شبكة ذي قار
عـاجـل










حرب إعلامية وتراشق كلامي امتلأت به صفحات صحف ومجلات وشبكة الانترنيت وتناولته العديد من برامج التلفزة الفضائية عن حدث جسيم هزّ أركان النظام الديمقراطي في العراق الجديد، ألا وهو حدث تشييع جثمان الفقيد ضياء يحيى العلي أمين سر فرع كربلاء لحزب البعث العربي الاشتراكي في عهد النظام الوطني الذي وافاه أجله المحتوم في مصر. مؤكد إن قضية التشييع والتناقضات التي أثارتها بين أركان الحثالة الحاكمة في العراق الجريح المحتل تفوق كوارث وأحداث عراقية قطعت فيها رقاب مئات الأبرياء، وتخربت وهدمت فيها عشرات من بيوت الفقراء والمعدمين بسبب انعدام الخدمات الأساسية التي يفترض بالحكومة تقديمها وتأمينها وأحداث أخرى فقد فيها البلد مليارات الدولارات من ثرواته فضلا عن الحدث الجلل الواقع منذ عام 2003، ألا وهو احتلال مرّكب بغيض.

 

تشييع جنازة رجل توفاه الله بعد أن قضى آخر عشر سنوات من عمره مهجرّا من وطنه تثير كل هذا اللغط والجدل والتراشق من رجال ونساء ظهروا على مسرح الحياة السياسية والاجتماعية بفضل الغزو الأمريكي ومسكوا السلطة الغاشمة تحت إدارة الاحتلال المركب وصاروا جزءا من إرادة الاحتلال وسولت لهم أنفسهم الفاجرة فسمّوا الغزو المجرم تحريرا ورقصوا في مقرات جنرالات المارينز الكفرة عند بوابات مرقد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف والإمام الحسين بن علي عليه السلام في كربلاء، رغم إنهم يدعون زورا انهم أهل دين ومذهب وما هم في حقيقتهم إلا تجار سحت وطلاب وجاهة نزقة خائرة وعبيد مال حرام ومتعة حرام.

 

ضياء يحي العلي, البعثي المناضل الشريف ,ابن كربلاء الذي خدم المدينة وأهلها ( من عرب ومن عجم مستعرقين )  بما فيهم الذين ينعقون اليوم كما البوم والغربان في معركة رفض واستنكار تشييعه, سنوات طوال وسهر على راحة زوارها في المناسبات الحسينية ليال طويلة جدا موفرا لهم مع رفاقه وطاقم الدولة في المحافظة موفرين لهم الأمن والأمان وخدمات النقل المجاني والرعاية الصحية وكل ما يحتاجونه بما في ذلك سد العوز المالي ( خرجية ) للكثير منهم . ضياء يحيى ( أبو نيزك وهكذا كان يحلو لأبناء كربلاء أن يطلقوا عليهلانهم يحبونه ولانه لم يمد يد أذى أبدا لاي منهم ) كان يجول أرجاء كربلاء يوميا راجلا ليقابل المواطنين ويسمع منهم طلباتهم واحتياجاتهم ومشاكلهم الحياتية, مثله مثل كل قادة حزب البعث العربي الاشتراكي في كل محافظات و أقضية ونواحي العراق , ويتفقد المحال التجارية ونظافة المدينة وانتظام المرور فيها وينهي جولته في استراحة في مضيف الروضة العباسية أو الحسينية ليتابع احتياجات زوار المراقد ويحل مع إدارة المرور أي اختناق يحصل ويعالج مع أجهزة المحافظة أية مشاكل آنية تحصل وكان يشرف بنفسه على عمليات نقل الزوار مجانا بعد انتهاء مراسم كل موسم للزيارة.

 

كان ضياء يحيى رحمه الله يجتهد في أداء واجباته تجاه شعبه كقائد وكإداري متمرس لكن الخط العام لعمله وأداءه ليس حكرا بشخصه ولم يكن محض اجتهاد البعثي المماضل ، بل هو تنفيذ لتوجيهات وتوجهات القيادة في تقديم خدمات متميزة لكربلاء وزوارها، ومن بين ذلك إضاءة المدينة إضاءة متواصلة طيلة أيام مواسم الزيارة رغم شحة الكهرباء وخاصة بعد عام 1991 م وهو العام الذي شهد انجاز التصميم الأساس لمركز المدينة الذي ظل قرارا بدون تنفيذ منذ عام 1959 م حيث صارت كربلاء بعد التنفيذ الاستثنائي وفي ظروف استثنائية بما في ذلك إعادة تذهيب القباب والمراقد لكل من الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام بأمر وإشراف من قيادة العراق التاريخية وعلى رأسها الشهيد الخالد صدام حسين رحمه الله وبرعاية مباشرة أيضا من القائد المجاهد عزت إبراهيم الذي كان يمثل الرئيس في معظم احتفالات كربلاء المركزية وخاصة في الاحتفال السنوي بذكرى ميلاد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي كان يتم إحياءه في كربلاء كل عام بعد أن تتزين المدينة بأبهى وأجمل حللها.

 

ضياء يحيى العلي كان يتابع طيلة أيام شهري عاشوراء وصفر المواكب الحسينية سواء تلك التي يقيمها أهالي كربلاء أو تلك التي تفد من باقي محافظات العراق، وكان يشرف مع المحافظ على عزاء طويريج ( ركضة طويريج ) ويؤمن لها الحماية والرعاية مع دوائر الدولة الأمنية والخدمية ومع الآلاف من رفاقه البعثيين من أبناء المدينة.

 

يكذبون ويمارسون البهتان حين يدّعون إن ضياء أبو نيزك ورفاقه قد قصّروا في خدمة زوار الحسين عليه السلام وحين يدعون أنهم منعوا القادمين إلى كربلاء سيرا على الأقدام. فالدولة كلها كانت تسخر لتسهيل تأدية الشعائر والمراسم ولم تستهدف أي قادم إلى كربلاء إلا إذا مارس فعلا يضر بالأمن العام للمواطنين وللمدينة وزوارها وهؤلاء لم يكونوا سوى قلة من الأوباش القادمين من إيران الشر والعدوان سفراء للتخريب والعبث والإجرام ولا تتجاوز أعدادهم أصابع اليد الواحدة كل عام وهم من تشكيلات الأحزاب والمليشيات الفارسية المعروفة. لقد كان كل تصرف يقوده الحزب أو الدولة يصب في خدمة المواطنين وزوار العتبات للحفاظ على حياتهم لأن ملايين القادمين في كل موسم كانت هدفا لإيران المجرمة وعملاءها لكي تلقي بتبعات أي خرق أمني على عاتق الحكومة العراقية وتتهمها باستهداف حياة الزائرين واستهداف ممارساتهم.

 

بعض مَن يديرون اللغط المتصف بقلة الحياء وضعف أو انعدام الإيمان بالله وإكرام الميت طبقا لتقاليد كربلاء وأهلها هم في جلهم كانوا ينحنون حتى تنكسر ظهورهم وهم يتملقون المرحوم ضياء يحيى أو غيره من مسؤولي الحزب والدولة. قوم ابتلاهم الله بقلة الحياء ووهن الروح وتدني الذات والقيم الإنسانية. قوم ابتلاهم الله سبحانه بنفوس خائرة وكيانات جبانة لا تقوى على مواجهة الحق والمنطق فتغور في متاهات الباطنية القذرة والازدواج المهين.

 

في كل الأحوال ... تم تشييع ضياء يحي العلي في كربلاء واشترك في التشييع آلاف من أبناء المدينة ووجهاءها وسادتها وشيوخها. وأقيم مجلس العزاء وقدم إليه آلاف .. ولسان حال الجميع يقول ببساطة متناهية .. إن ضياء رمز لحقبة حكم وطني شريف خدم البلاد والعباد ... لسان حالهم يقول إن البهتان والتبشيع والتزييف قد سقط تحت أقدام العراقيين وضاعت معه كل جهود أحزاب وميليشيات الاحتلال وأجور الإعلان والدعاية البغيضة الباهضة. تم تشييع جنازة أبو نيزك في كربلاء تحملها وتحيط بها أكف العراقيين الذين أدركوا أن الرجل مثله مثل غيره من مسؤولي النظام الوطني كان شريفا ونزيها ومؤتمنا على الأمانة وكان شجاعا وحازما وحاسما في حين أن من وظفهم الغزاة والمحتلين كلهم سرّاق ولصوص وفاسدين وقتلة. نعم شييع ضياء يحي العلي تشييعا يليق بالبعثي الذي أحبه ابناء شعبه حيا حين كان عاملا من عوامل التقدم اليومي .

 

كان تشييع الرفيق ضياء يحيى العلي استحضارا لوفاء أبناء كربلاء العروبة والإيمان لعناصر الوفاء من رجال البعث الشجعان المقتدرين قياديا واداريا وطعنة نجلاء في صدر الدعوة الإيرانية والمفمفين من خنازير زمن العهر الفارسي الذي سلطته أميركا على كربلاء أكثر مما سلط على مدن أخرى لأن الاحتلال قد أراد خاسئا لكربلاء والنجف أن تصير فارسية وأراد لها أن تكون شاهد زور لطائفية بغيضة قاتلها البعث وانتصر عليها بقوة شعب العراق العظيم.

 

لقد أضاء ضياء يحيى العلي في موكب جنازته أسرجة الحق التي جندوا كل الباطل وقواه لاطفاءها وجعل كل أرجاء المدينة تشع بألق الأمس المتقد بالعطاء والنقاء والطهر والشجاعة والصدق بناءا واعمارا وفكرا. ضياء يحيى لا يمثل ذاته بل يمثل البعث العظيم وحشد الناس الذين شيعوه هم جزء من شعب البعث المجاهد في كربلاء وقل موتوا بغيضكم.





الاثنين ٢٢ محرم ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة