شبكة ذي قار
عـاجـل










إهــــداء : إلى الروح الباقية فينا والقيم المثمرة في عالمنا سيدي صدام حسين المجيد رحمه الله في ذكرى خلوده السابعة.

 

مدخل عام :

تفرد رسول الأمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بسمة الأخلاق الكريمة وتفردت رسالة الإسلام الحنيف بالدعوة إلى إتمام مكارم الأخلاق ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ). والأخلاق سمة تتوزع بين المواقف الشخصية الاجتماعية وتفرعاتها كخط عام للإنسانية وبين المواقف السياسية ومخرجاتها ذات الصلة بالفرد والعقيدة السياسية التي يتبعها، والالتزام بقضايا الشعب والثبات على مصالح الوطن والأمة. إن الانتماء إلى عقيدة الإسلام الحنيف عند المسلمين يسبق أي انتماء آخر إلى أية عقيدة سياسية وضعية، وعليه فان القائد صدام حسين قد زاوج بقدرات شخصية متفردة وصلت حد الدمج والانصهار بين أخلاق المسلم وبين أخلاق البعثي وبرهن ان العقيدة السياسية يمكن أن تكون عبر نتاجها الإنساني الخيّر والمفيد مرتبطة ارتباطا عضويا بالعقيدة الدينية دون أن تقيد الدين ولا تثقل كاهله ببعض منتجات السياسة التي تحسب على مبادئ المناورة أو الباطنية أو النفاق والغش والخديعة التي يتطلبها بعض العمل السياسي، ودون ان تحول الدين أيضا إلى أداة من أدوات الدولة التي تهبط به وتفقده بعض قدسيته, لقد  صار شهيد الحج الأكبر أحد قادة النهج القومي الوحدوي التحرري الاشتراكي، بعد أن اثبت عبر إدارة الحزب والدولة في العراق بأنه رجل بقدرات وكفاءات إيديولوجية متفردة وصولا إلى لحظة مضى فيها شهيدا يعبّر عن أروع وأسمى وأجل أخلاق المسلم المؤمن والبعثي الذي وظّف أخلاق الإسلام لخدمة عقيدته ووطنه وأمته.

 

المبحث الأول : صدام حسين المسلم المؤمن

 

نطق الشهادة التي توحد الرب جلّ في علاه والإيمان بالرسول واليوم الآخر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وتلاوة القرآن كلها علامات فارقة مميزة للإنسان المسلم تدل عليه وتفرز هويته الظاهرية. غير أن الإسلام الحقيقي هو في التعبير عن السلوكيات المختلفة التي تقع ما وراء هذه العلامات الفارقة وتترتب عليها سواء"على المستوى الشخصي أو على المستوى الجمعي المعبر عنه  وظيفياً وسياسياً وإلى غير ذلك.

 

صدام حسين مسلم مؤمن من حيث المبادئ ومسلم مؤمن من حيث النتائج المعبر عنها بأفعال قائمة على الأرض, مقروءة و منظورة. انه نموذج أصيل لإفرازات الذات المسلمة في أطر الخدمة العامة وبرهان على أن الفعل الايجابي الخيّر ينتج عن الشخصية الايجابية الخيّرة ولا يقتضي وصفا دينيا للشخصية القيادية.

 

(1-1)   : الشجاعة

لولا شجاعة الرسول الكريم وأصحابه الكرام المقترنة برجاحة العقل والحكمة لأُغتيلت الدعوة في مهدها ولما وصلت الرسالة السمحاء إلى كل أرجاء المعمورة. وصدام حسين شجاع بكل مقاييس ومعايير الشجاعة التي اتسم بها حملة الرسالة ومبلغيها باللسان الناطق بالحجة والمنطق أو بالذراع البطل الحامل للسيف والرمح والراية.

 

شجاعة  صدام حسين هي التي ساهمت في تفجير ثورة البعث في العراق عام 1968م وهي التي حمتها متزاوجة مع شجاعة رفاقه الذين تمثلوا جميعاً شجاعة الجمع المؤمن في صدر الرسالة وتحلوا بها بيقين مستقر إنها الإدارة والطريق المؤدي إلى الفوز والفلاح.

 

شجاعة القائد ورفاقه هي التي طهّرت العراق من الجواسيس وهي التي أنجبت تأميم النفط تحدياً ومشروعاً اقتصاديا للبعث وتنفيذاً بارعاً. وهي التي قبرت المؤامرات وكشفت الوجوه الكالحة العاملة عليها في الظلام. وشجاعته هو ورفاقه هي التي قادت العراق لتكريس وحدته الوطنية وتحجيم الردة والتمرد في شمال الوطن عبر تشريع الحكم الذاتي. والوحدة الوطنية الراسخة. وقوة العراق التي بنتها وكرستها الشجاعة والحكمة. والقدرات الفذّة على الإنجاز هي التي سحقت العدوان الإيراني في قادسية صدام المجيدة وقادت العراق إلى نصر ناجز باهر بعد ثمان سنوات من الحرب الضروس.

 

وشجاعة صدام حسين ورفاقه هي التي منحتهم القدرات الأصيلة المنبثقة من روح الأمة والإسلام لتحدي الروح العدوانية ومعطيات العدوان من قبل أعظم قوه عسكريه واقتصادية وإعلامية وهي الولايات المتحدة متحالفة مع عشرات الدول بجيوشها واقتصادها وإعلامها وكان من بين الطوفان شجاعة القائد وصحبه إنتاج أعظم مقاومة مسلحة وسياسية عرفها تاريخ البشرية قهرت الغزو الأمريكي وحلفاءه، وإعادة تشكيل خارطة العالم السياسية بعد أن أوقعت أمريكا من وضع الوقوف القوي الغاشم إلى حالة التأرجح ثم إلى الهاوية عبر سفوح أدمت صخورها جبين الظالم وهزمت ستره فأظهرته عاريا يبحث هنا وهنالك عن طرق بديله تستر ما تهتك وظهر من عوراته.

 

( 2- 1 ) :  الثبات

الثبات على الموقف وحيثيات القضية التي يؤمن بها الإنسان سمة أخلاقيه باهرة. تأريخ الإسلام يعج بالمواقف التي قُيدت بحروف من ذهب و نور للثابتين المرابطين ولثباتهم. بلال الحبشي نموذج رائع من عينات صدر الرسالة والحسين بن علي بن أبي طالب نموذج أخر طرز تأريخ الثبات على المبادئ والعقيدة بزهو الإنسان الرجل الذي غلب عوامل البيئة المثبطة الدافعة للتراجع والانكفاء. وصدام حسين ثبت على عقيدة الأمة كثبات حملة الرسالة في صدرها وفي عصر اتساعها وانتشارها بالفتح وطوفان المنطق الحق، وسمو الشريعة والسنة. وثبت على حق العراق وحق العرب في الحياة الحرة الكريمة واستثمار الثروات وخلق فرص النمو والتقدم والازدهار. وثبت على حق الأمة في التعبير عن توقها للحرية وإعادة الاعتبار إلى بطولتها المتفردة.

 

نعم لقد ثبت على مبادئ العقيدة ومبادئ الرجال ولم يثنه عنها حوادث جلل ومواقف تهز الجبال حتى اعتلى منصة الغدر باغتياله ضاحكا هازئا بقتلته ومتحديا لجبنهم وهو مكبل اليدين والرجلين بأغلال الحديد. وظل صوته الشجاع الثابت مجلجلا يقطع حبال المشنقة (أشهد أن لا اله إلا الله ... وأشهد أن محمد رسول الله .. عاشت فلسطين  .... عاشت الأمة... الموت للخونة والعملاء...)

 

( 3-1 ) : الصلة بالشعب

لم يحصل في تأريخ العرب الحديث عموما ولا في تاريخ القيادات الفردية أو الحزبية أن انفتح زعيم قائد على شعبه كما فعل صدام حسين. لقد قابل صدام حسين والتقى ملايين من العراقيين إبان فترة حكمه وتصديه لقياده الحزب والدولة، ولو كان رحمه الله من الباحثين عن التميز الفردي لكان قد دخل سجل جينيس في كونه الرئيس الذي تواصل وقابل والتقى أكبر عدد من أبناء شعبه على الإطلاق وبدون منازع. ولو قدر لأرشيف رئاسة الجمهورية أن يعلن في ما يخص هذه الناحية التي حجبها الاحتلال وعملائه لانبهرت الدنيا لعمق الصلة بين الشهيد صدام حسين وبين شعبه العراقي منه وكذلك العربي. ووجد صدام حسين القائد طريقه سالكاً إلى قلوب شعبه عبر وسائل الاتصال و لقاءات مباشره ومقابلات رسمية تعد بالملايين وزيارات لمئات الألوف من العوائل في البيوت وفي زيارات للمصانع والدوائر الرسمية والمدارس والجامعات امتدت على ساحة العراق طولاً وعرضاً. وكان قائد القوات المسلحة التي قاتلت إيران المعتدية الغاشمة ليس في مكاتب القيادة فقط بل في الخطوط الأمامية وعلى مدار سنوات الحرب الثمانية، كانت صلة القائد بشعبه تعبر عن أخلاق القائد الثائر المفكر الخلاق المبدع المحب بل، العاشق لوطنه ولأمته والتي لم نجد لها قط نظيرا في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، وتأخذ أطرها ومضامينها من شخصيته المؤمنة المسلمة المتمثلة لرموز الأمة بدءا من الأنبياء والرسل وخاتمهم المعلم القائد العظيم محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم عمر وأبو بكر وعثمان وعلي والحسن و عمر بن عبد العزيز.

 

( 4 - 1 ) : عظمة الانجاز من عظمه العزم

وعظمة العزم هي محصلة حاصل للتكوين الشخصي المبني على الثبات ورسوخ ووضوح الرؤية وشفافية العقل وثبات اليقين. وهكذا حفل عهد قيادة صدام حسين بمنجزات عظيمة انطلقت من قدرات فذة على الانفتاح على العقل العراقي المبدع الخلاق واستثمارها بكامل مدياته النظرية ومديات قدرته على العمل الايجابي المنتج.

 

ومن وقائع التخطيط المبدع صنع واقع علمي واقتصادي وصحي وخدمي و مشاهد ثورة عملاقة في كل مفرده من المفردات وتفاصيل عمل سجلتها أسطر سفر العراق بحروف من نور وزرعت في ضمائر العراقيين تتحدى عوامل التعرية والتصحر التي حاول الاحتلال وأعوانه بثها في حياة العراقيين .

 

2 – المبحث الثاني : صدام حسين البعثي العقائدي

تعبر السمة الأخلاقية في السياسة عن نفسها, هي الأخرى, نظريا عبر الانتماء إلى حركة سياسية أو حزب يعتنق فلسفة أخلاقية وعبر وفاءه لعقيدته الأخلاقية في ساحات الفعل والانجاز والتنفيذ. العقيدة الأخلاقية السياسية تنطوي على فكرة ومفهوم التطابق بين الغايات وبين سبل ووسائل التحقيق أو مسارات الوصول إلى تلك الغايات أو الأهداف. وتفترض هذه العقيدة إن الغايات والأهداف النبيلة السامية الخيرة يجب أن تطبق بوسائل وسبل وطرائق فاضلة وسامية ونبيلة هي الأخرى.

 

الأهداف والمبادئ والعقيدة القومية التي اعتنقها الشهيد صدام حسين تجسدت في الثالوث المقدس, الوحدة والحرية والاشتراكية, وفي شعار البعث أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. هي إذن عقيدة جمع وتوحيد للأمة العربية التي فرقتها عوامل عداء وتدخلات مصالح بعضها خارجي وبعضها محلي مرتبط بالخارجي وهي عقيدة تتطابق تماما مع رسالة الإسلام الحنيف وتنطلق من روحها المقدسة وتوقها الوجداني الذي تتألق أنوار مساراته بعظمة هدف الوحدة.

 

الأهداف والغايات نبيلة من حيث كونها تمثل تطلع أمة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى غلبة عوامل الانحطاط والتردي من تجزئة وفقر وجهل واستلاب. والطريق إليها طبقا لعقيدة البعث هو باستخدام ثورة شعب الأمة بالانقلاب الذاتي بدءا على هذه العوامل ومواجهتها في صراع مرير مع الذات ونقل الانتصار الذاتي لينور مسارات الثورة الجمعية العربية. الأمة برمتها هي التي تحقق الأهداف وتتولى الطلائع الثورية المؤمنة الصادقة المتجردة من الأنانيات وصغائر الجزئيات زمام التغيير المفضي إلى الغايات المحددة في استراتيج النهج القومي التحرري الاشتراكي الوحدوي.

 

يتشكل الموقف العقائدي عبر تفاعلات وإرهاصات داخلية ذاتية وأخرى موضوعية، العامل الشخصي الذاتي رغم عدم إمكانية تجريده تماماً عن المكونات البيئية الخارجية، يظل الوعاء الذي يخزّن ويضمن ويحتوي أو يرفض.

 

إن الخزان الذاتي يعتمد أساسا ً على الفطرة التي يجبل عليها الإنسان، وقد جُبِل صدام حسين على فطرة تشكلها عوامل وراثية تمتد إلى جذره العربي الهاشمي المجبول على الكرم والإقدام والطيبة والروح القيادية المقتدرة المتمكنة.

 

ومن هنا حصل التزاوج والاقتران العظيم في الإسلام كطريق وتعبير عن الإيمان بالله سبحانه وبين الإيمان بالأمة عبر منهجها القومي والتحرري الوحدوي الاشتراكي، وطبقا لما ولد من حركة البعث التي انبثقت كتعبير عن حاجة الأمة إلى الانقلاب على ذاتها لتنطلق في صورة جديدة تستحضر روح الإسلام الحنيف والإيمان باشتراطاته العامة الواردة في الأحكام الربانية المنزلة في كل الكتب المقدسة إضافة إلى القرآن المجيد.

 

إن السمة الأخلاقية السياسية التي عبر عنها صدام حسين بروح الامتزاج التام بين مكنونات الذات وجزئيات البيئة وبالمنتج النافذ إلى تلك البيئة هي سمة التوافق المطلق بين الأهداف النبيلة للأمة ومتطلبات وحدتها العابرة للأطياف المتشكلة لطوبوغرافيا العرب من أديان ومذاهب وأعراق. فكانت قيادته لحركة الحياة في العراق قبل وبعد استلامه لزمام القيادة تستحضر الانسجام والتناغم والتماهي بين كل نقلة إلى الأمام في الحياة في جغرافية العراق وسكانه وبين افقها القومي وإشعاعها الروحي المادي النابع من روح الوحدة العربية ليس شعاراً مجرداً بل واقعاً له مئات الحيثيات والوقائع المعبرة عنه.

 

صدام حسين وحدوي مؤمن إلى حد الانصهار بحتمية الوحدة كحق ديني واجتماعي لذلك حمل أخلاق الوحدة وطبّقها وهو بذلك متوافق أخلاقياً بين حمل المبدأ وبين السعي الثابت والدائم للوصول إليه وبالوسائل التي أنتجها البعث في فكره وإرثه السياسي الواسع وخاصةً كتابات القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق التي نجدها في معظم ما أنجزه صدام حسين على مستوى الفكر أو على مستوى نظرية العمل البعثية التي رسم ملامحها على ساحة العراق المحررة.

 

وحقق الشهيد الخالد القائد صدام حسين نموذجاً أخلاقياً مبدئياً عقائدياً سياسياً آخر عبر اجتهاده ورفاقه في سعي واسع النطاق لتثبيت أركان الحرية والديمقراطية،  فأنجز عبر هذا السعي أول جبهة سياسية للقوى الوطنية والقومية والإسلامية قادت الحكم في العراق بدعوة وتبني من حزب البعث الحاكم وفتح الآفاق واسعة للتنظيمات الشعبية والاتحادات والنقابات لتمارس عملاً تربوياً وتحشيدياً يعمّق مفاهيم الحرية والديمقراطية. وكان صدام حسين أخلاقيا في سعي مثمر لتطبيق الاشتراكية كشريعة حياة تفضي إلى ازدهار الحياة والارتقاء بسبل توفير حاجات الإنسان الأساسية من رقي عيش وتربية وتعليم وصحة وفرص عمل حتى صار العراق لأول مرة في تاريخه بلا أمية وبلا بطالة.

 

القيادة مجموعة مواهب تتركب منها شخصية معطاءة تجيد فن تحريك الشعب نحو أهداف نبيلة سامية. وأهم هذه المواهب هي أسلوب التخاطب الجذاب والذي تغلب عليه لغة مهذبة ويؤطره طبع هادئ متزن وموهبة المزاوجة بين الحكمة والإقدام بحيث تكون مجموعة الأفعال المنبثقة عن القائد ايجابية في إطارها العام تتأتى عن الأفعال الجادة الحاسمة المتماهية مع تشغيل سليم لوحدة الزمن و تنأى عن الميوعة والتراخي في آن معاً.

 

صدام حسين كان قائداً بهذه المعاني العميقة فأستطاع أن يوحد الشعب بكل موزائيكه الواسع على أهداف وطنية وقومية عظيمة نتج عنها:-

 

أولا - ارتقاء هائل بمكانه العراق العربية والإقليمية والدولية

 ثانيا- تغيير جذري في بناء الإنسان العراقي طبقا للقيم والمبادئ الثورية الوطنية والقومية والإنسانية.

 ثالثا - تطور عملاق في كل مناحي الحياة العلمية والتعليمية والتربوية والصحية

 رابعا - حماية سيادة العراق السياسية والاقتصادية

 خامسا - اقتدار فذ في حماية الأمن الوطني العراقي والأمن القومي العربي

 

وكانت الأخلاق المسلمة البعثية المؤمنة الفاضلة حاضرة في شخصيه الشهيد الخالد على مستوى التعامل مع المال العام فلقد كان عفيف النفس طاهر اليد كريم وجزيل العطاء للآخرين من أبناء شعبه حتى صار مثالا للكرم العربي الأصيل المؤسس على طيبة النفس وعذوبة الشخصية والانطلاق من قيم إنسانية رفيعة.

 

صدام حسين السياسي تمكن من مسك مفاتيح الشخصية المؤثرة في العلاقات مع الحكام والأنظمة العربية  مع فهم واسع لطبيعتها الواقعة بين الثورية القطرية وبين القطرية الواهنة. وكان لتأثيره الشخصي الأخلاقي اثار واسعة وعميقة في توجيه وإنتاج الكثير من السياسات العربية البينية والخارجية بما يخدم قضايا الأمة المصيرية وخاصة قضيه العرب في فلسطين المغتصبة التي اعتبرها البعث وقائده الفذ صدام حسين قضية العرب المركزية. السياسات العربية التي حفزتها منظومة صدام حسين الأخلاقية وفرضتها الكاريزما القيادية والشخصية له سواء في مؤتمرات القمة أو في مواجهات العرب العسكرية مع العدو الصهيوني كثيرة وأنجبت حدا أدنى على الأقل في التوافق العربي وحضورا محترما ويحسب حسابه عالمياً وإقليمياً.

 

وكان صدام حسين رائد في تنفيذ سياسة وعقيدة البعث في استثمار واستغلال ثروات الأمة في خدمة قضاياها المصرية وكانت أخلاق الفارس العربي المؤمن صدام حسين حاضرة في صياغة قرار حظر بيع النفط العربي إلى الدول المساندة للعدو الصهيوني بالاتفاق مع المملكة العربية السعودية وهو نموذج تأريخي من بين الكثير من النماذج التي فرضها العراق كقوة فعل عربي بقرار موحد.

 

3- : الخلاصة

هذه محاولة متواضعة لإبراز الصلة العضوية الحية بين مكارم الأخلاق الإسلامية وبين أخلاق السياسة في شخصية القائد الخالد المفكر الشجاع صدام حسين رحمه الله. وهي نموذج للصلة ذاتها بين البعث كحركة ثورية قومية تحررية اشتراكية وجذورها الإيمانية العميقة المقترنة بتمثل الإسلام كثورة عظيمة في حياة العرب والإنسانية كلها. إن الإيمان المتجذر في صيرورة البعث هو تعبير عن كينونة العرب المؤمنة بالله عبر كل الأنبياء والرسل والكتب الربانية وبالذات عبر رسالة الختم المباركة. وان الفكر والانجاز البعثي الذي يسري في عروق الإنسان العربي هو جزء من روح السمو الراقية المؤمنة للعرب. صدام حسين كان نموذجا للصلة ولإنجازاتها.






الاربعاء ٢٢ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة