شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
صدق الله العظيم

 


أيها الشعب العراقي الكريم

تمر علينا هذا اليوم العاشر من المحرم الحرام , ذكرى استشهاد الإمام الحسين ابن علي عليه السلام , تمر الذكرى وعراقكم الغالي يدفع الدماء انهارا نتيجة الاحتلال الأمريكي الصهيوني الغربي , وكان من نتيجة ذلك استشهاد الملايين من أبنائكم وحرائركم وأطفالكم , الذين قضوا في مواجهات مع قوات الاحتلال , أو في السجون السرية والعلنية , تحت التعذيب أو بالقتل والتصفيات الجسدية , وكلهم من أنصار الحسين والسائرين على منهجه , منهج الحق في مواجهة الباطل , المنهج الذي كان نبراسا لهذه الأمة الكريمة , لقد قال عليه السلام في وصيته :


( إِنِّي لَمْ أَخرُجْ أَشِراً وَلا بَطِراً، وَلا ظَالِماً وَلا مُفسِداً، وإنما خرجتُ لِطَلَبِ الإِصلاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي، أُرِيدُ أَن آمُرَ بِالمَعرُوفِ وَأَنهَى عَنِ المُنكر , وهَيْهَات مِنَّا الذلَّة، يَأبَى اللهُ لَنَا ذَلكَ وَرَسُولُهُ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ , وَأُنُوفٌ حَميَّةٌ , مِن أَنْ نُؤثِرَ طَاعَة اللِّئَام عَلى مَصَارِعِ الكِرَام ) ..


خرج الإمام الحسين وهو يطلب الإصلاح والتقويم والشهادة ,عندما تغلق في وجهه سبل الإصلاح , وهو يعلم علم اليقين أن شهادته في هذه المعركة ستحدث هزة عنيفة وعميقة في نفوس وضمائر المسلمين، أولئك الذين كانوا مبتلين بمرض «ضعف الإرادة» ، فالأمة آنذاك وفي زمن الإمام الحسين بالذات , كانت تعرف الحق وأهله , وتعرف الباطل وأهله، تعرف انحراف يزيد وظلمه وعدم شرعيته، وتعرف الإمام الحسين واستقامته وشرعيته، ولكنّها كانت ضعيفة الإرادة , خائفة لا تقدر أن تترجم أحاسيسها ووعيها إلى عمل ومواقف ، ولهذا وجد الإمام الحسين أنّ أي عمل سيصبح عديم الجدوى مع اُمّة تعاني من وطأة هذا المرض الوبيل، وسوف لن يكون بمقدور أية حركة تصحيحية أن تجني ثمارها الواقعية بسبب ركود أبناء الأمة وطلائعها ، كما أنّ استمرار هذا المرض وتفشيه في الأمة سوف يؤدي إلى موتها وبالتالي انهيار كيانها , وانعدام أيّة فرصة ضئيلة ممكنة لاستنهاضها في المستقبل، ولهذا وجد الإمام الحسين عليه السلام أنّ علاج وضعٍ كهذا لن يكون إلّا بإحداث هزة عنيفة تهزّ وجدان وضمائر الأمة وتبعث فيها الحيوية والإقدام، وأنّ هذه الهزة العظيمة لا تحدث إلّا بتضحية عظيمة، وقد رأى أن يكون هو عليه السلام الضحية التي سوف تهز الضمائر، ولم يكن أحد في الأمة مرشحاً لهذه المنزلة سواه ، فهو ابن بنت رسول الله , وهو ابن علي ابن أبي طالب خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وابن عمه والذي بات على فراشه يوم عزمت قريش على قتله , فأقدم على الشهادة، وكانت شهادته منعطفاً بارزاً وقوياً في وعي الأمة وحياتها، وكان أثرها على النفوس عظيماً , حيث تحركت الحياة في العقول وفي الضمائر لهول المصاب الأليم ، فأرست هذه الشهادة دروسا كبيرة في المعاني والدلالات وفي مواجهة ومجابهة أي من يريد لهذه الأمة الذل والخنوع والتبعية والسيطرة على مقدراتها , ولهذا يظل دم الإمام الحسين منذ استشهاده والى اليوم , محركاً للثوار والمقاومين وملهماً للضمائر الحية التي ترفع شعار مقاومة الأعداء والمحتلين ومحاربة الظلم والظالمين والحفاظ على العزة والكرامة وامن الأوطان وسيادتها , ومنع التدخل الأجنبي في شؤونها


فشهادة الإمام الحسين عليه السلام , كانت انتصاراً كبيراً للإسلام ولقيم الأمة العربية , وقد حققت أهدافاً عظيمة , حيث رأت الأمة في الإمام الحسين , إنساناً مخلصاً للإسلام ومخلصا للمبادئ التي امن بها وحملها مشعلا ومنارا للجهاد والتضحية , وقد تحرّك نحو هدف سامي وهو إقامة النظام الإسلامي الأصلح , والقضاء على الانحراف ، وجعل كلمة الله هي العليا , وكلمة الطغاة هي السفلى , وقد ضحّى بنفسه من أجل هذا الهدف , عندئذٍ أدركت الأمة أنّ السعي للهدف الذي ضحّى من أجله الإمام الحسين يعدّ من أقدس الواجبات , ويستحق التضحية ، وعلى الجميع أن يتمثلوه , عندما تتعرض الأمة والأوطان لامتحانات عسيرة , وما أشبه اليوم , بيوم شهادة الإمام الحسين , فها نرى الجور والانحراف والنفاق والكذب وسرقة المال العام وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق , تسود ارض العراق , وعلى أبنائه أن يعو هذه الشهادة , في بناء عراق خال من الاحتلال ومن عملائه والمرتبطين به , ومحاربة كل ما هو دخيل جاء به الأعداء وبشروا به ليكون وسيلتهم في السيطرة على مقدرات العراق وشعبه , سيبقى الإمام الحسين عليه السلام حيا ورمزا للشهادة والكرامة والحق , والموت لكل المنحرفين والكذابين والخارجين عن مبادئ الإسلام الحقة وجوهرها وروحها .



المركز الإعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية
١٠ محرم الحرام / ١٤٣٥ هـ
 ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٣  م







الاربعاء ١٠ محرم ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تشرين الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المركز الإعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة