شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد بيان الظروف التي مر بها العراق والممارسات العدوانية لاجهاض المشروع القومي النهضوي والعمل من اجل احداث التغيير في المنطقة وخاصة الوطن العربي من خلال الفوضى الخلاقه وصولا" الى تقسيم المقسم وظهور كيانات كانتونية متناحره فيما بينها أقول ان تحقيق الديمقراطية بمفهومها الحقيقي النابع من روح القيم السماوية والعمق التأريخي والحضاري يتم من خلال :


1 – الاصلاح بين الداخل والخارج
في ندوة رأسها السفير نيكولاس فليوتس المساعد الاسبق لوزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى تمت مناقشة الإصلاح السياسي في منطقة الشرق الاوسط وحصرا" مصر والعراق وباشاره خجوله الى ايران طرحت سويس إنفو سؤالا على ضيفي الندوة البروفيسور ناثان براون أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن ، والبروفيسور سامر شحاته أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون سؤال يتعلق بدور الولايات المتحدة في دعم التحول نحو الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط هل الديمقراطية يجب أن تنبع من الداخل ؟ فأجاب الدكتور براون قائلا" (( إنه رغم تأكيد الرئيس بوش على اعتزام الولايات المتحدة نشر الحرية والديمقراطية وإنهاء الاستبداد في الشرق الأوسط، فإن معظم المنادين بالإصلاح الديمقراطي داخل بلدان الشرق الاوسط وتحديدا" مصر والعراق لا يثقون في صدق نوايا الرئيس بوش ، ولذلك يتعين على الإدارة الأمريكية ممارسة نوع من الضغط ، وإبلاغ لحكومات بأنها ستدفع ثمنا ما إذا ما واصلت تقييد الانفتاح السياسي ، ويجب ألا يتوقع أحد أن يحظى ذلك الضغط بترحيب المعارضة في مصر حيث أن أي تقارب بينها وبين الولايات المتحدة سرعان ما يتم تفسيره بالعمالة والتبعية للخارج ، وكذلك القوى العراقية الرافضه للعملية السياسيه الناشئه ما بعد نظام صدام حسين )) ، أما البروفيسور سامر شحاته ، فأعرب عن اعتقاده (( بأن السياسة الخارجية الأمريكية وليس الطنطنة بخطاب عن نشر الديمقراطية ، كان لها تأثير إيجابي في تنشيط الوضع السياسي الداخلي في مصر خلال العامين الماضيين فقد أدت المعارضة للسياسة الأمريكية إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ثم الغزو الأمريكي للعراق إلى توحيد العديد من الحركات السياسية المصرية وخلق نوع من التعبئة السياسية للضغط على النظام المصري لإدخال إصلاحات سياسية من أجل أن تكون للشعب المصري كلمته في السياسات الإقليمية واتفق الدكتور شحاتة مع الدكتور براون في أن المشاعر المعادية للولايات المتحدة على الصعيد الشعبي في مصر والعراق تحول دون تأييد أي ضغط من الرئيس بوش للتأثير من الخارج حتى من أجل تلبية المطلب الشعبي بالتحول نحو الديمقراطية ،

 

حيث يتم النظر إليه كمحاولة للتدخل في الشؤون الداخلية المصرية والعراقية ، ودلل الدكتور شحاتة على ذلك بأن رئيس حزب التجمع الاشتراكي الدكتور رفعت السعيد ، والدكتورة منى مكرم عبيد ، عضو حزب الغد ، سارعا إلى المطالبة بعدم تدخل واشنطن في قضية اعتقال أيمن نور خشية أن يسفر أي ضغط أمريكي عن تصوير زعيم حزب الغد بأنه عميل للولايات المتحدة ، أما العراق فان القوى السياسيه التي مازالت ترفع دعوى الغاء ما تحقق بفعل الاحتلال والعوده للشرعية التي ازاحتها امريكا يكون لها ايضاط فعلها الذي لابد من الانتباه اليه والوقوف عنده )) وظهر في الندوه أن الصوت ألمؤيد الاصلاح من الخارج وهو الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز بن خلدون وأحد المرشحين للرئاسة احتجاجا على الولاية السادسة للرئيس حسني مبارك وقد أعرب الدكتور إبراهيم عن اختلافه التام مع منطق أنه ليس للخارج دور في إحداث التغيير والتحول الديمقراطي في مصر وقال : (( إن الشعب المصري قد تجاوز مرحلة الخوف من الخطوط الحمراء وتجاوزها الكثيرون من المصلحين والنشطاء من أجل التحول الديمقراطي في مصر ، مما يوفر قوة دفع متنامية من الداخل تمثلت أخيرا في لجنة الدفاع عن الديمقراطية والتي تواصل طرح مبادرات الإصلاح التي يرفضها النظام الحاكم في مصر ، والأهم من ذلك هو الحركة الشعبية من أجل التغيير والتي عبرت عن نفسها بمظاهرة في الثاني عشر من ديسمبر الماضي تحت شعار" كفاية" لحكم الرئيس مبارك الذي استمر لمدة 24 سنة ، مما يجعل فترة حكمه ثالث أطول فترة حكم لمصر منذ عهد رمسيس الثاني ثم حكم محمد علي كما أن حركة الإخوان المسلمين التي حرمت من النشاط السياسي الحزبي طرحت تصورها للإصلاح السياسي المطلوب كما يدعون ولم تختلف مبادرة الحركة كثيرا عن الحركتين المعارضتين الأخريين ،

 

و عند العوده الى ماقبل الانتفاضه الشعبيه التي اطاحت بحسني مبارك نجد إنه لم يحدث من قبل في مصر وفي ظل دستور لا يسمح بأكثر من مرشح واحد للرئاسة يتم عليه الاستفتاء بنعم أو لا ، أن تجاسر ثلاثة مرشحين للتقدم بأنفسهم كبدائل للرئيس مبارك وتحدوا الرئيس أن يشرع في تغيير الدستور للسماح بانتخابات مباشرة يختار فيها الشعب بين أكثر من مرشح للرئاسة ، كما أن النظام المصري يتلقى بليوني دولار كمساعدات من الولايات المتحدة وبليونين آخرين من الاتحاد الأوروبي ، ولذلك يصبح بوسع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التوجه بمطالب ليعلن النظام المصري جدولا زمنيا للإصلاح حتى لا يسمح للنظام بالتسويف والمماطلة بحيث تأخرت حركة الإصلاح الديمقراطي بشكل جعل مصر تنظر بإعجاب إلى اعتراض شعب الطوغو على تمرير السلطة من الرئيس إلى ابنه )) ومن خلال ذلك يمكننا تحديد نوع التغيير الحاصل من الخارج ولكن هنا السؤال المهم هل ان هذا التأثير يتوافق والارادة الشعبية ؟


يتبع بالحلقة الخامسة







الاربعاء ٢٥ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة