شبكة ذي قار
عـاجـل










المهنة الصحفيه تختلف اختلافا" جذريا" عن المهن الاخرى كونها تقوم بعدة مهام مترابطه ومتداخله فيما بينها كالمقابلات ، والاستجوابات ، والاستطلاعات ، والتحقيقات وغيرها من الاسـاليب الصحفية , التي تساعده على محاربة الإشاعات , ودحض الدعايات , وفضح الممارسات والسلوكات المخلة بانسجام المجتمع , او المهددة لوحدته وتماسكه ، ومن هنا كانت هناك الحماية القانونية والمجتمعية في أن واحد للصحفي كي يتمكن من القيام بمهامه وواجباته بكل حرفيه ومهنيه غايته الاولى والاخيره ايجاد الرأى العام المساند للفعل الايجابي والرافض بل المقاوم للفعل السلبي المخل بقيم الحياة الحرة الكريمة التي تتسامى في ضل المساواة والعداله والاقرار بانسانية الفرد في مجتمعه كونه عضوا" فاعلا وقيمه من القيم العليا في عملية البناء والنهوض والتحول التغيري وبما يتجانس والتطور العلمي والموروث الحضاري .


ومن هنا فان الصحفي العراقي خاصه والعربي عامه الحاذق يرقى بخصوصيات واسرار مجتمعه الى مستوى المكانة التي تحظى بها مهنته مقارنه بما لديه من خصوصيات واسرار بيته واسرته , فاذا كان في بيته لا يجد صعوبة في الاطلاع على كل كبيرة وصغيرة اذا رأت اسرته انه اهلا لذلك من حيث القيادة والتوجيه والاستجابه لحاجاتهم , فان مهنته كصحفي تمنحه ذلك الامتياز ايضا في مجتمعه الخاص والعام ، وان لم يكن بدرجة اقوى في الاطلاع على اسرار وخصوصيات مجتمعه فعليه الوقفه الجاده لبيان الاسباب والمسببات التي تحول بينه والمعلومة التي تجعله مطلا" على مسرح الموضوع ليكون أداة ارتباط فيما بين الجمهور والمنظمة التي تتصل بالجمهورذاته ان كانت هذه المنظمة سياسية أو ثقافية أو اقتصادية أو من منظمات المجتمع المدني التي لها الدور الاساسي في عملية التنمية الاجتماعية والتحول الديمقراطي الصادق والمبتعد عن الشعارات والدعوات الديمقراطية من حيث الشكل ومضمونها النقيض المطلق


فالصحفي المحترف في مجتمعنا لا يجد صعوبة في الوصول الى عين الخبر اواستقاءه من مصادره وصولا الى ترقية مجتمعنا حضاريا واقتصاديا واجتماعيا , وباختيارات نموذجية ومثالية , يدعي كل من حمل القلم انها خياراته , وانه مستعد لدفع ثمنها الباهظ من وقته وماله وصحته علاقاته, والواقع ان فرسان تلك الخيارات قليلون في هذا الزمن الرديء الذي تمر به الامه عامه تحت يافطت الربيع العربي وما نتج من جرائه ، والعراق الجريح بفعل افرازات الغزو الهمجي الذي حرق مؤسسة الدوله العراقية وبنيتها التحتيه بفعل ونتائج القرارات التدميريه المتخذه من قبل الحاكم الامريكي لبغداد كنتيجه فعليه للاحتلال ، ومن أولى الاهداف والغايات تغييب الحقيقه عن الشعب العراقي والعربي والتشويش على كل ما يمتلكه من حس وطني قومي من خلال الهاله الاعلامية المضاده التي استخدمها الغزات المحتلين وأذنابهم وعملائهم الذين أوصلوهم الى مفاصل مهمه في الحياة العامه وذات علاقه بالحياة اليومية للفرد .


وهنا لابد من الاقرار بان من بين نقاط ضعفنا القاتلة جهل غالبية شعوب العالم بقضيتنا ألعادلة ان كانت على مستوى العدوان واختزال العدوانيين المشروعية الدوليه من خلال تمرير اكذوبة اسلحة الدمار الشامل واشاعة الديمقراطية وانهاء النظام الشمولي الذي ادعوه بانه المسبب للحرمان وعدم تمكن العراقيين من ممارسة حقهم الديمقراطي بالرغم من قيام المؤسسات الدستوريه بمهامها وواجباتها رغم مامورس من عدوان كالحصار الظالم بمختلف اشكاله ، ولنكن صريحين بان الاداة الاعلاميه في حينه لم تتمكن من اختراق خطاب العدو المسموم لصفوفنا أي بقى اعلاميونا ومنهم الصحفيون بموقع الدفاع دون الهجوم ، كما لابد من الاقرار بان من سر وجودنا كقوة تغيير وطني وقومي وسر مكاسبنا المتحققه في الحقبه الوطنية من تاريخ العراق الحديث وخاصه منذ تمكن القوى القومية الوطنية استلام السلطه في 17 – 30 تموز 1968 والبدء بتنفيذ المشروع القومي النهضوي بعد ان تتوفر له الارضيه ومن أولاها هي وحدتنا الوطنية


هنا لابد من الاقرار ان الاحتلاليين الامبريا فارسي للعراق بعد تمكن جمع الكفر من الوصول الى مبتغاه لخيانة الحكام العرب والدور الخياني الذي مارســه الشـعوبيون والعملاء لن يدخرى جهدا لضرب الجماهير الرافضة للغزو والاحتلال في الصميم ، من خلال تجنيد مرتزقتها ليفعلوا فعلهم في تدمير الارادة الوطنية من خلال جملة الافتراءات والتضليل والتشكيك فينا بسلوكاتهم وباموالهم بالســــنتهم وباقلامهم ومواقعهم وهذا اخطر ما في الوجود , ومن هنا تبرز المسؤولية الوطنية التأريخية للصحفيين العراقيين والعرب من موقع كونهم وسطاء شعبهم المقاوم في الداخل والخارج والفاعلين وبدون منازع لايصال الحقيقة وكشف المستور من أفعال الخونة والمتأمرين الذين تتلمذوا على أيادي حلف الشر والرذيلة الامبريا صهيونية فارسي ، وهذا أن لايكون مقيد بالواقع المحلي بل لابد وأن يكون منبرا" اعلاميا عالميا من خلال الاتصال بالمنظمات الدولية المهتمه بحقوق الانسان وحرية الشعوب .


والواقع الذي لابد الاقرار به انه في غياب ألقوانين وخاصة التي تحمي الصحفي من ملاحقة أجهزة الحكومة الظالمه المستبده ألتي تحدد صفة الكاتب الصحفي وموضوع الكتابة الصحفية في العراق وغالبية أقطارالوطن العربي ، وامام التطور الهائل لتكنولوجيا الاعلام الداعم لاتساع وهيمنة شبكة المعلومات الدولية العنكبوتيه , وسهولة انشاء مواقع او بلوكات على الشبكة , وشحنها بالغث والسمين والمندس والسليم دون قيود , جعل مجال الصحافة لدينا يخترق في كل مرة بمواقع جديدة ويشهد وجوه جديدة تدعي الانتساب للكتاب والصحفيين من أجل تحقيق الغايات الغير نبيله لقوى الظلام والعدوان , وهم في اعتقادنا بعيدين كل البعد عن حيازة تلك المكانة المرموقة لولا الدعم الغير محدود من حكومات الاحتلال ، معتقدين أن قوى الخير لادراك سرهم وماهي اهدافهم ومراميهم , او نيل حظوتها ومهما كثرت مواقعهم واستفحل ضجيجهم فان الخير الذي يمثله العراقيون الاصلاء المحافظين على روح الصدق والامانه والكلمة الطيبه والتضحية من اجل العراق الحر الموحد .


فلا غرابة ان يتقمص الكاتب والصحفي الذي تنكر للمواطنه وحب الوطن منهم صفة الشاعر الذي يقتات من قريضه , فيمدح ويذم , او يتحزب فينتصر لفصيله ظالما او مظلوما , لا تهمه الدماء الغزيره التي ينزفها الشعب العراقي بسبب الكواتم والمففخات والعبوات ، ودموع الامهات اللائي فقدن ابنائهن بفعل المداهمات العشوائية وبدون أي أوامر قضائية ، أو الحجز الجماعي من خلال الاسوار الكونكريتيه أو الاسلاك الشائكة التي تطوق بها القرى والاحياء والازقه تحت ذرائع واهي والمخبر السري ، وما يحصل اليوم من جرائم جماعية بحق شعب تحت مسمى محاربة الارهاب وداعش التي هي من صناعتهم وهم الذين هربوا قياداتهم من سجون اب غريب والتاجي والكاظمية وبادوش والاسلوب المبتذل ليعلم القائمين به بانه سيلحق الضرر بهم ويلعنهم التأريخ والشعب .

 

 





الجمعة ١٦ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة