شبكة ذي قار
عـاجـل










 

لسنا أول شعب يقاوم الغزاة والمحتلين ولن نكون الأخير, لكن مقاومتنا هي المقاومة الوحيدة التي ولدت قبل الغزو بعشرين عام. فنحن في الأعم الاغلب أول شعب يستمر عليه العدوان العسكري الخارجي  لأكثر من عشرين وتحديدا من عام من عام 1980 حتى عام 2003 م. لذلك, فلمقاومتنا معنى حياتي وعضوي خاص جدا. انها صلة الوصل بين الحياة بمعاني الخلود والأزلية بمدلولاتها الفلسفية والواقعية وبين الموت حين يكون ليس فناءا، بل طريقا لولادة جديدة تعبر عن تواصل الحياة بشقيها, الروحي والمادي, بإرادة رب العزة. مقاومتنا البطلة رمز من رموز الحياة فالحياة ولادة تليها ولادة ومابين الوالدتين أمر حق ثابت هو الموت الذي تنبع منه الحياة قبل وبعد حصوله.

 

( أحييكم جميعا بتحية الإيمان والجهاد والكفاح المعطرة بدماء ونجيع الفرسان والأبطال والصناديد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه شهيدا سعيدا ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا أولئك هم صناع التاريخ الجديد المجيد للأمة في عراق العروبة ورسالتها الخالدة ))  المقاومة العراقية ليست دفاع عن الأرض والعرض فقط، بل هي قتال باسل لحماية مشروع الأمة العربية في التعبير عن حقوقها المشروعة في الوحدة ورقي الحياة لغلبة عوامل وأزمنة الانحطاط والتردي والتخلف والتجزئة. انها مشروع حماية الأمة بكل توقها وآمالها وعنفوان ارادتها التي هي الحق بعينه في تحقيق الذات وتكريس الكينونة الوطنية والقومية كاستحقاق حياتي طبيعي.

 

ان نتائج غزو العراق واحتلاله تبرهن على استهداف الامة ونهضتها من خلال استهداف العراق كما في النص الكريم الاتي للقائد الهمام في خطاب الوفاء والارتقاء:

))

 

صار من نافلة القول الآن ان حصون الأمة الأمنية والاجتماعية والسياسية الى جانب ثرواتها قد صارت كلها مخترقة بعد احتلال العراق وصار من العيب أن تبقى المقاومة عراقية، بل يتوجب شرعا وقانونا ان تأخذ كامل مداها العربي القومي لأن الادراك بضرورتها القومية لم يعد ادراكا حسيا فقط، بل صار ادراكا ماديا بما يكفي لكل العرب حكام ومحكومين ان يجندوا طاقات الأمة لتردف المقاومة العراقية التي انجزت الجزء الاكبر والاهم والأعظم من استراتيجية التحرير.

 

))

 غير ان هذا العدوان لم يثني الأمة عن مواصلة سيرها الحثيث نحو الحرية ومقاومة العراق هي نموذج هذا السير الاسطوري للارتقاء فوق الجراح والنهوض كطائر العنقاء للانطلاق من مثابات ثورة تموز العظيمه وبناءها الخالد المجيد:

 

(( يا أحرار العراق ويا أحرار الأمة ويا أحرار العالم: إن انتصارنا على حلف الغزاة الطغاة البغاة مشهود وبين، انتصرنا وسحقت أمريكيا في أهم ميادين المنازلة وهي الميدان العسكري وشواهده كثيرة، هروبهم من العراق وتسليمه إلى إيران، هروبهم في الميدان الاقتصادي الذي لازال يترنح ويهدد بالانهيار، هروبهم في الميدان السياسي وانظروا إلى نتائج الانتصار التاريخي لشعب العراق وانظروا إلى ما بقي بيد الغزاة في العراق، بقيت بيده هذه العملية السياسية البائسة الشوهاء المنفلتة التي تمثل العار الأكبر لأمريكا، (( أمريكيا التي جاءت إلى العراق بدعوى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ولتصنع للعراقيين جنة نعيم، قد صنعت لهم البؤس والدمار والخراب والقتل والسلب والنهب والتشريد والتدمير والتمزيق لشعبه الواحد الحضاري الإنساني على أسس طائفية وعرقية وقبلية ومناطقية جاءت بها وأججتها )) إن شعبا يملك هذا السفر الخالد من التاريخ والحضارات والأمجاد لن يموت ولم يتقهقر ولم يهادن ولم يساوم، وان إيغالكم في العدوان عليه لن يزيده إلا قوة وثباتا وإصرارا على سحق ذيولكم وعملائكم الفرس المجوس في العراق أولا ثم في الأمة حيثما تمتد مخالبهم وأنوفهم إن كنتم تخافون وتخشون من أمريكا فقد سقطت أمريكا في وحل العراق وهي لا زالت تتدحرج في الهاوية إلى اليوم، انظروا أيها الإخوة كيف تتعامل امريكا العظمى القطب الأوحد بخوف وحذر شديدين وتتردد بل وتجبن وتتخاذل أحيانا مع الملف النووي الإيراني الذي سيفاجئ العالم عن قريب بسلاحه النووي، ثم انظروا كيف يتعاملون في موضوع سوريا وفي موضوع العراق وحتى في أفغانستان تراجع وتقهقر وخوف وحذر عن دورهم الذي كانوا عليه قبل احتلال العراق  ان أحد مرتكزات النهوض والارتقاء واستكمال الانبعاث الروحي والمادي الذي حققته المقاومة العراقية الباسلة يتطلب من بين ما يتطلبه توحيد صفوف الشعب وقواه الطليعية الخيرة لنواصل عملية الارتقاء التي تنتجها المقاومة العراقية البطلة: )).

 

خطاب تموز عام 2013 م حمل أفقا واسعا يكرس الصلة الأهم والأعظم بين أمس كان شعب العراق يبني ويقاتل وبين حاضر صار فيه الشعب وطلائع البعث وشركاه الاحرار يقاتلون للحفاظ على مثابات وأسس النتاج المادي والاعتباري العظيم لثورة تموز لأنها ارادة شعب وأمة ولأنها مثلت النقلة الحضارية الأهم في تاريخ العرب الحديث. المقاومة الباسلة ليست لتحرير العراق ودحر الاحتلال وأعوانه فقط، بل للإبقاء على مسالك الارتقاء مفتوحة على أعظم مدياتها فعزا ومجدا وحبا للرفيق القائد المجاهد البطل عزت ابراهيم ولثورة تموز المجيدة.

 

 





الخميس ٨ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة