شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل 60 عاما، وبالتحديد في 19 أغسطس 1953، اتخذ التاريخ الإيراني الحديث منعطفا حاسما عندما أطاحت الولايات المتحدة مدعومة من القوات البريطانية عبر انقلاب، برئيس الوزراء في البلاد، محمد مصدق.

 

ظلَّت أصداء هذا الحدث تتردد على مر السنين، وساهمت في إذكاء مشاعر معاداة الولايات المتحدة التي رافقت الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي في أوائل عام 1979، وحتى التأثير على الإيرانيين الذين استولوا على السفارة الأميركية في طهران في وقت لاحق من ذلك العام.

 

ولكن لم تمض ستة عقود تقريبا حتى اعترف مجتمع الاستخبارات الأميركية صراحة أنه كان وراء تلك الإطاحة المثيرة للجدل.

 

نشر هنا اليوم، وعلى الموقع الإلكتروني لإرشيف الأمن القومي، وثيقة تم الحصول عليها من خلال قانون حرية المعلومات، وهي مقتطفات موجزة تحت عنوان  ( المعركة من أجل إيران ) ، وهي تقرير داخلي أعد في منتصف 1970  من قبل مؤرخ في مقر ال CIA.

 

تم الإفراج عن الوثيقة لأول مرة في عام 1981، ولكن تم رفع معظم ما جاء فيها، بما في ذلك كل الفقرة الثالثة، بعنوان "العمل السري" وهي الجزء الذي يصف الانقلاب نفسه.

 

ومع ان معظم هذه الفقرة لا تزال طي الكتمان، الا إن الإصدار الجديد الذي أتيح رسمياً للعامة يعترف للمرة الأولى بمشاركة وكالة المخابرات المركزية في الانقلاب، “الانقلاب العسكري الذي أطاح بمصدق وحكومة الجبهة الوطنية كان بتوجيه من CIA باعتباره عملاً في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

 

وتضيف ان خطر ترك إيران “مفتوحة أمام الاعتداء السوفييتي أجبر الولايات المتحدة على  تخطيط وتنفيذ عملية AJAX”.

 

و AJAX هو الاسم الرمزى الذي أطلقته وكالة المخابرات المركزية لمؤامرة الإطاحة بمصدق، التي كانت تعتمد على المتعاونين المحليين في كل مراحلها.

 

وتؤكد الوثيقة ان الخطة كانت تتألف من عدة خطوات :

 

● استخدام الدعاية لتقويض مصدق سياسيا، الأمر الذي دفع الشاه للتعاون.

● رشوة أعضاء البرلمان

● تنظيم قوات الأمن

● تنظيم المظاهرات العامة.

 

وتشير الى ان المحاولة الأولى فشلت في الواقع، ولكن بعد الاندفاع الجنوني لقوات الانقلاب نجحت الخطة عن طريق المحاولة الثانية، في 19 أغسطس / آب.

 

وتتساءل المجلة عن السر الذي جعل وكالة المخابرات المركزية تختار أخيرا الاعتراف بذلك، مشيرة في هذا الصدد إلى عدد من الكتب التي نشرت من قبل الوكالة الأميركية ونظيرتها البريطانية، ولا سيما كيرميت روزفلت، رئيس المشرف الوكالة للانقلاب، كما انتج الباحثون العديد من الكتب والمقالات عن الموضوع، كما ان الرئيسين الأمريكيين بيل كلينتون وباراك أوباما، اعترفا علنا ب​​دور الولايات المتحدة في الانقلاب؟

 

وتجيب المجلة على هذا التساؤل بالقول : ان الخبراء في حكومة الولايات المتحدة، وخاصة في مجتمع الاستخبارات، غالبا ما يكون لها رأي مختلف بشأن هذه المسائل، فهم يشعرون بالقلق من ان الكشف عن "المصادر والأساليب" حتى تلك التي تتعلق بعمليات في الماضي، والتي تنطوي على أساليب قديمة مثل الدعاية، قد تساعد العدو، وهم يصرون على أن هناك فرق شاسع بين ما أصبح معروفا للجمهور بشكل غير رسمي ( من خلال التسريبات ، على سبيل المثال ) وما تعترف به الحكومة رسميا.  وبطريقة ما يبدو إن تلك الاعترافات الرئاسية عن التدخلات الأميركية لا يمكن إحصاؤها.


 

ملاحظة :

المصدر هنا.

 

 





الثلاثاء ١٣ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب وجهات نظر / ترجمة : مصطفى كامل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة