شبكة ذي قار
عـاجـل










( من طلب فوق قدره استحق الحرمان )
قول مشهور


اعتادت الدول اعتماد قسم او يمين يؤديها من يسند اليه مسؤولية رفيعة وحساسة في ادارة الدولة ، انطلاقا من شريحة الله والدساتير الوضعية بأن يبذل جهده ويظهر اخلاصه ووفائه للشعب والوطن وهما اهم عنصرين في تكوين الدول والمجمعات ، ويتم ذلك بعد عملية تدقيق وتمحيص شديدين عن اهلية المرشح ومن ثم يطلب منه اداء القسم ، والملاحظ هنا في تصرف المالكي بأنه بعد ثمانية سنوات من الحكم يتذكر فجأة بأن الذين تبوؤا هذه المناصب الحاسسة لم يؤدوا القسم امام ممثلي الشعب او امام المحكمة الاتحادية . ماذا يعني ذلك ؟


ان الذين تم اختيارهم من اتباعه وعملائه وخونة الشعب وانه سبق وان ادوا قسم الولاء له وللاسيادهم واحزابهم الطائفية بان ينفذوا الاوامر والتعليمات الخاصة بذبح وقتل وتدمير الشعب وهي مستمرة ولم تتوقف، اذن لماذا هذه المسرحية الهابطة ، هل جاء بعد ان تعمق الخلاف والشقاق وتضاربت المصالح بينه وبين شركائه سواء في الحكومة او في العملية السياسية او قربهم وبعدهم وارضاء من اتى بهم الى سدة الحكم وهم كل من امريكا وايران ، ام تفسير هذا التصرف هو صحوة موت وقرب الفشل الذريع ونهايته المعروفة لدى حلفائه واعدائه .


ومن اجل تسليط الضوء اكثر على قرار القسم نتناوله بوجهين :


الاول : هل صحيح المالكي اعلن تنفيذ هذا القسم بجدية وحرص واذا كان كذلك اين كان خلال ثمانية سنوات من توليه مسؤولية الدولة ، نقول ببساطة تامة ان من يريد مصلحة الوطن والشعب ان ينفذ هذا عند تسلم زمام السلطة وهذا الاجراء هو الطبيعي والاعتيادي، لا ان يفسح المجال بدخول عناصر مجرمة وعصابات ومليشيات الى مؤسسات الدول والاجهزة الامنية والجيش ويمنح الرتبة والمراكز القيادية بموافقته او بضغط الاحزاب الطائفية العميلة او بأوامر من اسيادهم في قم وطهران ، وهل اصبح هذا القسم ذي قيم وفعالية الان بعد ان مارست ومازالت تمارس هذه العناصر وخلال فترة حكم المالكي ابشع انواع الاجرام من قتل وتعذيب وخطف وتهجير بحق الشعب العراقي ، وان اقسمت فهي ليس لديها دين ولاقيم ولامبادىْ ولاذمة ، وكما ان كم من امثال البطاط موجود في هذه المؤسسات الذي اعلن صراحة وامام الملأ بأن ولائه لايران وولي الفقيه ان اندلعت حرب بين العراق وايران بأنه يقف الى جانب ايران ضد العراق وشعبه ، وهو الان طليق حر يتحدى المالكي واجهزته اذا ما تحاول التعرض له ، اي حكومة هذه واي قسم ينادي به المالكي ، اذا كان المالكي صادقا في دعوته واشك في ذلك يقيناً ن ليبدا اولا بتنظيف من حوله من مرتزقة ومجرمين وخارجين على القانون من عناصر الدمج لكي يكون على الاقل كلامه مسموع وليس مقبول من قبل الشعب ( طبيب يداوي الناس وهو عليل ) فهل من المعقول ان يكون الاصلاح على يد مفسد ومجرم نقول كم من الاف الابرياء قتلت وتقتل يوميا امام نظرك وسمعك يامالكي وتسجل ضد مجهول ولايعرف الشعب نتائج التحقيق لاي جريمة من هو المجهول اذا كان الشعب قد عرف من هو المجهول ، هل من المعقول القائد العام للقوات المسلحة الذي بيده الملف الامني في البلاد لا يعرف من هم قتلة الشعب العراقي انهم اقرب المقربين اليك في العشيرة وفي الحكومة وفي احزابك التي تنتمي اليها وهم مليشياتك الاجرامية ابحث عنهم انهم حزام بطنك ولباس شرفك وذرة غيرتك وفحيح صوتك الناشز .


اما الثاني : اذا كان المالكي يلعب على الحبال من اجل الحصول على مكسب جديد فهو سبق وان كان اللاعب الرئيسي والمهم مع اعداء الوطن والشعب ( الامريكان والصهاينة والايرانيين ) وقد نجح الى حد كبير في الوصول الى مبتغاه في التربع على كرسي السلطة والاستمرار فيها لمدة ثمانية سنوات ،والان لم يدرك بسبب غبائه وصلفة بأن كل شيْ تغيير ولم يبقى على حاله الى الابد ، فحلفاء الامس ليس هم على نفس دعهم ومساندتهم له واذا كانت امريكا واسرائيل وايران اعتبروك اللاعب الرئيسي لهم ووضعوك بهذا المنصب ، الان اصبح لديهم لاعبين كثُر ومصالحهم تغيرت وتنوعت وتحالفاتهم مع بعضهم قد تغيرت لصالح كل واحد منهم هذا جانب ، والجانب الاخر التغيرات السريعة والمفاجئة التي حصلت خلال فترة العشرة سنوات الماضية لمواقف وتصورات وارادات سواء لجماهير الشعب او الاحزاب والكتل حتى المؤتلفة معه بسبب الاخفاقات وتردي الوضع الامني وسوء ادارة الحكم ناهيك عن ظهور مواقف عربية واقليمية جديدة في اطار معطيات الواقع الجديد التي خلفتها ظروف المرحلة السابقة ، لذا فان خيارات ورهان المالكي على اوراق بائسة لم تنفعه في بقائه في الحكم لولاية ثالثة ، لان جبهة الرفض اتسعت وشملت حتى حلفائه بالامس وان اعتماده ورهانه على كسب الاصوات للجيش والاجهزة الامنية والمليشيات واخرها تشكيلات الصحوة اصبحت تأثيرها ضئيلة ، وأن الذهاب الى تصعيد وتيرة العنف والارهاب والقتل والتهجير من اجل الاعلان عن حالة الطوارىْ والوصول الى حالة تأجيل او الغاء الانتخابات في البلاد اصبحت ورقة محروقة لان حليفته امريكا لاتؤيد تأجيل او الغاء الانتخابات وليس لها الرغبة في استمراره في الحكم لولاية ثالثة جاء هذا التأكيد عند استدعائه الى واشنطن ، كما ان الشعب ادرك ذلك السيناريو وكثير من القوى السياسية والتكتلات لاترغب استمرار المالكي بولاية ثالثة . فأصبح مصير المالكي امام ثلاث خيارات وهي :


الخيار الاول
التسليم بعدم جدية توليه الحكم بولاية ثالثة وقبوله الوضع برحابة صدر ويصطف مع حزبه او ائتلافة كشخص وينتظر مصيره بقرار الشعب اصدار حكمه بالجرائم والقتل والتهجير التي ارتكبت اثناء فترة حكمه .


الخيار الثاني
تدبير محاولة قتله والتخلص منه من قبل حلفائه وبطرق شائعة الحدوث ومفبركة ، لكي تختفي الكثير من الاواق الادانة والتستر على المخططات والمشاريع التي نفذها لهم بحق العراق وشعبه .


الخيار الثالث
حصوله على اللجوء في احدى دول حلفائه امريكا او اسرائيل او ايران حاله حال الذين سبقوه من العملاء والخونة .
 

 





الثلاثاء ١٤ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة