شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

حدث العاقل بما يعقل ، ولا تحدثه بما لا يعقل ، لأن منطق العقل له أكثر من عين ، وأكثر من بصيرة ، وأكثر من إدراك، وأكثر من حس يستوي مع الحقائق، سواء كانت في الماضي القريب أو الوضع الراهن، ولا انفصال بين الحقائق، حقيقة هنا وحقيقة هناك، وليس هنالك حقيقة ونصف حقيقة، وليس من المنطق رؤية الصورة المعلقة على الجدار من زاويتها الميتة كحقيقة، لأن الصورة تظل هي الصورة في شكلها ولونها وعمقها ومضمونها والتعبيرات التي تنعكس عنها وتأثيراتها.

 

أسوق هذا المدخل، لكي ينسحب على كل من يرى الأمور بغير منظارها الحقيقي، إنما بمنظار غيره، دون أن يدرك، وربما يدرك، أن هذا المنظار وعدسته لا تتعدى عدسة الـ(CIA) المعروفة الأهداف والاتجاه ، وعدسة الـ(M16) المخابرات البريطانية وواجهتها الـ(BBC) ، ذات الاتجاه المعروف، الذي يمارس أسلوب تشويه الحقائق والتشويش عليها وقلب المفاهيم وشيطنة النظم الوطنية ورموزها في توقيتات برعت فيها الـ(BBC)  ، ليس الآن، إنما منذ تأسيسها حيث تدس السم في الدسم، وتلك حالة تترافق مع الخط أو النهج السياسي للدولة البريطانية من جهة والدولة الأمريكية ومن خلال أجهزتها ومراكز أبحاثها وصحافتها ومخابراتها واستخباراتها ووكلاؤها المنتشرون في بقاع مختلفة وهم يحملون أبواقها ينفخون بها كلما جاءتهم أوامر بالنفخ أو العزف على وتر الأحداث أو لغايات مرسومة على خط السياسة.!!

 

بعد النجاحات الباهرة التي كرسها رمز العراق الوطني الدكتور ناجي صبري الحديثي في دراسته القيمة الأخيرة ومداخلاته الناجحة، التي وضعت الحقائق الناصعة في نصباها الصحيح، في زمن اعتقد البعض من الدول والشخوص بأنهم قادرون على ليً الحقائق وتغطيتها وتحريفها بمفردات ومفاهيم، وإن فبركاتها تجعل من الفعل العقيم مقبولاً بـ ( إخراج العراق من الفصل السابع ) و ( إدخاله إلى الفصل السادس ) والإمعان في إذلاله ونهبه المنظم والإبقاء على حَجْرِهِ إلى يوم يبعثون – وأنا لست ممن يكيل المديح لأحد في حياتي - ، أقول ، بعد النجاحات التي حققها هذا الرمز العراقي الوطني الوفي للعراق وللمبادئ ، كررت الـ(BBC)  و الـ(CIA) اسطوانتها المشروخة أمام قوة المنطق والحجة التي أسقطت أوراق التوت من على عورات النظام الكويتي ونظام العمالة العراقي، ووضعت حقوق العراق والعراقيين أمام الشعب العراقي والعربي والعالمي، بأنها حقوق غير قابلة للتصرف ولن تسقط بالتقادم أبداً .

 

والغريب في الأمر.. وهنا بيت القصيد، ولا أريد أن أجرح أحداً، أن يبدي البعض متبرعاً ومنهم من كان متحمساً في (ترويج) ما رسمته الـ(M16) سيئة الصيت وخاصة أمام العراقيين على وجه التحديد، وما رسمته الـ(CIA) سيئة الصيت أيضاً حيال العالم كله .. والغريب أكثر أن بعضهم دبلوماسياً، كان يتوجب عليه أن يفحص الأمر ويمحصه ولا يتبنى ما تطرحه الطاولات المستديرة الحامية في كل من لندن وواشنطن، لأن هذا من ألف باء العمل الدبلوماسي .. فهل هناك سذاجة في هذا الأمر؟ أم عجالة في الأمر يراد له العجالة؟ أم أنه البوق الذي أريد به أن ينفخ في الوقت المناسب؟!

 

الدبلوماسي الوطني يحسب الأمور بمعايير وطنية، ويقيس الشواهد بمعايير وطنية، ويربط الأحداث بالتحليل والاستنتاج بمعايير علمية .. فهل تنطبق هذه التوصيفات على من نفخ في بوق ؟ أم أطلق العنان للترويج من أجل إفساد النجاحات التي لن تفسد، لأنها حقائق دامغة لا أحد يستطيع أن يغطيها بغربال ؟!

 

 

 





الاربعاء ١٥ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة