شبكة ذي قار
عـاجـل










كليهما .. إيران و (إسرائيل) ، تسعيان من اجل تنفيذ مشروعيهما في المنطقة بطريقة التعاون والتوافق تحت غطاء الصراع المخادع :

 

23-  ومن هنا .. فأن فكرة (إذا اقترب العرب من اسرائيل ستزداد عزلة إيران) ، هي فكرة إسرائيلية محضة هدفها تعزيز فرص تسويات سياسية لا تقدم فيها (اسرائيل) شيئاً للعرب .. وتطلق (اسرائيل) هذه الفكرة ، من منظورها ، لعزل إيران .. وهذا ما قاله " مسعود اسلامي" احد الدبلوماسيين الإيرانيين في وزارة الخارجية .. ومن هنا أيضاً تريد إيران المشاركة في تسويات المنطقة لكي تبعد عنها العزلة – وهذه الفكرة تعد مخادعة إيرانية فاضحة تخفي دوافعها ومشروعها للهيمنة على المنطقة - .. وهذا ما كان يطرحه " رفسنجاني " أيضاً ، من أن (إيران لا تمانع أو تعترض أي تسوية إسرائيلية – فلسطينية إذا قبلت أمريكا بدور إيراني قيادي في المنطقة ) .

 

24-  بلورت إيران خطابها السياسي والإعلامي المعادي لإسرائيل إلى خطاب عملي بحيث استطاعت أن تضع نفسها على خط مواجهة مخادع مع الكيان الصهيوني .. والهدف هو استقطاب الشارع العربي المعادي أصلاً لهذا الكيان .. فيما الحقيقة أن (إسرائيل) تدرك أبعاد هذا الخطاب لأهداف بعيدة تقع في خانة ما تسميه بالفناء الخلفي الإستراتيجي.

 

25-  كان الرأي أن نجاح (أوسلو) يقود إلى إقامة نظام إقليمي جديد في (الشرق الأوسط).. ولكن (أوسلو) لم تنجح ولن تنجح غيرها، لأن المشروع الصهيوني لا يسمح بقيام دولة فلسطينية على أرض فلسطين ، إنما المشروع يقر بتهجير الفلسطينيين على مراحل وتجميعهم في خارج فلسطين ، في سيناء، وفي شمال العراق، وفي الوطن البديل،إلخ.!!

 

26-  وعلى أساس هذه الحقيقة كانت إيران تعمل لكي تستقطب من تستطيع استقطابه من العرب من جهة، ولكي تستطيع أن تتوافق مع (إسرائيل) على خط نظرية أمنها القائمة على اساس اختراق ما تسميه (أسرائيل) بفنائها الإستراتيجي الخلفي .!!

 

27-  فهل يتأثر النهج الإيراني بالإعتبارات الإستراتيجية أكثر من تأثره بالإعتبارات الآيديولوجية ؟ .. بمعنى : هل أن محرك إيران الإستراتيجية حيال الأحداث، أم أن محركها الآيديولوجية ازاءها ، أم الإثنين معاً .. ولكن أيهما الأكثر تأثيراً.؟!

 

28-  فعلى الرغم من الموقف المتشدد من إيران، فقد بلغ حجم التجارة بين أمريكا وإيران مثلاً عام 1994 (3.8) مليار دولار، اضافة إلى (1.2) مليار دولار بضائع أمريكية عبر شركات أجنبية، فيما قامت (إيباك) بردم الفجوة بين ما أسمته بين النهج السياسي والنهج الاقتصادي الأمريكي مع إيران.!!

 

29-  في أكتوبر/ تشرين أول 2001 ، بدأ المحافظون الجدد من خلال مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الأمريكية بالإجتماع سراً مع دبلوماسيين إيرانيين في باريس وفي جنيف برعاية " الأخضر الإبراهيمي" رئيس لجنة مساعدات الأمم المتحدة وافغانستان.. حيث شارك السفيرالأمريكي جيمس دوبنز مبعوث الرئيس " بوش " الخاص بأفغانستان وبدعم من " كولن باول" ، فيما حضر الإجتماعات التمهيدية وفود ألمانية وايطالية لتوفير الغطاء السياسي لإيران والولايات المتحدة، والتي اطلق عليها (قناة جنيف) مظهراً متعدد الأطراف، بيد أن الحقيقة كانت مناقشات ثنائية أمريكية- إيرانية وبمستويات عالية بين البلدين منذ فضيحة (إيران- كونترا) .

 

المحادثات الثنائية هذه كانت منصبة على (كيفية إزاحة طالبان بفاعلية، وكيفية تشكيل حكومة افغانية بعد رحيل طالبان) .. وقد قدم الإيرانيون مساعدة كبيرة للولايات المتحدة في الحرب على افغانستان .. حيث عرض الإيرانيون السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدهم الجوية، وعرضوا توفير قاعدة عسكرية لتنفيذ مهام البحث والإنقاذ للطيارين الذين يتم اسقاط طائراتهم .. وخدم الإيرانيون بصفة جسر بين التحالف الشمالي والولايات المتحدة .

 

30-  كانت الإتصالات الامريكية- الإيرانية، ليست مجرد محادثات، إنما كانت تعاوناً توسع ليشمل تقاسم المعلومات الإستخبارية، وتنسيق دوريات حدود مكثفة، وتقديم المساعدة الإيرانية على اعادة بناء الجيش الأفغاني، فضلاً عن استعداد إيران استقبال (20) الف جندي افغاني وتدريبهم وتسليحهم واكسائهم ودفع مرتباتهم الشهرية ضمن برنامج واسع يتم في ظل القيادة الأمريكية .. وكل هذا التعاون لم يكشف الإيرانيون، كما يقول " دوبنز " ، عن نواياهم الكاملة ).!!

 

31-  أدرك الإيرانيون ان واشنطن بحاجة إلى معرفة الكثير من الأمور عن العراق، ومنها انهم وراء الأحزاب (الشيعية) التي لها روابط وثيقة معهم ومع فصائل كردية بقيادة جلال طالباني . وعلى اساس ذلك تم فتح (قناة جنيف) ثانية لأغراض العمل المشترك في أواخر ربيع عام 2002 ، بعد أن اتصلت وزارة الخارجية الأمريكية بالإيرانيين .

 

32-  أعد الإيرانيون (مقترحات شاملة) في شكل صفقة ضخمة كاملة مع أمريكا، كتب مسودتها "صادق خرازي" نجل شقيق وزير الخارجية الإيراني وسفير إيران لدى فرنسا والتي حازت على موافقة (المرشد الأعلى) ، والرئيس "محمد خاتمي" ووزير الخارجية " كمال خرازي" والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة " محمد جواد ظريف" ، وتعد هذه الدائرة الضيقة جداً لصناع القرار، حيث اجرى الإيرانيون مشاورات مع " تيم غالديمان" السفير السويسري لدى ايران والذي كان قد سلم (المقترحات الصفقة) إلى واشنطن .

 

تتضمن اقتراحات الصفقة الإيرانية ما يلي :

أولاً- تعترف أيران أن (اسلحة الدمار الشامل) و ( مسألة الإرهاب) قضيتان مهمتان بالنسبة لها وانها على استعداد للتفاوض عليهما.

 

ثانياً- تعمل ايران على وقف دعم حماس والجهاد الإسلامي في صراعهما مع اسرائيل، والضغط على المجموعتين لكي توقفا هجماتهما على اسرائيل .

 

ثالثاً- دعم ايران لعملية نزع سلاح حزب الله وتحويله الى حزب سياسي.

 

رابعاً- فتح البرنامج النووي الايراني بالكامل امام عمليات تفتيش دولية غير مقيدة من اجل إزالة اي مخاوف من برنامج التسلح الايرانية.

 

خامساً- لا مانع لدى ايران من التوقيع على الأبروتوكول الإظافي الخاص بمعاهدة عدم الانتشار، وان ايران مستعدة للمشاركة الكثيفة في البرنامج كضمانة اضافية في موضوع الارهاب.

 

سادساً- تتعاون ايران بصورة كاملة لمواجهة كافة المنظمات الارهابية واهمها القاعدة.

 

سابعاً- اعتراف ايران رسمياً بالحل القائم على دولتين، فلسطينية واسرائيلية .

 

ثامناً- تعمل ايران بنشاط مع الولايات المتحدة على دعم الإستقرار السياسي واقامة مؤسسات ديمقراطية وتشكيل حكومة غير دينية في العراق.

 

لقد ادركت واشنطن منذ ما قبل عدوانها على العراق عام 1991 ، أي منذ عام 1979، أن تغيير معادلات المنطقة الجيو- سياسية بحاجة إلى أدوات تعمل على تغيرات جذرية قادرة على انجاح سياسات، التي تستهدف دول المنطقة بتغيير أنماط قواها والإخلال بتوازناتها وفرض أنماط وتعاملات جديدة مبنية على مفاهيم الأداة الإيرانية الطائفية لتصب في مصلحة (اسرائيل) وأمريكا ، كما تصب في المصلحة الإيرانية، التي تمتلك الأداة الطائفية الفعالة في التغيرات الإستراتيجية للمنطقة .

 

هذا الإدراك جعل واشنطن تسعى نحو فتح قنوات للحوار السري مع إيران استناداً على العروض التي تقدمها ايران من خلال الوسطاء السويسريين والألمان واللوبي الإيراني في أمريكا، فضلاً عن بعض الوسطاء العرب .. ووجدت في عروض ايران السخية للتعاون في افغانستان والعراق مقابل (النفوذ الإيراني) في المنطقة - والنفوذ يعني ممارسة كل اشكال السياسات التي تحقق اهداف ايران في المنطقة، على وفق قاعدة التوافق مع أمريكا -  والتي هي توسع هيمنتها وفرض زعامتها السياسية-الدينية - المذهبية .

 

بيد أن هذا المقابل يصطدم بجملة من المشكلات تندرج تحت عناوين الأمن وعناوين المصالح .. ولما كانت منطقة الخليج العربي هي منطقة مصالح دولية مشتركة، فأن امريكا، وصفقتها الثنائية مع ايران، ليست مخولة في فرض نفوذ دولة اقليمية تعادي كل دول منطقة (الشرق الأوسط) وشعوبها ، على اساس اتفاق صفقة ثنائية تحت خديعة ملف إيران النووي، وعلى حساب مصالح دول المنطقة وامنها القومي .

 

أما الحديث عن مسائل (العزلة) و (المكانة بمعنى المجال الحيوي، الذي اندلعت الحرب العالمية الثانية بسببه) ، ومسائل المنافسات الإقليمية، التي تحدث عنها " تريتا بارزي "، وهي اطروحات إيرانية وإسرائيلية، محاولة اظهار صراع محتدم بينهما بصورة من الصور، مغايرة ولا تنسجم مع مضامين العلاقات القئمة بين تل ابيب وطهران وواشنطن، على قاعدة العمل المشترك وتقاسم المصالح المشتركة . فقد قال " هادي نجاد حسينيان" ، الذي عمل في وزارة "هاشمي رفسنجاني" بكل وضوح (( .. لا يمكن ان يحدث تغيير جوهري بدون تعاون من جانب ايران، التي ينبغي ان تكون القوة الاوسع نفوذاً في المنطقة)) .. والمغالطة هي تصوير العلاقة الايرانية الاسرائيلية وكأنها قائمة على المنافسة في شكل صراع استراتيجي عميق يظهر بصيغة ايديولوجية من اجل الهيمنة على (الشرق الأوسط).!!

 

ولكن الحقيقة التي كشفها الدكتور " تريتا بارزي" هي التعاون السري بين طهران و تل ابيب و واشنطن ، لتغيير المعادلات الجيو- سياسية في المنطقة وانشاء (شرق اوسط جديد) تشترك فيه ايران والكيان الصهيوني وتركيا بقيادة امريكية.!!

 

وقد اثبتت حقائق الواقع، التي كشفها "تريتا"  والاتصالات والمباحثات التي جرت بصورة مباشرة عن طريق قنوات (جنيف) وغيرها هي صيغة من صيغ التعاون السري القائمة على اساس من الحرص على عدم افتضاح الحركة السرية لهؤلاء الفرقاء .. وقد لعب الايرانيون الدور الأكبر في هذه المناورة التي استمرت اكثر من ثلاثين عاماً، وبالتحديد منذ مجيء "خميني" على رأس السلطة عام  1979 ، وهي تتصاعد ثم تنحسر، حسب طبيعة المتغيرات والمعوقات.!!

 

السياسة الثلاثية في (لعبة المسار المزدوج) :

 

لقد أوهمت أمريكا العرب، كما أوهمت العالم في مسألة تعاملها السياسي مع إيران، وخاصة في ما يتعلق بملفها النووي -  ما إذا كانت السياسة الأمريكية تعتمد المواجهة، أم أنها تمارس سياسة الإحتواء - ، ومن هذا يتبين بوضوح أن خيار واشنطن بات يأخذ بالدبلوماسية المباشرة، التي تسمى سياسة المسار المزدوج، التي تحدثنا عن هذه السياسة في مقالات سابقة، وهي تجمع بين العقوبات والتلويح بالحرب .

لعبة المسار المزدوج .. توضح الحلقة المفرغة على مسرح العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية من جهة، والعلاقات الأمريكية الإيرانية من جهة ثانية .. والتدافع الفاضح في اطار العلاقات السرية بين طهران وتل أبيب . وكل ذلك يأتي بعيداً عن حقائق الواقع الإقليمي والدولي القائمة على التوازنات، وإن الإخلال بها وتهديم جدرانها بدعوى بناء خارطة أو خرائط جيو- سياسية جديدة لمنطقة لها ثقلها المادي والروحي، وإغفال دعائمها الثقافية والحضارية والأيديولوجية، هو مغامرة كبيرة وخطيرة . لماذا ؟ ، لأن الأمر يتعلق بمشروعين آيديولوجيين- سياسيين هما : المشروع الصهيوني، الذي يحدد (مجاله الحيوي) من جهة ، والمشروع الإيراني الفارسي الذي يحدد هو الآخر مشروعه في (مجال حيوي) . فيما تعلن أمريكا أن مشروعها هو إعادة تشكيل خرائط المنطقة من جديد وتكريس بنيات جديدة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وأمنياً ، وتسويغ علاقاتها .. المشروع الأمريكي هذا يتمثل كما هو معروف بـ(مشروع الشرق الاوسط الكبير)، يضم بين ظهرانيه ثلاثة مشاريع اقليمية :

 

أولاً- المشروع الصهيوني .. ومجاله الحيوي من النيل إلى الفرات .

ثانياً- المشروع الإيراني الفارسي .. ومجاله الحيوي حتى حافات البحر الأبيض المتوسط.

ثالثاً- المشروع التركي- العثماني .. ومجاله الحيوي حدود الأمبراطورية العثمانية.

 

هذه المشاريع، التي تأخذ ابعادها الإستراتيجية والآيديولوجية في الصراع والتدافع والتنافس في عملية التدمير والتفكيك والتشكيل . ولكن هنالك تقاطعات جيو- استراتيجية من الصعوبة ان يتقبلها الواقع .. لماذا ؟ ، لآن هذه المشاريع جميعها اجنبية ومغرضة وعدوانية .

 

إن اطروحة التنافس الإيراني- الإسرائيلي هي اطروحة سخيفة حيال ما يسمى بالتجاذب الأمريكي حيالها خوفاً من (العزلة الإيرانية) من جهة، و (العزلة الإسرائيلية) من جهة ثانية، وخاصة في اطار تعمل كل من طهران وتل أبيب مع الإدارة الأمريكية .

 

والفاضح في الامر، هو التعامل الايراني – الإسرائيلي على الأرض وراء الكواليس والدهاليز السرية ، وكذلك التعامل الايراني – الأمريكي من خلال القنوات السرية .. وكل هذه التعاملات تفصح وتفضح طبيعة العلاقات السرية السياسية والتجارية والتسليحية بين تل ابيب وطهران و واشنطن عبر العقود الأخيرة من السنين .

 

فهل أن التحولات التي جرت في العلاقات الثنائية الإيرانية الإسرائيلية ، والإيرانية الأمريكية جاءت بتأثير الأيديولوجيا أم بتأثير التغيرات الجيو- سياسية ؟

 

فالمعروف أن متغيرات جوهرية حدثت على مسرح العلاقات الدولية كان لها تأثير قوي في مجمل  التوازنات الإقليمية ومن ثم العلاقات الثنائية بصورة تراتيبية .. ومن هذه التحولات الجذرية ، انهيار الإتحاد السوفياتي ومنظومته الإشتراكية وافول الحرب الباردة، والنتيجة التي اسفرت عنها الحرب العدوانية على العراق عام 1991 ، ثم فشل مفاوضات (أوسلو) وسقوط الخيار الدبلوماسي ، والحرب على العراق عام 2003 واحتلاله وتدميره ، ثم قيام حالة الفوضى والتدمير في معظم الأقطار العربية، التي أنتجت (( فراغ الأمن القومي)) .!!

 

هذه كلها تحولات دولية واقليمية كان لها تأثيرها العميق في طبيعة توازنات القوى على المستويين الجيو- سياسي- إستراتيجي .. بمعنى ، أن الإستراتيجيا تتأثر بمعطيات التحولات الجوهرية، التي تحدث في ختلال التوازنات، فيما تبقى الآيديولوجيا غطاءً تتحرك تحته هذه الإستراتيجية احياناً في تعاملات علاقاتها الثنائية والجمعية بين دول المنطقة وخارجها .

 

 فآيديولوجية الدولة الإيرانية والإسرائيلية قد تم تكييفهما على وفق المصلحة الإستراتيجية على حد سواء تبعاً للمعطيات .. ومن هنا ، فأن (البراغماتية) لا تقف عند حد الآيديولوجيا ، إنما تكرسها الإستراتيجية الإيرانية والإسرائيلية كل حسب الرؤية التي تنطلق منها .. وهذا ما قلناه سابقاً من أن الآيديولوجيا الدينية - طائفية الإيرانية هي أداة (براغماتية) من أدوات السياسة الخارجية الإيرانية ، بمعنى إنها خاضعة للأهداف الإستراتيجية الحيوية للدولة الإيرانية .

 

تمت ...

 

 





الاثنين ٩ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة