شبكة ذي قار
عـاجـل










مررت ليلة أمس عن طريق الصدفة على صفحة في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بووك لاحدى القبائل العربية الجنوبية الكبيرة المعروفة ورأيت نداءا موجها بلغة عربية فصيحة مليئة بالاخطاء الاملائية والنحوية من أحد أبناءها الى شيوخ القبيلة يدعوهم فيه الى دخول الانتخابات بقائمة منفصلة موحدة لابناء القبيلة ردا على ما اسماه بغدر المالكي وقائمة دولة القانون ليس بحلفاءهم الذين قبلوا أياديهم ولحاهم أيام الانتخابات ثم ما لبثوا أن غدروا بهم بعدها بقليل بل ولان دولة القانون قد أساءت التصرف بالسلطة ولم تنفع البلاد ولا العباد .....


هذا النداء كيف نقرأه وكيف نفهم الأفق الذي يفكر فيه ويعيشه ابناء الفرات الاوسط والجنوب العراقي ... وكيف نؤسس عليه تحركا عراقيا ثوريا يسقط كل حسابات الدين والمذهب والقومية ويعلي راية الوطنو يتجدد كل يوم بادواته وأهدافه الوطنية والقومية وحتى الدينية والمذهبية ... التي تضع الوطن كقيمة عليا وتعليه على اي اعتبار .


أول أمر نحتاجه هو أن نسبر أغوار البيئة ونتعرف على حجم الامية والجهل التي غلبت عليها وبدأت تاكل من جروفها منذ عام 1990 ولحد اللحظة .... سنجد اننا أزاء حقائق تغيب عن بال الكثير من كتابنا ومحللينا ..انها فاجعة أسستها أميركا وحلفاءها أعداء العراق وشعبه بشكل متعمد منذ بدأت تخطط للحرب والحصار المجرم على شعب العراق وتدخلت بها ايران بطرائق مختلفه وخبيثه باطنة وظاهرة ...


الحصاروالعدوان المتكرر عسكريا والحروب التي شنت على العراق بعد انتهاء حرب قادسية صدام المجيدة بالنصر على ايران صممت لتجهيل وتجويع العراقيين لاخراجهم من دوائر الفعل التاريخي التي أنضجت عواملها الاقتصادية والعلميةوالاجتماعية ثورة العراق المجيدة عام 1968 .


ان التعمق في البيئة التي نتحدث عنها يوصلنا أيضا الى نتائج مهمة وقد تكون صادمة للبعض منها :


أولا: ان هناك احتلال ايراني هو الذي يسيطر على المشهد ويحرك مجريات الأحداث بعضه في العلن مغلفا بمدارس ومراجع وتجارة دينية وطائفية وجله غاطس لا يراه هؤلاء البسطاء من ملايين الجهلة والمجهلين من الأميين والمعدمين وحتى لو رأوه فهو موضوع في قالب مذهبي يعجز هؤلاء عن رفضه أو التمرد عليه .


ثانيا : هناك حصار اعلامي أوقع الناس في شراك ممارسات صورت لهم وكانها الطريق الوحيد الى سعادة الدنيا وكسب الاخرة في ان معا ..صورت لهم على انها الطريق للخلاص من الجوع والفقر واثام الحياة وذنوبهاومشاكلها المختلفة بما فيها مشاكل الزواج والانجاب والرزق وجني الثروة وسهلت لهم ممارستها في نفس الوقت ونقصد بها ممارسة الشعائر الحسينية في مختلف شهور وأسابيع السنة وكانها منجز لا يضاهيه منجز في أي مجال اخر ومنح المنتج هذا صفة القدسية المطلقة ونسب الى احزاب ايران رغم انه كان يمارس في كل الحقب التي مرت عبر تاريخ الدولة الوطنية العراقية ولكن ممارسته حينها كان يعوزها الاسفاف القائم حاليا . والحصار الاعلامي أفضى في ما أفضى اليه الى أن يقع الناس عموما في شراك وحدانية الحل لمعضلات حياتهم المعيشية والخدمية المختلفة المرتبطة باداء الحكومة ...هذا الحل الوحيد الذي لا يرى الملايين من المحاصريناعلاميا و بعمى العيون والقلوب هو الحل عبر الانتخابات ...أي بالعملية السياسية الامريكية الفارسية الصهيونية.وهم لا يعلمون قط عن وجود مقاومة عراقية في مناطق مهمة وواسعة من العراق .بل عرفت لهم المقاومة على انها ارهاب ليس الا.


ادعو مثقفي العراق واحراره الى قراءة هذه السطور بعناية ونقدها وفتح حوارات ونقاشات تثريها أو تقوضها ..لا مانع من الاثنين..لكن المهم فعلا هو أن يعيد الجميع وخاصة المثقفين خارج العراق قراءة البيئة العراقية الفراتية والجنوبية لكي يتمكن الاحرار من العمل على اختراق الجدران وكسرها ..


لانها جدران احتلال غاشم ومجرم.


وهي نتاج الاحتلال الغاشم والمجرم بادوات نفذت الى البيئة الفراتية والجنوبية من البلد الذي يحتل العراق الان احتلالا استيطانيا بدؤا به من الجنوب ويصارع الان لمده الى الانبار والموصل وصلاح الدين .

 

تعليق الاستاذ غفران نجيب على الموضوع انشره هنا لاهميته :

 

بسم الله الرحمن الرحيم ..


حقائق مهم ان لاتهمل في اعداد تقدير موقف وكي ننطلق بما يؤمن الغايةومنها،
ان اكبر نسبة لشهداء البعث جراء الحقد الصفوي وعملائهم هم من هذه الشريحة عنوان الدراسة .
ان اكبر نسبة ( تقديرا ) لشهداء القادسية هي من ذات الشريحة ’
ان اكبر نسبة من ابناء جيشنا الوطني من ضباط صف وجنود وباعداد أقل من الضباط هي في تلك المواقع مثار الدراسة ،
ان عملية تهجير البعث افرادا وعوائل كانت شاملة لكل من بقي منهم حيا عدا الاستثناءات في هذه المناطق.


اللاحتلال الامريكي والقوات المتحالفة معه لم يقصّر ابد في حجم الفضائح والخروقات الانسانية والقتل العمد في هذه المناطق ، وغيرها كثير .. لأصل ان حب الوطن متأصل فيها وان جذوة الثورة لا اقول بحاجة لمن يوقدها ولكنها موجودة فعلا رغم التقتيل وعمليات التصفية الشرسة التي تطال الصوت الوطني القومي ، وان ضرب عليها الحصار الاعلامي شديد الوطأة ،وقد يكون لنا عتب على اهلنا لعدم سعيهم في ايصال صوتهم ، فالوسط والجنوب لا يتوهم من يتوهم انهما من حصة ايران وعملاء ايران ، اهلنا في هذه المناطق هم من اصل العرب ، فعشائرنا العربية الاصيلة لا يمكن ان تنتكس فيها راية العروبة والايمان لصالح المشروع الفارس الهادف الى استعباد الامة واعادة امجاد الامبراطورية الفارسية المجوسية ، علينا جميعا مسؤولية ايصال صوت ابناءنا واخوتنا في هذه المناطق وبيان حجم الحيف والظلم الواقع عليهم الى اقصى مدياته لا لذنب الا لانهم ابناء بررة للعراق العزيز العظيم ولامتهم العربية.حياك الله اخي عمرا...

 

وهذا تعقيب الاخ العربي الجزائري الكريم محمد زيدان :

السلام عليكم الدكتور كاظم، أتفق معكم تماما في تحليلكم هذا ... وأدعو بدوري مثقفي العراق إلى التوجه إلى هؤلاء المواطنين العراقيين لتحريرهم من القهر الإيراني والتضليل الإعلامي . المثقفون الثوريون وخاصة من أبناء الجنوب هم من يستطيع توعية الناس و تحريكهم .... لأنهم الأدرى بالظروف والحيثيات .

 

 





الخميس ١٩ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة