شبكة ذي قار
عـاجـل










في 19 نيسان 2014 قامت المنظمة العالمية للمغتربين العراقيين بتنظيم ندوة وطنية في شمال ألمانيا حضرها عدد غفير من العراقيين وممثلي الجاليات العربية بمناسبة مرور 11 سنة على غزو واحتلال العراق واستذكارا لمناسبات وطنية أخرى لاخذ العبر منها. وكانت القاعة مزينة بالاعلام العراقية الاصلية.


بدأت الندوة بتلاوة من أيات ألله البينات وقراءة سورة الفاتحة على شهداء العراق والامة العربية والنشيد الوطني. ثم شكر عريف الحفل السيد أمين الدوري الحاضرين على تحملهم أعباء السفر مشيرا الى التاسع من نيسان وقائلا ( بغداد لم تسقط وانما دخلها الساقطون ).


بعد ذلك ألقى ممثلو الجاليات العربية كلمات التضامن مع ثورة شعب العراق. هنا قال الاستاذ حسن همدر ممثل اتحاد الجمعيات العربية في ألمانيا: ثورات الشعب العربي واحدة ، كلها تخدم مشروع نهضة الامة العربية ، وثورة شعب العراق تقع في القلب والمركز منها وتقف أمام العدو الرئيسي وتأثر على كل الساحات الاقليمية. نحن شعب واحد ، كل ما يفرقنا يخدم العدو الاستعماري. مثلما قاتل العراقي في سوريا ولبنان ومصر والاقطار الاخرى على كل عربي شريف اليوم أن يقف مع ثورة شعب العراق ويناصرها بكل الوسائل. العروبة هي الاساس والخلاص وبديلها هي الطائفية المقيتة. فمن يقاتل الطائفية في سوريا ولبنان ومصر وكل أقطار العروبة يناصر ثورة شعب العراق. مشروعك أيها العراقي هو المشروع الصحيح. ثم نهض السيد نور الدين العلي عضو المجلس الاداري للجالية الفلسطينية في ألمانيا قائلا: كل الشعب الفلسطيني كان وما يزال مع العراق ومقاومته وثورته نظرا لسياسات النظام الوطني قبل الاحتلال اتجاه قضية فلسطين. الناس لا تنسى !! أول ما قامت به حكومة العملاء في بغداد هو التنكيل بالفلسطينيين وطردهم ورميهم في الصحراء وتشريدهم الى بلدان بعيدة. لقد تنكر النظام الطائفي في بغداد للقضية الفلسطينية ، وأصبح جواسيس الكيان الصهيوني يعيثون في الارض فسادا داخل العراق ، كما وصلت المشاريع الاستسلامية الامريكية الصهيونية الى مراحل خطيرة جدا بعد احتلال العراق واسقاط حكمه الوطني. ان أي دعم وانتصار لثورة شعب العراق هو انتصار للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. علينا جميعا حشد كل القوى والطاقات وتنظيم التظاهرات في عواصم أوروبا لدعم ثورة شعب العراق. ثم عبر القيادي في الجالية الاردنية في ألمانيا السيد حمزة المدلل عن وقوف الشعب الاردني الى جانب ثورة العراق وعن الحب العميق الذي يكنه الاردنيون للعراق نظرا لصلات القرابة والجيرة والاساس العروبي المشترك. كما ألقى مختارات من القصائد الشعرية التي ألهبت حماس الحاضرين.


بعد ذلك ألقى الاستاذ الجامعي المتخصص بالاقتصاد والعلاقات الدولية عزيز القزاز رئيس المنظمة العالمية للمغتربين العراقيين الكلمة الرئيسية للندوة. في البداية أشار الى المناسبات الوطنية وهي 9 نيسان حيث كرر القول الشهير ( بغداد لم تسقط وانما دخلها الساقطون ) ، والى 17 نيسان ذكرى معركة تحرير الفاو الخالدة ( الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم ) وحيى في هذه المناسبة الجيش العراقي الباسل الباقي على العهد والذي يساهم ضباطه الاشاوس اليوم أيضا في ثورة شعب العراق ، و الى 7 نيسان العيد السابع والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يعتبر اجتثاثه من أهم أهداف الغزو والاحتلال الامريكي الصهيوني الصفوي والذي يقود الثورة الحالية بالتعاون مع كافة القوى الوطنية والقومية والاسلامية والذي بلغت تضحياته أكثر من 150 ألف شهيد والذي يرفع شعار ( البعثي أول من يضحي وأخر من يستفيد ).


ثم قال القزاز: لقد التزمت المقاومة الوطنية بأوامر وتوجيهات قادتها ، واستطاعت أن تدحر قوات الاحتلال الامريكي. وها هي أمريكا قد اندحرت فعلا على أسوار بغداد. فقد كان يوم الثلاثين من كانون الاول 2011 الاعلان الرسمي لهذا الاندحار على لسان أوباما. انه يوم نصر العراق على الاحتلال الامريكي ويوم نصر الامة العربية على أعدائها. بعد هذا الاندحار بدأ شعب العراق المرحلة الثانية من مسيرة تحرير وطنه واعادة توحيده على الاسس الوطنية وحماية عروبته. هذه المرحلة الثورية هي في الخط الاول ضد التدخل والاحتلال الايراني وعملائه. وكانت ايران قد سارعت قبل وبعد الانسحاب الامريكي للسيطرة على الوضع العراقي عبر ما يسمى بالعملية السياسية. واذا كانت مقاومة الاحتلال الامريكي يغلب عليها الطابع العسكري فان مقاومة الاحتلال الايراني أكثر تعقيدا ، ذلك لان أيران عملت على النفاذ الى عمق النسيج المجتمعي العراقي من أجل تفتيت مكوناته وتشويه هويته الوطنية والقومية. لذلك جاءت الثورة بهذا البعد الشعبي الشامل الذي يرفض الهيمنة بجلباب الدين أو المذهب. انها ثورة شعبية شاملة ضد الطائفية والعرقية العنصرية. هذه الثورة تريد اسقاط العملية السياسية التي أسسها الاحتلال. ان ازالة الاصيل تنهي دور الوكيل ، وان ما بني على باطل فهو باطل. هذه الثورة الشاملة لكل أطياف الشعب ولكل المناطق تؤكد وتوضح أن وحدة العراق عصية على التقسيم وأن عروبة العراق عصية على التشويه. العرب يشكلون أكثر من 80 % من الشعب العراقي !! ان ما لم تستطع أمريكا بكل امكاناتها تحقيقه لا تستطيعه افرازاتها.


وقال القزاز أيضا: بعض أسباب الثورة الشعبية تكمن في سياسات العميل المالكي وتناقضات الاطراف المشاركة في العملية السياسية. فقد فشلت مثلا سياسة المالكي اتجاه ( اقليم كردستان ) حيث صار هذا الاقليم يبتعد شيئا فشيئا عن بقية العراق. ولم يعد التحالف الطائفي الذي ساند المالكي متماسكا وانما أصابه التصدع ، ولم يبق ( التيار الصدري ) في معسكر المالكي الا بسبب الضغوط الايرانية المستمرة. ومن أهم الاسباب التي جعلت الثورة الشعبية تتصاعد وتنتشر هي سياسة الاقصاء والقمع التي اتبعها العميل المالكي ضد جميع خصومه ، وكذلك سياساته الفمعية الشوفينية التي اتبعها ضد المتظاهرين والمعتصمين والمجازر الوحشبة التي ارتكبها في الحويجة والفلوجة وسلمان بيك والمناطق الاخرى والتي دفعت المحتجين الى حمل السلاح. وكانت الميليشيات الطائفية قيل ذلك قد بدأت بالتحرك العسكري العنفي ، كما ازدادت الاعتداءات على المدن والمناطق والاحياء والمساجد ...الخ وهكذا تدفق سيل الدماء.


ثم جاءت الازمة السورية لتعمق الانقسامات داخل العراق وتغير موازين القوى وتزيد ارتباكات حكومة العملاء. ايران تدعم بشار بالاسلحة والعتاد والرجال وبكل الوسائل الاخرى وتصعد الضغوط على المالكي باتجاه زيادة الدعم ، بينما المالكي ليست لديه نفس الدرجة العالية من الاندفاع وكانت علاقاته مع دمشق متوترة في السابق. وهو يعتقد بأن بشار ساقط لا محالة وهو لايريد أن يكون مع الخاسر. لذلك اتسم موقف حكومة العملاء في بغداد بالارتباك. فهي من ناحية تعلن حيادها ومن ناحية أخرى تدعم نظام بشار طبقا للاوامر الايرانية وتقوم بنقل الامدادات الى سوريا وبنقل الميليشيات الطائفية للقتال ضد الثوار داخل سوريا. أمام هذه الخلفية يحاول العميل المالكي ( بدون نجاح ) احتواء التداعيات السلبية للازمة السورية على نظامه.


بعد ذلك طرح القزاز على الحضور السؤال المركزي: ما العمل ؟ وأشار هنا الى النقاط التالية:


ـ علينا دعم ثورة الشعب العراقي بكل الوسائل ، وكذلك الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية وكذلك المجلس السياسي العام لثوار العراق


ـ ندعو جماهير امتنا العربية وقواها السياسية الى دعم ثورة الشعب العراقي والعمل هلى كسر الحصار السياسي والعسكري والاعلامي المفروض عليها


ـ علينا نشر ثقافة المقاومة الشعبية المسلحة


ـ المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان وتونس وكل الاقطار العربية الاخرى


مطالبة بتوحيد مواقفها وتنسيق جهودها ، فالقضية واحدة والعدو واحد


ـ توحيد كل القوى الوطنية والقومية والتقدمية والاسلامية الاصيلة في جبهة واحدة.


ـ علينا نحن عرب المهجر أن نكون سفراء مخلصين لامتنا العربية ، سفراء تعبئة واعلام لنصرة قضايانا العادلة .


بعد ذلك جرت مناقشة واسعة للسؤال المركزي المطروح ( ما العمل ؟ ). وتم الاتفاق على القيام بتظاهرة كبيرة بتاريخ 30 نيسان 2014 أمام السفارة العراقية في برلين للاحتجاج ضد حكومة العملاء وضد تزييف ارادة الشعب العراقي عن طريق الانتخابات الغير حرة والغير نزيهة. كما تقرر القيام بحملة لجمع التبرعات للمشردين اللاجئين داخل العراق.






الخميس ٢٤ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة