رفاق الفقيد في سورية ينعون اليكم ببالغ الحزن و الاسى الرفيق المناضل و المفكر القومي الدكتور الياس فرح الذي انتقل الى رحمة الله.

قد عرفت عنه مناقبيته الاخلاقية التي كان البعث حريصا على إبرازها كسمة مميزة للقادة البعثيين الاوائل كمرجعية للعمل الوطني و خدمة شعبنا .

تشرد مع العديد من رفاقه كما دخل العدد اﻷكبر من القادة المناضلين في السجون بعد حركة 23 شباط 1966 إثر اﻷنقلاب ضد البعث و قادته التاريخيين،كما حكم على الفقيد و القائد المؤسس اﻷستاذ ميشيل عفلق باﻹعدام و إستشهاد اﻷستاذ المؤسس صلاح الدين البيطار في باريس على يد النظام اﻷسدي عام 1980، كما تشرد الفقيد ثانية من العراق إثر الغزو الامريكي الصهيوني الفارسي الذي استهدف العراق قادة و شعبا و كيانا عبر استهداف الهوية الوطنية و العربية الجامعة كما استهدف العديد من قادة البعث و على رأسهم الشهيد القائد صدام حسين .

إن غياب رفيقنا الدكتور الياس فرح في ظل هذه الظروف المؤلمة و حرب اﻹبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في سورية يطرح ايضا و بإلحاح المحنة التي يتعرض لها الفكر القومي و حزب البعث حيث يتم كل هذا تحت اسم "الحزب" و "الفكر القومي" الذي تم اﻹستيلاء عليه بقوة السلاح كما هو على سورية بكاملها إذ تحولت سورية على يد هذا النظام الى مطية و ساحة لتحالفات اقليمية و دولية مشبوهة تستهدف سورية تاريخا و شعبا و دورا ريادي في الوطن العربي .

إن ثورة شعبنا العظيمة و تضحياته البطولية تتعرض اليوم اليوم ايضا الى عملية جهنمية لتشويهها بأشكال مختلفة و ذلك بإستيراد المنظمات الارهابية و الطائفية تحت اجندات مختلفة للإجهاز على الثورة و قتل اﻷمل الذي ينشده شعبنا في الحرية و الكرامة.

ففي هذه المناسبة نطرح نداء المسؤولية التاريخية لرفاق الفقيد وللتيار القومي الديموقراطي عموما في سورية و الوطن العربي من اجل القيام بمراجعة نقدية و جذرية للمرحلة بكاملها و لكل الممارسات التي تمت بإسم هذا الفكر وفاءا لتاريخ هؤﻻء القادة و لتضحيات شعبنا العظيمة ﻹزالة اﻹلتباس و كشف المؤامرة التي تتعرض لها سورية اليوم و المنطقة العربية بكاملها من التفتيت و التقسيم .

رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جناته