شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يختلف أثنان على ان أمريكا غزت العراق لأهداف ومصالح سياسية وأقتصادية ، عُدت لها العدة منذ زمن طويل ، أما مسألة التبشير بالديمقراطية فهي كذبة يجملون فيها قباحتهم ، مثل ربطة عنق يرتديها شخص عاري تماماً ، المهم .. أن تلك المصالح والأهداف الغير معلنة ، تحتاج لمن يشرع لها ، يمررها ويتكفل بحمايتها والمحافظة عليها ، أي هناك حاجة أكيدة لجهة تتحمل مثل هذه المسؤولية الكبيرة ، فهل نتوقع أن تبحث أمريكا عن شخص وطني محب للعراق يقوم بهذه المهمة؟!، بالنسبة لي أرى انها بحاجة إلى "بغل"!!، مثل "البغال" التي كانت تستعين بها قطعات الجيش لنقل العِدد والعتاد في المناطق التي يصعب فيها تحرك الآليات ، كالمناطق الجبلية ، ولطبيعة المهمة الصعبة التي سيكلف بها "البغل" يتم اختياره بعناية ، ليكون قادراً على أداء عمله في أصعب الظروف ، "البغل" المناسب في المناطق الوعرة المناسبة ،

 

وهذا ما فعله الأمريكيون عندما جاءوا للعراق!!، جاءوا ومعهم "بغالهم" ، وقد تم أختيارهم بعناية فائقة ، مع الأخذ بنظر الأعتبار تاريخ "البغل" المهني وكفاءته كمطية ، ولا يخفى على أحد إن أكثر "البغال" الذين اعتمدت عليهم أمريكا في العراق هم من "الدعوجية" ، ومعروف الدور التخريبي الذي لعبه حزب الدعوة العميل منذ تأسيسه ولحد هذا اليوم ، أبتداءاً من تصديه للفكر الشيوعي لصالح المعسكر الغربي ، ومروراً بخدمة أفكار النظام الإيراني وأوامر مخابرات النظام العلوي في سورية المحتلة ، وأنتهاءاً بالدور الرئيسي القذر ما بعد أحتلال العراق عام 2003 ، فتاريخ "الدعوجية" كمطايا يشهد بكفاءتهم ونشاطهم في الأعمال التخريبية ، وهذا ما جعلهم "البغال" المعتمدين لمهمة صعبة في العراق ، مهمة على مستوى عالي من الاهمية تستحق أن ينقل "البغل" ويعلف ويعالج من أجلها ، وعندما يحين الوقت يحددون له المسار ، كما كان الجنود يمرنون "البغال" على سلوك الطريق منفرداً ، لكن مهما فعلوا يبقى البغل بغل ، فـ "البغل" لايعرف سوى الغريزة ، هي من تتحكم به ، وهذا ما نراه اليوم بالعراق الأسير ، الفساد المالي على قدم وساق ، لو تحدثنا عنه بالأرقام والتفاصيل سنسجل رقم قياسي بين دول العالم على مدى التاريخ السابق واللاحق ، الكل ينهب بدون استثناء ، مشاريع وهمية ، سماسرة صفقات ، فقدان سيولة مالية (على عينك يا تاجر) ،

 

عقود فاسدة مقابل نسب مئوية توضع في مصارف أجنبية ، حصص نفطية ، محسوبيات (عمك خالك) والاقربون أولى باللغف!!، أما الوضع في العراق فيمكن أن نراه بوضوح وفق صورة "صراع من أجل البقاء" ، ميليشيات بربرية تسفك الدماء من أجل المكاسب الرخيصة ، والمؤسسات الحكومية (شرطة وجيش) تقتل وتنتهك حرمة النفس البشرية بالتعذيب والاغتصاب من أجل أن تستمر عجلة التحكم والسيطرة بالدوران ، الطائفة .. نسخة طبق الأصل عن فكرة الانتماء لنفس الفصيل في مجتمع "البغال" ، إليس هذا ما يحدث في المجتمع الحيواني وفق "قانون الغاب"!!، هو نفسه يحدث بالعراق اليوم بعد ان حكمته "البغال" بأسم "دولة القانون" لكنهم حذفوا "الغاب"!!، لكن هناك أمر لانجده في "بغال" أمريكا ، فـ "البغل" الأصيل ، الذي استخدمته القطعات العسكرية ، كان في أغلب الاحيان ينهي حياته بالأنتحار ، يقال بسبب الذل ، لكن "بغال" اليوم ليس لديهم كرامة ، فرغم طول خدمتهم كـ "مطية" لجهات متعددة ، إلا أنهم لا يشعرون بالذل ابداً.

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

alhashmi1965@yahoo.com

 ٠٧ / أيــار / ٢٠١٤








الاربعاء ٧ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة