شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يمكن تسمية الصحافة التي أسسها ورعاها ومولها الغزو والاحتلال الأمريكي لبلادنا بـ " صحافة " ، كونها تمثلت بصحائف ارتزاق وتضليل وخيانة للشعب العراقي، ولأنها طبلت وزمرت للاحتلال وخدمته بخسة وعمالة مفضوحة، وخاصة عندما أسمته تزويرا " تحرير العراق".


ولست بصدد عرض نذالة وارتزاق المدعو اسماعيل زاير مدير صحيفة " الصباح الجديد" وسيرته المعروفة للجميع، وبقية الجوق الاعلامي الارتزاقي من أمثال مؤيد اللامي وفخري كريم زنكنة وعماد الطائي وغيرهم كثيرون وهم يتصدرون مشهد الصحافة العراقية والإعلام الإحتلالي في ما سمي ظلما بعراق وصحافة ما " بعد التحرير" للعراق 2003.


لا يخفى عن الجميع إن شهر العسل وسنوات الانغماس في المراذل بين تلك المجموعات التي دخلت خلف الدبابات الأمريكية الى بغداد فاقتسمت حواسم الاعلام وتشاركت في الفساد بكل أشكاله حتى وصلت اليوم إلى الطريق المسدود؛ خصوصا أن الحملات الانتخابية القائمة على الأبواب تنذر بفتح ملفات الفساد وخصوصا ملفات " دولة القانون" التي لم تعد تتحمل النقد لممارساتها فذهبت الى تنظيم الحملات الكيدية ضد خصومها .


http://www.iraqpressagency.com/?p=40735&lang=ar


ويبدو أن القشة التي قصمت ظهر البعير، تمثلت هذه المرة برسم عمامة الخامنئي التي طالها رسم كاريكاتيري عادي ضمن ملف لصحيفة الارتزاق السياسي المسماة " الصباح الجديد" الصادرة ببغداد ، مما أثار غيظ سفارة طهران ببغداد التي لم تتوان عن مهاجمة الصحفيين ومطاردتهم ومحاصرة مقر الجريدة وتعريض مقرها إلى العبوات الناسفة والتفجيرات والتهديد لهم بالتصفية الجسدية في وضح النهار وعلى مسمع العالم وحكومة " دولة القانون" .


ويبدو أن الأمور تسير وفق سيناريو معد بطريقة ما ، لتفجير الأوضاع ببغداد، فمن تكرار التعرضات بالقنابل والعبوات الناسفة لمقر الجريدة ومطاردة صحفييها من قبل المليشيات الصفوية، المعلنة منها والمستترة، مما أدى إلى هروب مديرها العميل المرتزق إسماعيل زاير إلى عمان وتقديم اعتذاراته للسفير الإيراني وطلب الغفران، وقراره بسحب تلك الصفحة من الطبعة التي اعتبرها الصفويون ببغداد وطهران مسيئة لشخص " المراجع المقدسة " وقدسية " نائب الإمام الغائب المهدي المنتظر"


http://www.aljeeran.net/inp/view.asp?ID=16674


ورغم توسلات " الصباح الجديد" ومديرها، إلا أن الأمر قد تم تضخيمه وبإصرار متعمد من السفير الإيراني ببغداد حسن دانائي نفسه، مما استدعى إلى استنفار وكلاء الصفويين ببغداد من نواب وعمائم رمادية وتوابع أخرى ومليشيات إلى تنظيم مظاهرة بساحة الفردوس ظهر اليوم الاثنين 10 شباط 2014، تعلن في شعاراتها وخطبها النارية "الحرب المقدسة" ضد كل من يسئ إلى الرموز الدينية والى قدسية " وكيل الإمام الغائب" و " المراجع العظام" ، حيث تم حشد لها في مظاهرة كاريكاتيرية في شكلها ومضمونها وشعاراتها المرفوعة، وتم نقل صورها على عجل من خلال كامرات الإعلام الحكومي والطائفي، وحضرها نواب التحالف الوطني وممثلي عصابات بدر الذي تجمعوا في مسرحية هزلية أظهرت كم هي هشاشة تلك الديمقراطية التي هلل لها وكتب لها مئات المقالات أمثال البوق إسماعيل زاير وأمثاله.


وبطبيعة الحال اعتبر البعض من أوهموا أنفسهم يوما في ان هناك ترهات مثل وجود ما يسمى " السلطة الرابعة " و " الصحافة الحرة والمستقلة" وتبجحوا بـ " ضمان حرية التعبير" واستقلالية " الإعلام الحر" التي كفلها " الدستور" في العراق.... الخ. ، وهكذا بدأت المندبة الكبرى حول تجاوزات سلطة المالكي على قلاع " الحرية " و " الفكر الليبرالي" و " حرية التعبير" بشخص الهجمة التي سببها مقال أو رسمة كاريكاتيرية لعمامة صفوية بشخص صورة الخامنئي، جاءت على شكل رسمة " بروتريه " اعتاد الإعلام تقديمه لكل الشخصيات السياسية والاجتماعية ضمن المقالات أو التعاليق المرافقة للأخبار. الا ان العجب العجاب السائد قس دولة المليشيات الإيرانية في العراق والشام " ماعش" يعتبر ان الخامنئي، بنظر مرتزقته " شخصية مقدسة" لا يمكن تمثيلها أو رسمها وهو وفي عداد الأئمة والقديسين.


ربما يكون مثل هذا الحدث بكل تفاهات أطرافه شرارة المقدح ليشعل اللهيب وسط كومة التبن الجافة بجوار المنطقة الخضراء وكواليس التحالف السياسي والإعلامي الذي جاء به الاحتلال الامريكي.


في الوقت الذي كنا ولا زلنا نعبر به عن تمسكنا بحرية الرأي لنا ولخصومنا، باعتبارها حقوقا ناضلنا من اجلها، ولا نساوم عليها أحداً، فلا يسعنا في الموقف هذا إلا أن نصر ونناضل من اجل أن يتمكن شعبنا من امتلاك مؤسساته الإعلامية الحرة والديمقراطية، ونرى انه لابد من فضح المتاجرة بحرية الإعلام في العراق أيضا .


نجد هنا في التعليق على ما يدور في بغداد من مضايقات واعتقالات واغتيالات بحق الأقلام الحرة والكتابات المقاومة اعمالا مدانة ومرفوضة تتحملها حكومة المالكي والمجموعات التي سيطرة على "حواسم الإعلام" باستيلائها على المؤسسات الوطنية وتفكيكها لوزارة الإعلام والصحف الوطنية فان الحادثة الأخيرة كناقوس في غابة النسيان تذكر البعض بمسؤولياته وتعلم الجميع انها ما كان لها أن تحرك سطح المستنقع الراكد إلا بسبب نقدها لسلطة إيران ونفوذها الحاكم في العراق، وإنها تؤكد مرة أخرى لجميع المغفلين إن وهم حرية صحافة الاحتلال ما هو إلا أكذوبة تفضحها ما جرى ويجري خلال هذه الساعات من مشاهد تنتقل فصولها ما بين مقر إدارة تحرير الصباح الجديد في شارع المغرب ببغداد ومكاتب السفارة الإيرانية ببغداد وشخوص الكومبارس الصفوي المتظاهر بساحة الفردوس بأمر من فيلق القدس الايراني الحاكم الفعلي بسلطنة الصفويين ببغداد.


كعادتي اعرض بعضا من الكتابات المثيرة المرافقة لكل حدث في العراق، أستسمح احد الأخوة العراقيين الاستاذ عماد م. المولا ، وأعيد هنا مرفقا بمقالتي ما كتبه اليوم في صفحته " الفيسبوك" هذا التعليق :
Emad M Mola
(( الصباح الجديد)) يفجرها الإله الجديد ...!!!
تبا لكم ..ولديمقراطيتكم ...ومحاصصاتكم ... ورموزكم ...جمعا وليس قصرا.
الكلمه تذبح من أجل مقالة عن عمامة اجنبية .
إن لم تستطيعوا أن تحموا ابناء شعبكم
إن لم تستطيعوا أن تحموا الكلمة
فألف تبا لكم حكومة وبرلمان من كل الملل والنحل .
ايها المثقفون ..الأكاديميون .. الطلبة ..الإعلاميون ..الفنانون ..كل من يستطيع أن يقرأ و يكتب .
لا تنتخب أي شخص موجود في هذه المهزلة الحكومية البرلمانية الموجودة الآن .
إن كنت حقا تحترم معنى أنك ((عراقي )) .
[انتهى نص زفرة غضب الاستاذ عماد المولا]


وتعليقي الأخير هل هي صحوة حقيقية جديدة لكل من أوهم نفسه وغيره من أن هناك " ديمقراطية " في العراق؟؟ ولا أقصد هنا الأستاذ عماد م. المولا ابدا.


الايام التي يعيشها العراق الآن حبلى وسوف تملي أيام الانتفاضة والثورة قوانين الاعلام الديمقراطي الضامن لحرية شعب العراق للتعبير عن تطلعاته المشروعة.

 

 





الثلاثاء ١١ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة