شبكة ذي قار
عـاجـل










جدد اليوم المغتربون العراقيون في ألمانيا دعمهم الكامل وتلاحمهم مع ثورة شعبهم العراقي ضد الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي وضد جرائم الابادة الجماعية التي ترتكبها الطغمة العميلة المتسلطة على رقاب شعبنا منذ عام 2003. ونظموا وقفة أمام وزارة الخارجية الالمانية في برلين حاملين الاعلام العراقية وشعارات الثورة الشعبية ، ومنها ( الشعب يريد اسقاط النظام ). وقدموا مذكرة للمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير والمفوض الحكومي المسؤول عن سياسة حقوق الانسان والمساعدات الانسانية كريستوف شترسر تضمنت معلومات تفصيلية عن الجرائم القمعية التي ترتكبها حكومة نوري المالكي ضد الشعب العراقي عموما والمحافظات المنتفضة خصوصا. كما نظموا مساء نفس اليوم ندوة عامة حول نفس الموضوع حضرها عدد كبير نسبيا من ممثلي وأعضاء الجالية العراقية والجاليات العربية الاخرى كان من بينهم القنصل الفلسطيني.


المذكرة التي قدمتها المنظمة العالمية للمغتربين العراقيين تضمنت شرحا علميا موضوعيا مفصلا عن سياسة التدمير الشامل للعراق شعبا ودولة ومؤسسات التي اتبعها الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي منذ عام 2003 حتى يومنا هذا والتي صاحبتها حملات ابادة جماعية ونهب مبرمج للثروات الوطنية. لقد قاوم الشعب العراقي كله هذه السياسة الاجرامية وشملت حركات الاحتجاج والمظاهرات والاعتصامات كل المحافظات. الثورة الحالية مستمرة رغم القمع الوحشي منذ 25 شباط 2011. المطالب التي رفعها المتظاهرون والمعتصمون السلميون باستمرار هي مطالب شرعية محقة باعتراف الجميع تتعلق بالنظام السياسي الظالم والتطهير الطائفي والحريات العامة وحقوق المواطن والفساد المالي والاداري وغياب الخدمات الاساسية ...الخ ولم تعرف حكومة المالكي أي رد عقلاني على مطالب الجماهير غير القمع الدموي الوحشي.


لقد أثبتت التطورات الحقيقية أن النظام القائم في العراق غير قابل للاصلاح. فقد تجذرت وتعمقت أمراضه الاساسية ومشاكله الهيكلية ، ومنها: أ ـ الفساد المالي والاداري المنتشر يعرقل تنفيذ أية مشاريع تنموية ، ب ـ غياب التنسيق بين الوزارات التي أصبحت مسارح للمصالح المادية المتنافسة ، ج ـ مصالح الاحزاب والاطراف المشاركة في العملية السياسية بقيت مصالح متناقضة ومتصارعة دمويا وترتبط بتفجيرات اجرامية يومية يذهب ضحيتها مواطنون أبرياء ، د ـ غياب أي تخطيط متوسط المدى مما جعل كل القرارات والاجراءات تكتيكية فقط ، ه ـ تبذير وسرقة المال العام دون محاسبة فعالة ، و ـ تسييس النظام القضائي والغياب الكلي للعدالة ... الخ لقد كان العالم يتوقع منذ سنين انهيار هذا النظام بسبب تناقضاته الداخلية ، ولكن ثلاثة عوامل أبقته على قيد الحياة : أولا : اصرار الولايات المتحدة الامريكية وايران على انقاذه في كل أزمة مميتة عاشها حتى الان ، ثانيا : ايرادات النفط التي تفوق مائة مليار دولار سنويا والتي تستعمل للرشوة وشراء الذمم وتغطية الفجوات ، ثالثا : صبر الشعب العراقي ( الذي نفذ حاليا كما توضح الثورة المستمرة منذ بداية 2011 ) .


أمام هذه الخلفية أدرك الشعب العراقي أن محنته لن تنتهي بدون ثورة شاملة وتحرير شامل من الاحتلال الامريكي الصهيوني الصفوي وعملائه المحليين. كما أدرك أن الاصلاح لا يتحقق بالتلاعب بالسلطة ونقل أجزاء منها من طرف الى طرف اخر داخل العملية السياسية وفي ظل الاحتلال ، ولا يتحقق برد طائفي ( سني ) ضد القمع والتهميش الاجرامي ( الشيعي ) ، ولا يتحقق عن طريق تأسيس أقاليم جديدة وتقسيم البلاد. الشعب يريد طرد الاحتلال وازالة افرازاته بصورة جذرية شاملة ، ويريد بناء عراق حر مستقل موحد ونظام ديموقراطي حقيقي يقوم على المساواة بين المواطنين وتعدد الاحزاب الوطنية وانتقال السلطة عن طريق الانتخابات الحرة النزيهة.


حكومة المالكي وحكومات الاقليم والمحافظات ترتعد اليوم أمام ثورة الشعب العراقي لانها تعرف أن نظامها غير قابل للاصلاح وأنها عاجزة عن تلبية مطالب المواطنين المشروعة . لذلك نجدها تلجأ الى زيادة وتوسيع القمع الدموي ، وهذا بدوره يؤجج ثورة الشعب أكثر. هذا القمع الدموي بلغ منذ بداية الحرب على المحافظات المنتفضة في 25 كانون الاول 2013 نوعية جديدة وحدودا لا تطاق ، منها على سبيل المثال : 1 ـ العقاب الجماعي المستمر والقصف العشوائي على المناطق السكانية في الانبار والفلوجة وديالى والمدن الاخرى ، وهو قصف لم تسلم منه حتى المساجد والمستشفيات والجامعات ، كما انه كثيف جدا ، حيث قصفت الفلوجة مثلا في 14 شباط الجاري 58 مرة خلال ثلاث ساعات. 2 ـ التهجير المستمر للسكان والعمليات اليومية للاختطاف والتعذيب والتصفيات الجسدية. وهذه العمليات شملت ليس فقط الرجال وانما أيضا النساء والاطفال دون السادسة عشر من العمر. 3 ـ توسيع نطاق ارهاب الدولة ونشر ( ثقافة ) الانتقام وعدم الالتزام بالقوانين . فقد صرح المالكي ووزير دفاعه رسميا بأنهم سوف ي قدمون مكافات مالية سخية لكل من يعتقل أو يقتل ( ارهابيا ) أي مواطنا ثائرا. هذه التصريحات هي بمثابة ضوء أخضر للميليشيات الحكومية لكي تهجم على المتظاهرين والمعتصمين السلميين وتبيدهم جماعيا.


بعد شرح الاوضاع والتطورات والسياسات الاجرامية القمعية للاحتلال وحكومة المالكي ترفع مذكرة المنظمة العالمية للمغتربين العراقيين الى المستشارة الالمانية ووزير خارجيتها مطالب محددة:


أولا: يجب القيام بعملية واجراءات دولية لوضع حد للعمليات العسكرية الاجرامية التي تنفذها حكومة المالكي ضد المحافظات والمدن المنتفضة وضد المتظاهرين السلميين.


ثانيا: تشكيل لجنة تحقيق دولية بقيادة مجلس الامن الدولي تقوم بالتحقيق في خروقات حقوق الانسان التي تقترفها حكومة المالكي والحكومة الايرانية.


ثالثا: تعيين مندوب أممي مختص بحقوق الانسان في العراق من قبل الامانة العامة للامم المتحدة.


رابعا: ايقاف التعاون العسكري والامني مع حكومة المالكي وعدم تجهيزه بوسائل القمع.


خامسا: دعم وادخال منظمات المساعدات الانسانية لتحسين الاوضاع المعيشية المزرية للمشردين والمهجرين العراقيين خصوصا من المحافظات المنكوبة بالقمع المالكي والايراني والذين أصبحت أعدادهم تفوق النصف مليون.


سادسا: اتخاذ قرارات دولية ضرورية على أسس العدالة والشفافية لتقصي الحقائق المتعلقة بالعمليات القمعية الاجرامية ضد شعب العراق وتحديد المسؤولين عنها والمنفذين لها. كما يجب الاهتمام بصورة خاصة بجرائم الحرب.


سابعا: ممارسة الضغوط الدولية على حكومة المالكي لكي توقع وتصادق على اتفاقية محكمة الجنايات الدولية.


ثامنا: نطالب الحكومة الالمانية وحكومات الدول الاخرى الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بالتضامن مع نضال الشعب العراقي المظلوم ضد ارهاب الدولة وضد سياسات القمع والتهميش والتجويع، وضد البطالة العالية والفقر، وضد نهب الثروات الوطنية ، وضد العملية السياسية التي أسسها الاحتلال بما فيها الدستور المفروض على الشعب ونظام الانتخابات المزيفة والاتفاقية الامنية ، وضد الاحزاب العميلة المرتشية وميليشياتها المسلحة .


تاسعا: نطالب الاتحاد الاوروبي ودوله الاعضاء ، خصوصا ألمانيا وفرنسا التي رفضت الاشتراك في الغزو والحرب العدوانية على العراق وكذلك أسبانيا التي أسقط شعبها رئيس وزرائه في أول انتخابات بعد 2003 أن يبدأوا اتصالات ومحادثات مع المقاومة الوطنية العراقية التي تعتبر الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي. هذه المقاومة سيكون المستقبل لها في العراق.


عاشرا: نطالب سيادتكم ببذل الجهود لايقاف التجاهل المستمر منذ عام 2003 لاخبار المقاومة الوطنية وثورة الشعب العراقي من قبل وسائل الاعلام الغربية. سلوك وسائل الاعلام هذا كان ولا يزال أحد العوامل التي أدت الى انهيار صدقية سياسة الغرب المتعلقة بتصدير الديموقراطية وحماية حقوق الانسان. وكما تعرفون فان جورج بوش خسر الحرب على العراق أخلاقيا بعد فضيحة سجن أبو غريب الشهيرة وانكشاف فضائح الاكاذيب المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل وغيرها ، اذ لم يعد أي انسان على وجه الارض يصدق أن أمريكا غزت العراق من أجل الديموقراطية وحقوق الانسان.


هنا نشير الى أن مذكرة المنظمة العالمية للمغتربين العراقيين أرفقت بها أيضا الدراسة المفصلة ( باللغة الانجليزية ) التي كان قد قدمها رئيس المنظمة الاستاذ عزيز القزاز الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف حول تأثيرات الاحتلال وافرازاته على المجتمع والاقتصاد العراقي وجرائم الحرب العديدة والخروقات الفضيعة لحقوق الانسان التي ارتكبت خلال السنين العشر الماضية.

 

ونحن هنا ننشر نصوص المذكرة والدراسة المذكورة.


أما في الندوة العامة التي عقدت مساء نفس اليوم فقد تولى الاستاذ عزيز القزاز رئيس المنظمة عرض وشرح مذكرتها للمستشارة الالمانية ووزير خارجيتها واضافة تفاصيل مهمة أخرى عن التطورات الاخيرة في العراق والاجابة على أسئلة الحاضرين. فقد تم هنا التأكيد على أن الثورة الشعبية المباركة تتصاعد اليوم لتأخذ مداها الوطني الواسع عبر تلاحم أبناء شعبنا كله مع الثائرين المضحين في الفلوجة والانبار ، حيث اتسع أوار الثورة ليشمل نينوى والمسيب وبابل وديالى والخالص وواسط وصلاح الدين وبغداد وكركوك وغيرها. وبذلك تتواصل وتتصاعد مسيرة الجهاد والتحرير الظافرة التي هزمت فيها المقاومة الوطنية المحتلين الامريكان وها هي تواصل نضالها ضد التواطؤات والتخادمات الامريكية الايرانية. لقد بدأت الثورة الشعبية المسلحة فعلا تعطي أكلها عبر جهاد جماهيرها الغفيرة ومجالسها العسكرية ومجلسها السياسي العام. كما شدد هنا أغلب الحاضرين على ضرورة رفض المنطق الطائفي و ردود الفعل الطائفية و على ضرورة التمسك بستراتيجية المقاومة الوطنية وبرنامجها ومشروعها النهضوي الوطني. وعلى الطرف الاخر تعمقت أزمة النظام وتناقضات المشاركين في العملية السياسية وتصدع التحالف الطائفي المساند للمالكي ووصل الانقسام والصراع بين أطراف العملية السياسية حد التسقيط والاحتراب ، وفشلت سياسة المالكي تجاه (اقليم كردستان) الذي أصبح يبتعد أكثر فأكثر عن بقية العراق. الازمة السورية عمقت الانقسامات وغيرت موازين القوى داخل العراق وأربكت المالكي.


لقد أظهرت مناقشات المشاركين في الندوة معلومات مهمة أخرى نذكر منها على سبيل المثال :


ـ ايران تخلط الاوراق و ممثلها قاسم سليماني هو الذي يتحكم بالعراق وهو الذي أجبر عادل عبد المهدي على الاستقالة من منصب نائب رئيس الجمهورية ، وهو الذي رتب عملية هروب المعتقلين من سجن أبو غريب.


ـ الايرانيون هم الذين يشرفون على السجون في العراق ، ويسمى المشرف (الحجي).

 

ـ داعش هي صناعة ايرانية.


ـ أغلب المحكومين بالاعدام هم ضحية المخبر السري ، وهذا المخبر يبتز المواطنين الابرياء وبأخذ منهم أموالا طائلة لكي لايطيح بهم.


ـ الكثير من المناصب الحكومية تشترى بمئات الالاف من الدولارات.


ـ السجين عليه أن يدفع عشرة الاف دولار اذا أراد أن يعفى من التعذيب يوما واحدا.


ـ لا توجد دولة قانون. الميليشيات هي الحاكمة. مثلا (عصائب أهل الحق) تستعرض قواتها علنا في بغداد ، و (جيش المهدي) يقتل من يشاء باسم الدولة.


ـ الحكومة لا تستطيع العيش بدون احتقان طائفي.


ـ مجموع الميزانيات السنوية للدولة منذ 2003 يفوق تريليون دولار ، ورغم ذلك لم تنفذ مشاريع تنموية.


ـ كل ثوار العراق يقولون: نحن لن نسكت على هذه الاوضاع. اما نستطيع تغييرها أو نستشهد.


ـ كل المشاركين في الندوة عبروا عن وقوفهم الى جانب ثورة الشعب العراقي وتمنوا لها النصر المؤزر.



برلين في ٢٧ شباط ٢٠١٤

 

 





الجمعة ٦ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة