شبكة ذي قار
عـاجـل










يقول طاغية بغداد الصفوي، بعد أن شن هجوماً لاذعاً - وحسب سيناريو متفق عليه -  ( انه سيرشح نفسه للانتخابات المقبلة من دون حلفائه، ويعتمد على المهنيين من غير الحلفاء الذين يسعون إلى إسقاطه .. وسيسعى إلى إعادة صياغة تحالفاته من جديد ).

 

ولا يكترث هذا السادي الدموي بالشعب لأنه لا يهمه أبداً واقعه المرير ولا مستقبله ولا بسيول الدماء التي تسفك كل يوم في شوارع مدن العراق وقراه.. المهم عند هذا المجرم هو المنصب لا غير وخدمة المرجع المرشد الفارسي والسيد الأمريكي .

 

المضحك .. أن "المالكي" يأمل بإعادة صياغة التحالفات من جديد لكي يعمل على تصحيح الوضع، وهو يدري أن تحالفاته الراهنة والتي يروم إنشائها هي مجرد ( بيض فاسد في سلة مهترئة ) ، كما يقول أبناء العراق العظيم عند التوصيف لمثل هذه الحالات المزرية الميئوس من إصلاحها .. وكما ترون أن هذا التوصيف مهذب جداً، إذا ما تغير توصيف البيض إلى ( حجار الـ ...) .!!

 

السلة هنا هي العملية السياسية، التي أدخلها الأمريكيون المحتلون إلى العراق وفرضوها على العراقيين من أجل وضعهم في حلقة مفرغة من الفوضى .. وكما يقول العراقيون في أحد أمثالهم (شليله وضايع رأسها)، وأدواتها خليط من عملاء أمريكا وعملاء إيران وضباعهم والفاسدون والفاسقون والمرتزقون ورهط من الجهلة .. هؤلاء هم الذين يراهن عليهم الذليل لأسياده، والسادي الطاغية على شعب العراق.

 

قمة الوقاحة والسفاهة والدناءة أن يتفوه أحد في وقت يشتعل العراق بنيران الرفض وينتظر الفرصة السانحة للانقضاض على تلك الضباع التي قتلت وخربت ونهبت واغتصبت وسفكت الدماء وعاثت في الأرض فساداً منذ عشر سنوات.

 

تقول وزارة الداخلية العراقية في إحصائية لها أعلنتها يوم 26/7/2013 (( إن العدد الصحيح للسجينات العراقيات هو (5130) سجينة، حسب سجلاتها الرسمية الموثقة .. اغتصبت منهن (3330) سجينة .. وحملت منهن وأنجبت داخل السجن (1200) سجينة .. أجهضت (1950) سجينة .. وقتلت بسبب الاغتصاب الجماعي (180) سجينة .. وقتلت تحت التعذيب (120) سجينة – وزارة الداخلية 26/7/2013- )).!! .. هذا هو واقع نساء العراق فقط ما بالنا برجاه وشبابه وأطفاله وأمواله وممتلكاته وأرضه وهويته ودياناته وقومياته ومستقبله .؟!

 

والمضحك المبكي في الأمر، أن عناصر الخلطة الفاسدة في هذه السلة المهترئة، يعتقدون بأنهم يمثلون الشعب العراقي الذي يرفضهم جملة وتفصيلاً، وإن صناديق الاقتراع المزورة، وما تدفق عليها من إيران هي التي أكسبتهم، كما يزعمون ( الشرعية ) في أن يبيحوا لأنفسهم القتل والنهب والاغتصاب وانتهاك حقوق المواطن العراقي من شماله حتى جنوبه، وإن دعم المحتل الأمريكي والإيراني سينجيهم من حساب الشعب .!!

 

والغريب أيضاً، أنهم لم يتعظوا بنهاية أصدقاء أمريكا في المنطقة، أين ذهبوا وكيف تخلت عنهم أمريكا بمنتهى السهولة لمصالحها حيث ما تكون ؟ لأن مقاسات القوى الكبرى والعظمى ليست أفراد ونظم وأحزاب وضباع تنفذ لها مصالحها ورغباتها غير المشروعة فحسب، إنما معاييرها هي أوسع من مخيلة الذليل التابع لطهران والمتنمر على شعب العراق، وأوسع من حسابات (بسطة المحابس والسبح وأختام التزوير)، التي كان يفترشها على أرصفة السيدة زينب في الشام العروبة، شام الشعب المقاتل.

 

وهنا يتوجب الانتباه جيداً .. إن الأمر لا يتعلق بـ ( المالكي ) فحسب، إنما بكل رهطه الفاسد الذي تضمه السلة المهترئة، التي يسمونها العملية السياسية .. وهي عملية أنشأها الاحتلال الأمريكي والبريطاني وفوضها مجلس الأمن بتسليم الحكم إلى ما يسمى حكومة محلية أفرادها عملاء تجمعوا في مجلس أسموه مجلس الحكم وعلى رأسه كان المندوب السامي الأمريكي "بول بريمر" .. فأين هو الحكم الوطني ؟ وأين هي الديمقراطية؟ وأين هي الانتخابات التمثيلية الحقيقية وليس القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية. !

 

فمن العيب، بل الوقاحة والصلف، أن يتحدث أحدهم عن ديمقراطية وحرية وتمثيل انتخابي، واستقلال وسيادة ونهج وطني أو أعمال وطنية ..إلخ ، لأن حقائق الواقع الدامغة على النقيض تماماً .

 

" المالكي" ، يحاول بغباء أن يخدع الآخرين، بإسقاط فشله على حلفائه، وحلفاؤه يسقطون فشلهم عليه باعتباره رأس الحكم، وهو وحلفاؤه يجمعون الأخطاء والانحرافات والسرقات والفساد بأنواعه في ملفات يهددون بعضهم بعضاً بكشفها وتعرية الخصوم الحلفاء في عملية القتل والنهب والابتزاز، إذا ما خرج أحدهم وفتح ملفاً .. والكل متفقون على أن لا تفتح مثل تلك الملفات.. لأن المنهج المتفق عليه أمريكياً وإيرانياً هو أن لا ينهض العراق من جديد ، يظل في هذه الدوامة المرسومة بإتقان من أجل إرجاعه إلى العصر الحجري، بلداً متخلفاً جداً، مريض وجائع ومنهوب، تسود فيه الأمية من جديد ويسيطر عليه الجهل المطبق .. وكل هذا يعد القاسم المشترك لكل من إيران وأمريكا و (إسرائيل) .!! وإلا ما معنى أن يبقى ملف الكهرباء معضلة، وتبقى الخدمات العامة معضلة، ويبقى الأمن معضلة، ويبقى السلم الاجتماعي مهدد بالإبادة اليومية المنظمة، ويبقى ( البيض الفاسد في سلته المهترئة ) وهي تعوم في دوامة لا قرار لها، معضلة ؟!

 

كل هذا الرهط الفاسد يتكلم عن الوطن والوطنية وليس من بينهم وطني يرى بعين وطنية وليس بعين طائفية وإثنية ومصلحية خالصة، وهذا ما تريده القوى التي تتحكم بمقدرات العراق ممثلة بأمريكا وإيران والكيان الصهيوني، في أن لا ينهض العراق من جديد. إن عشر سنوات مضت ومئات المليارات من الدولارات نهبت والشعب بلغ حد الكرامة المسحوقة والإذلال الكامل المتعمد، لا تفسير له سوى إرجاع مركز الثقل الإستراتيجي في المنطقة إلى دون حالة اختلال توازن القوى من أجل الإمعان في تدمير الأمة وشرذمتها، وإلا كيف نفسر تدمير عناصر قوة الأمة قطراً قطراً ، والكل يفسر ويحلل دون أن يضع لنفسه سياجاً آمناً ودفاعياً على أقل تقدير، ابتداءً من بلدان المشرق العربي إلى بلدان الخليج العربي حتى مغربه .. الكل ينتظر المعجزة تأتي من السماء لإنقاذه، أو ينأى بنفسه عن من حوله اعتقاداً منه بأنه في أمان من مخاطر الداخل والخارج، وتلك هي قمة المعضلة الإستراتيجية التي تعيشها أقطار الأمة، ما لم تبادر بقرار موحد تُفَصَلْ لنفسها درع الحماية والردع في آن واحد في ظل هذه الأوضاع الخطيرة التي دخلت حالة التطبيق والتنفيذ إستراتيجياً بأدوات إيرانية أمريكية إسرائيلية مشتركة.!!

 

في العراق شعب ثائر.. وثورته تختلف عن كل الثورات العربية في كل الساحات، نتيجة اختلافات في طبيعة الشروط المحركة للصراع من جهة، ونتيجة اختلافات في طبيعة الظروف الموضوعية التي تحيط بهذا الصراع محلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً .. ولا أحدَ يستطيعُ وقف ثورته أبداً لتوفر كل الشروط والظروف التي تجعل منه ينتهج خطاً ثورياً مختلفاً ومتميزاً، على نمط الثورات القادرة على التحولات التاريخية الكبرى،، وهو الشعب الذي بلغ أحد أهم وأخطر مفاصل هذه التحولات، وعليه أن يخط طريقة برصانة وحكمة وتبصر وثورية تعرف متى تضرب وأين وكيف وفي أي مرفق .

 

الحثالات التي تربعت على رأس الحكم لن تصمد طويلاً، لأن أرضيتها هشة وفارغة رغم جعجعة القمع والتخويف الذي ما عاد يجدي أمام إرادة الشعب التي كسرت حاجز الخوف تماماً من شماله ووسطه حتى جنوبه .. فأن الصمت الذي يحيط بحاضنة القوى ليس خوفاً ولا جبناً، لأن الكل مهيأ للواجب الوطني بالوسيلة التي يراها مناسبة، وهذا يشمل الجندي والشرطي، الذين يرون في قرارة أنفسهم أن يوم الخلاص الوطني قادم لا محالة، عدا الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي والذين نهبوا وانتهكوا واغتصبوا وحللوا الحرام وحرموا الحلال على وفق منهجهم السياسي ومصالحهم الذاتية المكشوفة للجميع .

 

الشعب العراقي يثور .. وليس لديه ما يخسره .. " فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدا " .. والنصر قادم، وما النصر إلا من عند الله العلي القدير.

 

 

 





الاحد ١٩ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة