الحياة . فالامة هي في طور انبعاث , ولابد أن تزيدها التحديات اصرارا على اكمال مشروعها الحضاري والانساني . ومهما يقال عن هذه الانتفاضات فهي تعبر عن طور جديد في نهضة الامة , كما تعبر عن حالة انبعاث جديدة أيضا , في هذه الانتفاضات روح جديدة مفتقدة في الوطن العربي منذ مدة , هذه الروحية هي ما يجب أن نؤكد عليها , وننطلق منها في رؤيتنا وتحليلنا للواقع العربي .

 

وعليه يأتي السؤال : هل الحالة الجهادية تعني اللاعقلانية , ام أنها عقلانية من طراز أخر ؟ , نعرف أن الغرب يفهم الجهاد بأنه ارهاب ,وأنه حالة لاعقلانية , أما بالنسبة لنا فهي الشيء الوحيد المعقول  الامر المعقول والمنطقي هو أن الانتفاضات العربية , هي التعبير عن روح الامة , واستعدادها للتضحية من أجل نيل الحرية  والكرامة , ومن يبتعد عن هذه الحقيقة, فانما يبتعد عن نفسه , وعن حقيقة أمته , وسوف يكتشف هؤلاء فقدانهم بوصلة الامان , وبوصلة الحقيقة .

 

شكلت الثورة العربية في فلسطين , والمقاومة العراقية الباسلة , حافزا ودافعا للجماهير العربية للتحرك ضد التسلط والطغيان , وضد الشعارات والكلمات التي لاتجد أذانا صاغية لها . وقد عانت الثورة الفلسطينية والمقاومة العراقية تعتيما متعمدا , او عدم فهم ما يجري , واليوم تعاني الانتفاضات العربية خلطا كبيرا في الفهم , ولذلك تباينت المواقف , بين مؤيد للانظمة او مؤيد للجماهير . الجماهير على حق , لانها تشكل البحر العميق , والانظمة ليست سوى موجات على شاطئه , سرعان ما تنتهي وتتلاشى .فمن وقف مع الجماهير , فهو يقف مع نفسه , ومع امته , ومع مستقبلها .

 

السباق بين المشروع المعادي الذي سعى الى شيطنة الافكار الاخرى التي تناقضه , مثل الشيوعية  والفكر القومي , وبين جهاد الجماهير من أجل التغيير والاصلاح , واليوم وبعد اسقاط  التجربتين الشيوعية والقومية , فان القوى الصهيونية والاستعمارية تريد اسقاط التجربة الدينية التي اقتنصتها الاحزاب الدينية السياسية , بحيث تزرع في اذهان الجماهير أن لا مجال امامهم الا النهج الرأسمالي , لكي يبقى صندوق النقد الدولي هو المسيطر على الاقتصاد في بلداننا العربية وتبقى ثروات العرب بيد الشركات الاحتكارية تنهبها وتبقي الفتات للعرب , لكي يبقوا متخلفين في شتى المجالات .

 

الانتفاضات كانت ضرورية لان الانظمة المستبدة لم تترك امام الجماهير أي خيار أخر , لان هذه الانظمة قادرة على ركوب موجة الديمقراطية المزورة وتزوير الانتخابات لصالحها , وتبقى في سدة الحكم اطول مدة او حتى الممات . ولكن الامر المثير هو عدم تجذر الديمقراطية في ذات الانسان العربي , اذ ما زالت عقلية التفرد والاقصاء مزروعة فيه , فأي حزب تقفز الى السلطة بالتزوير والرشوة يتمسك بها ويحارب القوى الاخرى كما فعل المالكي عندما استند على دعم نظام الملالي في ايران للبقاء في السلطة لدورتين ويطمع بثالثة . ولم يقبل التعاون حتى مع حلفاءه ممن ساروا في العملية السياسية التي رسمها بول بريمر على اساس طائفي .

 

المطلوب كيف نتنبه الى خطر المشاريع الاستعمارية الرامية الى اشعال الفتنة والفوضى في البلدان العربية وبالذات الدول المحورية القائدة في الوطن العربي ( العراق ومصر وسوريه ) . كيف نطفي نيران الفتنة المشتعلة على اساس مذهبي بغيض . كيف نبني سدا امام المد الطائفي الذي يقذف به نظام ملالي ايران نحو البلدان العربية ؟ كيف نعي خطورة مخطط الملالي في اثارة الحروب الطائفية التي اثاروها في العراق وسوريه ولبنان من خلال الاعوان الطائفيين في هذه البلدان ؟ . كيف نعي ما يقوم به بيادق القوى الاستعمارية في البلدان العربية , الذين ينتصرون للاجنبي ضد اخوهم العربي ؟  .

 

المؤامرة موجودة منذ زمن طويل , ةلا يجوز التهاون بها , والتسلط موجود من قبل الانظمة القطرية المتشبثة بالسلطة حتى الممات . والاحزاب القطرية والفئوية موجودة . والعشائرية موجودة . والتعصب الديني موجود . فمقابل التعصب الايراني للمذهب الشيعي ظهر تعصب سني مقابل غذته القوى المعادية للامة العربيه , كل هذا موجود , والامة لديها طاقات عظيمة للبذل والعطاء , وابناؤها مستعدون للجهاد الملحمي من اجل التقدم والنهضة واللحاق بركب التقدم العالمي .

 

(  ملحق )

 

كيف حذر فرانكلين من خطر اليهود وكيف تحققت نبؤته ؟

 

منذ القرن الثامن عشر حذر الرئيس الامريكي بنيامين فرانكلين وهو من  أهم وأبرز مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية الأوائل ومجددي الماسونية. حذر  من خطر اليهود اذا تم السماح لهم بالهجرة الى الولايات المتحدة , وقال بالحرف : " يجب أن نمنعهم بواسطة القوانين والتشريعات من القدوم والهجرة إلى أمريكا...وإلا سيلعننا أحفادنا ....حتى تغدوا أمريكا التى ناضلنا من أجلها ملكا لهم ، وأن أبيتم فثقوا أن الأجيال المقبلة ستلاحقكم بلعناتها وهي تئن تحت أقدام اليهود " .

 

وقال فى الإجتماع التحضيرى للإعداد للمعاهدة الدستورية الأمريكية " اللجنة التأسيسية للدستور الأمريكى " : فى عام 1789 "  أيها السادة لا تظنوا أن أمريكا قد نجت من الأخطار بمجرد أن نالت استقلالها فهي ما زالت مهددة بخطر جسيم لا يقل خطورة عن الاستعمار ، وهذا الخطر سوف يأتينا من جراء تكاثر عدد اليهود في بلادنا ,  وسيصيبنا ما أصاب البلاد الأوروبية التي تساهلت مع اليهود وتركتهم يتوطنون في أراضيها ، إذ أن اليهود بمجرد تمركزهم في تلك البلاد عمدوا إلى القضاء على تقاليد ومعتقدات أهلها ، وقتلوا معنويات شبابها بفضل سموم الإباحية واللا أخلاقية التي نفثوها فيهم ، ثم أفقدوهم الجرأة على العمل ، وجعلوهم ينزعون إلى التقاعس والكسل بما استنبطوه من الحيل لمنافستهم على كسب لقمة عيشهم ، وبالتالي سيطروا على اقتصاديات البلاد ، وهيمنوا على مقدراتها المالية ، فأذلوا أهلها ، وأخضعوهم لمشيئاتهم ، ومن ثم أصبحوا سادة عليهم ، مع أنهم يرفضون الاختلاط بالشعوب التي يعايشونها حتى بعد أن كتموا أنفاسها ، فهم يدخلون كل بلد بصفة دخلاء مساكين ، وما يلبثون أن يمسكوا بزمام مقدراتها ، ومن ثم يتعالون على أهلها ، وينعمون بخيراتها دون أن يجرؤ أحد على صدهم عنها.

 

ولقد رأينا في الماضي كيف أذلوا أهل أسبانيا والبرتغال وما يفعلونه اليوم في بولونيا وسواها من البلاد ، ومع كل هذا جعلوا التذمر شعارهم حيثما وجدوا ، والتشكيك ديدنهم ، فهم يزعمون أنهم مضطهدون طالما كانوا مشردين ويطالبون بالعودة إلى فلسطين ، مع أنهم لو أمروا بالعودة إليها لما عاد جميعهم ولظل الكثيرون منهم حيث هم.

 

أتعلمون أيها السادة لماذا ؟ لأنهم أبالسة الجحيم وخفافيش الليل ، ومصاصو دماء الشعوب فلا يمكنهم أن يعيشوا مع بعضهم البعض لأنهم لن يجدوا فيما بينهم من يمتصون دمه ، ولهذا فهم يفضلون البقاء مع الشعوب الشريفة التي تجهل أساليبهم الشيطانية ليثابروا على امتصاص دماء أبنائها ، ولينهبوا من خيراتها ، للأسباب التي أوضحتها لمجلسكم الموقر.. أتوسل إليكم جميعاً أيها السادة أن تسارعوا لاتخاذ هذا القرار وتطردوا هذه الطغمة الفاجرة من البلاد قبل فوات الأوان ضناً بمصلحة الأمة وأجيالها القادمة ، وإلا سترون بعد قرن واحد أنهم أخطر مما تفكرون ، وستجدونهم وقد سيطروا على الدولة والأمة ودمروا ما جنيناه بدمائنا ، وسلبوا حريتنا ، وقضوا على مجتمعنا ، وثقوا بأنهم لن يرحموا أجيالنا بل سيجعلونهم عبيداً في خدمتهم ، بينما هم يقبعون خلف مكاتبهم يتندرون بسرور بغبائنا ، ويسخرون من جهلنا وغرورنا.

 

أيها السادة ، أرجو أن لا يجنح مجلسكم الموقر إلى تأجيل هذا القرار وإلا حكم على أجيالنا القادمة بالذل والفناء.

 

أيها السادة ، لا تظنوا أن اليهود سيقبلون يوماً الانصهار ببوتقتكم أو الاندماج في مجتمعكم فهم من طينة غير طينتنا ، ويختلفون عنا في كل شيء.

 

وأخيراً أهيب بكم أن تقولوا كلمتكم الأخيرة ، وتقرروا طرد اليهود من البلاد . إنهم إن لم يستبعدوا من الولايات المتحدة الأمريكية بنص دستورى , فإنهم خلال مائة عام على الأكثر سيتدفقون على أمريكا بأعداد تتيح لهم أن يحكمونا ويدمرونا .

 

 





الاحد ٥ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة