شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

( وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )

صدق الله العظيم

 

 

 

يا أبناء شعبنا العراقي الصابر المجاهد

يا أبناء امتنا العربية الإسلامية المجيدة

أيها المجاهدون المرابطون حماة الدين والأرض والعرض

لقد هيأ الله جل في علاه الأسباب لنصر عباده المجاهدين المقاومين الشرفاء على ارض العراق الطاهرة تصديقا لقوله تعالى: ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) فانتصرت المقاومة العراقية الوطنية والقومية والإسلامية البطلة وقيادتها الشرعية الصابرة المجاهدة وحسمت الجزء الأكبر من صفحات الصراع التاريخي الملحمي بين قطب الكفر والشرك والظلم والعدوان كله ممثلا ً بالإمبريالية والصهيونية العالمية تعاونها الصفوية المجوسية ضد قطب الإيمان كله ممثلا ً في امة العروبة والإسلام امة الرسالة الخالدة وطليعتها العراق العظيم وحزبه الثوري الرسالي وقاعدته الرصينة الشعب العراقي المجاهد الصابر.

 

لقد أرادت قوى الشر من غزوها أن تطفئ نور الإيمان وتطوي سجل العراق المشرف تجاه أمته وتطمس دوره الحضاري وتقطع السبل بينه وبين أمته، (وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )، فجاء خطاب قائد المقاومة الوطنية العراقية المجاهد المعتز بالله عزت إبراهيم (رعاه الله)  في هذا الوقت ليصدح بصوت العراق من جديد مدويا كما كان من قبل ولكنه اليوم أقوى، ليقول للعالم اجمع إن قيادة العراق الشرعية وثورته البيضاء متواصلة في مسيرتها عطاء وإبداعا وبطولة وفداء ولم تتوقف ولا ساعة من ليل أو نهار، وليخسأ من يزعم ويقول إن المقاومة قد انتهت ورجالها قد القوا سلاحهم وتصالحوا مع المحتل المجوسي الصفوي، فالعراق العظيم لم ولن  يستسلم جيشه ولم ولن تستسلم قيادته ولم ولن تستسلم قواه المقاومة والرافضة للاحتلال، بل التف شعبه وجيشه بعزم جديد حول قيادته الشرعية (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ).

 

لقد وجهه القائد المنصور بالله القائد العام للقوات المسلحة القائد الاعلى للجهاد والتحرير المهيب الركن المعتز بالله عزت ابراهيم (رعاه الله) خطابه التاريخي بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لثورة تموز المجيدة وقد دخلنا في السنة الحادية عشرة للاحتلال الامبريالي الصهيوني الصفوي لعراقنا الحبيب الى ابناء شعبنا العربي وكل المناضلين على امتداد وطننا العربي الكبير وفي بلاد المهجر والى رفاق السلاح والكفاح في قواتنا المسلحة البطلة وفي فصائل الجهاد في مسيرة التحرير والى أخوة الإيمان والجهاد الشامل العميق وطنيين وقوميين وإسلاميين من ابناء الشعب العراقي الابي والذي افتتحه بآي من الذكر الحكيم: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ  مرصوص)، لها مدلولاتها الايمانية والجهادية وهي تلخص بكلمات ربانية واقع المنازلة التاريخية بين صف الايمان الذي يتقدمه المجاهدون والمرابطون والمناضلون والمقاومون والرافضون للاحتلال الامريكي الصهيوني المجوسي لبلدنا الحبيب وفي الوقت نفسه حددت الواجب المطلوب من ابناء شعبنا في خوضهم لغمار معركة التحرير والاستقلال القادمة بان يتوحدوا ويتكاتفوا ويقاتلوا صفا كأنهم بنيان مرصوص ليحرروا بلدهم ويعيدوه الى حاضنته العربية الاسلامية ويعيدوا لشعبه الحق والشرف والكرامة المسلوبة فينالوا رضا الله جل في علاه ومحبته سبحانه وتعالى لعباده المجاهدين الصادقين وتلك غاية كل مؤمن ومسلم وعباد وسالك لطريق الحق.

 

واستهل القائد رعاه الله خطابه بتحية كل عناوين الرجال الابطال صناع التاريخ الجديد المجيد للأمة في عراق العروبة ورسالتها الخالدة وخص منهم صناع ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة ورجالها الميامين بتحية الإيمان والجهاد والكفاح المعطرة بدماء الفرسان والأبطال والصناديد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه شهيدا سعيدا ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وقد تضمن خطاب القائد المعتز بالله بمناسبة الذكرى الخامسة والاربعين لثورة 17-30 تموز المجيدة تحليلا دقيقا لمستجدات المرحلة الجهادية الراهنة في معركة التحرير والاستقلال وتضمن معاني عميقة جليلة ووصايا من قيادة رشيدة لشعب معطاء توصل شعب العراق لبر الامان والتحرير الناجز وقد حاولت ادراجها في عدد من المحاور وكما يلي :

 

وفي المحور الاول : امريكا هزمت فلا تخشوها واصدحوا بالحق عاجلا

دعا القائد اعزه الله كل الملوك والرؤساء والأمراء والقادة العرب وخاصة الأحرار من حكام الامة الذين يملكون إرادتهم وأصحاب النخوة والغيرة والشرف لتجاوز عقدة الخوف والتردد وكسر حاجز الرهبة من شبح القوة الأمريكية العظمى، ووضع امامهم سؤال الشعب والتاريخ لهم - أين أنتم مما يحصل في عراق العروبة على مدى أكثر من عشر سنوات خلت من القتل والذبح والتشريد والتهجير والتخريب والتدمير لكل معالم الحياة، وما هذا الصمت وماذا ستقولون للتاريخ الذي لا يرحم المتخاذلين وماذا ستقولون يوم يدعوكم الداعي يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا جاه ولا سلطان ؟ فان كنتم تخافون وتخشون من أمريكا فهي قد سقطت في وحل العراق وهي لا زالت تتدحرج في الهاوية إلى اليوم وهي لم تعد القوة العظمى والقطب الأوحد كما دخلت العراق غازية محتلة، فقد قدم شعب العراق وقيادته الشرعية المجاهدة القدوة والنموذج للعالم واثقا من نفسه متوكلا على ربه عندما تحداها وهي في أوج قوتها، واليوم قد انهارت وفقدت المبادأة وهزمت ترسانتها العسكرية فهي لا تملك الآن تحريك حجر في العراق وقد سقط وانتهى خيارها العسكري تحت وطأة ضربات مجاهدينا الابطال وسوف لن تعود لمثله ابدا وشاهد ذلك هروبهم من العراق وتسليمه إلى إيران، تقهقرهم في الميدان الاقتصادي وافلاس بنوكهم ومقاطعاتهم يهدد دولتهم الشريرة بالانهيار الاقتصادي التام، وهروبهم في الميدان السياسي امام اضعف اعدائهم مما اضطر الدولة المنهارة لان تستجدي من عملائها المواقف والتصريحات، فتطاول عليها حلفاؤها وعملاؤها وعلى رأسهم إيران جار السوء والبغضاء، فتنازلت بالعراق لإيران على طبق من ذهب حسب إستراتيجية تقاسم المغانم والمصالح في العراق والمنطقة وهي قد سلمت للأمر الواقع واستسلمت لشريكها في الجريمة ضد شعب العراق، وخاطب القائد رعاه الله الضمير العربي والانساني ولسان الحال يقول لماذا كل هذا الخوف من امريكا، الم تنظروا الى نتائج الانتصار التاريخي لشعب العراق وإلى ما بقي بيد الغزاة في العراق، فالذي بقى بيد الغزاة هذه العملية السياسية البائسة الشوهاء المنفلتة التي تمثل العار الأكبر لأمريكا، أمريكيا التي جاءت إلى العراق بدعوى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فافتضح امرها وخسرت المنازلة وهزمت شر هزيمة عسكريا وسياسيا واقتصاديا واعلاميا، وسجل القائد (رعاه الله) افتخاره واعتزازه بشعب العراق بقوله هنيئا لشعب العراق وهنيئا لمقاومة العراق وهنيئا لجيش العراق الذي حطم القطب الأوحد وأنقذ الإنسانية من شرور ومفاسد امريكا وحلفائها ومن عدوانها وطغيانها.

 

وبهذا يحمل القائد رعاه الله الشرفاء ابناء امتنا العربية وفي مقدمتهم القادة والامراء حقوق شعب العراق على أمته ورغم ان عتب شعب العراق ومقاومته الباسلة عليهم كبير ولكن أمل الأمة بهم لازال قائما، فقد أضاعوا فرصتهم التاريخية الأولى بالوقوف مجتمعين أمام الغزو والعدوان الأمريكي الصهيوني الصفوي على العراق ولكن ما زالوا قادرين على نصرة شعب العراق ومقاومته، والتاريخ يسجل مواقف الرجال وبطولة الأبطال مثلما يسجل المواقف السلبية.

 

وخاطب القائد نصره الله في هذه المناسبة كل من سولت له نفسه وزين له شيطانه للعمل أو التعاون مع عملاء الاحتلال الإيراني أي عملاء إيران وأذنابها وذيولها والانتهازيين والنفعيين والضعفاء والجبناء والمهزومين من ميادين معركة الشرف بل هي معركة الوجود مع إيران الصفوية إنكم جميعا ستكونون وقودا لخطط وبرامج المشروع الصفوي في العراق، ومن لم تسحقه الثورة والثوار منكم سيسحقه الفرس الصفويون وعملاؤهم وأذنابهم إذا ما تمكنوا من العراق لا سمح الله، وخاطبهم سيادته بقوله إن باب التوبة مفتوح لمن يريد العودة إلى مسيرة التحرير إلى الوطن إلى الشعب وبدون استثناء أحد على أن تكون العودة قبل فوات الأوان وقبل أن تغلق أبواب التوبة.

 

وفي المحور الثاني : منجزات ثورة تموز قضت مضاجع الصهاينة والفرس الصفويين

لقد زمرت وطبلت الماكنة الاعلامية الغربية وكذب ودجل عملاؤها لخدع البسطاء من ابناء شعبنا ومنوهم الاماني بمكتسيات ورفاهية يجنونها بعد ان تحل بهم الديمقراطية الامريكية والحرية وحقوق الإنسان التي يتشدق بها عملاؤها في العراق، فتيقن العراقيون بعد تجربة مريرة لم تغب نتائجها عن قيادة الجهاد الشرعية التي بينتها للشعب منذ اليوم الاول للاحتلال، وبين القائد رعاه الله في خطابه التاريخي ان المحتل الامريكي وحليفة الصفوي المجوسي "يتاجرون بتلك العناوين والشعارات لتضليل الشعوب ومخادعتها من اجل تحقيق أهدافهم الشريرة ونواياهم السوداء في استعباد الشعوب ونهب ثرواتها وخيراتها وقتل طموحها وتطلعها إلى الحرية والتحرر والاستقلال والتطور والتقدم".

 

ولكي لا تنفضح اكاذيب المحتل ووعوده ببناء قاعدة مادية متقدمة في العراق قاموا بتدمير البناء المادي والمعنوي والروحي والقيمي والذي كان من منجزات ثورة تموز المجيدة في قطاع التربية والتعليم والقطاع الصحي، قتلوا وشردوا آلاف العلماء والباحثين والخبراء والفنيين الذين أعدتهم الثورة ليقودوا مسيرة التطور والتقدم الحضاري فعلى أكتافهم نهض العراق وقامت فيه أغنى تجربة في الأمة للتحرر والاستقلال والتطور والتقدم، دمروا جيش العروبة ورسالتها الذي ركع الفرس الصفويين وجرعهم السم الزعاف والذي أرق نوم الصهاينة في بيوتهم على امتداد خمسة وثلاثين عاما من مسيرة ثورة تموز المجيدة، وبين سيادته ان المستهدف الاول بعد تدمير منجزات الثورة المعطاء الانسان العراقي الجديد الذي انشأته الثورة وتربى على مبادئها وقيمها فاصبح معتزا بوطنيته وعروبته وهويته الاسلامية انتقاما مما حقق جيل البعث من انجازات تاريخية عملاقة أرعبت أعداء الشعب والأمة من إمبرياليين وصهاينة وفرس صفويين، وصولا لتغييب الرجال الرساليين عن مسرح النضال والجهاد والكفاح وطمس تجربتهم الحضارية المبدعة.

 

حدد القائد رعاه الله العلاج الناجع لإفشال مخطط العدو بطمس منجزات الثورة ورجالها بأمرين مهمين يوصي بهما المناضلين تضمنهما الخطاب التاريخي للقائد المعتز بالله  وهما:

الامر الاول : بان يشمروا عن ساعد الجد وان يضعوا هذه المسيرة وانجازاتها وانتصاراتها أمام شعب العراق على الدوام لكي لا ننسى نحن الطليعة ولكي لا تنسى الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في تلك التجربة في مسيرة الكفاح والجهاد لدحر ذيول الاحتلال وعملائه وأذنابه.

 

الامر الثاني: استخدموا كل وسائل النشر والإعلام وكل الفرص المتاحة وحطموا الحصار الإعلامي المضروب على مسيرتكم ومقاومتكم وحزبكم حتى يفتح الله لنا وهو خير الفاتحين.

 

ويوصي القائد رعاه الله اخوة النضال ورفاق الدرب الطويل من العلماء والباحثين والخبراء وقادة التنمية الوطنية في مسيرة ثورة تموز ورجال القوات المسلحة الأبطال رجال المهمات الخاصة وقادة الحزب وكادره المتقدم وكل الكتاب والمثقفين الوطنيين في الأمة أن يشمروا عن ساعد الجد والاجتهاد للكتابة والحديث عن مسيرة ثورة تموز وانجازاتها العملاقة وإبداعاتها الرائدة والفذة التي لم يستطع الغزاة إلى اليوم التضليل والتشويش عليها رغم ما يملكون من إمكانات هائلة في ميادين الكذب والخداع والتضليل والتدجيل، أن يتحدثوا عن تجربة العراق الوطنية القومية التحررية الرائدة وان يتحدث فرسان القوات المسلحة عن جيشهم العظيم وانتصاراته وانجازاته على امتداد خمسة وثلاثين عاما من الجهاد وخاصة في قادسية العرب الثانية وفي فلسطين وفي سوريا وفي مصر وفي كل الميادين التي دارت فيها معارك مع الامة وفي أقطارها وعلى أرضها.

 

وفي المحور الثالث : المليشيات الصفوية هم اعدائنا وهم المستهدفون من مقاومتنا

إن مما لا بد من الوقوف عنده هو مدى الحكمة التي وهبها الله سبحانه للقائد المنصور بالله القائد العام للقوات المسلحة فكرا وتطبيقا في لم الشمل وجمع الكلمة وتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية وإسناد الأمراض إلى عللها الواقعية الفعلية، وذلك يتجلى بوضوح في فرز القائد رعاه الله في خطابه التاريخي بين من يعمل من ابناء الشعب لأجل الشعب العراقي ومن يعمل منهم ضد الشعب العراقي ومصالحه المشروعة، حتى وإن لبسا زيا واحدا وسميا باسم واحد وحملا في ظاهر الأمر شعارا واحدا، وذلك عندما يضع حدا فاصلا جليا للتفريق ما بين منتسبي الأجهزة الأمنية العاملة في حكومة العملاء ما بين من هو عميل للصفويين ويعمل ضد أبناء الشعب العراقي وينفذ أجندات المجوس، وبين من دفعته وطنيته ليخدم الوطن ويدافع عن الشعب العراقي ضد المجوس وأذنابهم حتى وإن تزيى بزي العملاء، وهنا يمكن التمعن والتدبر عند كلام القائد بهذا الصدد وقد عرفه العراقيون جميعا بحكمته ورحمته وصبره وشجاعته التي ادهشت القاصي والداني فها هو يوجه ويوصي بالرحمة والمحبة والتعاون والتسامح مع ابناء شعبه حتى الذين استزلهم الشيطان وساروا في ركاب المحتل عن غير قصد منهم حيث يقول: (أيها المناضلون المجاهدون في تنظيم البعث وفي فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير وفي جبهة الجهاد والتحرير والخالص الوطني وفي الجيش والقوات المسلحة: اعلموا أن العاملين في جيش العملاء فإنهم جزء من جيش العراق الوطني العظيم وان العاملين في أمن واستخبارات وشرطة حكومة العملاء والخونة هم جزء عزيز من أجهزة الأمن الوطني والقومي إلا ما أدخله الصفويون العملاء من ميليشيات وجواسيس وخونة وطائفيين صفويين في صفوف هذه القوات، فهؤلاء النفر هم وحدهم أعداؤنا وهم وحدهم المستهدفون من مقاومتنا ومقاتلينا والباقي وهم الأساس وهم الأغلبية المطلقة هم أبناؤنا وإخواننا وعليهم المعتمد بعد الله ثم بعدكم في تحرير العراق وسحق المشروع الصفوي البغيض)، وخاطب القائد رعاه الله العراقيين الذين اخطأوا التقدير فسولت لهم انفسهم واستزلهم الشيطان بقوله (إن باب التوبة مفتوح لمن يريد العودة إلى مسيرة التحرير إلى الوطن إلى الشعب وبدون استثناء أحد على أن تكون العودة قبل فوات الأوان ) ونقول الآن اخر اوانها فالنصر المبين اصبح قاب قوسين او ادنى، وحذر سيادته من يصر منهم على غيه بقوله ان من لم تسحقه الثورة والثوار سيسحقه الفرس الصفويون وعملاؤهم وأذنابهم إذا ما تمكنوا من العراق لا سامح الله.

 

والمتمعن والمحلل لخطاب القائد رعاه الله يظهر له بوضوح مدى عمق نظرة القائد الاستراتيجية لشعب العراق وبالحكمة التي يتحلى بها لتصحيح النظرة الخاطئة لمن ظنوا أن كل من يدخل في الأجهزة الأمنية الحكومية يعد في صفوف أعداء العراق، وليس في هذا الكلام تبرير للعمالة مطلقا لأن العاملين في تنفيذ أجندات الصفويين المجوس لا يمكن أن يوصفوا إلا بأنهم غير عراقيين نسبا وانتسابا عقيدة وسلوكا حالاً ومقالاً فهم أذناب الصفويين بلا شبهة.

 

وان هذه النظرة الاستراتيجية لدى القائد رعاه الله للتفريق ما بين من هو مع الشعب قلبا وبين من ينفذ اجندات صفوية ليس تصنيفا نظريا ولا هي مجرد رأي عابر بل هو فكر راسخ تبنى عليه منظومة إصلاح كبيرة، فالتفرقة بين المنتسبين لأجهزة الحكومة الأمنية بين وطني وصفوي ينبني عليه أن هدف المقاومة لا يكون عشوائيا أو عاما، بل إن على المقاومة أن تستهدف الصفوي وتحجمه وتحجم وجوده وتساند الوطني وتعينه على الابرار بوطنيته الذي هو بدوره سيكون سندا للمقاومة العراقية ويعمل ظلا وداعما قويا خفيا لها، وذلك يتجلى بقول القائد رعاه الله: (وأحذر في هذه المناسبة الكريمة كل الفصائل خارج القيادة العليا للجهاد والتحرير من التعرض العشوائي لمنتسبي الجيش والشرطة وهم يؤدون واجبهم الوطني في السيطرات وفي الدوريات وفي ملاحقة الإرهاب الحقيقي الذي يقتل العراقيين على الهوية).

 

وفي المحور الرابع : الحد الفاصل ما بين المقاومة وارهاب المليشيات الصفوية

وبعد ان شخص القائد المنصور بالله عدو الشعب الحقيقي كان لا بد لسيادته من الوقوف عند أمر اختلط على عامة الناس ولم يغب عن حكمة قيادته الرشيدة بسبب عظم التظليل والتدجيل في إعلام العدو وخبثه ومكره، فالعدو الامريكي الصهيوني المجوسي يتباكى في ماكنته الاعلامية وينكر استهدافه للعراقيين يلصق ذلك بالمقاومة العراقية وكأن قتل الشعب على الهوية هو جزء من عملها المقاوم، وهذا أمر في غاية الخطورة لأنه يعطي انطباعا عن مقاومة العراقيين أنها تستهدف شعبها وتضرب أبناءها وذلك تشويه لصورتها وعقيدتها الوطنية، ولذلك بين القائد (حفظه الله) أن ما يجري اليوم في العراق من قتل لأبناء الشعب العراقي إنما هو من فعل عدو العراق إيران الصفوية المجوسية، وهي تكمل خبثها في إلصاق هذه التهمة بالمقاومة العراقية لتعزل الشعب عن مقاومته وتعزل المقاومة عن حاضنتها العريضة، ثم يحذر القائد من هذا الخلط للأوراق ويبين للجميع أن هذا العمل يصب في مصلحة أعداء الشعب العراقي من الصفويين المجوس، وبهذا الصدد يقول: (واعلموا ان ما يجري اليوم من قتل على الهوية للعسكريين والمدنيين هو من فعل المليشيات الصفوية حصرا ولا أعتقد أن القاعدة ومقاتليها الحقيقيين لهم فيها يد وإنما يستخدم اسم القاعدة للتغطية على الجرائم البشعة، ومع ذلك فاني أقول لقيادة القاعدة في العراق وهم إخوتنا في الجهاد شرط إن استهدفوا أعداء العراق وشعبه فقط وان جاهدوا من اجل تحرير العراق فقط: إن أي استهداف للجيش والشرطة وكل العاملين المدنيين في حكومة العملاء الذين لم يثبت عليهم خيانة وعمالة وعدوانية على الشعب ومقاومته فهو يصب في مصلحة حلف الغزاة أي في مصلحة أمريكا وإسرائيل وإيران الصفوية وفي مصلحة عملائهم وأذنابهم).

 

يبين القائد نصره الله حرمة دم الشعب العراقي من خلال بيان سنة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) موضحا حرمة دم من يقول لا إله إلا الله، ويذكر المقاومين بحادثة عظيمة وقعت في ظرف شبيه بظرف الشعب العراقي وهو ظرف القتال والدفاع عن الدين والوطن، وبهذا الصدد يقول بخطابه التاريخي : (وليذكروا من سنة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قوله لسيدنا أسامة بن زيد حب رسول الله وابن حبه عندما طارد مشركا في معركة مع المشركين فلما تمكن منه قال المشرك لا إله إلا الله فضربه وقتله فاستدعاه الحبيب (صلى هللا عليه وسلم) فقال له أقتلته يا أسامة بعد أن قال لا إله إلا الله قال سيدنا أسامة (رضي الله عنه) نعم يا رسول الله قالها خوفا من السيف قال الحبيب (صلى الله  عليه وسلم) أشققت على قلبه فكيف لك بلا إله الا الله يوم القيامة وظل يكررها وهو غضبان حتى قال سيدنا أسامة يا ليتني لم أكن أسلمت إلى تلك اللحظة، فكيف بمن يقتل مؤمنا يقيم الصلوات الخمس ويؤدي ما عليه من فروض الإسلام ثم يؤدي واجبا اجتماعيا يخدم فيه شعبه وأمته).

 

واوضح القائد رعاه الله موقف الحزب في نظامه الداخلي وفي سياسته وعلاقاته الخارجية من الطائفية بقول سيادته (أن قيادة البعث ومناضليه ومقاتليه ستكون حربا بلا هوادة على الطائفية والطائفيين وعلى العنصرية والعنصريين وعلى العرقية والعرقيين حيثما يتواجدون داخل الحزب لا سمح الله أو خارجه داخل العراق أو في وطننا الكبير حتى ننتصر وننهي الطائفية والعنصرية والعرقية والمناطقية والمدنية والعشائرية).

 

وفي المحور الرابع : النقد والنقد الذاتي من اخلاق المناضلين الرسالسيين

لم يتردد القائد رعاه الله من تشخيص السلبيات والهفوات التي مرت في مسيرة الثورة المعطاء بانجازاتها الجبارة وما انفك القائد رعاه الله يوجه رفاقه بضرورة تحليل وتشخيص السلبيات في مسيرة الحزب بجرأة المناضلين سواء ما كان منها قبل الاحتلال او بعده وهو بهذا الصدد يشخص امرين مهمين، الاول تشخيص سيادته للأخطاء التي حدثت في حرب الشمال والهفوات الكبيرة لقيادة الحزب والثورة والتي كان بالإمكان تجنبها وتقليل معاناة ابناء شعبنا حتى اتخذت القيادة قرارها التاريخي العظيم في إصدار بيان آذار وقانون الحكم الذاتي لشعبنا الكردي العزيز، والامر الثاني هو الطامة الكبرى المؤامرة القاتلة والتي حاك خيوطها الحلف الشرير الامبريالية والصهيونية وإيران الصفوية فورطوا قيادة الثورة وزينوا لها دخول الكويت فارتكبت القيادة تلك الهفوة التاريخية فاستغلوا ذلك لتأليب الأمة وقواها الفاعلة التي تمثل حضن العراق الدافئ والسند الأقوى لثورته ومسيرته الذي لولاه ما انتصر العراق في قادسية العرب الثانية على الغزو الصفوي للأمة مخصصا سيادته شهادته للتاريخ بقوله (لولا المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ما انتصر العراق في قادسية العرب الثانية).

 

وبعد ان نال الاعداء ما خططوا له من مؤامرة توريط العراق في الكويت تم تشكيل حلف عالمي تمهيدا لغزوه واحتلاله وتدمير بنيته التحتية وحل جيشه الوطني والتنكيل بشعبه قتلا وتشريدا وتهجيرا واعتقالا وهكذا أرادوا وقد حققوا ما أرادوا إلا هدفين أساسيين لهم خسئوا لم يحققوها ولن يحققوها أبدا، الاول هو إنهاء البعث ودوره في حياة العراق ومسيرته اللاحقة وقتل الروح الإيمانية الوطنية الوثابة في جيش العراق لإنهاء دوره في حياة العراق اللاحقة، والثاني قتل روح الإرادة والعزم روح الإيمان والصبر روح الثورة روح التضحية والفداء روح الأداء البطولي التاريخي الرسالي لشعب العراق.

 

وبين القائد (رعاه الله) إن العبرة من ممارسة النقد والنقد الذاتي لمسيرة الحزب والثورة المعطاء وتشخيص تلك الأخطاء والهفوات بل وحتى بعض الانحرافات هو أن لا نعود إليها ولا إلى مثلها وان نتخذ منها درسا بليغا وان نتخذ منها دليلا كشافا لمسيرتنا وان نقاتل وبلا هوادة كل الأسباب والعوامل التي أدت إلى تلك الأخطاء والهفوات.

 

وفي المحور الخامس : وفاء المناضلين لثورتهم البيضاء بذكراها الخامسة والاربعين

ان ثورة العراق شعبا وتاريخا في 17 تموز 1968 المجيدة وما اعقبها من التصدي بقوة وبهمة عالية وعزم لا يلين لكل المؤامرات التي حيكت لمسيرتها بدءاً من المؤامرة الرجعية الأولى لعبد الغني الراوي وزمرته إلى مؤامرة ناظم كزار إلى أحداث عام 1979 حيث انحرفت وضلت مجموعة من أعضاء القيادة والكادر المتقدم، تصاعدت انجازات ثورتنا المعطاء في كل الميادين وحررت موارد وثروات العراق الوطنية وعلى رأسها النفط وجميع المعادن واستثمرتها استثمارا وطنيا عاليا لتعزيز الموارد القومية ولتحقيق التقدم والتطور المنشود وأعدت جيوش العلماء والخبراء والباحثين والفنيين وفي جميع ميادين الحياة في الصناعة الثقيلة والخفيفة المدنية والعسكرية في الزراعة والصحة والتعليم والتربية وفي جميع ميادين الخدمات وعلى رأسها ميدان التنمية البشرية وأعادت بناء وتطوير جيش العراق الوطني العقائدي الذي دافع عن العراق والأمة في كل ميادين صراعها مع أعدائها في وطنها الكبير حتى نفذ التحالف الامبريالي الصهيوني الصفوي غزوه للعراق فدمر كل منجزات الثورة الا عقيدة ابنائها الراسخة، والواجب اليوم على ثوار العراق ومثقفيه ان يواجهوا الحملة الاعلامية المعادية بحملة اعلامية وطنية فالمطلوب أن نتخذ من هذه المناسبة منطلقا جديدا يفرض على كل من ساهم في بناء تجربتنا الرائدة في العراق أن يتحدث ويكتب وينشر دون توقف كل من موقعه واختصاصه ومسؤوليته، وحيى القائد رعاه الله باسم القيادات الثلاث الرفيق عصام الجلبي وزير النفط على موقفه الشجاع ودفاعه عن منجزات الثورة فانه نموذج يحتذى به لا ريب.

 

وفي المحور السادس : الوحدة والتوحد هو شعار وهدف وممارسة نضالية

من حكمة القيادة الشرعية وسعيها لرص الصفوف وتوحيد الطاقات والجهود بادرت ولأكثر من مرة إلى طرح حد أدنى يتفق عليه لغرض توحيد الشعب في مواجهة الاحتلال الصفوي الذي أخذ في التمادي وبشكل سريع كي يتفق الجميع على كلمة سواء تكون نقطة ارتكاز قوة العرب في مواجهة هذه الملمة، ويكون مشروعا استراتيجيا يجمع الشرفاء من الأمة للدفاع عن مصالح أمة العرب وكيانها ووجودها وعقيدتها وثقافتها وحضارتها وتاريخها وثرواتها وأراضيها، فقد خاطب القائد رعاه الله العراقيين الشرفاء مجاهدين ومقاومين ورافضين للاحتلال بقوله تعالوا نتفق ونتوحد على هدف واحد مبدأي واستراتيجي لجهادنا وكفاحنا لا يختلف عليه اثنان من ابناء شعب العراق وجماهيره الثائرة وقواه الوطنية وهو تحرير العراق من الاحتلال الفارسي الصفوي الذي أوغل في دماء العراقيين وفي أعراضهم وحرماتهم ومقدساتهم.

 

وخاطب القائد رعاه الله كل المناضلين في العراق والامة العربية وحثهم على إقامة وحدة حقيقية للنضال والكفاح والجهاد في كل قطر من أقطار الأمة ثم على صعيد الوطن الكبير للتصدي لقوى الغزو والعدوان الخارجي لامتنا قبل فوات الأوان.

 

وندعو شعبنا للالتفاف حول قيادته الشرعية وليفرح العراقيين ان فيهم رجالا لا تزال الغيرة في رؤوسهم وتأبى نفوسهم الضيم ويقدمون انفسهم فداءً لدينهم وكرامتهم, ويعشقون الموت كما يعشق اعداؤهم الحياة, وستشهد الايام المقبلة المزيد من التصعيد الجهادي النضالي حتى يفقد العملاء زمام الأمور ويفقد المحتل الصفوي صوابه ويصيب ما تبقى من اذنابهم الانهيار, وان ابناء العراق وابناء البعث وجيله الصاعد اقسموا ان يبقى العراق كنز الايمان وجمجمة العرب قاعدة انطلاق الامة وانطلاق ثورتها العربية الكبرى مهما غلا الثمن وعلت التضحيات.

 

واختتم القائد رعاه الله خطابه التاريخي لأبناء شعبنا وامتنا بتجديد العهد امام الله والتاريخ والامة على أننا قادة ومجاهدين ومناضلين سنواصل الجهاد وسنصعد الاداء والعطاء وفي كل ميادين الصراع والمواجهة لسحق ذيول الغزاة وعملائهم وأذنابهم الخونة المارقين المجرمين من الصفويين المجوس أدوات إيران الصفوية التي أوغلت مع أذنابها بدماء العراقيين وبمقدساتهم وحرماتهم ودمرت عيشهم وألغت مستقبل حياتهم في بلدهم.

 

ثم حيى سيادته بقوله تحية وتقدير واعتزاز لرجال المقاومة صناع التاريخ الجديد المجيد تحية خالصة لأرواح شهدائها وفي طليعتهم الأب القائد الشجاع أحمد حسن البكر وشهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين وللرفيق صالح مهدي عماش فارس الحزب ومغواره، والتحية موصولة من القائد رعاه الله لشعب العراق المؤمن الصابر المجاهد وتحية حب وعرفان وتقدير الى كل اخواننا المجاهدين المؤمنين الصابرين المرابطين في كل الفصائل الجهادية الوطنية والقومية والاسلامية.

 

الله اكبر     الله اكبر     الله اكبر

( وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم )

 

الناطق الرسمي
للقيادة العليا للجهاد والتحرير
٣٠ تموز ٢٠١٣ ميلادية
اواخر رمضان
١٤٣٤ هجرية

 

 





الثلاثاء ٢٨ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة